مناقب ضرار بن الأزور | الشيطان عاري الصدر

ضرار بن الأزور

لم يكن ضرار بن الأزور مجرد فارساً عادياً في جيوش المسلمين ولكنه كان الانتقام الذي ينتظر أعداء الإسلام في كل معركة عهدها، فصوته الصهور بمفرده كان يُذيب عزيمة آلاف المحاربين من جيوش الروم، أما وقت تخليه عن درعه الذي يحميه كان بمثابة وعد بالموت المحتم لكل من يباريه في ساحة القتال، حيث استطاع أبو بلال بدءاً من الوقت الذي أعلن فيه إسلامه أن يجعل عقيدته القوية هي الرهاب الذي يمحي جسارة مقاتليه، فكان الإيمان هو سيف ابن الأزور الحاد الذي يستل به رقاب الخصوم في جميع الملاحم التي شارك فيها.

نسب وميلاد ضرار بن الأزور

ولد الشاعر والقائد العسكري ضرار بن الأزور في مدينة مكة المكرمة وقد أعلن مبايعته لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- بعد الفتح الإسلامي، ويرجع نسب ابن الأزور إلى (مالك بن أوس بن جذيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن أسد بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان) وختام نسبه الأسدي، وكان يكنى بين قومه بالعديد من الأسماء أبرزها (أبو بلال، أبي الأزور).

موقف النبي من بسالة بن الأزور

إن صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- استطاعوا أن يودعوا للأجيال القادمة من بعدهم الكثير من المضارب الفريدة في البسالة وقوة العقيدة مثل ابو بكر الصديق -رضي الله عنه-، ولعل مقالنا لليوم شَرُف بالحديث عن أحد هؤلاء الشجعان الذين جعلوا الغرماء يهدرون طاقاتهم في الخوف من لحظة قدومهم إلى أرض النزال، فيقال عن ابن الأزور أنه ترك ماله الكثير والبعير التي يملكها من أجل الدفاع عن الإسلام ونيل الشهادة، ودعا له النبي –صلى الله عليه وسلم- في قوله الشهير ” ما غُبِنتْ صفقتك يا ضرار”، والغبن هنا يأتي بمعنى النقصان والخسارة.

ألقاب ضرار بن الأزور

شجاعة الفارس أبي بلال في المعارك التي خاضها ضد الروم والمرتدة والعديد من الغارات الأخرى التي شنها المسلمون ضد أعدائهم جعلته يحصد مع النصر المبين الكثير من الألقاب المشرفة والفريدة، ولعل أبرز تلك الألقاب تتمثل فيما يلي:

1) قاتل الملوك والأمراء: ويقال إن ضرار بن الأزور أطلق هذا اللقب على نفسه بسبب مهارته في قتل الأمراء والملوك أثناء الهجمات التي تولى قيادة جيوش المسلمين فيها.

2) الشيطان عاري الصدر: يعد لقب “الشيطان عاري الصدر” هو أشهر الألقاب التي تم إطلاقها على ابن الأزور في المعارك التي خاضها ضد الروم، حيث استطاع إطاحة جيش الروم كاملاً دون أن يقوى أحداً منهم على التصدي له، كما أن ضرار تمكن من هزيمة كتيبة كاملة من الروم عددها 30 فارساً دون أن تتزحزح خطاه، بل قام بنزع درعه الحامي حتى تزداد خفته وقوته وبالفعل قام بالقضاء على الكثير من مقاتلي كتيبة الروم وإجبار الباقين على الفرار كالجرذان الهاربة حاملون أسطورة أبي الأزور إلى ملوكهم.

الصفات التي ميزت شخصية ابن الأزور

تحلى ابن الأزور بقدر كبير من الثقة بالنفس بفضل إيمانه الشديد برسالة الإسلام السامية التي غامر من أجلها بروحه في الميادين، وتلك كانت أبرز صفات ضرار بن الأزور –رضي الله عنه- التي أهلته لقيادة جيوش المسلمين في العديد من الوقائع التاريخية المهمة، بالإضافة إلى العديد من الصفات الجسمانية والأخلاقية الأخرى كالتالي:

1) حظيت شخصية ضرار بن الأزور بمستوى ثقافي رفيع للغاية، وساعده ذلك في إدراك العديد من الثغرات عن جيوش الأعداء وإحباط خططهم لهزيمة المسلمين، كما أنه اشتهر بحبه للأدب وكتابته للأشعار المبدعة.

2) حظي أبو الأزور الأسدي بمكانة كبيرة عند النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- بسبب تفكيره الواعي وإقدامه المهول وأمانته غير المعهودة، ووكله الرسول ذات مرة بمهمة وقف هجوم (بني أسد).

3) تحلى أبو بلال بشجاعة كبيرة جداً وبمقومات جسدية قوية، ويتأكد لنا ذلك في قصة خالد بن الوليد حيث شارك ابن الأزور مع الفارس الصنديد في العديد من الفتوحات الإسلامية العظيمة كفتح (دمشق).

قصة ضرار بن الأزور كاملة

إن الحديث عن جسامة أبي الأزور في معركة أجنادين قد تجعل الأشخاص في عصرنا الحالي يطرحون بعض الأسئلة مثل ما صحة قصة ضرار بن الأزور ضد قائدي الروم؟، ظناً منهم أن تلك القوة العجيبة في طرح الأعداء أرضاً لا يمكن أن تتواجد في شخص واحد فقط، ولكن تأكيد تلك القصة يدعونا إلى الفخر بتاريخنا الإسلامي الحافل بالشخصيات المميزة كالشيطان الذي أطاح بأعدائه من الروم يميناً ويساراً دون أن يخشى عتادهم أبداً.

استطاع ضرار بن الأزور أن يثبت لجيوش الروم أنه حقاً الشيطان الذي يحاصرهم طيفه في كافة المعارك أثناء تواجده في معركة أجنادين التي دارت على أرض فلسطين ضمن فتوحات بلاد الشام، حيث تمكن أبو بلال في أجنادين من الوصول إلى قائد الروم (وردان)، وعندما شاهده تيقن على الفور أنه (الشيطان عاري الصدر)، وبعد مبارزة دارت بين أبي الأزور وقائد الروم استطاع قاتل الملوك بأن يعود إلى جيش المسلمين حاملاً معه رأس (وردان)، ليعلو مع التكبير لنصر المسلمين صيحات التهليل بموته.

أبرز المعارك التي شارك فيها ضرار بن الأزور

شارك ضرار بن الأزور كقائد وفارس مغوار ضمن صفوف جيش المسلمين في العديد من المعارك والحروب، ومن أبرزها معركة اليرموك التي بايع فيها 400 من المقاتلين عكرمة بن ابي جهل لمحاربة جيوش الروم، بالإضافة إلى مشاركة أبي بلال مروع جيوش الأعداء في المزيد من الهجمات الأخرى المشرفة بعد وفاة الرسول –صلى الله عليه وسلم-، ومن أهمها معركة اليمامة في عام (12)هجرياً التي قامت لمحاربة جيوش الردة.

هل قصة خولة بنت الأزور حقيقية؟

حتى اليوم لا يوجد دليلاً قاطعاً على أن قصة أخت ضرار بن الأزور حقيقية سوى الرواية التي تُنسب إلى (الواقدي) في كتابه (فتوحات الشام)، حيث يقول الواقدي في روايته أن خولة شقيقة ضرار كان شاعرة مخضرمة ومحاربة عظيمة من قبيلة بني أسد، وتوفيت في آخر عهد عثمان بن عفان ذي النورين، ولكن جميع الروايات الأخرى التي ذُكرت بها سيرة ضرار بن الأزور مثل ترجمة (ابن حجر العسقلاني) لم يثبت بها إلا ثلاثة من إخوته الذكور، ولا وجود بها لخولة بنت الأزور وقصة تنكرها في هيئة الفارس الملثم لتحرير أخيها من قبضة الروم.

ما هو سبب وفاة ابن الأزور؟

هناك بعض الآراء التي تقول بأن ابن الأزور توفي في إحدى المعارك، ولكن المعلومة الأكيدة تفيد بأنه توفي بطاعون عمواس القاتل.

أين تم دفن جثمان الشيطان عاري الصدر؟

تم دفن جثمان ضرار الملقب بالشيطان عاري الصدر في غور الأردن، وتمت تسمية البلدة التي دُفن فيها باسمه بعد ذلك.

هل شارك ابن الأزور في معركة مرج دهشور؟

نعم، حيث شارك ضرار في معركة مرج دهشور مع القائد خالد بن الوليد، وقام بقتل قائد الروم بولص في تلك الملحمة.

من الذي قام بتحرير أبي الأزور من الأسر؟

انطلق الكثير من المقاتلين إلى حصن الروم لتحرير أسر أبا الأزور ومن معه من المجاهدين، ومن أبرز هؤلاء الشجعان رافع بن عمر الطائي.

مواضيع ذات صلة

يوسف السباعييوسف السباعي | فارس الرومانسية وجبرتي عصره

حافظ ابراهيمحافظ ابراهيم | شاعر النيل صاحب العقل الرزين