حساسية الحمل | ماهيتها وأعراضها وأنواعها وأسبابها وعلاجها

الحمل ليس مجرد نطفة تنمو في أحشاء سيدة، بل هي مجموعة من التغيرات الجسمية والنفسية والشكلية التي تطرأ على المرأة إثر تغير هرموناتها، إذ تعاني حساسية الحمل والغثيان وصداع الرأس وآلام الظهر وزيادة الوزن ومشكلات الهضم وغير ذلك، فلله در مَن تواجه هذا السيل الجارف من التغيرات المُنهكة بكل حب، وإذا مارست حقها في التعبير عن تعبها رُميت باصطناع الدلع وقوبلت بالردود اللاذعة على غرار ((هو إنتِ أول واحدة تحمل؟)).

ما هي حساسية الحمل ؟

تعرف حساسية الحمل بكونها واحدة من المشكلات الجلدية التي تتعرض لها السيدة الحامل نتيجة التغيرات الهرمونية الحاصلة في هذه الفترة، مما يجعل المرأة تتحسس من بعض أنواع الأطعمة والأدوية والمواد الكيميائية وغير ذلك، وقد تكون الحساسية في الجهاز التنفسي أو في الجلد، وإن كانت السيدة تعاني تحسساً قبل الحمـل فمن المحتمل أن يصبح الأمر أكثر سوءاً بعده، وعادةً ما تتفاقم أعراض الحساسيـة الجلدية في الأشهر الأخيرة أي الشهر التاسع أو الشهر الثامن من الحمل بسبب تمدد الجلد الناتج عن نمو الجنين.

ما هي اعراض حساسية الحمل ؟

تتجلى أبرز اعراض حساسية الحمل في ظهور الطفح الجلدي والمعاناة من الحكة الشديدة وتكون حطاطات صغيرة مع لويحات ملتحمة وهالات ذات لون فاتح، بالإضافة إلى ظهور الحويصلات الجلدية الدقيقة الفارغة من البثور، كما تتضمن الأعراض انتفاخ الوجه وتورم الأعضاء التناسلية والمعاناة من ضيق التنفس والإصابة بالالتهابات المهبلية وأيضاً تماثل درجة حرارة الجسم للارتفاع.

ما هي أنواع حساسية الحمل ؟

تتخذ حساسية الحمل أشكالاً متعددة ومنها:-

1) الحكة الخفيفة :

قد تأتي الحساسيـة المصاحبة للحمل على هيئة حكة خفيفة ناتجة عن زيادة تدفق الدم المحمل بمعدل أعلى من الهرمونات الأنثوية مما يثير تهيجاً بسيطاً في طبقات الجلد، كما أن تمدد جلد البطن في الثلث الأخير من الحمـل يتسبب في المعاناة من هذه الحكة.

2) الحكة الشديدة :

إذا كانت الحكة الجلدية شديدة فقد تكون عرضاً لأحد الأمراض الخطيرة كالركود الصفراوي الذي يشي بوجود اضطراب حاد في الكبد، وعادةً ما تتم الإصابة به في أشهر الحمل الأخيرة.

3) الإكزيما :

إذا كانت المرأة تعاني من اكزيما الجلد قبل الحمل فمن المحتمل أن تأخذ منحنى أكثر حدة، وفي بعض الأحيان تظهر بقع الإكزيما لأول مرة خلال فترة الحمل دون سابق إصابة، وعادةً ما يكون ظهور هذه البقع مرتبطاً بصفحة الوجه والصدر والرقبة.

4) الطفح الجلدي :

يأتي الطفح الجلدي على هيئة خلايا النحل وهي حالة مرضية تعرف باسم الاندفاع متعدد الأشكال للحمل، ويظهر الطفح عادةً على منطقة البطن ويكون مصحوباً بحكة شديدة، وهو من أكثر حالات حساسيـة الحمـل شيوعاً وتزداد فرصة الإصابة به في الشطر الثالث من الحمل الأول.

ما هي أسباب حساسية الحمل ؟

تعزى أسباب حساسية الحمـل إلى عدة عوامل ومنها ما يلي:-

1) التغيرات الفسيولوجية التي يتعرض لها جسم السيدة الحامل إثر ارتفاع معدل هرموني البروجسترون والإستروجين.

2) ضعف الجهاز المناعي خلال فترة الحمل.

3) وجود تاريخ وراثي للإصابة بالحساسية في أثناء الحمـل.

4) المعاناة من أحد أنواع الحساسية في وقت سابق كحساسية حبوب اللقاح أو الجيوب الأنفية.

5) زيادة الوزن نتيجة تمدد النسيج الضام ونمو جدار البطن.

اعراض حساسية الحمل

هل ثمة علاقة بين حساسية الحمل ونوع الجنين ؟

يتوهم البعض وجود علاقة بين حساسية الحمل ونوع الجنين بناءً على أساطير الأولين، فقد تم توارث اعتقاد مفاده أن الحكة أحد أعراض الحمل في الشهر الثامن بولد وهو اعتقاد عاري من الصحة ولا يتكئ على أي دعامات علمية سليمة، فالحكة المصاحبة للحمل تعزى إلى أسباب عديدة الجهاز التناسلي الخاص بالجنين ليس واحداً منها، ومن أهم هذه الأسباب ارتفاع معدل هرمون الإستروجين الأنثوي في الدم وتمدد البشرة في منطقة البطن وما حولها لاستيعاب زيادة حجم الجنين.

ومن أسباب الحكة أيضاً فرط نشاط الغدد العرقية والإصابة بإكزيما الحمـل أو الحساسيـة أو ركود الحمل الصفراوي، أما الحكة المهبلية فمن أسبابها غزارة الإفرازات المهبلية في فترة الحمـل والتعرض لعدوى المهبل البكتيرية أو الفطرية.

كيف يتم تشخيص حساسية الحمل ؟

لا توجد فحوصات مخبرية لتأكيد أو نفي الإصابة بحساسيـة الحمـل بل يتم الاعتماد على الفحص الجسمي من خلال ملاحظة الأعراض الظاهرة على جلد المريضة، وفي بعض الحالات غير الشائعة يتم اللجوء إلى فحص خزعة الجلد في المركز التخصصي الطبي لسبر أغوار الأنسجة وتشخيص الحساسية بدقة.

ما هو علاج حساسية الحمل ؟

يتضمن علاج حساسية الحمل ما يلي:-

1) علاج حساسية الحمل في المنزل :

تفضل السيطرة على أعراض حساسية الحمـل من خلال تتبع بعض التدابير المنزلية عوضاً عن التداوي بالعقاقير الدوائية التي لا تخلو من الآثار الجانبية الضارة على الأجنة وأولات الأحمال، ومن هذه التدابير الحرص على شرب كميات وفيرة من الماء لضمان بقاء الجسم رطباً على الدوام، مع مراعاة ارتداء الملابس الداخلية القطنية تفادياً لتهيج الجلد عند الحركة والاحتكاك، بالإضافة إلى تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس والحذر من تنظيف المهبل باستخدام منتجات التنظيف المنطوية على مواد كيميائية.

كما يجب الاهتمام بـ الغذاء الصحي الغني بالعناصر الكاملة ومجانبة الأطعمة الحارة والأطعمة الدسمة، إضافة إلى الاستعانة بالكمادات الباردة وتطبيق جل الصبار على الجلد بعد الاستحمام ووضع المرطبات والكريمات اليومية الخالية من الكحول والمواد الضارة، علاوةً على ذلك يراعى الحذر من حك الجلد بقسوة أو استخدام صابون غليظ على البشرة مع مراعاة تغيير الملابس بمجرد الوصول إلى المنزل لضمان التخلص من المواد المثيرة للحساسية كحبوب اللقاح وغيرها مما قد يعلق بالملابس.

2) العلاجات الدوائية :

في بعض الأحيان تكون أعراض حساسيـة الحمـل شديدة فلا تجدي معها العلاجات المنزلية نفعاً، مما يضطر الأطباء المختصون لوصف أحد العقاقير الدوائية الآمنة المناهضة للحساسية، مثل كريمات الستيرويد عالية القوة وكريمات الستيرويد منخفضة القوة ومضادات الحساسية والكورتيزون الموضعي وقطرات الأنف المالحة، كما يمكن استخدام بخاخ الأنف للحساسية من أجل إزالة الاحتقان والتنفس براحة وذلك بعد الخضوع للمشورة الطبية.