التخاطب | مفتاح الطفل للكلام السليم

التخاطب

يتباين الصغار عن بعضهم البعض في درجة تقدمهم وتعلمهم اكتساب المهارات مثل التخاطب والتواصل بالكلام، حيث إن كل أم ينتابها سعادة عارمة لا يمكن وصفها عندما تخرج من فيّ صغيرها أولى كلماته، وتنتظر على أحر من الجمر كل كلمة جديدة يتعلم نطقها، ولكن إذا لاحظت تأخره في الكلام عمن هم في نفس سنه يُسيطر عليها القلق الشديد وقد يصل الأمر بها إلى الذعر، حيث يربط العديد من الناس تأخر الأطفال في الكلام بـ اعراض التوحد المُقلقة.

تعريف التخاطب | ما هو؟

يبحث العديد من الأشخاص عن تعريف التخاطب نظرا لأهمية تلك المهارة بالنسبة للجميع كبارا كانوا أو صغارا، فـ التخاطـب يعد واحدا من أهم عمليات التواصل البشرية التي يتم بواسطتها التعبير المكنونات الداخلية للناس كالمعاني والمشاعر والأفكار ومشاطرة المعلومات، لذا تم تقسيم أنواع التخاطب إلى لفظي وغير لفظي.

الأشخاص خاصة الأطفال الصغار الذين لديهم مشكلات في عملية التخاطـب يجدون صعوبة بالغة في التواصل سواء اللفظي أو غير اللفظي مع من حولهم، وأشارت الأبحاث العلمية والدراسات الطبية إلى أن معدل الأطفال الذين تظهر عليهم مُشكلات في الكلام واللغة أيضا خلال نموهم يصل إلى قرابة 8% من إجمالي الأطفال حول العالم، لذا دائما ما يتساءل المُحيطون بهم عن متى يتكلم الطفل بشكل سليم؟

يكون هؤلاء الصغار بحاجة إلى الخضوع لجلسات التخاطـب وعمل تمارين تخاطب للاطفال بانتظام لكي يتمكنوا من نطق عدد أكبر من الكلمات وبصورة سليمة، وذلك بجانب تشجيعهم على تركيب الكلمات لإخراج جمل مفيدة يستطيعوا بها التواصل مع الآخرين من حولهم، مما يعود ذلك الأمر بنتائج إيجابية على حياتهم اليومية ومهامهم الأكاديمية.

بعض المعلومات عن أخصائي التخاطب

يُطلق اسم أخصائي تخاطب على الفرد الذي يتم تدريبه وتعليمه على أسس معينة تساعده بشكل كبير على تقييم الأشخاص المصابين باضطرابات في اللغة ويجدون صعوبة في النطق وإخراج الكلمات، يتعين على هذا الأخصائي دارسة كل العناصر المُحيطة بالحالة التي يُقيمها مثل؛ العناصر النفسية والعضوية والبيئية والاجتماعية المتعلقة بتلك الحالة، ولا بد من أن يكون على دراية تامة بـ أساسيات التخاطب .

يكون بإمكان أخصائي التخاطـب إعداد مُخطط علاجي يعتمد على استراتيجية معينة تتحلى بالمرونة، وذلك من أجل الوصول إلى تأسيس سليم ومتكامل للغة عند الشخص المُصاب ومعاودة إصلاح وإنعاش نبرات الصوت ومخارج الكلمات والتخلص من التأتأة عند الأطفال المُزعجة.

متى يتم اللجوء إلى جلسات التخاطب؟

ينُصح بأخذ الأطفال الصغار إلى أخصائي التخاط،ب في الحالات التالية:

1- تأخر الكلام: يكون الصغير بحاجة مُلحة إلى إتمام مجموعة من جلسات التخاطـب عندما يتأخر في الحديث ولا يمكنه التلفظ بالكلمات أو الجمل المُحتملة لمن هم في نفس سنه.

2- اضطرابات الصوت: عندما يتعذر على الصغير الهمهمة بالكلمات وإخراج نبرتها بصورة سليمة، يتم اللجوء إلى جلسات التخاطـب لمعالجة هذه المشكلة من بدايتها.

3- الاضطراب اللغوي: يجد الصغار المصابون بهذه المُعضلة مشقة كبيرة في ما يتفوه به الآخرون من كلمات وما يعبرون عنه من مشاعر، لذا يصعب عليهم استعمال اللغة في البوح عما بداخلهم من أحاسيس والتعبير عن حاجاتهم.

4- التلعثم: يقوم الصغير المصاب بهذه المشكلة بتكرار بعض الكلمات أو إعادة نفس العبارات أكثر من مرة مما يؤثر بالسلب على خروج الكلام منه بصورة طبيعية.

5- اللثغة (اللدغة): قد يعتقد البعض أن إصابة الطفل باللثغة في نطق بعض الحروف مثل حرف “ر أو ث” ليس مُعضلة من الأساس، ولكنها قد تؤثر بشكل كبير وواضح على الثقة بالنفس لدى الصغير وقد تجعله عُرضة لحمالات تنمر شرسة ممن حوله سواء من الأقارب أو الأصدقاء، لذا يتوجب القيام بجلسات التخاطـب لبتر تلك المشكلة من جذورها عند الطفل المُصاب بها.

6- تعسر الأداء النطقي: إن الأطفال المصابين بتلك العُقدة يكون من الصعب عليهم تنظيم حركة الفم الضرورية لتبديل الأصوات وإخراجها في صورة ألفاظ واضحة وجمل مفهومة، وفي هكذا أوضاع يصعب حتى على الأمهات والآباء تدارك ما يقولونه صغارهم.

7- اضطراب التواصل الاجتماعي: إن الطفل الذي يعاني من هذا النوع من الاضطرابات تضعف مهارات التواصل لديه ويفقد القدرة على استيعاب كلام الآخرين أو التلفظ به للمشاركة بنشاط وفاعلية مع من حوله.

التخاطب

التخاطب

علاج التخاطب عند الصغار؟

يتم استعمال علاج التخاطـب للصغار الذين يعانون من صعوبة في التلفظ بكلمات بعينها أو لا يُبدون أي اهتمام بالتكلم من الأساس، يُستخدم في هذا النوع من العلاج تمارين تخاطب للاطفال من أجل تشجيع الصغير على الكلام وتمكينه من التحدث بطلاقة.

تتعدد دوافع قلة الكلام أو انعدامها عند الأطفال، فمن الممكن أن يكون السبب وراء ذلك تعرضهم لصدمات نفسية قوية مما أدت إلى تأخرهم في عملية إخراج المقاطع اللفظية، ويمكن أن تتسبب العوامل الوراثية في ذلك فيُصاب الطفل بعيب خُلقي كمتلازمة تأخر الكلام أو متلازمة داون.

تشتمل غرفة العلاج عند أخصائي التخاطب على الكثير من الألعاب المميزة، بالإضافة أيضا إلى كتب تخاطب للاطفال ومستلزمات أخرى تجذب الصغار وعادة ما تلائم الأطفال في سن عامين أو أكثر من ذلك، والهدف من وجود تلك الأشياء معاونة الأخصائي في معالجة تأخر التكلم لدى المصابين أو علاج الأنواع الأخرى من الاضطرابات المتعلقة بالنطق واللغة.

جلسات التخاطب عند الأطفال

تكون أولى جلسات التخاطب بمثابة لقاء تعارف بين أخصائي التخاطب والطفل المُصاب، ويعتمد الأخصائي على اللعب والأدوات المرحة لجذب انتباه الصغير حتى يُزيل الرهبة من داخله ويتسنى له الحديث معه بكل سلاسة ومن ثم تهيئته للجلسات القادمة، ويغدق عليه بمشاعر الحب والأمان لكي يتجاوب الطفل معه.

يقوم أخصائي التخاطب بتجربة الكثير من الخطط والبرامج إلى أن يصل إلى الوسيلة الملائمة للطفل المُصاب في سن عامين، ومن الممكن أن يطلب الأخصائي من الأمهات والآباء تطبيق عدد من المهام المنزلية لتأديتها طوال الأسبوع لحين تاريخ الجلسة التالية، يوجد العديد من أنواع التمارين المُوصي بها في علاج التخاطب للأطفال الصغار والتي أثبتت فعاليتها من خلال تجربتي مع جلسات التخاطب ولعل من أبرزها ما يلي:

– الغناء.

– الألعاب.

– تمارين المرآة.

– الرسم والتلوين.

– البطاقات التعليمية.

– المشاركة في قراءة قصص قبل النوم.

وتجدر الإشارة إلى أن كل طفل يستجيب لجلسات التخاطب والتمارين الخاصة بها بناء على سرعته وإمكانياته الخاصة، ولا بد من عدم إجباره على ممارسة أي أنشطة أو تمارين أو حتى ألعاب لا يميل إليها، حيث إن الضغط الزائد على الطفل يمكن أن يتسبب في نتائج عكسية غير مرجوة بالمرة.

جلسات التخاطب للكبار

قد يعتقد البعض أن جلسات التخاطب تقتصر فقط على الأطفال الصغار ومن العيب أن يتم عرض الكبار لمثل هذه الجلسات، ولكن المرض لا يفرق بين كبير وصغير ولا بد من الإقدام على علاج النطق والتخاطب للكبار دون النظر لأي أمور أخرى.

جلسات التخاطب للأشخاص البالغين أو للمتقدمين في العمر ما هي إلا عمليات علاجية الهدف منها تقويم اضطرابات الكلام ومعوقات التلفظ بالكلمات سواء التي تظهر خلال أطوار الطفولة المُبكرة وتدوم حتى سن البلوغ أو التي تنشأ بشكل عارضي بسبب التعرض لإصابات أو أمراض ما، وبعد ذلك يتم تحديد الطريقة التي سيتم بواسطتها معالجة مشكلات النطق والتخاطب عند الكبار، حيث إن ذلك الأمر من شأنه أن يُعزز من قدرات الكبار على التواصل بصورة سليمة مع البيئة المُحيطة.

تعتمد جلسات علاج النطق والتخاطب للكبار على مجموعة من الآليات التي تقوم بشكل كبير على أساسيات التخاطب والتجارب والتدريبات على النطق السليم، بالإضافة أيضا إلى النشاطات الخاصة بالمهارات اللغوية وتقييم مهام الكلام وغيره، مما يؤثر بشكل إيجابي وفعال في علاج عدد لا بأس به من أنواع الاضطرابات المتعلقة بالكلام بالنسبة للكبار والبالغين.

ما هي وظيفة التخاطب؟

تتمثل وظيفة التخاطب في القيام بعدة أمور هامة لعل من أبرزها؛ تبادل المعلومات، التعبير عن المشاعر والأحاسيس، التخاطب مع الذات، الفاعلية في مُحيط المُنصت، تقارب أطراف الحديث، تحسين التواصل.

ما هي أفضل التمارين التي تساهم في علاج التخاطب عند الأطفال؟

تعد تمارين التنفس واحدة من أهم العناصر العلاجية التي تساعد على منح الصغير قسطا من الاسترخاء مما يقلل من وطأة المُعضلة، كما أن هناك مجموعة أخرى من التمارين التي تحسن النطق مثل: تمرين (ضبط حركات سقف الحلق الرخو)، تمرين (تقوية اللحن)، وكذلك تمارين (الفك).

متى يجب استشارة أخصائي التخاطب؟

يُفضل عرض الأطفال الصغار على الطبيب المُختص بمجرد شعور الأم بأن صغيرها لا يتقدم بصورة طبيعية في النطق، لذا ليس هناك عمر مُعين يمكن البدء عنده بعمل جلسات تخاطب للصغار.

كم من الوقت تستمر خلاله جلسة التخاطب؟

يُوصي الأطباء المُتخصصون في علاج مشكلات التخاطب أن يعقد الأخصائي ثلاث جلسات كل أسبوع مع المُصاب، ويجب ألا تطول مدتها حتى لا ينتاب الشخص أي شعور بالملل، فيُفضل أن تكون مدة الجلسة الواحدة ستين دقيقة على الأكثر.

مواضيع ذات صلة

القضاء على النملاكثر الطرق اماناً وفعالية في القضاء على النمل

الزوج الصالحما المعايير التي تعينك على اختيار الزوج الصالح ؟