ما هو تعريف التسامح الفكري والديني | وفوائده؟

التسامح سمة من السمات الحميدة التي حثنا عليها الاسلام، لاننا بدون أن نطبق التسامح في حياتنا سوف نصبح في حرب ومقاتلة وسوف تنتشر الكراهية والحقد بين الناس، ومن تعريف التسامح يتضح لنا أنه سبب أساسي في ان يعم الحب والتعاون بين الناس من مختلف الطبقات والاديان، وهذا حتي يصبح المجتمع صحي خالي من كل أنواع الشر وعدم حب بعضنا البعض.

كما أن عدم انتشار مفهوم التسامح  بين الناس يؤدي الي حب الإنسان للشر وهذا أبعد ما يكون عن صفات المسلم الحق فالتسامح يساعد علي تحقيق السعادة والحب والخير بين جميع البشر، فهو من أهم المبادئ الاخلاقية والانسانية التي لابد من سعي البشر لتحقيقها والتحلي بصفة التسامح فالتسامح هو شعور بالرحمة والحنان والحب .

أهمية انتشار التسامح :

للتسامح أهمية عظيمة وكبيرة في حياتنا فهو يساعد من يتحلي بهذه السمة الحميدة علي التخلي والتفكير في ايذاء الاخرين او جلب الضرر لاي مخلوق بصرف النظر عن دينه أو طبقته ومستواه الاجتماعي.

كما يساعد التسامح علي ان نري دائما مزايا الناس ولا نهتم بما لديهم من عيوب واخطاء بدلا من ان نعطي لانفسنا الحق في اصدار الاحكام عليهم او علي افعالهم  كما ان من تعريف التسامح انه يساعد علي التخلص من كل المشاعر السلبية التي بداخل الفرد الذي انعم الله عليه بوجود صفة التسامح في صفاته وطباعه .

 فالتسامح أن تعلم بان كل البشر لديهم عيوب واخطاء، ولا يوجد شخص معصوم من الاخطاء فالتسامح صفة عكسها التعصب، ونعلم جميعا أن التعصب طريق الهلاك في كل شئ سواء كان تعصب ديني او فكري او اجتماعي؛ ولذا فإن التسامح يساعد دائما علي انتشار المحبة والاخوة بين جميع الناس مهما اختلفوا في الدين او العرق او الطبقة الاجتماعية.

فالتسامح من اهم الصفات الحميدة التي يجب علينا جميعا التحلي بها وان نتبعها في حياتنا اليومية وفي تعاملنا مع الاخرين فمن خلاله نجد السعادة والحب وانتشار الثقة والمصداقية بين جميع البشر وبدون التسامح ينتشر الكره والبغض والحقد بين الناس جميعا وهذا بعيدا كل البعد عن تعاليم الاسلام.

تعريف التسامح في الاسلام :

الاسلام دين التسامح ، للاسف نجد في الفترة الحالية تعرض الاسلام للكثير من الاساءات من الغرب الحاقد، فنجد دائما أن الغرب يدعوا أن الاسلام دين الارهاب والقتل ويجهلوا بالحقيقة أن كل ما يرهب اي انسان بعيدا كل البعد عن تعاليم واسس الاسلام،  فبعث الله سبحانه وتعالي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ليدعوا الناس الي الايمان.

  وقال تعالي في كتابه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) صدق الله العظيم، وتدل الاية الكريمة علي ان الله سبحانه وتعالي عرف التسامح وأكد على أهميته في القرآن، وكما حث الرسول صلي الله عليه وسلم علي لين القلب والتسامح والبعد عن غلاظة وقسوة القلب.

ومن تعريف التسامح ايضا في الاسلام العمل على توطيد العلاقات بين المسلمين بعضهم البعض وبينهم وبين غيرهم من اي دين آخر، فالتسامح هو منهج الاسلام علي مر العصور حيث أمر الله سبحانه وتعالي المسلمين بالاحسان والقسط والعدل والتعاون والتسامح وكل الصفات الحميدة التي تساعد علي بناء المجتمعات وليس هدمها وتدميرها وخرابها.

كما أن المسلم مأمور بان يكون سمحا في بيعه وشرائه فلا ضرر ولا ضرار قال تعالي بسم الله الرحمن الرحيم ( فاصفح الصفح الجميل ) صدق الله العظيم، ومن تعريف التسامح ايضا انه ينقي القلوب من أي ضغائن وينقي الروح فيجعلنا نشعر بالامن والاستقرار النفسي.

ما هو المقصود بالتسامح الديني؟

و لعل من أكثر التعريفات الخاصة بالتسامح إنتشارا في المجتمع هو تعريف التسامح الديني  و هو المعروف عند كثير من الناس بأنه: ترك الحرية لأصحاب الديانات الأخرى في ممارسة شعائر دينهم و عباداتهم دون إيذاء أو التعرض لضرر، و لعل أول من طبق هذا المفهوم هم المسلمين، و ذلك لأن الدين الإسلامي كما ذكرنا لكم من قبل أنه أول من حث على التسامح الديني و وضح أهميته.

لذلك فتجد في كثير من الدول الإسلامية أشخاص يدينون بدايانات أخرى يعيشون بسلام و أمان تام داخل هذه الدول، و هذا بفضل معرفة أبنائها تعريف التسامح  و تطبيقه على أرض الواقع، و حتى مع أبناء الديانة الواحدة فمنهم من تختلف معتقداته أو يمارسها بشكل مختلف عن الأخر فهناك السنة و الشيعة على سبيل المثال في الدول الإسلامية، و لكن التسامح هو ما يجعل هذا الشخص يتعايش بشكل آمن في المجتمع.

تعريف التسامح

ما مفهوم التسامح الفكري؟

و لأن أفكار و معتقدات كل فرد منا بالتأكيد ستكون مختلفة عن المحيطين به سواء من الأهل أو الأصدقاء أو زملاء الدراسة أو العمل، فيجب أن يعلم كل منا تعريف التسامح  الفكري و الذي نستطيع من خلاله أن نتعايش بأفكارنا و معتقداتنا مع من حولنا في المجتمع دون أن نتعرض لصدامات معهم بسبب إختلاف الرأي و المعتقد.

لذلك فينص التعريف الخاص بالتسامح الفكرى على احترام كامل لكافة آراء و أفكار و معتقدات الأخر و عدم التعصب للرأي و الفكر الشخصي الخاص بي و تقبل جميع آراء من حولنا، و نستطيع أن نرى كل يوم نماذج من التعصب الفكري بين الأفراد، فمن له رأي سياسي معين في مشكلة ما تخص الدولة يعتقد أن رأيه الوحيد الصواب و لا يريد الإستماع أو مناقشى الأخرين، و الأخر يشجع فريق معين و يتعصب له و يرى أن مشجعين الفرق الأخرى أعداء له.

و على الجانب الآخر نرى كثير من الناس يدركون جيدا تعريف التسامح  الفكري و يعلمون أن يجب عليهم إحترام آراء الأخرين، و من بين هؤلاء الناس شخصيات شهيرة علمتنا كيف يكون التسامح الفكري، و منهم نيلسون مانديلا و غاندي اللذان قضيا عدد كبير من سنوات عمرهم داخل السجن لأن رأيهم كان مختلفا مع الحاكم في ذلك الوقت، و لكنهم صبروا و إستطاعوا أن يقودوا حركة تغيير إيجابية في بلاددهم.

تعريف التسامح ودوره في المجتمع:

و بعد أن عرفنا أن تعريف التسامح  بإختصار هو أن يحترم الفرد لأراء و معتقدات الفرد الأخر سواء الدينية أو السياسية أو الإجتماعية أو حتى فلسفته في الحياه، فيجب أن نعرف أيضا ما التأثير الإيجابي الذي سيعود على المجتمع إذا تحلى كل شخص منا بالتسامح، و في الحقيقة هناك العديد من التأثيرات الإيجابية و من بينها:

أن يعم الرخاء و السلام و المحبة على جميع أفراد المجتمع، كما سيكون هناك فرصة لعقد الندوات الحوارية و النقاشية بشكل أكبر و بالتالي ستمثل إستفادة كبيرة لأفراد المجتمع، و عند تطبيق تعريف التسامح  أيضا بين أفراد المجتمع ستقل المشاكل و المشاحنات التي تحدث بين أفراده بسبب التعصب، فسيتمكن كل شخص من نقل خبراته و علومه للأخرين بلا تعصب و بالتالي سيرتفع شأن المجتمع و يصبح أكثر رقي.

ما هو تعريف التسامح مع الذات؟

و لعل من أسمى معاني التسامح هو أن يكون الإنسان متسامحا مع ذاته أولا قبل أن يتسامح مع الأخرين، فكيف تطلب من شخص أن يطبق تعريف التسامح  مع الأخرين المختلفين معه في عدد كبير من الأمور و هو لم يتسامح مع نفسه أولا، لذلك فيجب على كل شخص منا أن يتصالح مع نفسه في المقام الأول حتى يستطيع أن يتصالح و يتسامح مع الأشخاص الاخرين الموجودين في المجتمع حوله.

و عندما تسأل شخص عن ما معنى التسامح مع الذات؟، فسيقول لك أنه يعني أننا نتخلى عن المشاعر السلبية المتمثلة في الندم على شئ ما أو فعل ما تم إرتكابه، و كذلك جلد الذات بالتفكير في أمور قد إنتهت، و هذا يعني أنه لا بد علينا ألا نبالغ في لوم أنفسنا على فعل خطأ قد إرتكبناه يكفي أننا عرفنا انه كان من الخطأ فعله و علمنا بأنه لا يمكن العودة إلا ارتكابه مرة أخرى.

أبرز فوائد التسامح و التصالح مع النفس:

و يوجد للتسامح مع النفس عدد من الفوائد التي قد يشعر بها الشخص عند تطبيقه لمفهوم أو تعريف التسامح  مع النفس، و غالبا ما تكون هذه الفوائد عائدة بشكل كامل على صحة الشخص، فإذا تصالح الإنسان مع ما يرتكبه من أخطاء غير مقصودة فإن ذلك يقلل من حدوث تشتيت للذهن بسبب التفكير في هذا الأمر، كما أنه يقلل أيضا من الإصابة بنوبات قلبية مزعجة بسبب التفكير به و الشعور بالندم الشديد تجاهه، كما أن هذا النوع من التسامح أيضا يجعلنا نرضى بقضاء الله و قدرته و حمكته في كثير من الأمور.

أهمية تطبيق تعريف التسامح من قبل الأفراد:

و يعتبر تطبيق تعريف التسامح من الأفعال التي تعود على الفرد بالعديد من الفوائد و التي من بينها:

1- مشاعر الحب التي يراها الشخص المتسامح من الأخرين، فبالتأكيد عندما يشعر الناس بمدى تسامح الشخص و عدم تعصبه لرأيه فإن هذا سوف يزيد من مقدار الحب الذي يمنحونه إياه.

2- كما سيكون لدى هذا الشخص المتسامح قدرة كبيرة على جعل الكثير من الصفات و المشاعر السلبية لا تتسلل إلي قلبه و التي من بينها الحقد و الغل و الكراهية و الرغبة في إيذاء  الأخرين.

3- كما سيشعر الفرد أيضا بمدى حب زملائه للمناقشة معه و التعرف على رأيه في بعض الأمور و المشاكل التي تواجههم، و ذلك لأنهم يدركون جيدا بأنه لن يكون متعصب لرأي معين.

4- هذا إلي جانب الثواب و الأجر الكبير الذي يحصل عليه الشخص المتسامح من الله و ذلك لأنه قد نفذ تعاليمه و ساهم في منع العديد من المشاحنات، و بذلك تكون قد تعرفت على تعريف التسامح وفوائده معنا، واتضح لك أهمية دور التسامح و تأثيره على المجتمع.