كيف تتعامل مع شخص يقلل من قيمتك ويحط من قدرك؟

لا أستسيغ أبداً سؤال كيف تتعامل مع شخص يقلل من قيمتك لأن السؤال الذي سيفرض نفسه حينها هو لمَ أسمح لأي شخص بأن يقلل من قيمتي؟ لمَ أعطيه حق التصرف فيما لا يملكه من الأساس؟ يذكرني ذلك بموقف الولايات المتحدة الأمريكية عندما أعلنت القدس عاصمةً للكيان الصهيوني وكأن القدس ولاية تابعة لها مثلاً تتصرف فيها كما شاءت وتعلنها عاصمة لمن أرادت!

في الحقيقة نحن من نسمح للآخرين بالتقليل منا فلا أحد يجرؤ على فعل ذلك دون أخذ تصريح ضمني بالموافقة، نحن من نجهل قيمة أنفسنا ولا نقدرها حق قدرها ومن ثم يعترينا البؤس والحزن إذا ما قلل منها الآخرون مع أننا فعلنا هذا أولاً.

أليس سخيفاً برب السماء أن تتعب أمهاتنا في حملنا وهناً على وهنٍ لمدة تسعة أشهر ثم يتكبدن آلام الولادة التي لا يضاهيها سوى آلام الحرق حياً وبعدها يسهرن على رعايتنا ويستنزفن جل جهودهن وأوقاتهن ومالهن في سبيل تربيتنا ثم بعد هذا كله نسمح لأحدهم أن يقلل منا هكذا ببساطة؟ يا خسارة ما بذل من أجلنا واللهِ إن سمحنا بذلك.

كيف تتعامل مع شخص يقلل من قيمتك ؟

سأخبرك في السطور التالية بأمور عدة تعرف من خلالها كيف تتعامل مع شخص يقلل من قيمتك حتى تقوى في المرات القادمة على إيقافه عند حده:-

1) أغدق نفسك بالحب :

عندما تقع في حب شخصٍ ما فإنك لا تسمح للآخرين بالتقليل منه ولا تتأثر بأي هراء يقال عنه لأنك تعرفه وتعرف قيمته وتحبه في كل الأحوال، هذا ما ينبغي عليك أن تفعله إزاء نفسك، أغدقها بالحب وسلحها به حتى لا يتمكن الآخرون من النيل منها فحبك لنفسك وتقديرك لها يعمل على تحصين النفس من تسول حب وتقدير الآخرين.

2) توقف عن التبرير :

من لا يحترمك ويقدر قيمتك أتركه وشانه ولا تهدر وقتك في تبرير وتوضيح موقفك فهذا لن يجدي نفعاً بل سينقص من قدرك ويجعلك تبدو في مظهر متسول الاحترام والتقدير، مشاعرك ثمينة لا تتحدث عنها أمام من لا يستحق، فقط تجاهل وامتثل لنصيحة الإمام الشافعي الذي يقول في هذا الصدد ((يخاطبني السفيه بكل قبحٍ فآسف أن أكون له مجيبا ** يزيد سفاهةً فأزيد حلماً كعودٍ زاده الإحراق طيبا)).

3) انسحب :

العديد من الأسئلة جوابها الوحيد هو الانسحاب، أتعرف كيف تتعامل مع شخص يقلل من قيمتك ويحط من قدرك؟ انسحـب، أتعرف كيف تتعامل مع شخص يستفزك ويثير حنقك؟ انسحب، أتعرف كيف تتعامل مع شخص يتجاهلك ويهمش وجودك؟ انسحب، نعم انسحب من كل المواقف التي لا تليق بك ومن كل العلاقات التي تجد فيها قلة القيمة والاستفزاز والتهميش والتجاهل، أنت أعلى قدراً من كل هذا فاربأ بنفسك عنه وتعلم فن اللامبالاة لتسعد.

4) اطلب المساعدة :

قد يتفاقم الأمر في بعض الأحيان وتصبح بحاجة إلى طلب المساعدة من المختصين للتغلب على المشاعر السلبية التي تراكمت بداخلك والتي انتقلت إليك عن طريق أحد هؤلاء الذين يقللون من قيمتك ويهزون ثقتك في نفسك، لا تستصعب الأمر واهرع فوراً إلى طلب المساعدة من الشخص المناسب حتى تتمكن من تخطي هذا الأمر ويتسنى لك استرداد صحتك النفسية التي لا تقل أهمية عن صحتك الجسمانية.

والجدير بالذكر أن هذا الشخص ليس بالضرورة أن يكون طبيباً أو معالجاً أو مدرباً بل قد يكون محبًا، محبًا يشد من عضدك ويلقي على مسامعك كلام عن الثقه بالنفس ويعيد إلى صحتك النفسية اتزانها.

كيف تتعامل مع شخص يتجاهلك

5) لا تبحث عن التقدير :

كن مؤمناً بما تفعله ودرب نفسك على الاكتفاء بتقدير نفسك لنفسك ولكل ما تقوم به دون انتظار إطراء من أحد ودون تحسس مبالغ فيه من كلمات الآخرين المثبطة، إن أثنى عليك أحد وامتدح صنيعك فهو جيد وإن لم يفعل فلا تبحث عن ذلك ولا تسع للحصول عليه بل اكتفِ بذاتك، والأهم ألا تجعل سلامك النفسي مهدداً من قِبل أي كلمة عابرة.

6) عرف الآخرين بحدودك الشخصية :

إذا تمادى مَن أمامك في التقليل من شأنك ولم يجدِ تجاهله نفعاً بل شجعه على الاستمرار في الاستهزاء بك فينبغي عليك معرفة كيف توقف شخص عند حده من خلال وضع حدود له تحول دون استمراره في السخرية منك، المهم ألا تستعين في ذلك بالعنف أو الألفاظ النابية فلا يجتمع كلام عن عزة النفس وقوة الشخصية مع سوء الأدب أبداً، تمالك أعصابك وتحدث بهدوء وثقة.

كيف تتعامل مع الزوج الذي يقلل من قدرك ؟

ماذا لو كان الشخص الذي يقلل من قيمتك هو شريك حياتك؟ سأخبرك في النقاط التالية كيف تتعامل مع الزوج الذي يقلل من قيمتك ويسخر منك:-

1) عدم التفكير في الانتقام من الشريك بالسخرية منه رداً على فعله فهذا مدعاة للدخول في سلسلة من المشاكل غير المنتهية.

2) في بعض الأحيان يلجأ الشريك إلى التقليل من شريكه والسخرية منه رداً على فعل لا يشعر حياله بالرضا، لذا من الضروري مواجهة الشريك والتحدث معه بصراحة لاستطلاع الأمر.

3) التعبير عن النفس من خلال إخبار شريكك بشكل لطيف بما تشعر به مع التركيز على قول أنا أشعر بدلاً من أنت تفعل حتى لا يكون الكلام ملطخاً بأسلوب الهجوم.

4) تحديد عواقب لهذا التصرف لوضع حد له كالتهديد بمغادرة الغرفة في حال تكراره أو إخبار الشريك بالعزم على الانفصال في حال الاستمرار في السخرية أمام الآخرين.

5) محاولة تغيير مسار الحديث إلى المزاح من خلال إلقاء دعابة أو الضحك تظاهراً بأن ما قاله الشريك كان على محمل المزاح لا أكثر.

6) ملاحظة ما إن كان الشريك يتعمد الإيذاء النفسي أم لا وذلك من خلال الانتباه إلى علامات الإساءة النفسية المتمثلة فيما يلي:-

أ- تعمد جعل الشريك دائماً يشعر بالذنب.

ب- الإهانة والانتقاد اللاذع بصفة دائمة.

ج- التجاهل والتحدث بنبرة ساخرة.

د- قول ((أحبكِ ولكن.. )).

هـ- محاولة التحكم بالشريك وإحكام السيطرة عليه.