من هو تشي جيفارا ؟

من هو تشي جيفارا ؟

 من قال بان الجوع هو مولد الثورات ، و انه يجب ان تكون  محروما لكي تشعر بالاخرين ، فمن لا يرضي بالظلم او الذل لنفسه ، لا يقبله علي اي شخص اخر ، لان قلبه و فطرته من يخبرانه علي فعل الصواب دائما ، و عدم الرضي الا بالحق و العدل ، محتفظا بكرامته و حريته ، حتي لو كلفه الامر حياته ، و هذا ما آمن به ارنستو تشي جيفارا

 تشي جيفارا المفجر للثورة الكوبية  ، رغم انه كان طبيبا و مثقفا ، ولد في مدينة روزاريو في دولة الارجنتين  عام 1928 ، و اثناء دراسته في كلية الطب  قد زار امريكا اللاتينة بكاملها ، و من هنا بدأ شعور جيفارا بالظلم علي الاحوال المتدنية للفلاحين و العمال الذين يعملون مثل العبيد في مناجم النحاس بشيلي ، فأدرك بان الاستعمار و الرأسمالية التابعة له ، هي القوي المسيطرة و المستحوذة علي كل خيرات البلد ، و لا ينال العمال البسطاء سوي الفتات الذي لا يكفي علي مسايرة معيشتهم ، ليتضوروا جوعا و لا يشعر بهم احد من اصحاب السلطة ، و من هنا بدأ الوعي السياسي و الشخصية الثورية لتشي جيفارا بالتشكل بداخله .

و لم يجد حلا الا بقيام ثورة تطيح بالحكم الديكتاتوري برئاسة الكوبي ” فولغينسيو باتيستا ” الذي كان معتمد علي الولايات المتحدة  ، التي لعبت دورا قذرا سابقا في سقوط الرئيس ” جاكوبو أريينز غوزمان ”  ليتولي  ” باتيستا ” بدلا منه .

حيث حينما كان ” جيفارا ” ساكنا في مدينة مكسيكو ، التقي هناك بالمنفي ” راؤؤل كاسترو ” و ” فيدل كاسترو ” بعد خروجه من السجن ،  و حينها قرر ان يكون فردا في الثورة الكوبية  كطبيب ، و انضم الي حركة 26  يوليو ، التي قامت  بالغزو علي كوبا للاطاحة بالدكتاتور ” باتيستا ” ، و استطاع ” جيفارا ” اثبات جدارته  في الحرب ليصبح  الرجل الثاني في القيادة بالحملة ، التي استطاعت بالفعل الاطاحة بنظام ” باتيستا ” بعد مرور عامين .

و قد اشتغل ” جيفارا ” بالكثير من الاعمال المتنوعة في الحكومة الجديدة بعد الثورة الكوبية ، حيث اهتم بالاتي :

استغل تعيينه كوزير للصناعة  ، فأسس قوانين الاصلاح الزراعي .

اعادة النظر في الطعون و فرق الاعدام التي تم اصدارها علي المدانين بجرائم الحرب .

عمل كرئيسا للبنك الوطني

عين في منصب رئيسا تنفيذيا للقوات المسلحة الكوبية

سفيرا الي الهيئات الدولية  باسم الاشتراكية الكوبية  ، مما اتاح له  تدريب قوات الميليشيات اللذين استطاعوا صد غزو خليج الخنازير .

كما ان ” جيفارا ” كان مهتما بكتابة مذكراته باسم ” رحلة شاب علي دراجة نارية ” فحققت اعلي نسب مبيعات في امريكا الجنوبية .

و في عام 1965   ترك ” جيفارا ” كافة اعماله بالثورة الكوبية نهائيا ، و قدم استقالته الي ” كاسترو ”  لانه لم يجد نفسه مناسبا في الحياة السياسية ، فانتقل بعدها ” جيفارا ” الي الكونغو حيث قام بالتحريض علي اولي الثورات الفاشلة  بسبب تخاذل رؤؤس الثورة الافارقة ، و انتهي الحال ، الي قضاء ” جيفارا ” فترة نقاهة في المستشفي ، حيق قام ” كاسترو ” بزيارته مرجوا اياه بالعودة و لكنه رفض .

ثم انتقل بعد ذلك الي ” بوليفيا ” و كان هدفه هو تقوية الصفوف لمواجهة النزعة الامريكية التي تخمد اي ثورة تقام في دول القارة .

و في عام 1967  وجد ” جيفارا ” نفسه مواجها مع عشرون مقاتلا ، لكامل قوات الجيش بقيادة السي أي ايه المجهزة باحدث السلاح ،  و ما سهل لهم عملية مطاردتهم  ” لجيفارا ” هو تعرضه  لازمة ربو حادة المصاب به منذ طفولته ، و في نفس العام  ، في احد الوديان ، قام 1500  جندي من الجيش البوليفي بالقبض علي جيفارا ، الذي استمر بقتالهم حتي النهاية بالرغم من اصابته .

تم نقل جيفارا الي مدرسة تقع في قرية ” لاهيجيرا ” بعد ان قبضوا عليه ، الان ان قام الرئيس البوليفي ” رينيه باريينتوس ” باعطاء الاوامر باعدام ” جيفارا ” طلقا بالرصاص ، و مع الحرص بعدم اصابة القلب او الرأس ، ليتعذب حتي موته .

و من قام بالمهمة هو الرقيب ” ماريو تيران ” الذي قام باطلاق النار بطول جيفارا من اعلي الي اسفل ما عدا قلبه او رأسه ، الي ان قام ظابطا ثملا باطلاق رصاصة جانبه الايسر ، فسقط قتيلا .

و مع ان السلطات البوليفية رفضت تسليم جثة ” جيفارا ” او الاعلان عن مكانها ، و لكن من خلال كتاب ” تشي جيفارا : حياة الثوري ” للجنرال البوليفي ” ماريو فارغاس ” الذي ذكر ان جثمان ” جيفارا ” تم دفنه قريبا من مهبط الطائرات في مدينة فالليغراندي  ، و بعد البحث تم العثور علي رفات ” جيفارا ” عام 1997  و تم دفنه في ضريح بمدينة ” سانتا كلارك ” مع ستة من رفاقه .

بالرغم من وفاة ” جيفارا ” الا ان شخصيته ما زالت ذات تأثير قويا في حياة الكثيرين الان ، و اصبح  اسم ” جيفارا ” مرتبطا بمفاهيم عظيمة مثل الحرية و الثورية و الوطنية و الانتماء و الكرامة التي يسعي اليها كل من يريد ان يحيي كانسان .

مواضيع ذات صلة

البلاك بورد جامعة القصيمطريقة تسجيل الدخول إلى البلاك بورد جامعة القصيم بالخطوات

اداب التعامل مع الاخرينما هي اداب التعامل مع الاخرين ؟