شجرتي شجرة البرتقال الرائعة | كتاب يجسد الطفولة التعيسة

شجرتي شجرة البرتقال الرائعة

إن التعاسة شعور مؤلم للإنسان فكيف الحال إذا شعر بها الصغار؟ فهي تفقد الطفل قدرته على الحياة فيهرب إلى ملاذٍ آمنٍ متمثلًا في أسرته فيجد الخذلان (كطفلٍ هرول إلى أمه باكياً لتحتضنه، فتلقى صفعة ليكُف عن البكاء)، ولعل هذا الشعور القاسي جسده بطل رواية شجرتي شجرة البرتقال الرائعة في طفولته التي لم يتلق فيها سوى الجحود، فنسج لنفسه عالم من الخيال عله يجد فيه ما فقده.

رؤية شاملة حول شجرتي شجرة البرتقال الرائعة

كتاب شجرتي شجرة البرتقال الرائعة من الكتب المتميزة التي جسدت حياة طفل في عامه الخامس بشكل يجعل الإنسان وكأنه يعيش هذه الأحداث على أرض الواقع، هذا الطفل يبحث عن الأمان والحنان اللذان يفتقدهما داخل أسرته التي تعاني الفقر المدقع، مما يجعل الطفل ينسج في مخيلته عالم خيالي حتى يعوض ما فقده في حياته.

هذا العالم السحري جعله يقضي جُل وقته يتحدث مع شجرة برتقال تسمى ” Minguinho” يقص لها ما يعانيه وما يرغب في أن يصبح عليه عندما يكبر.

هذا الكتاب سيرة ذاتية لكاتبه، ويعد من أشهر الكلاسيكيات البرازيلية، ونُشرت لأول مرة في عام 1968، ونظرًا لبراعة الرواية وعمق الكلمات وبساطة القصة تم ترجمة الكتاب إلى أكثر من لغة منها العربية والإنجليزية والفرنسية، ولهذا فأنا على يقين بأنه سيدخل ضمن كتب خلدها التاريخ الأدبي.

من هو مؤلف كتاب شجرتي شجرة البرتقال الرائعة ؟

بعد عرض نبذة عن كتاب شجرتي شجرة البرتقال الرائعة تجب الإشارة إلى كاتب هذا العمل وهو ماورو دي فاسكونسيلوس المؤلف البرازيلي الذي ولد بمدينة ريو دي جانيرو في 26 فبراير عام 1920 م، وكان يعيش في كنف أسرة فقيرة، وقد هاجر إلى ناتال ليعتني به أقاربه.

التحق ماورو بكلية الطب إلا أنه لم يكمل دراسته بها حيث تركها في العام الثاني، فرجع إلى مسقط رأسه مرة ثانية، التحق بعمل مدرب للملاكمة ثم عمل في مزرعة ريفية، وبعد ذلك أصبح صيادًا.

وفي عامه 22 شعر برغبته في كتابة القصص والروايات وذلك لما له من خيال واسع، وذاكرة قوية، وقدرة على سرد الحكايات، فبدأ بكتابة الروايات والقصص، وحصل على نجاح كبير عند تأليف رواية (Meu Pé de Laranja Lima) التي تدور أحداثها حول الصدمات والآلام التي عاشها في طفولته.

ويذكر أن الرواية التي نتحدث عنها وهي شجرتي شجرة البرتقال الرائعة هي أيضًا حكاية عن طفولة الكاتب البائسة.

لمحات بسيطة من كتاب شجرتي شجرة البرتقال الرائعة

(إن الفرح شمس تشعّ داخل القلب، وإن الشمس تشعّ على كل شيء بالسعادة، وإذا صحّ هذا فإنّ شمسي الداخلية كانت تُجمّل كل شيء) هكذا قال الطفل “زيزا” بطل رواية شجرتي شجرة البرتقال الرائعة الذي تمنى أن تغمر السعادة حياته يومًا، وأن تنقلب طفولته البائسة إلى طفولة طبيعية يشعر فيها بالأمان والدفء الأسري الذي لم يعشه قط، وفيما يلي سيعرض بعض الأحداث عن ملخص كتاب شجرتي شجرة البرتقال الرائعة .

كان إحساس “زيزا” المرهف سببًا رئيسًا في تعاسته، فمن الصعب على طفل مثله يملك ذكاءً عقليًا وقدرات فريدة أن يعيش في فقر شديد وعاطفة أبوية شحيحة بالإضافة إلى ما يتعرض له من ضرب مبرح.

لم تكن أسرة زيزا تمتلك الكثير من النقود، لهذا لم تجد أي وقت من أجل العناية به أو الاستماع له بسبب عملها المستمر، ثمَّ إنَّ أسرة الطفل كانت تنظر له كما لو كانت الشياطين تسكنه نظرًا لما يقوم به من تصرفات غريبة، وبالطبع فإن وجود زيزا في أي مكان يؤدي إلى كارثة محققة.

ولم تكن تصرفات زيزا نابعة من شخصيته وإنما كانت رد فعل لما يحدث له في الواقع، فلم يكن يريد سوى الكلم الطيب من أسرته.

ملخص كتاب شجرتي شجرة البرتقال الرائعة

ملخص كتاب شجرتي شجرة البرتقال الرائعة

الفقر عدو الإنسان الأول:

الفقر مرض يحطم الإنسان صغيرًا وكبيرًا، وهذا ما حدث لزيزا، فلقد عاش حياة صعبة لأب سكير لا يملك قوت يومه، وأم لم تتمكن من توفير متطلباته الأساسية هو واخوته فضلًا عن عدم توفير ما يحتاجه الأطفال من ألعاب.

وهذا الفقر أسفر عن شعور زيزا بالنقص، وخاصة عندما يرى بعينه طفلًا ثريًا حتى أنه ذات مرة قال عن جاره الثري: “شعرت بالخزي لقدميّ الحافيتين، لأنه كان ينتعل حذاءً ملمعًا، وجوارب بيضاء، ومطاطات حمراء، كانت الأشياء تنعكس على حذائه لفرط ما كان لامعًا حتى أنني رأيت عليها عينيّ أبي تنظران إلي.

وتقص الرواية أن زيزا وصله خبر مفاده أن سيارة محملة بالألعاب ستصل إلى مدينته، فكان هذا الخبر سعيدًا له، لأنه يريد أن يحصل على هدية له ولأخيه، لدرجة أنه خشي الموت قبل أن يحصل على واحدة.

وبالفعل عندما أتت سيارة الألعاب إلى كنيسة البلدة ذهب زيزا إليها عله يقتنص لعبة مجانية وذلك لأن أباه لن يحضر له أي لعبة بسبب عدم مقدرته المادية، ويمكن أن تعرف أكثر عن الفرق بين غنى وفقر الوالد في كتاب الاب الغني والاب الفقير المتميز.

وقد فشل الصغير  في الحصول على أي هدية بسبب وصوله متأخرًا، فكان هذا الأمر خيبة أمل له، وسبب له قهرًا وألمًا نفسيًا كبيرًا لدرجة أنه قال: “كنت حزينًا جدًا ومحبطًا جدًا إلى درجة أني فضلت أن أموت”.

مزيج بين مشاعر الحب والكراهية:

مع أن زيزا كان يعاني الفقر والحرمان من حنان الأب وعطفه إلا أنه كان يكن له كل الحب، وكان يعمل من أجل أن يأتي لأبيه بسيجارة ترسم على وجهه الابتسامة.

وأثناء الحياة التعيسة التي يعيشها زيزا ظهرت له شخصية تدعى “البرتغالي الحكيم” غيرت حياته رأسًا على عقب، حيث شعر بالحب من هذا الرجل، وتغيرت نظرته للحياة، فعوضه عن حنان الأب وسمح له بالحديث وقص ما يدور في عقله.

هذا الحكيم جعل شخصية زيزا البريئة تظهر، وحبه ينمو، وعاطفته تكبر، لدرجة أنه قال له:

(أريد أن أبقى دائماً بالقرب منك لأنك الإنسان الأكثر طيبة في العالم، لا أُوبخ حين أكون بقربك، وأشعر أن شعاعاً من الشمس يغمر قلبي بالسعادة).

نتيجة للحب الذي غمره به هذا الرجل وزيادة قسوة أبيه تحول زيزا من حب أبيه إلى كرهه ورغب في قتله، ليس ذاك القتل الذي يستخدم فيه الإنسان السكين وإنما القتل المعنوي، حيث يتوقف القلب عن حب هذا الشخص حتى يصبح وجوده والعدم سواء.

نسج أحداث من وحي الخيال:

أثناء قراءة شجرتي شجرة البرتقال الرائعة جرير سنجد أن الطفل زيزا سيبتعد عن الواقع بسبب ما يسببه له من ألم، وخلق واقعه داخل مخيلته، فيؤسس صداقة بينه وبين شجرة، حرص على أن يقص لها كل شيء ببرائته، بالإضافة إلى التهكم على الواقع حيث طبق مقولة دع القلق وابدأ الحياة حتى لو كانت في الخيال.

فأصبحت هذه الشجرة بمثابة الأسرة التي فقد التواصل معها والحديث بين كنفها وإعلان رأيه لها، ليصدق قول الكاتب:”الآن عرفتُ فعلًا ما الذي يعنيه الألم، الألم، ليس في تلقي الضربات حتى الإغماء، وليس في انغراز قطعة من الزجاج في أحد قدميك تستوجب نقلك إلى الصيدلية لرتق جرحك، الألم، هو هذا الشيء الذي يحطم قلبك، الألم هو الموت من دون القدرة على البوح بسرنا لأي كان، إنه ألم يشل ذراعيك، وفكرك، ويجعلك غير قادر على إدارة رأسك على المخدة”.

أبرز الاقتباسات من شجرتي شجرة البرتقال الرائعة

تحوي شجرتي شجرة البرتقال الرائعة اقتباسات مميزة تبين كم المعاناة التي عاشها زيزا في حياته وهي:

1)  كان عشاءً حزينًا جدًّا من الأفضل عدم التفكير فيه مجددًا، تناول الجميع الطعام من دون أن يقولوا شيئًا، وبالكاد تناول أبي القليل من الخبز المُحمص، لم يرغب في حلق ذقنه، ولا في أي شيء، كما لم نذهب لحضور قدّاس منتصف الليل، الأسوأ ألا أحد تكلم مع أحد، فبدا وكأن السهرة مأتم المسيح الصغير لا الاحتفال بمولده.

2) سأقتله.. – ما الذي تقوله أيها الصغير، تقتل أباك؟  أجل سأفعل هذا، سبق وأن بدأت القتل، هذا لا يعني أنني سألتقط مسدس باك جونز وأطلق عليه الرصاص، لا سأقتله داخل قلبي، بالتوقف عن حبه، وذات يوم سيموت!

3) ملكية العالم تعود إلى الله، أليس كذلك؟ كل ما هو موجود في العالم ملكٌ لله؟ إذًا، الزهور أيضًا.

4) كنّا كلّنا كبارًا، كبارًا وبائسين، نأخذ نصيبنا من التّعاسة كلٌ بمقدار.

شجرتي شجرة البرتقال الرائعة pdf

ما أشقى الحياة حينما تكون في غيابت الفقر؟ وما أتعسها حين يسيطر الفقر على القلب؟ هكذا عاش زيزا طفولته ووجد من العناء ما لا يتحمله إنسان، وقدم كتاب شجرتي شجرة البرتقال الرائعة تجربة الطفولة القاسية بأسلوب سلسل، ويمكن تحميل كتاب شجرتي شجرة البرتقال الرائعة لقراءته كاملًا من خلال الرابط التالي:

تحميل كتاب شجرتي شجرة البرتقال الرائعة

ثلاثية زيزا

لم تكن شجرتي شجرة البرتقال الرائعة هي الرواية الوحيدة للكاتب التي تقص الطفولة التعيسة، وإنما جسد هذه الطفولة فيما يعرف باسم ثلاثية زيزا حيث شجرتي شجرة البرتقال الرائعة الجزء الثاني والتي تعرف باسم (هيا نوقظ الشمس) بالإضافة إلى الجزء الثالث وهو (المخبول).

من هو مؤلف رواية شجرتي شجرة البرتقال الرائعة ؟

قام بتأليفها الكاتب البرازيلي خوسيه ماورو دي فاسكونسيلوس.

علام يتحدث كتاب شجـرتي شـجرة البـرتقال الرائـعة؟

يتحدث عن طفل صغير يعيش حياة يملؤها الألم والأسى، بالإضافة إلى الفقر المدقع مما يجعله يبتعد عن الواقع ويعيش في عالم الخيال.

متى نُشرت شجـرتي شجـرة الـبرتقال الرائـعة؟

نشرت لأول مرة في عام 1986.

كيف سيقتل زيزا أباه في الرواية؟

لم يستخدم زيزا السلاح لقتل أبيه وإنما كان القتل عن طريق إخراجه من قلبه والتوقف عن الشعور بالحب نحوه.

مواضيع ذات صلة

فن اللامبالاة15 فائدة مستخلصة من كتاب فن اللامبالاة

كتاب كيف تؤثر على الاخرين وتكتسب الاصدقاء للكاتب ديل كارنيجيكتاب كيف تؤثر على الاخرين وتكتسب الاصدقاء للكاتب ديل كارنيجي