علامات الطهر من الحيض وأحكامه في الإسلام

أحيانًا تخجل بعض النساء من الاستفسار عن علامات الطهر من الحيض ومعرفة أحكامه في الإسلام، وهذا الخجل يؤدي إلى الجهل بأمور مهمة ويبعث الشك في قلب المرأة، فتمر عليها فترة الحيض وهي تعاني نفسيًا وجسديًا، وتتألم من القلق واضطراب الفكر.

لا ينبغي للمسلمة أن تستسلم لشعور القلق، بل عليها أن تتعلم أحكام دينها، فالدين يسر وليس عسر، وفي هذا المقال سوف نذكر الكثير من المعلومات عن الحيض وعلامات الطهر منه. 

تعرف على علامات الطهر من الحيض

هناك بعض الإشارات التي توضح للمرأة أن فترة الدورة الشهرية انتهت، وفيما يلي سوف نذكر علامات الطهر من الحيض بناء على أقوال علماء وشيوخ الدين الإسلامي:  

1- انقطاع الدم 

في الفترة الأخيرة من الحيض تخطر في ذهن المرأة العديد من الأسئلة مثل هل الكدرة علامة طهر ؟ وأيضًا تتساءل الأنثى وتقول هل الصفرة بعد الحيض طهر ؟ والإجابة هي لا، فقد أجمع فقهاء الشافعية والمالكية والحنابلة على أن الحيض لا ينتهي إلا بعدما يتوقف نزول الدم، الصفرة، والكدرة أيضًا. 

ففي حال إن وضعت المرأة قطنة بيضاء للتأكد من طهارتها، وخرجت القطنة بيضاء وجافة، فذلك من علامات الطهر من الحيض ويدل على انتهاء تلك الفترة المزعجة، ولكن إذا رأت القطنة ملوثة بالدم أو ببقع صفراء أو بقع بنية اللون، فهذا يعني أن الحيض مستمر وعليها أن تنتظر قليلًا حتى تتطهر. 

2- رؤية القصة البيضاء

القصة البيضاء من علامات الطهر من الحيض وهي عبارة عن مياه نظيفة ولونها أبيض تخرج بعد انتهاء الدم، وإذا رأتها المرأة تعرف أن الحيض انتهى، ولكن هناك بعض النساء لا تظهر لهن القصة البيضاء أبدًا، وفي هذه الحالة ينبغي للمرأة أن تعتمد على علامة الطهر الأولى وهي توقف نزول الدم لتعرف أن فترة الدورة الشهرية انتهت. 

ينبغي ألا تؤدي المرأة أي فريضة من الفرائض وألا تقرأ القرآن الكريم إلا بعدما تتأكد أن الحيض انتهى تمامًا، وإن كانت تشتاق إلى الصلاة والعبادة فيمكنها تلاوة الأذكار في هذه الفترة، مثل ذكر اللهم انك عفو كريم وغيره. 

الشك في الطهر من الحيض

يرى علماء الإسلام أن الشك في الطهر من الحيض يدل على أنه لم ينته، ففي حال عدم ظهور علامات الطهر من الحيض فلا يجب أن تتعذب المرأة بالشك أو تحاول أن تتأكد من الطهر بطرق غريبة أو غير مألوفة. 

لا يحثنا الإسلام على المبالغة في الشك، بل على المرأة المسلمة أن تعرف تعاليم دينها وتلتزم بها وتتخلص من المخاوف التي تنتابها من وقت لآخر، حيث أن الشك في الطهر شيء طبيعي يراود جميع النساء وحتى زوجات الرسول كانوا يشعرن بالشك، ولكن ينبغي للمسلمة أن تتخلص من هذا الشعور المزعج حتى لا يكبر ويتحول إلى وسواس. 

الغسل من الحيض

بعدما تظهر علامات الطهر من الحيض ونتأكد من أن فترة الدورة الشهرية المزعجة انتهت، ينبغي لنا أن نغتسل من الحيض، ولكن ماذا نقول عند غسل الحيض ؟ وما هي طريقة الغسل من الحيض؟ 

الغسل من الحيض يبدأ بالنية، ثم غسل البدن بالماء، وهناك بعض الخطوات التي حثنا عليها الدين الإسلامي ولكنها ليست واجبة، وسوف نتحدث عنها بالتفصيل في السطور القادمة من هذا المقال. 

بعد الغسل من الحيض وقبل أن نصلي ينبغي قول “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين” وهذا الذكر ليس واجبًا أيضًا ولكنه مستحب.

كيفية الغسل من الحيض

هل ظهرت علامات الطهر من الحيض وانتهت الدورة الشهرية؟ إذن فإليك طريقة الاغتسال من الدورة الشهرية بالتفصيل: 

1- يبدأ الغسل بالنية، ولا تذكر النية لفظيًا بل تنوي المرأة بقلبها فقط. 

2- يجب قول بسم الله الرحمن الرحيم قبل الاغتسال. 

3- الخطوة الثالثة هي غسل اليدين، ثم غسل الأعضاء الأنثوية، ثم غسل اليدين للمرة الثانية. 

4- الوضوء، ويمكن أن تتأخر المرأة في غسل القدمين. 

5- غسل الشعر، وإن كان الشعر مضفرًا، فينبغي للمرأة فك الضفائر حتى يتم غسل كل شعرة. 

6- صب الماء على الشق الأيمن من الجسم وبعده الشق الأيسر، وينبغي أن يتم غمر الجسم بأكمله بالماء حتى يكون الغسل صحيحًا. 

بعدما تعرفنا على علامات الطهر من الحيض بالصور وذكرنا طريقة الاغتسال من الدورة الشهرية، سوف نتحدث عن علامات الطهر من الحيض مع اللولب وسنوضح أيضًا الأمور المحرمة على المرأة في فترة الدورة الشهرية، والمعلومات التي سنذكرها مهمة وقيمة، فتابع معنا. 

علامات الطهر من الحيض مع اللولب 

هناك بعض الأسئلة التي تراود المرأة المسلمة من وقت لآخر، مثل حكم لبس البنطلون للنساء وغيره، ولكن هناك سؤالًا يحير الكثير من النساء ولا يستطيع أي شخص الوصول إلى إجابته، وهو إذا ازدادت فترة الحيض مع استخدام موانع الحمل كاللولب وغيره، فماذا تفعل المرأة؟ وما هي العلامات التي تدل على انتهاء الدورة الشهرية في هذه الحالة؟ 

في حال إن زادت فترة الدورة الشهرية مع استخدام اللولب، وكان الدم متصلًا، فهو حيض ولا ينبغي لها أن تغتسل إلا بعدما يتوقف نزول الدم تمامًا، ولكن في حال توقف نزول دم الدورة الشهرية لأيام ثم عودته مرة أخرى ولكن بغير هيئته، فقد يكون هذا الدم نزيفًا وليس حيضًا. 

أمور محرمة على المرأة قبل الطهر من الحيض

إذا لم تظهر علامات الطهر من الحيض ولم تغتسل المرأة، فالأمور التالية محرمة عليها: 

1- الصلاة 

في أيام الدورة الشهرية يحرم على المرأة قضاء جميع الصلوات، فلا ينبغي أن تصلي صلاة الفرض، السنة أو حتى صلاة الجنازة، ولكن إذا طهرت قبل خروج وقت الصلاة فينبغي لها أن تصليها.

يرى بعض علماء وشيوخ الدين الإسلامي أن المرأة إذا اغتسلت من الدورة الشهرية بعد خروج وقت الصلاة، فيمكن أن تقضيها إذا كانت من الصلوات التي يمكن الجمع فيها، فمثلا إذا طهرت بعد العصر، فيجب أن تصلي صلاة العصر وتقضي صلاة الظهر، وإن طهرت بعد العشاء فينبغي أن تصلي صلاة العشاء وتقضي صلاة المغرب.  

2- الطواف

يعتقد علماء الإسلام أن الطواف بالبيت الحرام محرم على المرأة الحائض، لأنه في نفس منزلة الصلاة بناء على ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أحد الأحاديث الشريفة، ولكن تستطيع الحائض القيام بمناسك الحج الأخرى فلا يحرم عليها إلا الطواف وركعتاه.  

3- مس المصحف

لا يجوز للمرأة الحائض أن تمس المصحف أو تحمله قبل أن ترى علامات الطهر من الحيض وتغتسل، فالمولى (عز وجل) قال في كتابه العزيز: “لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ”. 

يجب على المسلمة أن تلتزم بأوامر الله (تعالى) ولا تمس المصحف في فترة الدورة الشهرية، وإن فعلت فقد ارتكبت ذنبًا كبيرًا وينبغي لها ذكر دعاء سيد الأستغفار وطلب العفو من الله.

4- الصوم 

اتفق الفقهاء على أن الصوم محرم على الحائض حتى في شهر رمضان المبارك، ولكن يجب على المرأة قضاء الأيام التي لم تصم فيها بعد انتهاء شهر رمضان، ولا ينبغي لها التهاون في هذا الأمر أو تجاهله، لأن قضاء هذه الأيام واجب مثل الصوم والصلاة.  

5- الطلاق

معظم علماء الدين الإسلامي يتفقون على أن الطلاق محرم على المرأة في فترة الحيض، وذلك لأنها قد تتضرر بطول مدة العدة في حال إن تطلقت من زوجها في هذه الفترة. 

6- الجلوس في المسجد 

اتفق جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة على أن الجلوس في المسجد محرم على الحائض والنفساء، فلا ينبغي للمرأة زيارة المسجد إلا بعدما تغتسل من الدورة الشهرية، كما إن المرور في المسجد محرم أيضًا في حال إن خشيت الحائض تلويثه. 

7- جماع الرجل لزوجته

الجماع في فترة الحيض محرم، وذلك مذكورًا في كتاب الله (تعالى) وبالتحديد في سورة البقرة، حيث قال المولى (عز وجل): “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِى الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”. 

يجب الإشارة إلى أن الطهارة أو الوضوء بنية العبادة من المحرمات في فترة الدورة الشهرية، وكذلك قراءة القرآن بنية القراءة، فإن كانت المرأة ترغب في تلاوة القرآن الكريم في هذه الفترة فينبغي لها أن تقرأه بنية الذكر.

في الختام ينبغي للمسلمة أن تلتزم بكل ما أمرها الله به في هذه الفترة ولا تقترب مما حرمه حتى يرضى عنها ويُرضيها.