كيف تتجنب الإصابة بداء الكوليرا الخطير؟

الكوليرا

لله در أوطاننا العربية التي تعاني الفاقة والمرض والنزوح وجور الحكام، ولعل الأخيرة هي السبب الكامن وراء كل ما قبلها، فقد جار حكام العرب على شعوبهم وعثوا في الأرض فساداً وأهملوا دعائم الحياة الأساسية المتمثلة في خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة حتى صارت بلادهم مرتعاً خصباً للعديد من الأوبئة والأمراض مثل مرض الكوليرا المتفشي في منطقة الشرق الأوسط والذي صار يهدد حياة الأطفال في المنطقة العربية حسب تصريحٍ أدلى به حديثاً نائب المدير الإقليمي لليونيسف بيرتراند باينفيل.

وأضاف المذكور أعلاه أن وباء الكوليرا يتفشى بوتيرةٍ مقلقة في دولتي سوريا ولبنان – على وجه الخصوص – إذ بلغ عدد الوفيات في سوريا نحو خمسٍ وسبعين حالة ورصدت لبنان عشر وفيات خلال أسبوعين فقط إلى جانب عدد هائل من الإصابات وهو ما يستلزم اتخاذ التدابير اللازمة للسيطرة على انتشاره من خلال التوعية بـ مرض الكوليرا أعراضه واسبابه وعلاجه وطرق الوقاية منه.

ما هو مرض الكوليرا ؟

قبل كل شيء ينبغي أن نعرف ما هو مرض الكوليرا الوبائي، يعرف مرض الكوليرا – أو الهيضة – بأنه أحد الأمراض المعدية التي تستهدف الأمعاء مثل الحمى المصاحبة لـ اعراض التيفوئيد والحمى نظيرة التيفية وعدوى داء السلمونيلا والأميبا وغيرها من أنواع العدوى التي تسببها سلالات جرثومية تدعى ضمة الكوليرا، وتنتقل هذه السلالات البكتيرية إلى الإنسان عن طريق الأطعمة والمشروبات الملوثة التي تحتوي على هذا النوع من البكتيريا.

وعندما تلج بكتيريا ضمة الكوليرا جسم الإنسان تسارع بتبطين الأغشية المخاطية الخاصة بالأمعاء فتظهر السمة الأكثر شيوعاً للمرض وهي الإصابة بالإسهال المائي المزمن الذي يصل إلى حد الوفاة في حال عدم الخضوع للرعاية الطبية اللازمة على الفور، لهذا يصنف مرض الكوليرا ضمن أسرع الأمراض الفتاكة المعروفة لا سيما في منطقة الشرق الأوسط التي تفتقر إلى أنظمة النظافة الصحية وتعاني المجاعات وتعج بالصراعات.

ما هي اعراض الكوليرا ؟

تجدر الإشارة إلى أن اعراض الكوليرا لا تظهر على نسبة كبيرة من المصابين، وفي الحالات الأخرى يكون الإسهال عادةً هو العرض الرئيسي، أما في الحالات الأكثر خطورة يعاني المصابون من عدة أعراض شبيهة بـ اعراض التسمم الغذائي كالقيء والغثيان والجفاف والإرهاق والخمول وندرة التبول، بالإضافة إلى الشعور بالعطش الشديد والمعاناة من جفاف الجلد والفم والعين وملاحظة انخفاض معدل ضغط الدم وعدم انتظام سرعة ضربات القلب.

كما تشمل الأعراض التهيج العصبي واختلال الأملاح المعدنية أو ما يعرف باختلال التوازن الكهربائي الذي قد يؤدي إلى أعراض خطيرة للغاية مثل تشنج العضلات والإصابة بالصدمة، وتزداد هذه الأعراض وطأةً لدى الأطفال فتصل إلى حد فقدان الوعي والدخول في غيبوبة أو تغير حالة الوعي والإدراك أو الإصابة بالنوبات الصرعية.

ما هو علاج الكوليـرا ؟

على الرغم من خطورة مرض الكوليرا إلا أن علاجه بسيط إذا تم الخضوع للرعاية الطبية في وقت مبكر، ويتم علاج الكوليرا من خلال القيام بما يلي:-

1) علاج الكوليرا من خلال تعويض السوائل المفقودة :

تؤدي الإصابة بالكوليرا إلى خسارة كمية كبيرة من السوائل بسبب الإسهال والقيء، لذا فإن الخطوة الأولى التي ينبغي اتخاذها لإنقاذ المريض من خطر الجفاف هي تعويض السوائل المفقودة من خلال الاستعانة بالمساحيق المعروفة بأملاح الإماهة الفموية التي يتم تذويبها في لتر واحد من المياه النظيفة ومن ثم شربها عن طريق الفم مع تكرار المحلول أكثر من خمس مرات في اليوم وبهذا يتم علاج الكوليرا في المنزل دون حاجة للحجز في المشفى.

وفي بعض الحالات الحرجة يعمد الأطباء إلى حجز المريض في المركز التخصصي الطبي حتى يتسنى تعويض السوائل عن طريق الحقن الوريدية تفادياً لمضاعفات الجفاف الخطيرة.

اعراض الكوليرا

اعراض الكوليرا

2) العلاج عن طريق وصف المضادات الحيوية :

في بعض الأحيان يلجأ الأطباء لوصف بعض أنواع المضادات الحيوية مثل عقار السيبروفلوكساسين والدوكسيسيكلين من أجل السيطرة على أعراض المرض أو تقليل مدتها حتى تقل تبعاً لذلك كمية السوائل المفقودة وبالتالي يتماثل المريض للشفاء.

3) علاج الأطفال بواسطة مكملات الزنك :

في حال كان المصاب طفلاً لا يتجاوز عمره خمسة أعوام يعمد الطبيب المختص إلى وصف مكملات الزنك الغذائية كخيار علاجي مساند، حيث تساعد هذه المكملات على تقليل مدة الإصابة وتقليل السوائل المفقودة بجانب وقاية الطفل من التعرض للإسهال الحاد مستقبلاً.

ما هي طرق الوقاية من مرض الكوليـرا ؟

الوقاية دوماً خير من العلاج، لذا يراعى اتباع طرق الوقاية من مرض الكوليرا تفادياً للوقوع في شباكه ومن ثم الشكوى من أعراضه والبحث عن علاجه، ويمكن تلخيص أهم الأساليب الوقائية في النقاط الآتية:-

1) المحافظة على غسل اليدين بالماء والصابون – أو مطهر اليدين – بشكل جيد قبل الشروع في تحضير الطعام وقبل البدء في تناوله وبعد الفراغ من قضاء الحاجة وبعد تنظيف الأطفال وقبل إطعامهم وبعد تقديم الرعاية للمرضى المصابين.

2) الحرص على شرب المياه الآمنة النظيفة من خلال شراء المياه المعبأة أو من خلال معالجة المياه بالغليان، كما يجب الحرص على استخدام المياه الآمنة عند تنظيف الأسنان وتحضير الطعام.

3) الحذر من شراء الطعام المعروض لدى الباعة المتجولين وكذلك الحذر من تناول المأكولات البحرية التي لا يتم طهيها جيداً كالمحار وغيره.

4) التعامل بشكل مثالي مع الأغذية من خلال طبخ الطعام جيداً على درجة حرارة مرتفعة – لا سيما الأطعمة البحرية – وتقشير الفاكهة والخضراوات مع الحفاظ على بقاء الأطعمة مغلقة ومغلفة وتسخينها قبل تناولها.

5) الاهتمام بالنظافة الشخصية من خلال التنظيف الجيد للأجسام والأماكن مع الحرص على توعية الأفراد بممارسات الامن الصحي وعادات التنظيف الصحيحة.

ما هو سبب تفشي مرض الكوليرا ؟

تذكر منظمة الصحة العالمية أن سبب تفشي مرض الكوليرا هو نقص خدمات الرعاية الصحية وعدم توفر المياه المأمونة وضعف بنية البيئة التحتية والتغيرات المناخية، إلى جانب زيادة التحركات السكانية بسبب النزوح والهجرة وما إلى ذلك.

كم استمر وباء الكوليرا في الفلبين ؟

يتساءل البعض كم استمر وباء الكوليرا في دولة الفلبين والإجابة هي أن الوباء قد استمر لمدة عامين بدايةً من عام 1902 م وحتى عام 1904 م، وخلال هذه المدة أودى الوباء بحياة مائتي ألف شخص تقريباً على رأسهم البطل الثوري ورئيس الوزراء أبوليناريو مابيني.

ما هي المطاعيم الفموية التي تساعد على الوقاية من الكوليرا ؟

تحتوي مطاعيم الكوليرا الفموية على بكتيريا مقتولة أو بكتيريا حية مضعفة وهي فعالة لتحفيز جهاز المناعة والمساعدة على الوقاية من المرض، ومن أشهر هذه المطاعيم مطعوم فاتشورا وشانكول ودوكورال، لكن تجدر الإشارة إلى أن مطاعيم التحصين لا تكفي وحدها لتجنب الإصابة.

ما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالكوليرا ؟

تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالكوليرا المعاناة من سوء التغذية ونقص المناعة والاضطرابات التي تقلل أحماض المعدة وكذلك تناول عقاقير تؤثر على أحماض المعدة، كما أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة من البالغين وحاملي فصيلة الدم O أكثر عرضة للإصابة من حاملي فصائل الدم الأخرى.

مواضيع ذات صلة

مرض السكريأعراض مرض السكري | وأسبابه وكيفية علاجه؟

فوائد الزنجبيلشرب الزنجبيل والقرفة لمحاربة الأمراض