فتح مكة | اكتشف تاريخ وأهمية الحدث العظيم

فتح مكة

منذ سطوع شمس الإسلام قد لقى المناصرون له كل أنواع العذاب على يد المشركين خصوصا أهل قريش إلا أن جاء يوم فتح مكة الذي غير موازين القوة، فبعد أن أسس المسلمون دولة إسلامية لا يستهان بها في المدينة جاء الدور على مكة المكرمة  لكي تصبح اليد العليا للإسلام والمسلمين في شبه الجزيرة العربية، وتحقيقا لقول المولى عز وجل في كتابه الكريم (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).

أسباب فتح مكة

لقد تجلّت حكمة المصطفى عليه الصلاة والسلام في إبرام صلح الحديبية مع قريش، فقد أراد من ورائه جني مكاسب للإسلام والمسلمين، على عكس الصحابة الكرام الذين أبوا عقد هذا الصلح فنظرتهم لم تكن ثاقبة وبعيدة المدى كنظرة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ومن أبرز بنود صلح الحديبية دخول من يرغب في حلف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أو في حلف قريش دون إرغام، فكل له مطلق الحرية في اختيار حلفه، وبموجب هذا البند لا يتم عداء أي من الطرفين لأي قبيلة تدخل في حلف المسلمين أو المشركين.

فقد انضمت قبيلة خزاعة إلى حلف سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم وانضمت قبيلة بني بكر في حلف قريش، وهاتان القبيلتان كان بينهما خصومة وثأر قديم، فرغبت قبيلة بني بكر أن تأخذ بثأرها القديم من أهل خزاعة، فداهموهم ذات ليلة وقتلوا منهم مجموعة من الأفراد معظمهم شيوخ ونساء وأطفال، وقدمت قريش يد العون لبني بكر من حيث العدة والعتاد.

ووصل هذا الخبر إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عن طريق عمرو بن سالم الخزاعي الذي هرول إلى المدينة المنورة يستنجد بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ويخبره بخيانة قريش وخلفائها، وفي ذلك بيان صارخ من قريش بحنث صلح الحديبة، فما كان من النبي العدنان عليه الصلاة والسلام إلا اللجوء لـ فتح مكة، فكان السبب في فتح مكة هو نقض قريش لصلح الحديبية الذي عقدته مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ملخص فتح مكة

إن قصة فتح مكة كانت مليئة بالأحداث المثيرة، فهي ملحمة هامة من ملاحم تعظيم البيت المقدس ونصرة الإسلام وعزة المسلمين الذين أرغموا على الخروج من ديارهم، وبسببها دخل الناس في دين الله أفواجا، ومن أبرز تلك الأحداث ما يلي:

أولا: القرار بعد نقض صلح الحديبية

بعث المصطفى صلى الله عليه وسلم برسول إلى قريش يخبرهم بأن يختاروا أحد الأمور الأتية؛ سداد دية من قُتل من بني خزاعة أو أن تحل نفسها من مساندة بني بكر أو إعلان إلغاء صلح الحديبية ونبذ اتفاقهم مع المصطفى عليه الصلاة والسلام، فكان رد قريش هو قبول الأمر الأخير المتمثل في إلغاء صلح الحديبية.

أصاب قريشا الندم بسبب الجواب الذي بدر من بعض سفهائها وشعروا بخطأهم، فأسرع أبو سفيان بن حرب إلى المدينة المنورة لملاقاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لكي يجدد الصلح مرة أخرى وينقذ ما يمكن انقاذه، ولكن فات الآوان، فلم يحصل من المصطفى عليه الصلاة والسلام على جواب.

فلم يجد أبو سفيان حلا سوى الذهاب إلى الصحابة الكرام أمثال أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء -رضوان الله عليهم جميعا- ليتوسطوا له عند النبي الكريم ولكنهم رفضوا أن يساعدوه، فرجع خال الوفاض إلى مكة المكرمة.

فتح مكة

فتح مكة

ثانيا: التخطيط والاستعداد للفتح

أمر النبي العدنان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الجيش بالتأهب والاستعداد للقتال دون أن يعلمهم بالوجهة، وفرض السرية التامة على هذا الأمر، كما طلب من السيدة عائشة -رضي الله عنها- الاستعداد للسفر وأمرها بعدم إخبار أي أحد، حتى أن أباها ابو بكر الصديق سألها عن وجهة الرسول فصمتت ولم تجيبه، فقال أبو بكر (يا رسولَ اللهِ ألم يكنْ بينك وبينهم مدةٌ قال: ألم يبلغْكَ ما صنعوا ببني كعبٍ؟)، فأمره النبي بالتجهيز للجهاد وكتمان الأمر.

بدأت القبائل العربية الموالية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالوفود إلى المدينة المنورة، وصارت التجهيزات لـ فتح مكة تجرى على قدم وساق، وقام الرسول عليه الصلاة والسلام بتعيين الفاروق عمر بن الخطاب على حدود المدينة ليراقب الحركة ويرد من رغب دخولها من غير أهلها.

ولكي يكون الأمر أكثر غموضا أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام بتجهيز سرية يقودها أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري، ووجهتها كانت بطن إضم ليصرف انتباه قريش عن وجهته الحقيقية، وليعتقد أهلها أن النبي عليه الصلاة والسلام يجهز الجيش لتقديم العون لمن أرسلهم إلى إضم.

ثالثا: رسالة من خائن

عندما حان الوقت المناسب وأصبحت الظروف مواتية للذهاب لـ فتح مكة ؛ دوّن حاطب بن أبي بلتعة رسالة إلى قريش ليخبر قادتها بما قام به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم منحها لسيدة لتوصلها لقريش مقابل بعض الأموال، فأخذت الرسالة وذهبت في طريقها إلى مكة.

نزل أمين الوحي سيدنا جبريل عليه السلام على المصطفى صلى الله عليه وسلم ينبأه بما فعل حاطب، فأرسل الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام كل من الزبير بن العوام وعلي بن أبي طالب للذهاب وراء هذه السيدة واللحاق بها قبل اقترابها من مكة، وبالفعل قد تمكنا من اللحاق بها ورجعا بالرسالة إلى المدينة المنورة.

أرسل المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى حاطب يستفسر منه عن سبب فعلته هذه، فأخبر حاطب الرسول الأمين أنه مازال على دين الإسلام ولم يرتد عنه، ولكنه لديه أهل وأتباع عند قريش ولا يوجد من يحمونهم فرغب أن يكون له مناصر عندهم فيحمون أهله وأتباعه، فطلب الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من رسول الله عليه الصلاة والسلام بأن يقتله ويفصل رأسه عن جسده فهو خائن، فلم يسمح له النبي بذلك وقال (إنَّه قدْ شَهِدَ بَدْرًا، وما يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ أنْ يَكونَ قَدِ اطَّلَعَ علَى أهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ).

رابعا: خروج جيش المسلمين في طريقهم إلى مكة

خرج الرسول العدنان سيدنا محمد من المدينة المنورة عازمًا على فتح مكة ، وكان ذلك الحدث الجليل في العاشر من رمضان المعظم لسنة 8 هجريا، وفي رحلته أخذت البشائر تهل على المصطفى صلى الله عليه وسلم بداية بمجيء عمه العباس وانضمامه لصفوف جيش المسلمين، وكان المسلمون في ذلك الوقت صائمين، فخرج إليهم الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بوعاء من الماء فشربه أمامهم ليعلمهم أن الصيام يمكن تأخيره فيقضى أما الجهاد في سبيل الله لا يمكن تأخيره، فأفطر الجيش إلا عدد قليل من الصحابة الذين قال عنهم النبي الكريم عليه الصلاة والسلام (أولئك العصاة أولئك العصاة)، لأن ذلك الأمر من شأنه أن يتسبب في إضعاف قوتهم على الحرب والجهاد.

فلما بلغ جيش المسلمين منطقة مر الظهران التي تبعد عن حدود مكة بحوالي 20 كيلو متر، تقابل مع رجال القبائل العربية التي لحقت به لتقديم المساعدة في أثناء فتح مكة ، فوصل عدد جيش المسلمين آنذاك إلى قرابة 10 آلاف مقاتل، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الجنود إيقاد النيران لترهيب الأعداء في قريش وبث الرعب في قلوبهم لكي يتم هزمهم معنويا وهي فاتحة للهزيمة الكبرى.

ولكن عندما شاهد العباس العدة العظيمة لجيش المسلمين رأى أن اعتناق قريش الإسلام خير من القضاء عليها، وعلى ذلك أعتقد بأن دخول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لمكة المكرمة قبل أن يستأمنوه على أنفسهم سيؤدي إلى سقوط قريش وهلاكها إلى آخر الزمان.

خامسا: موقف أبي سفيان عند رؤية جيش المسلمين

كان أبو سفيان أحد الأشخاص الذين شاهدوا هيئة جيش المسلمين وهم حاملين مواقد النيران ذاهبين لـ فتح مكة، فرأه العباس حينما كان ذاهبا ليتفقد أحوال قريش متجسسا على أخبار المسلمين، فأخذه العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبدي أبو سفيان أي مقاومة، وذلك لضعف موقفه ولهول ما رأته عينه.

عندما دخل أبو سفيان على النبي عليه الصلاة والسلام قال له (ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تشهد أن لا إله إلا الله)، فنطق الشهادة واعتنق دين الإسلام، كان العباس يعرف أن أبا سفيان يحب التباهي والاعتزاز فأشار على المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يمنح لأبي سفيان منزلة في فتح مكة، فقال النبي عليه الصلاة والسلام (من دخل دار أبي سفيان فهو أمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن).

اتجه أبو سفيان إلى مكة المكرمة وأخذ يصيح في أهلها ويحذرهم من قوة جيش المسلمين، وقال أن الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم قد خول لهم الأمان على أنفسهم ما داموا لا يقاتلونه، وأخبرهم أن من يظل في داره غالقا على نفسه هو آمن، ومن يحتمي بالبيت الحرام فهو آمن، وأن من احتمى بدار أبي سفيان فهو آمن، فتجاوب أهل قريش مع كلام أبي سفيان وقصدوا المناطق الآمنة إلا رهط من أسياد قريش.

سادسا: توزيع الجيش لدخول مكة

أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتقسيم جيش المسلمين وتوزيعه على مناطق متفرقة لـ فتح مكة ودخولها، وتم توزيع الجيش على أربع مجموعات، المجموعة الأولى يترأسها خالد بن الوليد وهو من أقوى الجنود وأشجعهم، ومهمة هذه الجماعة الدخول من جنوب مكة، وثان المجموعات يترأسها الزبير بن العوام وتتمثل مهام هذه الجماعة في الدخول من شمال مكة.

بينما المجموعة الثالثة يترأسها ابو عبيدة بن الجراح ، وتتألف هذه المجموعة من الجنود المشاة، وآخر المجموعات يترأسها سعد بن عبادة وهي جماعة الأنصار، وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم مع هذه المجموعة.

سارت كل مجموعة على الخطة التي وضعها المصطفى صلى الله عليه وسلم ونفذتها بحذافيرها، ولكن حدث اشتباك بين المجموعة التي يترأسها خالد بن الوليد وبين عدد من المشركين بقيادة عكرمة بن أبي جهل نتج عنه عدد من الشهداء في صفوف جماعة المسلمين وقتلى في صفوف المشركين وتمكن المسلمون من السيطرة عليهم، وكان ذلك فى يوم 17 من شهر رمضان.

فتح مكة

فتح مكة

سابعا: دخول مكة

جاء سيد الخلق أجمعين إلى مكة المكرمة وهي خالية من المارة، فكانت غايته هى عدم الحرب والقتال إلا عند الاضطرار، مع إن الحرب آنذاك كانت مباحة، فضعفت شوكة المشركين وانطفأت شعلتهم في مكة، وتم فتح مكة لسيد ولد آدم ونبي آخر الزمان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليدخلها آمنا مطمئنا، وكان متواضعا خاشعا لربه سبحانه وتعالى، مرددا لآيات سورة النصر (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)، وأمر بتكسير الأصنام التي كانت تحيط بالكعبة.

حرص المصطفى عليه الصلاة والسلام أن يذهب إلى الكداء التي تقع في أعلى مكة المكرمة تحقيقا لأبيات قصيدة حسان بن ثابت في فتح مكة عندما هجا قريشا وقال (بأن خيل الله تعالى ستدخل من كداء) ومن أبرز أبيات هذه القصيدة ما يلي:

عدمنا خيلنا إن لم تروها    تثير النقع موعدها كداء

ينازعن الأعنة مصغيات   على أكتافها الأسل الظماء

تظل جيادنا متمطرات      يلطمن بالخمر النساء

فإما تعرضوا عنا اعتمرنا  وكان الفتح وانكشف الغطاء

وإلا فاصبروا لجلاد يوم     يعز الله فيه من يشاء

وجبريل رسول الله فينا     وروح القدس ليس له كفاء

ثامنا: العفو والمبايعة

وقف المصطفى عليه الصلاة والسلام في صحن الكعبة وأقبل عليه أهل مكة جميعا وما تخلف منهم أحدا، جاؤوا والخجل يملئهم على ما فعلوه طوال تلك الأعوام من الحجز على الأملاك والأموال وقتل من يدخل في دين الإسلام وتعذيبه أشد العذاب.

فأخذ رسول الله عليه الصلاة والسلام يخطب في الناس وبدأ حديثه بتوحيد الله تعالى، ثم تابع كلامه لأهل قريش أنه باعتناقهم دين الإسلام قد أذهب المولى عز وجل عنهم ذنب الشرك وتكبر الجاهلية، فأجمع أهل قريش على مبايعة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم على الإسلام.

نتائج فتح مكة

أتى فتح مكة بنتائج جمة وعظيمة، ومن أبرز فوائد فتح مكة ما يلي:

1- إسدال الستار على زمن عبادة الأوثان والشرك،وبداية عهد التوحيد في جميع أرجاء مكة.

2- وضع حد لبطش المشركين واضطهادهم لأهل مكة، وإعطاء الحقوق لأصحابها.

3- اعتناق الناس دين الإسلام علانية دون خوف من ظلم قريش وإيذائها.

4- رفعة منزلة الإسلام وإعلائها في قلوب العرب كافة.

5- تجسد على أرض الواقع الوعد الإلهي بدخول المسلمين البيت الحرام بكل أمان وطمأنينة كما ورد في الذكر الحكيم (لَّقَدْ صَدَقَ اللَّـهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا).

فتح مكة وحجة الوداع

أدي المصطفى صلى الله عليه وسلم حجة واحدة طوال حياته الشريفة وكان ذلك بعد فتح مكة، وألقى فيها أيضا خطبة الوداع التي اشتملت على فضائل أخلاقية وقيم دينية جمة، وأُطلق عليها ذلك الاسم لأن رسول الله عليه الصلاة والسلام ودع فيها أصحابه وأتباعه، ووصاهم فيها على أمور عدة.

متى فتحت مكة ؟

يعود التاريخ الذي كان شاهدا على فتح مكة المكرمة إلى يوم 20 من شهر رمضان الفضيل لعام 8 هجريا، فكان الفتح الأعظم بالنسبة للإسلام والمسلمين.

ما هي الدروس المستفادة من فتح مكة؟

قدم فتح مكة دروس وعبر جمة من أبرزها النصر من عند الله وحده، الثقة والإرادة على تحقيق الهدف، العفو والتسامح عند المقدرة.

ماذا قال المصطفى عليه الصلاة والسلام عند فتح مكة ؟

قال سيد الخلق أجمعين عندما دخل مكة فاتحا لها بكل تواضع: يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريم، فقال عليه الصلاة والسلام: اذهبوا فأنتم الطلقاء.

كم يوما ظل رسول الله في مكة بعد فتحها؟

قد قيل إن المصطفى صلى الله عليه وسلم ظل في مكة لمدة 15 يوما، وبعدها رجع إلى المدينة المنورة مرة ثانية.

مواضيع ذات صلة

تفسير حلم قص الشعرتفسير حلم قص الشعر في المنام

دعاء للمتوفيدعاء للمتوفي