مَن قائل اذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم؟

اذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث

تراث الأدب العربي زاخرٌ بالحكم والنصائح التي تمدنا بعصارة خبرات السابقين، ومن الأبيات الشعرية العربية التي حملت لنا في طياتها حكمة بليغة ونصيحة ثمينة البيت الذي يقول فيه الشاعر اذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم، نعم فكم من أناس بدت لنا نواجذهم حتى ظنناهم يسرفون في التودد لنا بينما هم يضمرون العداء ويتأهبون لافتراسنا!

شرح اذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم :

يقول الشاعر ((وجاهل مدَّه في جهله ضحكي حتى أتته يد فرَّاسة وفمُ ** اذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسمُ))، حيث يوجه رسالةً لأعدائه ويحذرهم من افتراسه لهم يوماً ما فلا تغرنهم بشاشته وضحكه في وجوههم، إذ يحسب الجاهل أن هذا الضحك ضرب من ضروب الرضا لكنه تفسير خاطئ، فها هو الليث يظهر أنيابه لا من باب التبسم والتودد وإنما من باب الاستعداد للافتراس.

وفي هذا البيت صورة جمالية حيث شبَّه الشاعر نفسه بالأسد الذي يكشِّر عن أنيابه لا بقصد الرضا والتبسم بل بقصد التأهب للافتراس والانقضاض على الفريسة، كما شبه خصومه بالفرائس التي ينقض عليها الليث ويودي بها.

من القائل اذا رايت انياب الليث بارزة ؟

حري بنا أن نعرف من القائل اذا رايت انياب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم، إنها من اقوال المتنبي المأثورة، وهي ضمن قصيدته المشهورة التي يعاتب فيها سيف الدولة الحمداني ويمدحه.

عرفنا أن مقولة اذا رايت انياب الليث بارزة فلا تحسبن الليث يبتسم للشاعر المتنبي، وفيما يلي نبذة موجزة عن هذا الشاعر المبجَّل:-

1) اسم المتنبي ومولده :

اسم المتنبي هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الكوفي، يكنى بأبي الطيب، ويلقب بشاعر العرب ويعرف بالمتنبي، ولد تحت سماء مدينة الكوفة العراقية وإليها نسب، وكان مولده في عام 303 هـ وهو ما يوافق عام 915 م.

2) نشأته وحياته :

ترعرع المتنبي في مدينة الكوفة التي كانت مركزاً للعلم والعلماء وقتذاك، وتلقى علوم اللغة العربية في الكُتاب الذي التحق به أبناء الأشراف، فأجاد النحو وأتقن البلاغة وأحسن تنظيم الشعر في مرحلة عمرية مبكرة، وكان شغوفاً بطلب العلم منكباً على قراءة الكتب، كما كان يتمتع بالذكاء المتقد وملَكة الحفظ القوية.

وعندما شب أبو الطيب أخذ يرتحل من بلد إلى آخر حتى حط رحاله في بلاط سيف الدولة، فكان المتنبي يمدح سيف الدولة الحمداني وعاش في كنفه أزهى أيام حياته.

3) صفات المتنبي :

اتصف المتنبي بالشجاعة والكبرياء والاعتزاز بالعروبة والافتخار بالنفس، كما اتصف بالحكمة والفلسفة في الحياة، وهو ما ظهر جلياً في أبيات شعره كالبيت الذي قال فيه اذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم.

4) خصائص شعره :

يتسم شعر المتنبي بقوة الصياغة وابتكار المعاني وجودة الأفكار وجزالة الألفاظ ورصانة العبارات وجمال الأخيلة، وقد ضم شعره العديد من الأمثال السائرة والحكم البليغة مثل ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وغير ذلك.

من القائل اذا رايت انياب الليث بارزة

من القائل اذا رايت انياب الليث بارزة

5) أغراضه الشعرية :

انحصرت أغراض المتنبي الشعرية فيما يلي:-

أ. المدح، فكان يمدح الملوك والخلفاء والأمراء، لا سيما سيف الدولة الذي امتدحه فيما يزيد عن ثلث شعره.

ب. الوصف، إذ عمد إلى وصف المعارك والطبيعة والنوازع النفسية والأخلاق.

جـ. الهجاء، لم يكثر منه في شعره وإن كان يلجأ إلى التهكم الساخر.

د. الحكمة، اشتهر شعر المتنبي بالحكمة فجرت الكثير من أبياته مجرى الأمثال مثل اذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم.

6) مقتله :

من الأسئلة التي يكثر تداولها من هو الشاعر الذي قتله شعره والإجابة هي المتنبي، نعم قتل المتنبي شعرُه إذ عمد إلى هجاء أحد الأشخاص وذمه بأشنع الألفاظ ونعته بأقبح الأوصاف وطعنه في شرفه، وبينما هو عائد من أحد أسفاره إذ تقابل مع خال الرجل الذي هجاه، فتقاتلا حتى خر أبو الطيب صريعاً وعمره آنذاك لا يتجاوز الخمسين، وذلك في عام 354 هـ، مخلفاً وراءه إرثاً أدبياً ليس له نظير.

هل أخطأ المتنبي عندما قال اذا رايت نيوب الليث بارزة ؟

يرى البعض أن المتنبي قد اقترف خطأً لغوياً عندما قال اذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم، فمن الفصاحة أن يقول ((أنياب الليث)) وليس ((نيوب الليث))، كون الأسد لا يمتلك إلا أربعة أنياب أي أنها قليلة وتتناسب مع جمع القلة ((أنياب)) وليست كثيرة إلى الحد الذي يجعلها تتلاءم مع جمع الكثرة ((نيوب)).

لكن أهل الفصاحة ردوا على ذلك بقولهم أن الجموع في هذه الحالة – حالة التشبيه – تستعمل كتعبير مجازي وليس حقيقة، مثل عيون وأعين، وربما ذكر الشاعر النيوب كنايةً عن الأنياب والأسنان معاً، فعند التبسم لا تبرز الأنياب وحدها بل تبرز الأسنان أيضاً، والعرب تقول ((كشَّر عن أسنانه)) كناية عن إيضاح العداوة، إضافة إلى أن الشعر لا يحاكم محاكمة النثر فإن استخدم الشاعر الجمع الأفصح فحسن، وإن لم يتسنى له ذلك واستعمل جمعاً آخر فلا يلام.

علاوةً على ما سبق تكهن البعض تعمد الشاعر استخدام جمع الكثرة لا القلة للمبالغة وقذف الرعب في الأفئدة، فكأنه يرمي إلى أن أسنان الليث كلها نيوب، وعلى أية حال يتناوب جمع القلة والكثرة بصورة شائعة في كلام العرب للضرورة ولغير الضرورة.

ما إعراب اذا رايت نيوب الليث بارزة ؟

يتساءل البعض عن إعراب البيت الشعري اذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم، وإعرابه كالتالي:-

– إذا: أداة للشرط.

– رأيت: فعل ماضٍ بني على السكون لاتصاله بضمير رفع، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل.

– نيوب: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف.

– الليث: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

– بارزة : حال منصوب بالفتحة الظاهرة، وجملة ((إذا رأيت نيوب الليث بارزة)) هي جملة الشرط.

– فلا: الفاء لربط جملة الشرط بجملة جواب الشرط، والـ ((لا)) ناهية.

– تظنن: فعل مضارع في محل جزم، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد.

– أن: حرف توكيد ونصب.

– الليث: اسم أن منصوب بالفتحة الظاهرة.

– يبتسم: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر، وجملة ((فلا تظنن أن الليث يبتسم)) جواب للشرط.

كيف يكتب بيت اذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم بالإنجليزية ؟

يكتب هذا البيت باللغة الإنجليزية هكذا If you see the fangs of a lion sticking out, do not think that the lion is smiling.

ما معنى نيوب الليث ؟

معنى نيوب الليث أي أنياب الأسد، فَـ ((نيوب)) جمع كثرة بيد أن ((أنياب)) جمع قلة، والأصح والأفصح أن تجمع كلمة ((ناب)) جمع قلة لا كثرة لأن الأنياب قليلة وليست كثيرة.

ما نوع العاطفة المسيطرة على الشاعر في قصيدة اذا رايت نيوب الليث بارزة ؟

العاطفة المسيطرة على الشاعر في قصيدة اذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم هي عاطفة الفخر والاعتزاز.

علامَ تدل نصيحة الشاعر في بيت اذا رايت نيوب الليث بارزة ؟

تدل نصيحة الشاعر في بيت ((إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم)) على خبرته الواسعة وحنكته في الحياة.

مواضيع ذات صلة

فليقل خيرا أو ليصمتما مضمون عبارة فليقل خيرا أو ليصمت ؟

اقوال المتنبياقوال المتنبي | ذلك الرجل الذي فهم حقيقة الحياة