البراء بن مالك | من كان شعاره الله والجنة

البراء بن مالك

كان لقاء الله هو غايته والجهاد في سبيله مسلكه، ضُرب به المثل في الشجاعة فكان يدخل غمار الحروب كالأسد الجسور يثخن في العدو ولا يبالي، إنه البراء بن مالك الذي بلغ من الإقدام ما جعل الفاروق يعلنها صريحة (لا تستعملوا البَرَاء على جيشٍ من جيوش المسلمين؛ فإنه مَهْلَكَةٌ من المهالك يُقَدَّمُ بهم).

من هو البراء بن مالك ؟

ولد لأسرة صالحة فنشأ متعلقًا قلبه بربه يسعى إلى إرضائه في كل أحواله، ويجاهد في سبيله حتى تكون كلمته هي العليا، لم يتخلف في غزوة واحدة مع رسول الله، حتى بعد أن انتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى ظل على جهاده لا يهاب الموت، وسأل ربه الشهادة بحق فأعطاها إياها إنه البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.

أما أمه هي “أم سليم بنت ملحان الأنصارية” طلٌقت من زوجها بسبب إسلامها فكانت امرأة شجاعة لا تخشى الموت حتى أنها كانت تقاتل مع رسول الله في الغزوات لذلك لا عجب أن صار البراء بن مالك من أشجع الناس فلقد تأثر بأمه كثيرًا، وكان أخوه أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أسلم الـبراء منذ الصغر وتعلق قلبه برسول الله ولم يفارقه في غزوة من الغزوات، فلقد شهد غزوة احد والغزوات التي عقبتها، وهو من الرجال الذين بايعوا الرسول تحت الشجرة، وله العديد من المواقف والبطولات في أثناء الغزوات ولقد عرُف عنه أنه قتل 100 من المشركين مبارزة في معركة واحدة.

وتدور العديد من الأسئلة في أذهان المسلمين عن متى ولد البراء بن مالك ؟ ومن هم أبناء البراء بن مالك ؟  إلا أن سير الصحابة لم يُدون بها شيء بشأن هذه التساؤلات.

ملامح شخصية البراء بن مالك

اشتهر بجمال الصوت وعلوه حتى أنه لقب بحادي الرجال، وكان محمد رسول الله يحب صوته ويطلب منه أن ينشده في أسفاره بعض القصائد، ومن أبرز صفات البراء بن مالك التي اشتهر بها ما يلي:

أولًا: الشجاعة والإقدام

كان الـبراء يبحث عن الشهادة في كل معاركه لذلك كان يدخل غمار الحروب بشجاعة وإقدام، ويلقي بنفسه في المهالك حتى إن عمر بن الخطاب أمر قادة الجيوش ألا يُأمّروا الـبراء بن مـالك على جيش أبدًا حتى لا يعرضه لخطر عظيم.

 ثانيًا: الوفاء والفداء

كان وفيًا كريمًا، ومن أمثلة ذلك وفاؤه لأنس بن مالك حيث ضحى بنفسه من أجل إنقاذ أخيه، فبينما كان البراء وأنس رضي الله عنهما مرابطين عند حصن من حصون العدو، وكان الأعداء يقذفون الكلاليب حتى تتعلق بالمسلم فترفعه إليهم، فأصابت واحدة منهم أنس بن مالك فنهض البراء مسرعًا إليه وتعلق بالسلسلة حتى قطعها وأنقذ أخاه، وقد تأذى البراء من هذا الأمر بشدة لدرجة أن لحم يديه قد ذاب.

ثالثًا: مستجاب الدعوات

يعد الـبراء ممن بشرهم محمد رسول الله ببشرى عظيمة ألا وهي أنه مستجاب الدعاء حيث قال النبي: (كمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَينِ لا يُؤْبَهُ لهُ، لوْ أقسمَ على اللهِ لأبَرَّه، منهم البراءُ بنُ مالكٍ).

ومن أشهر المواقف التي تدل على استجابة الله لدعائه هو موقفه يوم معركة “تستر” حيث تعرض المسلمون إلى بلاء عظيم فذهب بعضهم إلى الـبراء بن مـالك وأخبروه بما كان من بشرى رسول الله وسألوه أن يقسم على الله لكي ينصرهم.

وبالفعل أقسم ابن مـالك على الله تعالى أن ينصر المسلمين ولكنه سأله أيضًا الشهادة في هذه المعركة حيث قال: (أقسم عليك يا رب لَما منحتنا أكتافهم، وألحقتني بنبيّك)، فانتصر المسلمون واستُشهد البراء.

شجاعة البراء بن مالك

شجاعة البراء بن مالك

بطولة الـبراء بن مـالك في حروب الردة

شارك البراء بن مالك في كل الغزوات التي قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسها غزوة احد ولم يتخلف عن غزوة واحدة، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تعرض المسلمون لمحنة عظيمة حيث ارتد العديد من الناس عن الإسلام وحاربوا الدولة الإسلامية، وكان أعظمهم خطرًا مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة وتأثر به عدد كبير من العرب.

فقرر ابو بكر الصديق التصدي له والهجوم عليه في عقر داره قبل أن يهجم هو على المسلمين في مدينة رسول الله، فأرسل إليه جيش يقوده سيدنا خالد بن الوليد ليحاربه في معركة فاصلة عرفت باسم “معركة اليمامة”.

ولقد أظهر البراء في هذه المعركة شجاعة كبيرة فعندما تراجع مسيلمة الكذاب بجيشه وتحصنوا في حديقة لهم حتى يبتعدوا عن سيوف المسلمين، عندئذ رأى خالد بن الوليد أن طول الحصار سوف يضعف من هزيمة المسلمين.

البطل الجريح:

بعد أن قال خالد بن الوليد رأيه في هذا الحصار لمعت في عقل الـبراء بن مـالك فكرة عظيمة، حيث طلب من الصحابة أن يلقوا به من أعلى سور الحديقة لكي يفتح لهم الباب، وبالفعل دخل إلى حصن العدو وتمكن من فتح الباب للمسلمين الذين هجموا على المرتدين وقتلوا مسيلمة الكذاب، وهذه هي قصة البراء بن مالك وحديقة الموت ودوره في مساعدة المسلمين على إحراز النصر في حرب اليمامة.

بعد ما فعله البراء بن مالك في معركة اليمامة أصيب إصابة بالغة، وعندما تفقده المسلمون وجدوا في جسده ما يزيد عن 80 جرحًا ما بين ضربة سيف وطعنة رمح، وأصر خالد بن الوليد على تمريضه بنفسه حتى تماثل للشفاء بعد مرور 30 يومًا.

موت الـبراء بن مـالك

إذا تأملنا قصة الصحابي البراء بن مالك سنتيقن أنه كان من أبطال المسلمين الذين أحبوا الجهاد وشاركوا في كل الغزوات في حياة النبي وبعد موته، حتى أنه كان سببًا رئيسًا في القضاء على مرتدي اليمامة.

كما شارك في الفتوحات الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب، وبعد حياة عظيمة قضاها في المعارك الإسلامية حتى تكون كلمة الله هي العليا كتب الله له الشهادة في معركة “تستر” -بعد أن دعا ربه بذلك- حيث قُتل على يد الهرمزان، وكان ذلك في 20 هـ، وقيل إنه استشهد في 23 هـ.

من هو الـبراء بن مـالك وأين ولد؟

يُدعى الـبراء بن مـالك بن النضر بن ضمضم بن زيد، وهو واحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أسلموا منذ اللحظة الأولى، وقد ولد بالمدينة المنورة، وشارك مع الرسول في كل الغزوات.

هل كان البراء بن مالك مستجاب الدعوة؟

نعم كان مستجاب الدعوة حيث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لو أقسم على الله لأبره.

متى استشهد البراء بن مالك؟

استشهد بعد أن شهد العديد من المعارك دفاعًا عن الدين الإسلامي، في معركة (تستر) على يد الهرمزان، وكان ذلك في ولاية الفاروق عمر بن الخطاب.

ماذا قال البراء بن مالك للمسلمين يوم معركة اليمامة؟

بعد أن اشتدت المعركة طلب خالد بن الوليد منه أن يتحدث مع المسلمين فقال لهم (يا أهل المدينة، لا مدينة لكم اليوم، إنما هو الله، والجنة).

مواضيع ذات صلة

عائشة عبد الرحمنلمحة عن السيرة الذاتية لبنت الشاطئ | عائشة عبد الرحمن

أبي الدرداءأبي الدرداء | العالم النابغة والقاضي القدوة