قصة سد مأرب | والفأر الذي هدمه

سد مأرب

حديثنا اليوم عن سد مأرب، ذلك السد الذي بُني على شكل هرمي في المقطع العرضي بوادي سبأ، وبالتحديد يقع في محافظة مأرب شمال اليمن، ويعود بناءه إلى ما قبل الألف الأول قبل الميلاد، هل تشوقتم يا رفاق لمعرفة المزيد؟ ها نحن سنبدأ بتوضيح كافة المعلومات عن قصة سد مارب والحيوان الذي هدمه.

ويُمكنكم القراءة أيضُا عن قصة قوم عاد وثمود  الذين جحدوا بنعمة الله عليهم وعبدوا الأصنام من دون اللله فأرسل عليهم العذاب المُحقق لما اقترفوه من ذنوب ولاصرارهم على الكفر.

قصة سد مأرب

يعد سد مأرب من ضمن عدد كبير من السدود التي بناها السبئيون، فقد بنوا سد شاحك ومرخة وأضرعة وغيرها من السدود، ويروي سد مأرب مساحات شاسعة من الأراضي أي ما يقارب 98.000 كم مربع، ويعد بناء سد مأرب من المعجزات في شبه الجزيرة العربية، كما أنه آية الحضارة السبئية.

سد مأرب القديم

وُصفت سبأ بالأرض الطيبة، إذ انعم الله على قوم سبأ بالأمان والرخاء ووفرة المال والطمأنينة وأنزل عليهم المطر وحباهم بالكثير من النعم والخيرات الكثيرة وتاب على كُفرهم وذنوبهم، ودعاهم إلى عبادته وشكره وطاعته والإيمان به، لكنهم قابلوا الدعوة بالاستكبار مثل اصحاب الرس الذين جحدوا نعمة الله عليهم، فاستحقوا عذاب الله، إذ غضب عليهم جراء أفعالهم، فذهبت نعمهم في لمح البصر.

سمي سد مأرب بسد العرم قديمًا ، وكان يتمثل دوره في حفظ المياه لري الأراضي الزراعية، فكان من السدود القوية إذ كانت بنيته دقيقة، وكان يبلغ طوله 550 متر، وكان يعمل على ري أكثر من 4000 آلاف فدان، وقد تم ترميمه على يد الكثير من حكام سبأ وحمير وذلك في القرنين الخامس والسادس، ولكن انهار تمامًا في القرن السابع جراء هزة أرضية عنيفة.

وقد ذُكر سد مأرب في القرآن الكريم في قوله تعالى: ((لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ)).

تاريخ سد مأرب

كانت مأرب عاصمة مملكة سبأ، وقد كان لها تاريخ عظيم، وتم تشييدها في الألف الثاني قبل الميلاد، وحققت ازدهارًا عظيمًا جليًا، فبرعت في الكثير من المجالات منها الزراعة والهندسة.

زاد النشاط المعماري في مأرب وازدهر، فقد تجلت أعظم صور المعمار وشُيدت السدود والحواجز المائية، وظهرت أفضل صور المعمار البديعة في سد مأرب او كما كان يُطلق عليه سد العرم، والذي كان سقوطه سببًا في هجرة السُكان، إذ أدى انهياره إلى قحط المياه، لذلك هاجر السُكان من اليمن إلى الدول العربية بالجزيرة وبلاد الشام.

تصب المياه في سد مأرب باتجاه واحد ويقع بين ثلاثة جبال، وقد بُنيَّ في الفترة بين عامي 1750 و 1700 قبل الميلاد، وشيَّده ((يثعمر بن بين سمهعلي ينوف))، وتم بناءه بموقع استراتيجي متميز.

وقديمًا كانوا يضعون الكثير من الصخور والحجارة لاحتجاز المياه، إذ كانت بمثابة بوابات وحواجز لحصول السكان على قدر محدود من المياه لاستخدامها في الزراعة، ومن ثم يقومون بحجز الماء مرة أخرى، وذلك كان قبل تشييد سد مأرب.

قصة سد مأرب

قصة سد مأرب

قصة سد مأرب والفار

ظهرت مملكة سبأ في اليمن في بداية القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وكونت نظام سياسي يضم عدد من الممالك ((مملكة معين-مملكة حضر موت- مملكة قتبان))، وقد أسسوا عددًا كبيرًا من المستعمرات بالقرب من فلسطين والعراق.

ويُحكى عن قصة الفأر الذي هدم سد مأرب؛ أن الله تعالى أراد الهلاك لقوم سبأ فسلط عليهم الفئران، بحيث تحولت الأرض إلى صحراء جراء لا سبيل منها ولا فائدة، وتحول النعيم إلى شقاء وزالت النعم نتيجة لنكران فضل الله ونعمته والبعد عن طريقه والاستكبار على دعوته.

تُحكى قصة سد مأرب للاطفال بأن سبأ كان يحكمها ملك يُدعى عمرو بن عامر، وكانت تتمتع بالخيرات الوفيرة والنعم التي لا حصر لها، وفي يوم من الأيام حلمت ابنة الوزير بحلم سيئ للغاية، إذ رأت هجوم من الفئران ينهش خيرات المدينة ويبدد نعمها، وقد سأل الوزير الكهنة والعرافين عن حلم ابنته وتفسيره.

قام الكهنة والعرافين بتفسير حلم ابنة الوزير بأن المدينة ستكون في خطر نظرًا لاحتمالية حدوث هجوم من الفئران، لذا اقترحوا على السكان تربية القطط، وبادر الملك بعرض الهدايا على من يقتل أكبر عدد من الفئران، ولكن لم يفلح الأمر فقد رأت زوجة الملك أيضًا حلمًا لبرق ورعد سقطا على المدينة بأكملها فدمرا كل شيء، ورأت أيضًا أن الفئران انتشرت بكل مكان واخذت تنهش كل شيء.

تشاءم الملك كثيرًا من رؤية زوجته، وذهب إلى سد مأرب فوجد بأن الفئران تنهش كل شيء بالفعل، حتى انها قد حركت الصخور عن مواضعها، وكان ذلك الأمر غريب للغاية، إذ يصعب على مجموعة من الرجال تحريك الصخور نظرًا لثقلها وقوتها، ولكن الفئران فعلت واستطاعت أكل الصخور وتحريكها، فأدرك الملك ان الدمار آتٍ لا محالة.

اقرأ أيضًا: قصة اصحاب الاخدود المليئة بالعبر والدروس المستفادة.

النتائج المترتبة على انهيار سد مأرب

عانى سد مأرب من أضرار بالغة أثناء الحرب بين شعب ريدان ومملكة سبأ، وذلك عام 145 قبل الميلاد، وقد أشارت الكثير من المصادر والدراسات التاريخية إلى ان ذلك كان سببًا مباشرًا لانهيار السد وحدوث سيل العرم.

وبعد ان سلط الله تعالى الفئران على السد إلى أن أهلكوه، فقد أغرقت المدينة بأكملها جراء سيل العرم، ووقد عادت سبأ إلى صحراء جرداء، وكان ذلك بسبب جحود قوم سبأ للنعم التي منَّ الله عليهم بها، فقد أنعم عليهم بالخيرات التي لا تحصى، فجراء أعمالهم تحولت تلك النعم إلى محن.

تسبب انهيار سد سبأ في تدمير المحاصيل والفواكه، ولذلك هاجر السُكان من اليمن إلى الجزيرة العربية، واستمرت تلك الهجرات على مراحل وبلغت مدة قرن من الزمن تقريبًا، فلم تتم على مرحلة واحدة فحسب.

ما العبر المستفادة من قصة سد مأرب

-تؤكد قصة سد مأرب على ضرورة شكر الله عز وجل على نعمه وشكر عطاياه، ليُزيد الله عباده من فضله ويغدقهم بالخيرات والنعم التي لا حصر لها، قال تعالى: ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد)).

– وضحت قصة سد مأرب قدرة الله عز وجل وعظمته، فمنح قوم سبأ نعمة بناء السد، ومن خلال جرذًا صغيرًا دمر هذا السد تدميرًا جزاءً لهؤلاء القوم على أفعالهم ونكرانهم لنعم الله وفضله عليهم.

– تضمنت هذه القصة الكثير من العبر والمواعظ مثل قصة سيدنا سليمان التي انتشرت بين الناس على مر العصور لإفادتهم اجمعين، وللاعتبار منها ومعرفة قدرة وعظمة المولى عز وجل، وهذا يظهر في قوله تعالى: ((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)).

وفي ختام مقالنا نكون قد وضحنا كافة المعلومات عن الحيوان الذي هدم سد مأرب وكيف تم هدمه، فيوضح المقال تلخيص قصة سد مأرب، كما يمكنكم تحميل بحث عن سد مأرب pdf للاستفادة بالعبر والمواعظ التي تتضمنها القصة.

لماذا تم تشييد سد مأرب؟

سبأ قديما كانت تعرف بأنها مصدر غني من مصادر الراتنجات العطرية وغيرها من السلع الثمينة مثل المر، ولذا كانت بحاجة إلى زراعة الكثير من الأشجار المنتجة للمر والتمر، وهكذا جائت فكرة بناء السد، إذ ساعد سد مأرب في توفير مياه الري لمساحات واسعة من التربة الرملية المخصصة للزراعة.

أين يقع سد مأرب؟

يقع سد مأرب في اليمن في محافظة مأرب بالتحديد، ويوجد هذا السد بين جبلين جبل البلق الشمالي وجبل البلق الأوسط، ويعتبر سد مأرب من المعجزات الهندسية في تاريخ الجزيرة العربية، ويبلغ طوله 577 مترًا، وعرضه حوالي 915 مترًا.

كيف تم بناء سد مأرب؟

استخدمت الصخور القوية في بناء السد، وتم الاستعانة بالجبس للصق الصخور ببعضها بدقة، وتم أيضا استخدام قضبان من النحاس يبلغ طولها 16 متر، وقطرها أربع سنتيمتر وتم وضعها في ثقوب الحجارة، بحيث يتم يتم دمجها مع صخرة أخرى مُطابقة لها.

لماذا تم هدم سد مأرب؟

منَّ الله على قوم سبأ بالكثير من النعم والعطايا ودعاهم إلى عبادته ولكنهم انكروا نعمه وابتغوا الى الكفر سبيلًا واستكبروا على دعوة الله، فأرسل عليهم الجرذان التي نهشت السد والصخور حتى انهار تمامًا مسببًا الكثير من الكوارث.

مواضيع ذات صلة

النبى هودما هي معجزة النبى هود ؟

قصة البطةقصة البطة