أصعب ثلاثة ابتلاءات في قصة سيدنا ايوب

قصة سيدنا ايوب

دائمًا ما نسمع عن قصة سيدنا ايوب والصبر الذي دام طويلًا ولكنه انتهى بالسعادة والهناء، ولكن هل الصبر سهلًا؟ كلا، الصبر من أصعب الأمور وأثقلها على النفس البشرية، فكم هو صعبًا أن تراقب عقلك وتمنعه من التفكير في الألم والمعاناة! أن تراقب قلبك ليظل محبًا للمولى (عز وجل) وراضيًا بالقدر مهما ساءت الأمور. 

الصبر ليس سهلًا أبدًا، ولكنه مفتاح الفرج، بل هو مفتاح الحياة بأكملها، وبعد الصبر يغمر الخير حياتنا ويعوضنا الله (تعالى) عن كل لحظة ألم مرت علينا، أما في الدار الآخرة فلا يوجد أسعد من العبد الصابر والراضي بكل ما كتبه الرحمن له. 

قصة سيدنا أيوب

نجد في قصص الإسلام العديد من الأشخاص الذين ابتلاهم الله بأشياء صعبة ولكنهم تحملوا وتمسكوا بدينهم، فمثلا الزبير بن العوام من العشرة المبشرين بالجنة لشدة إيمانه وصبره، ولكن هناك شخصًا صبر كما لم يصبر أحد في التاريخ، وذاق من الآلام ما لم يذقه إنسان، وهو سيدنا أيوب عليه السلام. 

في بداية قصة سيدنا ايوب رزقه الله (تعالى) الكثير من النعم، مزارع وثمرات كثيرة للغاية، وكان يمتلك الكثير من الأموال، كما أن زوجته كانت جميلة، صالحة، طيبة القلب، وتحبه كثيرًا، أيضًا كان لديه الكثير من الخدم كما أن المولى (عز وجل) مَن عليه بأربعة عشر ولدًا وست بنات. 

السعادة كانت مؤقتة في قصة سيدنا ايوب

البشر كانوا يتعجبون من كثرة نعم النبي أيوب، فالله (تعالى) قد رزقه كل شيء يتمناه في الدنيا، وفي الآخرة تنتظره جنة أخرى لأنه من الأنبياء، لم يتخيل أحد ما حدث لاحقًا في قصة سيدنا ايوب حيث تحولت هذه النعم إلى ابتلاءات صعبة لا يستطيع أحد أن يتحملها. 

عان أيوب عليه السلام من مرض مؤلم، جعله طريح الفراش، فذلك الرجل الذي كان يتحرك بخفة ونشاط وينعم بسعادة لا مثيل لها، أصبح يعاني من آلام كثيرة في جميع أنحاء جسده ولا يستطيع أن يخطو خطوة واحدة دون أن يساعده أحد.

نتعلم من قصة النبي أيوب أن النعمة زوالة بطبعها، ولكن البلاء أيضًا يزول، وهذا ما ستدركه بنفسك عند قراءة قصة سيدنا ايوب عليه السلام ملخصة فتابع معنا. 

قصة سيدنا ايوب

قصة سيدنا ايوب

المرض ليس الابتلاء الوحيد في قصة سيدنا ايوب

كنت أقرأ قصة زينب بنت خزيمة وأشعر بالفخر بهذه السيدة العظيمة التي دافعت عن دينها بكل بشجاعة، وفي هذه اللحظة تذكرت شجاعة النبي أيوب في مواجهة المرض، فهو كان قويًا رغم ضعف جسده، وكان متمسكًا بدينه وأصبح قدوة لكل إنسان يعاني في الحياة، وما أكثر من يعانون في الدنيا!

المرض وحش مميت، يعري حقيقة الإنسان أمام نفسه، تواجه ضعفك الطبيعي الذي خُلقت به، فإن كنت تظن نفسك شيئًا فالمرض يأتي لكي تعرف أنك لا شيء دون رحمة الله المولى عز وجل.  

الألم ليس أسوأ ما في المرض، بل الاحتياج للغير، وشعور العجز الذي يعد من أصعب المشاعر الإنسانية على الإطلاق، أما الاشتياق إلى اللحظات العادية، اليوم الذي يمر دون ألم، فلا يستطيع شخصًا أن يصف كم هو صعبًا هذا الأمر!

الجدير بالذكر أن المرض ليس الابتلاء الوحيد في قصة سيدنا ايوب بل أن النبي عليه السلام كان يعاني من ابتلاءات أخرى أصعب كثيرًا من المرض. 

ثلاثة ابتلاءات لا تطاق في قصة سيدنا ايوب

ذكرنا فيما سبق أن قصة مرض سيدنا أيوب عليه السلام ليست الأشد ألمًا، بل إن الابتلاءات التي جاءت مع المرض هي الأصعب، وفيما يلي سوف نذكر الصعاب والمتاعب التي كان يمر بها النبي الكريم: 

1- بدأ النبي أيوب في خسارة أولاده، يراهم وهم يموتون أمام عينه، ولكن هذا الأمر لم يذكر في قصة نبي الله أيوب عند الشيعة فمن المعروف أنهم أحيانًا يحرفون في رواية قصص الإسلام. 

2- احترقت المزارع والثمار، وبالتالي فقد جميع أمواله وأصبح فقيرًا يعاني مر السؤال والحاجة، بعدما كان يساعد الجميع بما وهبه الله من أموال. 

3- الخدم تركوه لأنه أصبح لا يمتلك المال وبالتالي لم يتمكن من إعطاء مقابل لخدمتهم. 

عند قراءة قصة سيدنا أيوب عليه السلام كاملة pdf ستعرف أن الله (تعالى) ابتلاه بما يستطيع تحمله، فهو كان يملك من قوة الإيمان ما يجعله يتحمل كل ذلك، والمولى (عز وجل) لا يبتلي إنسان بما لا يطيقه. 

الهدف من قصة سيدنا ايوب

أشعر أني لا أطيق تحمل ابتلاءات الحياة أكثر، فأمسك المصحف وأقرأ أحب السور القرآنية إلى قلبي، سورة البقرة، وأتوقف قليلًا عند هذه الآية: “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين” وأتعجب من قدرة الله (تعالى) على معرفة عباده، فهو يعرف أن الخوف أصعب ابتلاء لذلك بدأ به الآية، وفي قصة سيدنا ايوب نجد أن الخوف سيد الموقف. 

أصعب الابتلاءات التي تمر على الإنسان

الفقر مؤلم، حيث تشعر وكأن الحياة أمامك ولكنك لا تستطيع أن تعيشها لأن إمكانياتك محدودة، تقضي الكثير من الوقت في خدمة الجميع حتى تحصل على المال الكافي للبقاء حيًا فقط، لتتنفس وأنت لا تعرف طعم الحياة الحقيقي. 

فراق الأحبة يجعلك تشعر وكأن جزء من روحك تم بتره، والآن ينبغي عليك أن تكمل الحياة بروح ناقصة، وفرحة ناقصة، حتى الهواء الذي يدخل رئتيك لا يجعلك تتنفس بشكل كامل، هذه هي الابتلاءات التي ذكرت في الآية الكريمة السابقة، وفي قصة سيدنا ايوب نجد أن النبي الكريم تذوقها كلها. 

بشر الصابرين 

ذكر الله (تعالى) أصعب الابتلاءات التي تمر على البشر، لكنه لم يختم الآية السابقة إلا هو يبشر عباده الصابرين، فأقل ابتلاء يعاني منه المؤمن يؤجر عليه بغير حساب، وهذا ما يجعلك ترى المبتلي سعيدًا وعلامات السكينة تظهر على وجهه، فهو يعلم أن هذا الألم يرفع من قدره عند الرحمن، ولهذا كان النبي أيوب يبتسم دومًا. 

في قصة سيدنا ايوب نجد أن النبي الكريم عان من كل ابتلاء، ومع ذلك صبر كما لم يصبر أحد، لذلك عوضه الله خيرًا في الحياة الدنيا والآخرة، وجعله بسمة أمل لكل متألم. 

كلما زاد الألم زاد الصبر

إشتد مرض سيدنا أيوب حتى أصبح لا يتحرك أبدًا، بالكاد يستطيع أن يحرك لسانه، ومع ذلك كان يستغل نعمة تحريك لسانه في ذكر الله (تعالى)، ولم يسأل نفسه أبدًا لماذا ابتلاني المولى (عز وجل) بكل ذلك، رغم أن الشيطان كان يحثه على التفكير في مثل هذه الأمور، مثلما فعل في قصة سيدنا ادم وجعله يعصي الرحمن. 

كان أيوب عليه السلام ينام على فراشه وهو يسمع أن أبنائه يموتون واحدًا تلو الآخر، ولم يتبقى له إلا زوجته لكي تخدمه، صبر أيوب على هذا الحال لمدة ثماني عشرة سنة، وتعتبر قصة سيدنا ايوب أصعب من أي قصة ابتلاء لأن الفقر جاء بعد الغنى والمرض جاء بعد الصحة، والوحدة جاءت بعد الونس. 

قصة سيدنا أيوب مع الشيطان

كان الشيطان الرجيم يحاول بكل ما يستطيع من قوة أن يجعل أيوب عليه السلام يشكو ولو لمرة واحدة مما ابتلاه الله، ولكنه لم يفعلها، وهذه هي قصة سيدنا أيوب مع الشيطان ولكن هل النهاية كانت سعيدة رغم كل ذلك؟ اقرأ تلخيص قصة أيوب الصابر في السطور القادمة لتعرف.  

نهاية قصة النبي أيوب

تمامًا كقصة عبدالله بن عمر ومثل كل القصص في الحياة، ما أظلم الليل إلا وبعده جاء النهار، دعا النبي أيوب وطلب الرحمة من ربه، فرفع عنه البلاء وفي لحظات معدودة كتب الرحمن نهاية سعيدة لـ قصة سيدنا ايوب ومَن عليه بأجمل النعم مرة أخرى. 

أقرأ قصة سيدنا ايوب للاطفال لأنها تصف لحظة سعادة النبي الكريم بطريقة رائعة، تلك اللحظة التي عادت فيها صحته وعاد إليه شبابه كانت مدهشة، ولكن ليست أروع من قصة سيدنا أيوب وزوجته حيث أنها بعدما خدمته لأعوام طويلة فقدت فيهم جمالها وشبابها، مَن عليها الله (تعالى) بالجمال والشباب مرة أخرى. 

رزقه المولى (عز وجل) أيضًا أطفال يتشابهون مع أبنائه الأموات في كل شيء، كما أنه أصبح غنيًا مثل السابق، وانتهى الصبر بنعم وخيرات كثيرة لا تنقطع. 

ما هي عدد الأعوام التي كان فيها النبي أيوب مريضًا؟

ظل أيوب عليه السلام مريضًا لمدة 18 عام.

ماذا نتعلم من قصة نبي الله أيوب؟

نتعلم أن نصبر على الابتلاءات، ونثق أن الابتلاء جاء ليطهرنا من أخطائنا ويرفع من قدرنا عند الله.

كم عدد أبناء وبنات النبي أيوب؟

كان النبي الكريم أيوب يمتلك ست بنات وأربعة عشر ولدًا، ولكنهم ماتوا جميعًا، ثم رزقه الله بأبناء مثلهم.

هل مرض سيدنا أيوب كان عقابًا؟

لا، إن المولى (عز وجل) يختبر عباده بالخير تارة وبالشر تارة أخرى، وهو مثلما مَن عليه بالصحة اختبر صبره بالمرض.

مواضيع ذات صلة

النبي الياسأوجه التشابه بين معجزات النبي الياس والمسيح

الحمامة-والنملةقصة الحمامة والنملة | أجمل القصص للأطفال