هل حبوب تنشيف الحليب فعالة؟ وهل لها آثار جانبية؟

تلفظ الأرحام الأجنة بعد تمام مدة الحمل فيخرج الأطفال إلى الحياة لا سن لهم تقطع الطعام ولا مشيمة لهم تزودهم بالغذاء، لذا سخر الخالق سبحانه وتعالى لهم عرقين رقيقين في صدور الأمهات يجريان لهم اللبن الخالص حتى يعتمدون عليه في تأمين كافة العناصر الغذائية الهامة ريثما يتمكنون من تناول الطعام، وعندما يصلون إلى هذه المرحلة وهي مرحلة الفطام بعد مرور حولين أو أقل تواجه الأمهات مشكلة في قمع الإرضاع لذا يعمد بعضهن إلى تعاطي حبوب تنشيف الحليب لإيقاف تدفق اللبن من الثديين.

في السطور التالية سنعرف ما هو برشام تنشيف اللبن وسأنقل لكم خلاصة تجربتي مع حبوب تنشيف الحليب وتجارب الأمهات الأخريات للإحاطة بكافة المعلومات المتعلقة بهذا الصدد.

ما هي حبوب تنشيف الحليب ؟

تعرف حبوب تنشيف الحليب بأنها العقاقير الدوائية التي تعمل على تثبيط إنتاج هرمون البرولاكتين وهو الهرمون المنوط بتحفيز عملية إنتاج الحليب مما يساعد على تجفيف الثديين خلال مدة وجيزة لتفادي آلام الاحتقان الناتجة عن تكتل الحليب وعدم التخلص منه، وتزيد الحاجة للاستعانة بهذه الحبوب في حالات الفطام المفاجئ الذي تضطر فيه الأمهات للتوقف عن الإرضاع الطبيعي بشكل مباغت إما لظروف صحية أو ظروف أخرى طارئة، فاللجوء إلى الشفط عبر المضخات في مثل هذه الحالات يؤدي إلى تحفيز إدرار المزيد من اللبن.

ومن أبرز العقاقير الدوائية المستخدمة في تنشيف الحليب البروموكريبتين المثبط لهرمون البرولاكتين والأدوية المحتوية على هرمون الاستروجين المؤثر على إدرار الحليب، بالإضافة إلى أدوية سودافيد المضادة للاحتقان إذ إنها تستخدم لـ علاج الرشح واحتقان الأنف كما تستخدم للحد من إنتاج الثديين للحليب دون التأثير على أي من هرمونات الجسم الأخرى.

ما هي اضرار حبوب تنشيف اللبن ؟

تعاطي حبوب تنشيف الحليب أو غيرها من العقاقير الدوائية الأخرى دون الرجوع إلى الطبيب المختص يزيد من احتمالية التعرض للعديد من الأضرار والمخاطر ذات العواقب الوخيمة، فمن اضرار حبوب تنشيف الحليب الإصابة بدوار الرأس والشعور بالغثيان والتعرض للنوبات القلبية في بعض الأحيان إضافة إلى أنها من أسباب تساقط الشعر عند النساء، إلى جانب التقلبات المزاجية وارتفاع ضغط الدم وإيجاد صعوبة في النوم.

ناهيك عن أن حبوب التنشيف المنطوية على هرمون الاستروجين تتسبب في حدوث تكيسات المبايض وزيادة لزوجة الدم واضطراب هرمونات الجسم وترهل الثديين وارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي لاحقاً وغيرها من الآثار الجانبية الأخرى، لذا وجب التنبيه.

هل توجد وصفات طبيعية لتنشيف الحليب من الثدي ؟

بدلاً من تعاطي حبوب تنشيف الحليب التي لا تخلو من الآثار الجانبية تلجأ بعض السيدات إلى اتباع أي وصفة لتنشيف الحليب من الثدي بصورة طبيعية، ومن أبرز الوصفات المتبعة لتحقيق هذا الغرض ما يلي:-

1) وصفة لتنشيف الحليب عن طريق أوراق الملفوف :

من الوصفات الطبيعية التي يتم اتباعها بهدف تجفيف الثديين والسيطرة على إنتاج اللبن وصفة أوراق الملفوف الأخضر، ويتم تنفيذ الوصفة من خلال غسل مجموعة من أوراق الملفوف وتخزينها في الثلاجة، وعندما تبرد الأوراق بعد عدة ساعات تستخرج من الثلاجة وتوضع ورقة على كل ثدي ثم تستبدل بعد مرور ساعتين أو بعدما تتماثل الأوراق للذبول.

برشام تنشيف اللبن

2) تنشيف الحليب باستخدام النعناع :

يمكن تنشيف الحليب بصورة طبيعية أيضاً عن طريق استخدام وصفة النعناع، ويتم ذلك من خلال غسل عدد من أوراق النعناع وتجفيفها جيداً ومن ثم أخذ ملعقة من النعناع المجفف وإضافته إلى كوب من الماء المغلي المحلى بملعقة من عسل النحل، يهمل المقدار لعدة دقائق ثم يُشرب مرة أو مرتين أو ثلاث يومياً.

3) تجفيف اللبن باستخدام الميرمية :

من فوائد الميرمية أنها تساعد على التخلص من الحليب وتعمل على تجفيفه في الثديين، لذا تعمد بعض السيدات إلى الاستعانة بها كبديل لـ حبوب تنشيف الحليب وذلك من خلال إضافة ملعقة منها إلى كوب من الماء ثم وضع المقدار على النار، وعندما يتماثل للغليان يرفع ويصفى ثم يحلى بعسل النحل ويؤخذ ثلاث مرات في اليوم.

نصائح معينة على تنشيف الحليب بعد الفطام :

إلى جانب حبوب تنشيف الحليب والوصفات الطبيعية السالف ذكرها يمكن اتباع النصائح التالية من أجل تسريع عملية تجفيف اللبن بعد الفطام والسيطرة على أعراض احتقان الثديين والمضاعفات الأخرى:-

1) الحد من ارتشاف المشروبات المدرة للبن كالحلبة.

2) الإكثار من المشروبات المانعة لإدرار الحليب كالنعناع والميرمية.

3) تجنب الضغط على الثديين والحذر من استعمال مضخات شفط الحليب.

4) وضع الكمادات الباردة على الثديين في حال الشعور باحتقانهما.

5) عدم الاستعانة بـ برشام تنشيف اللبن إلا بعد أخذ المشورة الطبية.

6) التوجه إلى المركز التخصصي الطبي فور ملاحظة أي تغيير في لون جلد الثديين أو تورمهما.

7) ارتداء حمالات الصدر الداعمة ذات المقاس الواسع تفادياً لانسداد قنوات اللبن أو إصابة الثديين بالالتهاب.

8) الحصول على حمام دافئ مع مراعاة تدليك الثديين تحت الماء الجاري بلطف.

طريقة الفطام الصحيحة لتفادي اللجوء للأدوية :

يمكن تفادي الآثار الجانبية لـ حبوب تنشيف الحليب من خلال اتباع طريقة الفطام الصحيحة وهي كالتالي:-

1) فطام الطفل بشكل تدريجي عن طريق تقليل عدد الرضعات في اليوم، فكلما قل عدد الرضعات قل إنتاج الحليب وفقاً لقانون العرض والطلب.

2) تقليل الرضاعة في الفترات الليلية ومن ثم منعها بصورة تدريجية فهذا يمنح الطفل فرصة التكيف مع النظام الغذائي الجديد كما يحمي الأم من التعرض لحالات الالتهاب المؤلمة التي تنجم عن انسداد قنوات اللبن بشكل مفاجئ.

3) تشتيت انتباه الطفل أثناء الرضاعة بهدف تقليل مدة كل رضعة، وبناءً على ذلك تقل كمية الحليب التي يدرها الثدي في الرضعة الواحدة وفي اليوم الواحد، فيقل إنتاج الحليب بصورة طبيعية.