عمالة الاطفال | ظاهرة تعيق التطور

عمالة-الاطفال

على الرغم من وضع قوانين وتشريعات تحافظ على حقوق المواطنين، إلا أن هناك ظواهر تفسد ما تحاول الدولة القضاء عليه مثل ظاهرة عمالة الاطفال التي تحرم الطفل من أبسط حقوقه وتدفع به إلى المهالك وتضعف من بنيته الجسدية.

عمالة الاطفال | أكثر الظواهر الاجتماعية انتشارًا

تظهر الدولة بصورة حسنة إذا كان شعبها ينعم بالرخاء والاستقرار، فيمكننا رؤية مدى تطور الدولة وازدهار اقتصادها من عدد الأطفال الذين يتمتعون بحياة جيدة ومستوى تعليمي متميز، وهذا ما نفتقد إليه الآن في هذا العالم الكبير الذي يحرم الأطفال من أقل ما يستحقون إليه ويعرض حياتهم إلى الخطر دائمًا، ويعيق بشتى الطرق نموهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وضمن هذه الطرق عمالة الاطفال التي تمثل أهم العوائق وأكثرها انتشارًا.

لا تقف عمالة الاطفال على وتيرة واحدة، فلا يمكن القول أنه مع التطور الهائل الذي طرأ على العالم أجمع لم يكن هناك تطور أيضًا واختلاف ملحوظ في درجات تشغيل الأطفال عبر التاريخ، حيث إنه في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين سجلت دراسات تؤكد أن هناك أعداد كبيرة من الأطفال المنتمين إلى العائلات الفقيرة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5-14 سنة يتم استغلالهم في أعمال الزراعة والتعدين وجمع النفايات في الدول الغربية.

تضع الكثير من المنظمات الدولية العديد من الـ حلول للحد من تشغيل الأطفال في الأعمال المختلفة، حيث تمثل هذه الظاهرة قضية من أهم القضايا المجتمعية التي تشكل خطورة حقيقية على المجتمع وتعيق تطوره، إلا أن الأمر بات لا يتغير بشكل كبير فما زال الأطفال يعملون في الأعمال الشاقة ويعانون من صعوبات التعلم وممارسة حياتهم الطبيعية التي من المفترض أن تكون أفضل من ذلك.

ما هو تعريف عمالة الأطفال ؟

تتأخذ عمالة الاطفال أشكال مختلفة وصور لا يمكن حصرها، حيث تعاني العديد من المجتمعات وخصوصًا الفقيرة منها من ظاهرة تشغيل الأطفال، فلقد تم رصد حوالي 250 مليون طفل يتم استغلالهم في الأعمال المختلفة خلال الوقت الحاضر، وسجل ما يقارب من 150 مليون طفل في مختلف أنحاء العالم يعملون في بعض الأعمال الخطرة التي لا تتناسب مع أعمارهم الصغيرة، وتتجه هذه الظاهرة إلى اتجاهين مختلفين وهما:

أولًا: الاتجاه السلبي لتشغيل الأطفال

– يتمحور المفهوم السلبي لـ عمالة الاطفال حول كل عمل يعيق نمو الطفل وتطوره ويحرمه من أقل حقوقه ويضع فوق كاهله العديد من الأعباء الثقيلة التي تهدد صحته وسلامته، وتضعف من قدراته ومهاراته.

– ممارسة الطفل لأعمال قد تضر بنموه النفسي والعقلي والجسدي، مما يحرمه من أبسط حقوقه ويعيقه عن تأدية واجباته وممارسة حقه الطبيعي في الحياة والتعلم.

– استغلال الأطفال وقدراتهم في بعض الأعمال الشاقة التي لا تتناسب معهم، بسبب ضعف قواهم الجسدية وعدم مطالبتهم بالأموال الكثيرة مثل الكبار.

ثانيًا: الاتجاه الإيجابي لعمالة الاطفال

يتضمن المفهوم الإيجابي لعمالة الأطفال جميع الأعمال التطوعية أو المأجورة المناسبة لعمر الطفل وتتلاءم مع المهارات التي يمتلكها، بحيث يكون لها تأثير إيجابي على النمو الجسدي والعقلي مما يجعله قادرًا على تحمل المسؤولية والتعامل مع المحيطين بأسلوب جيد.

العوامل التي تساعد على انتشار ظاهرة عمالة الأطفال :

1- أبرز الأسباب الاقتصادية

– تعاني بعض الأسر في أغلب المجتمعات النامية والمتقدمة من مشكلة الفقر وعدم القدرة على تلبية احتياجات الأبناء من مأكل وملبس ورعاية صحية، فيمكن القول أن الاهمال العائلي بسبب وجود الأسرة تحت خط الفقر من أهم أسباب تشغيل الأطفال المعروفة والمنتشرة.

– يؤثر الفساد على المجتمع ككل ويرتبط بمشاكل كثيرة أهمها تفاقم الفقر وزيادة الصراع بين الطبقات وإضعاف دور الدولة الديمقراطي، وهذا بطبيعة الحال يؤثر على الطفل بالسلب ويحرمه من الرعاية الصحية وحقه في التعليم المناسب، ويدفعه نحو الفرار من بطش وظلم دولته من أجل تأمين احتياجاته الأساسية.

2- أهم الأسباب السياسية

– تعكر الحروب الأهلية والصراعات بين الأحزاب صفاء الجو العام في الدولة وتساهم في تدمير اقتصادها وإهدار مواردها، لذا نجد الكثير من الأسر تدفع بأطفالها إلى العمل من أجل تأمين مصدر دخل يوفر احتياجاتهم الأساسية.

– تنتشر ظاهرة عمالة الاطفال في الدول التي لا تمتلك قاعدة أساسية في مراقبة المصانع والمؤسسات، فعجز الدولة أحيانًا عن متابعة حالة الأعمال وخطوات الإنتاج يجعل أصحاب المنظمات يستغلون الأطفال في الوظائف الشاقة أو البسيطة.

3- الأسباب الاجتماعية

– تنظر بعض العائلات إلى أهمية عمالة الاطفال من أجل تنمية مهاراتهم وتطوير شخصياتهم حتى يستطيعوا مواجهة مصاعب الحياة.

– انتشار حالات الانفصال بين الأزواج وتفكك الأسر أدى إلى تشجيع الأطفال على البحث عن عمل أو وظيفة في سبيل إيجاد ما يعينهم على العيش.

– ارتفاع تكاليف المعيشة من جهة وزيادة أعداد أفراد الأسرة من جهة أخرى؛ جعل الكثير من الآباء يفكرون في دفع أطفالهم إلى العمل وتحمل المسؤولية من الصغر.

عمالة-الاطفال

عمالة-الاطفال

اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال | تحقيق العدالة الاجتماعية

يختلف الكثير من الناس بشأن مفهوم عمالة الاطفال وهل هي مضرة بصحة الطفل وسلامته أم لا؟ ولكن الشيء الذي يتفق عليه الجميع أنه من حق الطفل أن يحصل على العدالة الاجتماعية ويحيا حياة يجد نفسه فيها قادرًا على مواصلة الطريق والوصول إلى أعلى سبل النجاح والتفوق، لذا قامت منظمة العمل الدولية بعمل اتفاقية رفيعة المستوى في 12 يونيه تحت عنوان ” اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال ” شعارها الأساسي التأكيد على العلاقة الطردية بين العدالة الاجتماعية وإنهاء تشغيل الأطفال.

تؤكد التجارب التي تقوم بها المنظمات العالمية من أجل القضاء على ظاهرة تشغيل الأطفال على أنه إذا تم القضاء على الأسباب الرئيسية لتلك الظاهرة؛ سوف يؤدي ذلك إلى انتزاعها من جذورها وتوفير مجتمع آمن لكل طفل وحياة عادلة وكريمة، وذلك عن طريق إعادة تنشيط الاتفاقات الدولية التي تساعد على تحقيق العدالة الاجتماعية.

الجهود المبذولة في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال تعد بمثابة نقطة البداية في طريق إنهاء عمل الطفل إلى الأبد، والتصديق على الاتفاقيات والقوانين الدولية التي تحرم عمل الأطفال من سن معين ( اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 138 بشأن الحد الأدني لعمل الطفل) بما يتفق مع ( اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 182 بشأن حظر أسوأ أشكال تشغيل الأطفال والإجراءات الفورية للقضاء عليها ).

مخاطر عمالة الأطفال :

تعد قضية عمالة الاطفال من القضايا المهمة التي يجب التصدي والقضاء عليها من منبعها، حيث تؤثر هذه المشكلة على الأطفال وتسبب لهم مشاكل جسدية ونفسية، فعند الحديث عن مخاطر عمالة الأطفال لا يمكن الصمت عن الأضرار الجسدية والإصابات التي تلحق بهؤلاء الأبرياء، بالإضافة إلى العواقب الوخيمة التي نذكر منها ما يلي:

– يكون الأشخاص الذين يعملون منذ الصغر أكثر عرضة للشيخوخة المبكرة ومشاكل الاكتئاب وتعاطي المواد الممنوعة.

– تهميش و ضرب الاطفال والسيطرة عليهم، ونشأتهم في ظروف اجتماعية سيئة بعيدة عن مبادئ حقوق الطفل والإنسان.

– يدخل الاستغلال الجنسي ضمن نتائج ظاهرة تشغيل الأطفال ومخاطره الوخيمة التي تعرض كرامة الطفل وأخلاقه إلى الانهيار مثل تشغيله في الدعارة أو الأعمال المهينة.

– يتعرض الطفل إلى الإصابات الجسدية مثل الجروح والحروق والتمزقات.

– قضاء الكثير من الوقت في العمل مما يحرمه من الحب الأسري والدفء العائلي، ويشعره بالوحدة وفقدان الأمل.

– منافسة الأطفال مع العمال البالغين يؤدي إلى خفض الأجور والمرتبات الخاصة بهم.

ما هي طرق الوقاية من عمالة الأطفال؟

يمكن الحد من ظاهرة عمالة الأطفال عن طريق نشر الوعي ووضع القوانين الفعالة في القضاء على المشكلة وكذلك إرسال الأطفال إلى المدارس وتعزيز نموهم العقلي.

ما هي أنواع الأطفال العاملين طبقًا لتقسيم منظمة العمل؟

تضع منظمة العمل الدولية تقسيم يوضح أنواع الأطفال العاملين وهم ( الأطفال الذين يعملون في كافة الأعمال مدفوعة الأجر- الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 11 سنة- الأطفال الذين يقومون بأعمال خطرة).

أين يتم تشغيل الأطفال؟

يتم استغلال الأطفال في الكثير من الأعمال البسيطة والخطرة مثل الخدمة المنزلية أو العمل في المزارع والأراضي أو التسول في الشوارع أو الإتجار بأعضائهم البشرية.

ما هي أبرز المنظمات التي تكافح عمالة الأطفال؟

تكافح منظمة حفظ حقوق الطفل، ومنظمة وقف عمالة الأطفال، والمسيرة العالمية ضد عمالة الأطفال، والمبادرة الدولية للقضاء على ظاهرة تشغيل الأطفال الموجودة في المجتمعات المختلفة.

مواضيع ذات صلة

كيفية التعامل مع الطفل الذي يريد كل شيءكيفية التعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء

غسيل-السجادطرق غسيل سجاد شديد الاتساخ في المنزل بأقل جهد