يوم المعلم | ذكرى المهنة الأسمى في الحياة

كما تخلق النطفة في رحم الأم يخلق البنيان السوي في كنف المعلم، يمكن للغبار أن يتراكم على هوية الإنسان ويطغوا على معالمها إن لم تمسحه يد العلم أولاً بأول، يمكن أن يصبح تاريخنا وإرثنا في طي النسيان إذا لم نتذكر صانعه الأسمى في يوم المعلم من كل عام.

المعلم ليس شخصاً يتلو على مداركنا مجرد كلمات، المعلم يغرس أسس الهمة والكرامة والعلياء في عقولنا، لنجني ثمار تلك المهنة العظيمة في كل المهن التي نشتغلها في حياتنا مهما تعددت مسمياتها.

نبذة عن يوم المعلم

يوم المعلم ذكرى نحييها كل عام لنحتفل معها بموعد إطلاق عيد المعلم الرسمي في الخامس من تشرين الأول بحسب تأريخ منظمة اليونسكو العالمية لتلك المناسبة الجليلة، وعلى الرغم من أن هناك بعض البلاد لا تتخذ هذا اليوم إجازة رسمية فيها إلا أن تهنئة عيد المعلم تكون واجبة في كل البلدان بلا استثناء على الكبير والصغير.

يجب أن نحيي معلمينا في هذا اليوم تقديراً لمجهودهم الدؤوب في حماية قلعة العلم المحصنة.

عبارات عن يوم المعلم

لطالما قرعنا طبول الاحتفالات بمناسبة اليوم العالمي للمعلم بشكل تقليدي إيفائاً بدور المعلمين الشرفاء في تربية النشء وبث روح القيم السمحة في عقولهم، ولكن تقديرنا الفعلي لدور المعلم القوي في مجابهة حروب الظلام التي تسدل العتمة على أحلام أبنائنا المنيرة قد بدء مع انتشار جائحة كورونا القاتلة التي لم تقتل الأبدان فقط.

ولكنها استطاعت أن تقتل الأمان والطمأنينة والسريرة من قلوب الجميع.

استطاع ذلك الوباء الموحش أن يقضي على الأحلام الخضراء، ويتركنا عابسين في أرضة يابسة رعناء يفوق سوئها حدة السم، وتقتلع رياحها أشجار الطموح العالية، إلا أن المعلمين لم يسمحوا لرياح الفيروس اللعينة بأن تطفئ شعلة العلم وتهدأ من نيران السعي، المعلمين فقط من كان لهم الفضل في التصدي للأزمة التي أصابت إرادة العالم في مقتل وشلت عزم الإنسان في الحلم بواقع أجمل.

كلام عن يوم المعلم

انصباب الاهتمام على عيد المعلم في العامين الماضيين كان بمثابة إيقاظ لروح المثابرة بداخل شخصية كل معلم عاشق للعلم وراغب في أداء رسالته السامية مهما كانت الظروف والأحوال المحيطة بالعالم أجمع، المعلمين فقط لم يعزفون لحن الوفاء في ظل الظروف الغادرة، ولكنهم استطاعوا أن يضمدوا جراح الحرية الفكرية التي استنزفتها الفواجع والأقدار الدميمة.

في يوم المعلمين علينا أن نشيد بدورهم الحالم في إخماد حرائق اليأس، ونزع المسمار الذي ثقب سفينة العلم والثقافة، المعلمين سواء كانوا رجالاً أو نساءاً يستحقون رفع القبعة وانحناء هامات كل الوظائف الأخرى مهما كانت أهميتها ودورها في إصلاح المجتمع، فبدون رحم علم المعلمين الأتقياء لم تكن لتخلق أي مهنة أخرى على وجه الأرض وترى أشعة النور الآملة البراقة بأعينها.

صور يوم المعلم

وحدها الصورة من تستطيع أن تجعلنا نرجع بالزمن إلى الخلف، وحدها يمكنها أن تجعلنا نعود أدراجنا إلى حيث أمنا وضحكنا وسرت قلوبنا، الصورة والمعلم لديهم خصلة مشتركة يفقهها العالم والأمي ويدركها كل من وضع الله في منتصف رأسه عقل يفكر.

فالصورة تستطيع أن تشعل في أفئدتنا نيران ذكرى ظننا أنها أصبحت رماد خامد، مثلما يستطيع المعلم أن ينعش نبض التعليم في أجسادنا التي قتلها سيف الجهل الغامد، احتفظوا في أدراجكم بصور عن المعلم أو صورعن يوم المعلمة التي أثرت في وجدانكم.

لعل تلك الصور تصبح في المستقبل درع حامي يقيكم شر الدروب الغائرة، وتجعلكم في خضم طاقة جبارة تحميكم دائماً من رشقات الجهل المتناثرة.

صورعن يوم المعلمة

يوم المعلم عبارات

أتذكر معلمي الغالي ذلك النور الذي أهديتني سبله في أولى مراحلي التعليمية وأنا على أعتاب حياة مليئة بالدروس الواقعية، وددت أن أخبرك وبشدة في يوم المعلم العالمي أنني أردت أن أصبح معلماً في كبري، حتى يستمر نور علمك القيم موصولاً للأجيال القادمة مثلما أظهرت لنا به طرق الحق والصلاح في صغرنا.

خواطر عن يوم المعلمة

يوم المعلم لا يختص به فقط الرجال ولكنه كناية عن كل من جعل العلم راية يرفعها سواء كان هذا المعلم رجلاً أو امرأة، كما أنني أرى أن عيد المعلمين يصبح عيدين إذا كانت حاملة راية ولاء العلم امرأة عيد تقديراً للمهمة الصعبة التي اختارت أن تحملها على عاتقها رغم كل الصعاب التي قد عرقلتها في المسير، وعيد لأنها امرأة، عيد لأنها أم، لأنها صديقة وأخت قبل أن تكون معلمة.

المرأة المعلمة لا ترى الأمور بناظرها ولكنها تدع الفطرة الرحيمة هي من ترشد أبنائها الطلاب نحو الخيار الأصوب، لا تعلم المرأة صغارها مسك القلم وحسب لكنها تعلمهم المبادئ، تعدهم كي يكونوا جيشاً حامياً للأوطان، المرأة على مر التاريخ كانت ملاذاً للعقول الخائفة وأكسير الحياة الشجاع الذي حفز كل من فضل الموت على مواجهة الفساد، أن يعود ليحيا مغواراً و ليس مطأطأ الرأس.

عمل المرأة في التعليم هي من أهم الأهداف التي استطاعت بيادق النساء المناضلات تحقيقها على مدار عصور عديدة، فكما تنصب المرأة ولياً في بيتها تعلم وتربي وتنشأ وتغرس الفضيلة في وجدان أبنائها، تستحق ايضاً أن تمشي ذلك الطريق لنهايته وتتم رسالتها في ميادين العلم كما أتممتها في باحات بيوت الكرام.

أهمية المعلم في المجتمع

كم أنا فخورة بأني شهدت التضحية في أبهى صورها عندما احترق معلمي بنار الكد والاجتهاد أعواماً طويلة لتظل شعلة العلم منيرة وضوئها ساهراً في عقول أبناء الوطن، فالمعلم يترك في كل من تلاميذه الذين يشكلون بنيان المجتمع فيما بعد صفة راسخة من خصاله الرائعة، فيترك في الشرطي يقظة الضمير ويترك في الطبيب الرحمة والإنسانية.

يعيش المعلم أمد حياته كالطيف السخي الذي لا يمر إلا بالخير، لا يمكن أن ينعت أحداً المعلم بالسلب في أي زمان ولا أي مكان كون أن المعلم رمزاً للعلي على منبر الإنسانية أبد الدهر، أهمية المعلم في المجتمع وتدريبه للنشء الصغير على أن يصبح قوة مؤثرة في وطنه عندما يشتد ريعانه لا تكفيها يوم المعلم الذي نحتفل به فقط، ولكن دور المعلم يستحق أن يظل الأبرز على الساحة دائماً.

أشعار عن يوم المعلم

(اِصبِر عَلى مُرِّ الجَفا مِن مُعَلِّمٍ فَإِنَّ رُسوبَ العِلمِ في نَفَراتِهِ ) تغنى بذلك البيت الإمام الشافعي في قصيدته عن مدح المعلم، حيث ظل شعر الإمام الشافعي عن دور المعلم باقياً معنا حتى اليوم، وهو خير كلام يمكننا أن نقتبسه لنذكر أنفسنا بأهمية المدرس في يوم المعلم لهذا العام، ونتذكر معه أن العثرات التي نواجهها في العلم وحدها من تجعلنا نتخطى اختبارات الحياة القاسية ببراعة.