أقوال جلال الدين الرومي | الشاعر المتصوف

عندما نجد أن أقوال جلال الدين الرومي قد ترجمت إلى أكثر من 7 لغات، إذًا علينا أن نقر بأنها حقًا تعبر عما يدور بداخلنا من خواطر ومشاعر، وأنها كانت تجسيدًا واقعيًا لفلسفة الروح والمذاهب الصوفية، ولقد كتب جلال الدين العديد من القصائد باللغة الفارسية والعربية والتركية، لهذا كانت هذه الشعوب الأكثر تأثرًا بأفكاره.

أقوال جلال الدين الرومي | مصدر إلهام للجميع

الشعر هو الآلة الموسيقية التي تلعب على أوتار قلوبنا، وتشعرنا وكأننا نسبح في عالم الخيال بعيدًا عن الواقع المؤلم، أما الحكمة فهي المرشد لنا في طريق الحياة المظلم، ولقد كانت لـ أقوال جلال الدين الرومي التأثير الأكبر في حياة كل المهتمين بالأدب الفارسي، فهو شاعرٌ وفقيه ومن أشهر من اتبعوا المذهب الصوفي في القرن الثالث عشر.

فمن منا لم يسبق له الشعور بحلاوة الحب بعد قراءته لمقولة “لا تكن بلا حب لكي لا تشعر أنك ميت بل مت في الحب وابق حيًا للأبد”، وعندما شعرنا باليأس أضاءت لنا عبارة “لا تجزع من جرحك، وإلا كيف للنور أن يتسلل لباطنك” مصابيح الأمل، فدائمًا كانت اقوال العباقرة والعظماء هي الدليل لنا في كل الدروب المعتمة، وهي التي تحررنا من قيود الاستسلام.

تعرف على أصل جلال الدين الرومي

لم تنجب بلاد الفرس أنبغ من جلال الدين الرومي، ولم تتأثر الشعوب الإسلامية بأفكار الفلاسفة والفقهاء مثلما تأثرت بـ أقوال جلال الدين الرومي ، فهيا بنا نعود بالزمن إلى عام 604 هـ عندما جاء إلى عالمنا أحد رموز الشعر والصوفية، حيث ولد في مدينة بلخ بأفغانستان، وانتقل مع عائلته للعيش في العراق، وأتقن اللغة العربية والتركية بجانب لغته الأم، وقد تأثر كثيرًا بـ اقوال شمس التبريزي الذي يعد معلمه الأول والأب الروحي له، لذلك ألف ديوان يحمل اسم الأخير بعد وفاته تمجيدًا له.

أقوال جلال الدين الرومي في حب الله

“النور الذي في العين فليس إلا أثرًا لنور القلب، وأما النور الذي في القلب فهو من نور الله” هذه العبارة اجمل ما قال جلال الدين الرومي في حب الخالق، فسبحانه خلقنا من العدم ووهبنا نعمًا لا تعد ولا تحصى، ورغم ذلك نتكبر ونبعد عن طريق هداه، فنستغفرك ربنا عن خطايانا ونتوب إليك عن كل إثم.

وقد كثرت أقوال جلال الدين الرومي التي كان يصف فيها رحمة الله وكرمه، وهذا يعود لكونه فقيهًا صوفيًا، ودائمًا كان يربط بين نشر الحب وطاعة الله، فمن يكِن بداخله هذا الشعور المقدس من الصعب عليه أن يعصي خالقه، لهذا قال “هناك سبلًا كثيرة لتصل إلى الله وأنا اخترت الحب لأصل إليه”.

مقولات معبرة عن الحب

لكل عاشقٍ ولهان تهرب الحروف من على لسانه عندما يرى حبيبه نصب أعينه، لن تجد أصدق من أقوال جلال الدين الرومي عن الحب لكي تصف الشعور الطاهر الذي أسر قلبك واحتل كيانك، فعندما تسهر بالليل لتستمتع لبعض الألحان ستتذكر قوله “من دون الحب كل الموسيقى ضجيج، وكل الرقص جنون وكل العبادات عبء”.

نعم فهو على حق، فعندما تغرس بداخلك بذور العشق ستشعر بإنسانيتك، وهذا يعد اجمل ما قيل في الحب وأعظم كلمات فسرته، فهو ما إلا هبة رزقنا الله بها حتى ننعم بالعيش بسلام، ومن أشهر أقوال جلال الدين الرومي التي تحثنا على نشر المحبة بيننا هي “حين تعثر على الجمال في قلبك ستعثر عليه في كل قلب”.

مقولات جلال الدين الرومي

مقولات مؤثرة عن الفراق

آهٍ من وجع الفراق! وتبًا للأميال التي تفرق العشاق الذين دائمًا ما يتساءلون “هل ضر هذا الكون نبض لقائنا أم أن هذا الحزن أدمن أضلعي، قل للمسافات البعيدة بيننا أرجوا بحق الله أن تتواضعي”، ولقد كانت أشعار و مقولات جلال الدين الرومي الأكثر تعبيرًا عن مأساة الحب، فكثيرًا ما احتوت في طياتها على مشاعر مدفونة يصعب على الأحبة البوح بها.

المرأة في عين جلال الدين الرومي

مع كل أقوال جلال الدين الرومي التي عبرت عن قدسية الحب وطهارته، ستجد أنها تعبر عن مدى احترامه للمرأة وعلو شأنها عنده، على خلاف مفكري عصره الذين لم يذكروها إلا بالقليل.

لكنه قال عنها “للمرأة حضور خفي لا يراه ويهتدي به إلا رجل متفتح عارف، فهناك نوعًا من الرجال بداخلهم حيوان محبوس، ليت هؤلاء يقومون أنفسهم أولًا ليتهم يعرفون أن المحبة والتفهم هي ما تجعلنا بشرًا أما الشهوة والحمّية فلا! ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻼ‌ﻗﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ، ﺭﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻷ‌ﻧﺜﻮﻱ ﺍﻟﻨﺎﻋﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺍﻩ !”.

فيجب على كل من تحركهم غرائزهم المريضة تجاه النساء أن يتدبروا أقوال جلال الدين الرومي في هذا الشأن، ليعيدوا تفكيرهم مرة أخرى.

الصمت وسيلة للراحة النفسية

كثرت أقوال جلال الدين الرومي عن الصمت ليعبر بها عن الحالات التي مر بها في حياته وكانت الكلمات ليس لها قيمة حينها، فقد يكون السكوت مفيدًا عندما يدخل الإنسان سجون الحزن بدون إرادته مثل قوله “مع الزمن يتحول الألم إلى حزن، ويتحول الحزن إلى صمت، ويتحول الصمت إلى وحدة عظيمة وشاسعة كالمحيطات المظلمة”.

وقد يكون خير وسيلة لكبت مشاعره الداخلية التي يحاول إخفائها عن الجميع، وتجسد ذلك في عبارته “لقد لذت بالصمت يا الله، لكن صعد النواح من روحي دون إرادة”.

أقوال جلال الدين الرومي عن الموت

الموت هو سنة الله على الأرض فليس هناك خالد غيره سبحانه وتعالى، لكن أصعب إحساس قد يمر به الإنسان هو أن يشعر أنه ميت وهو مازال على قيد الحياة، وقد يكون هذا نتيجة لتراكم الأحزان عليه واستسلامه لها، وقد كانت من أشهر أقوال جلال الدين الرومي عن مقاومة هذه المشاعر السلبية هي “عندما يتراكم عليك كل شيء وتصل إلى نقطة لا تتحمل بعدها أي شيء، احذر أن تستلم، ففي هذه النقطة سيتم تغيير قدرك للأبد”.

ولقد استفاد العديد من علماء النفس والتنمية البشرية بهذه المقولات، وتعاملوا معها على أنها بمثابة عبارات تحفيزية للنجاح ينبغي لأي إنسان أن يطبقها طوال مسيرته، وعلى الرغم من أننا جميعًا سنذوق الموت، إلا أننا لن نتساوى في تذوق الحياة، فإن تكن حيًا ليس المقصود بذلك أن أنفاسك مازالت مستمرة فقط، بل الشعور بالسعادة والرضا وراحة البال هو الذي يعطي معنى لوجودك.

اقتباسات جلال الدين الرومي عن الحياة

1- “لا تحزن فأي شيء تفقده سيعود إليك في هيئة أخرى”.

2- “اعلم أن كل نفسٍ ذائقة الموت، لكن ليس كل نفسٍ ذائقة الحياة”.

3- “من جمال الحياة أن الله يبعث في طريقك ما يوقظك بين الحين والآخر، أنت الذي ظننت لوقتٍ طويل أنك مستيقظ”.

4- “أتعرفُ ما كل هذه الأحزان، إنها جدار بين بستانين، فلا تبتئس”.

5- “توضأ بالمحبة قبل الماء فإن الصلاة بقلبٍ حاقد لا تجوز”.