متي يجب تأدية صلاة الخوف ؟

هل سمعتم عن صلاة الخوف التي قام بتأديتها نبينا محمد وكان اماماً بالمسلمين فيها في احدي الغزوات الإسلامية التي نشدت إلي نصرة ورفع راية الدين الاسلامي العظيم ؟ وذكر الله تعالي صلاة الخوف في القرآن الكريم حيث قال تعالي : ( وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ ….).

فلتأدية صلاة الخوف فضل عظيم أيها المؤمنون في أوقات خوفكم في المعارك والحروب التي تذهبون فيها من أجل دفاعكم عن دينكم الاسلامي، فاستعينوا بـ ايات السكينه التي حدثكم الله عز وجل عنها في قرآنه الكريم حتي يطمئن بها فؤادكم واقرؤها عند تأديتكم لـ صلاة الخوف التي تبعث الراحة والطمأنينة عليكم وتضفي السكينة في نفوسكم حتي تزيح الخوف من عقولكم.

متى شرعت صلاة الخوف ؟

– شرع الله تعالي صلاة الخوف وأمر المسلمون بتأديتها في الحروب التي يخوضوها من أجل تسكين ألبابهم من شدة التفكير التي تستحوذ علي بالهم، فما سيشغل بال المؤمن اكثر من ذلك العدو الذي سيهجم عليه من أجل قتاله !، واختلفت الأقاويل بشأن الغزوة التي شُرع فيها صلاة الخوف فقد قيل بأنها شُرعت في غزوة ذات الرقاع وقيل غزوة بني النضير وقيل غير ذلك.

– ولم تُشرع صلاة الخوف مع بداية الإسلام ولا مع أوائل الغزوات التي قادها نبينا محمد صلي الله عليه وسلم، ونُفي في السنة النبوية مشروعية صلاة الخوف قبل غزوة الخندق وهي التي قاتل المسلمون فيها المشركين وقت طويل ومتواصل مما فاتهم تأدية صلاة العصر علي وقتها، والرأي الراجح أن أول صلاة خوف صلاها النبي بالمسلمين كانت في غزوة عُسفان.

– ومن ذلك نستنتج أن تشريع صلاة الخوف جاء في غزوة عُسفان حيث نزلت بين صلاتي الظهر والعصر، وثُبت عن النبي أنه قام بتأدية صلاة الخوف في عدة غزوات بعد عُسفان وأهمها غزوة ذات الرقاع ونجد وغيرهما.

كيفية تأدية صلاة الخوف ؟

– الصلاة هي عماد الدين وثاني أعظم أركان الاسلام الخمسة بعد الشهادتين وهي المفروضة علي كل مؤمن عاقل بالغ، فالأصل في صلاة الخوف أن تُؤدي في جماعة حيث أن أقل عدد يمكنهم تأدية هذه الصلاة هم ثلاثة أفراد، ويُقسم المسلمون في صلاة الخوف إلي مجموعتين الأولي منها يؤدون الصلاة خلف الامام في أي اتجاه غير مشروط عليهم اتجاه القبلة وفي أي وضعية أيضاً.

– أما المجموعة الثانية فيحرصون اصحابهم المصليين  حتي يتفرغون من تأدية ركعتي صلاة الخوف ثم يلحقون بالإمام مكانهم فيسلمون بعضهم بعضاً، ولهذه الصلاة فضل وثواب كبير لأنها تُصلي في جماعة وجميعنا علي علم بثواب صلاة الجماعة الذي هو أفضل من صلاة الفرد بسبعٍ وعشرون درجة، فيمكن لمؤدين صلاة الخوف أن يصلوا علي حالهم واقفين أو جالسين.

– أما عن كم عدد ركعات صلاة الخوف ؟ فاختلفت اراء العلماء فمنهم من قال ركعة واحدة ومنهم من قال اثنين أو ثلاث أو أربع، فالعبرة في النهاية هو معرفة كيفية المحافظة على الصلاة  في حالها مع ضرورة تأدية صلاة الخوف في حالات الخوف بأي عدد ركعات حتي يتلاشى الخوف والقلق الذي يسيطر علي شعور المؤمن في حالات الخطر.

 كيفية صلاة الخوف عند الشافعية ؟

لا تختلف كيفية تأدية صلاة الخوف عند المالكية مع مذهب الشافعية ؟ بل اشترطوا حمل المسلمين لأسلحتهم أثناء صلاتهم واستندوا إلي قوله تعالي ( وليأخذوا أسلحتهم )، أما أصحاب المذهبين الحنفي والحنبلي فأجازوا حمل السلاح بحسب الحاجة فالسلاح ليس له أي صلة بحركات وأفعال الصلاة.

كيفية صلاة الخوف عند الشيعة ؟

– يؤدي الشيعة صلاة الخوف دائماً إن كانوا في وضع مقلق أو خطر للغاية فيقسمون أنفسهم فريقين، فالفريق الأول يصلي خلف الإمام الركعة الأولي ثم يقف الامام ويطول في وقوفه ويدعي الله كثيراً بكل ما يتعلق بالفرج كـ دعاء تيسير الامور حتي يُكمل المصليون الركعة الثانية بدون امامهم ثم يُسلمون ويكمل الامام مع الأخرون الركعة الثانية.

أما الفريق الثاني الذي كان يقاتل ويحمى المصليين فيتبادل الأدوار مع الفريق الأول حتي يصلون أيضاً، فيلحقون بالإمام في ركعته الثانية بينما هي ركعتهم الأولي ثم ينتظرهم الإمام أيضاً حتي يصلون ركعتهم الثانية ثم يُسلمون معاً.

كيفية صلاة الخوف بالصور ؟

فتختلف تأدية صلاة الخوف حسب مكان تواجد العدو الذي لابد من أخذ اتجاه الصلاة باتجاه مكان تمركزه حتي لا يُؤخذ المصليون علي غفلة، ويُطعنون في ظهورهم من أشد اعدائهم والذين ينتظرون قتالهم ويمكن رؤية احدي صور صلاة الخوف من خلال تتبع ما يلي :-

صلاة الخوف

صلاة الخوف في غير الحرب

– جاءت آية صلاة الخوف في سورة النساء لتدل علي أن تأدية هذه الصلاة تكون في الحرب والمعركة، ومن حينئذ اختلفت التساؤلات والأقاويل بشأن هل يجوز صلاة الخوف في البيت ؟ أي صلاة خارجة عن نطاق الحرب، وكانت بعض من اجابات خبراء الفتوي الإسلامية الموثوق فيهم تشير إلي أن صلاة الخوف لم تقتصر علي الحرب فقط بصفة عامة.

– فبالرغم من أنها جاءت في القرآن الكريم مستهدفة الحرب إلا أنها مشروعة في جميع أوقات الخوف، كأن تخاف من انسان أو حيوان فبالتالي يتوجب عليك تأدية صلاة الخوف لكي يهدأ قلبك ويقل خوفك وتشعر بالقوة وعدم الضعف ما دام الله معك فلا تخشي أحداً سواه.

– ورغماً أن من شروط قبول وصحة الصلاة هي استقبال القبلة إلا أنه في صلاة الخوف لا يستلزم استقبالها وذلك خوفاً من العدو، ففي تأدية صلاة الخوف أثناء الحروب يأخذ المصليون اتجاه العدو وليس القبلة حتي لا ينقض عليهم العدو فيقضوا عليهم.

ما هي  فوائد صلاة الخوف ؟

تعتبر فوائد صلاة الخوف هامة للغاية من أجل اتحاد المسلمين لأن يبقوا يداً واحدةً عند التصدي لأزماتهم التي تواجههم وترسل لهم شعوراً مفرطاً بالخوف والقلق، فيتوجب عليهم كثرة التوسل إلي الله تعالي كاقتدائهم بـ دعاء الضيق الذي يفك ويزيل الهموم والحزن، كما أن من فوائدها ضرورة المواظبة علي الصلاة في أوقاتها ومعرفة أهميتها مهما كان انشغال المؤمن بأي حال.

ما هي أهم حالات صلاة الخوف ؟

فلقد جاء في السنة النبوية الشريفة ثلاثة حالات تخص صلاة الخوف سوف يتم ذكرهم فيما يلي :-

الحالة الأولي :- العدو بغير جهة القبلة

فيصلي المسلمون صلاة الخوف خلف الامام كفريقين فريق سيصلي والأخر يحرص المصليون ثم يتبادلان الادوار كما ذكرت سابقاً.

الحالة الثانية :- العدو في جهة القبلة

فيقف المسلمون صفين في اتجاه عدوهم مع تبادلهم في تأدية ركن السجود فعند سجود الامام في الركعة الأولي يسجد خلفه مصليون الصف الأول، بينما يظل مصليين الصف الثاني واقفين حتي ينتهي المصليون أمامهم من سجودهم فيسجدون بعدهم، ثم في الركعة الثانية يتبادلان الصفان فيسجد أصحاب الصف الثاني أولاً ثم الصف الأول.

الحالة الثالثة :- التحام الجيشين معاً

إن كان العدو ظالماً وخشي المقاتلون من مكروه فيصلي كل مسلم علي حدة راكب أو جالس أو مترجل، مستقبل القبلة أو غير مستقبلها، مع اتمام سجودهم وركوعهم.