قصة حياة مروان بن الحكم | بين الشائعات والحقائق

مروان بن الحكم

هناك الكثير من المعلومات والحقائق التائهة في غياهب العالم، فلا يمكن الجزم بأن أي شخص في التاريخ صالح أو طالح بنسبة 100%، حيث إن المعلومات التي تتناقلها الأجيال تحمل بين طياتها الخطأ والصواب، الحقيقة والسراب، واليوم سوف نتعرف سويًا على مروان بن الحكم الذي استطاع ترك بصمه كبيرة أثناء فترة خلافته القصيرة للدولة الأموية.

وإذا أردت أن تثقل حصيلة معلوماتك وتتعرف على أعظم الشخصيات التي ضربت مثالًا في الزهد ووقفت في وجه الظلم بكل ما أوتيت من قوة فلن تجد أفضل من سيرة احمد بن حنبل للاطلاع عليها.

من هو مروان بن الحكم؟

هو مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن شمس، ووالدته هي آمنة بنت علقمة.

ويلقب بأبي القاسم، وأبي الحكم، وهو الخليفة الرابع للدولة الأموية التي تعد من أكبر وأقوى الدول التي ساهمت في ازدهار الإسلام، وهناك من يقول أنه صحابي لأنه وُلد في حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ويقال أيضا أنه من كبار التابعين.

فضائل مروان ومكانته

استطاع مروان أن ينفرد بمكانة عظيمة في عصره، حيث كان من سادات قريش، وابن عمه هو ثالث الخلفاء الراشدين (عثمان بن عفان) رضي الله عنه.

فكان عثمان بن عفان يكرمه ويحبه، لذا جعله مساعده وكان يستشيره في أصغر الأمور وأكبرها، كما جعله كاتبه الخاص أيضا.

وأهم ما يميز مروان أنه كان يتمتع بالفطنة والذكاء والحكمة وكان لا يخشى في الحق لومة لائم، كما كان يخاف الله سبحانه وتعالى ويتبع أوامره ويجتنب نواهيه.

ومن ضمن فضائل مروان أنه كان يتلو القرآن الكريم بخشوع وإتقان، وروى عدد من الأحاديث الشريفة عن أعلام الصحابة.

مروان بن الحكم طريد رسول الله

نجد الكثير من الأسئلة والتحريات التي تدور حول طرد الرسول صلى الله عليه وسلم للحكم بن أبي العاص وابنه، حيث تشير بعض الأقاويل إلى أن الحكم كان يستهزأ بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يوجد دليل قوي وصريح على صحة تلك الأقاويل.

لذا لا يجب أن ينشغل المسلم بتلك الشائعات التي لا يوجد غرض منها، فالأولى من ذلك أن يشغل وقته بعبادة الله والتوغل في علوم الدين التي تنفعه في الدنيا والآخرة لأن الأكاذيب والافتراءات لم يسلم منها حتى الأنبياء عليهم السلام، فلقد قالوا على أشرف الخلق عليه الصلاة والسلام أنه كذاب ومجنون، كما انتشرت كثير من الشائعات حول نبي الله اليسع عليه السلام.

الخلافة الأموية | من أقوى الدول الإسلامية

استطاع الأمويون أن ينفردوا بحكم بلاد المسلمين لمدة طويلة تصل إلى قرن من الزمن، وقد بدأت تلك الفترة بعد أن تولى معاوية بن أبي سفيان الحكم، وذلك عقب أن تنازل له الحسن بن علي عن الخلافة.

ولقد شهد ذلك العصر الكثير من الإنجازات التي تحققت على يد عدد كبير من الملوك والحكام الذين كان لديهم خطط واضحة من أجل السمو ببلاد المسلمين، ولكي ينتشر الدين الإسلامي في جميع أنحاء العالم، ومن ضمنهم: معاوية بن زيد، هشام بن عبد الملك، يزيد بن عبد الملك وغيرهم.

خلافة مروان بن الحكم

خلافة مروان بن الحكم

تولى مروان بن الحكم الخلافة بعد وفاة معاوية بن يزيد، وذلك بعد أن شهدت الدولة الأموية مجموعة من الأحداث المريرة، حيث كان هناك بعض الضعف الذي تسلل إلى بني أمية، والذي كان سوف يؤدي إلى هلاك دولتهم لولا لطف الله سبحانه وتعالى الذي جعلهم يتداركوا أمرهم.

لذا قام عبد الله بن الزبير بإعلان نفسه خليفة في مكة المكرمة، وبدأ الناس يبايعونه من أماكن وأقاليم مختلفة، وأيضا من مركز الأمويين وهو بلاد الشام.

ومن الجدير بالذكر أن الخلافة كانت من نصيب معاوية بن يزيد في تلك الفترة، ولكنه كان صغيرًا في السن، حيث لم يتجاوز 18 عامًا، كما كان ضعيفًا ويشعر بالتعب كثيرًا، لذا تنازل عن الخلافة، لأنه شعر بأنه لا يقدر على القيام بمهمته على أكمل وجه بسبب ضعفه ومرضه، وتوفي بعد تنازله عن الخلافة  بأيام قليلة.

مروان خليفة للدولة الأموية

تمكن مروان بن الحكم من اعتلاء العرش، وأصبح خليفة للدولة الأموية، وذلك بعد أن عُقد اجتماع تاريخي حضره جميع أعيان بني أمية وكبارهم من العلماء والشيوخ، وكان هذا الاجتماع في (الجابية) عام 684 ميلاديًا، ولقد قرر الحاضرين فيه أن يبايعوا مروان بن الحكم.

وكان مروان في ذلك الوقت كبيرًا في السن، حيث تجاوز عمره الستين، كما كان يُعرف بذكائه وحكمته ورأيه السديد، بالإضافة إلى أنه كان فصيح اللسان ويجيد قراءة القرآن الكريم بطلاقة.

ولقد روى أحاديث كثيرة عن كبار الصحابة وخصوصًا (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه وأرضاه، وعندما تحرر آذانك لتسمع قصة عمر بن الخطاب  ستشعر أن الفخر والكرامة والعزة تتخلل إلى أوردتك كونك تنتمي لهذا الدين العظيم.

دور مروان بن الحكم في الفتنة

تعددت الشائعات والأقاويل التي تشير بأصابع الاتهام صوب مروان بن الحكم وتتهمه بأنه هو السبب في مقتل ابن عمه الصحابي الجليل عثمان بن عفان، ولكن ذلك افتراء واضح على مروان، حيث إنه كان من أقرب الناس إلى قلب عثمان بن عفان لذا جعله كاتبه الخاص ومساعده، ومروان كان من أوائل الذين طالبوا بدماء عثمان وأرادوا حقه.

دور مروان في مقتل طلحة

لم تنتهي أكاذيب وافتراءات الشيعة على مروان بن الحكم، حتى أنهم أتهموه بقتل (طلحة بن عبيد الله) رضي الله عنه وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وذلك بسبب اعتقاد مروان أن طلحة بن عبيد الله يده ملطخة بدم عثمان بن عفان رضي الله عنه، لذا قام بقتله يوم الجمل.

وبالطبع هذه الشائعات لا تمت للواقع بصلة، حيث إن مروان بن الحكم وطلحة بن عبيد الله كانا في نفس الصف، وكلاهما يقاتلان من أجل الحق، وكلاهما يدافعان عن دم عثمان بأرواحهم.

وتجدر الإشارة إلى أن مروان بن الحكم عند الشيعة ملعون ومذموم، وذلك بسبب اعتقاداتهم الخاطئة وترهاتهم التي لا فائدة منها، حيث قالوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد لعن مروان وأبيه الحكم، وعندما توفي النبي الكريم كان مروان صغيرًا في السن ولم يتجاوز سن التاسعة.

وفاة مروان بن الحكم

تزوج مروان بن الحكم من أرملة يزيد بن معاوية، ويُقال أنه كان دائم التحقير من شأن ابنها خالد، لأنه هو الذي سيأخذ الخلافة بعده، ومروان كان يريد أن تكون الخلافة من نصيب ابنه عبد الملك.

فكان يُحقر من شأن خالد ويسبه باستمرار، مما دفع خالد إلى اخبار أمه بهذا الأمر، ولما علمت الأم غضبت غضبًا شديًدا لابنها وأرادت أن تنتقم له من زوجها.

وبالفعل قامت بخنق مروان بالوسادة وهو نائم حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وفي رواية أخرى أنها دست له السم في اللبن وسقته منه.

ويمكنك أن تتطلع من خلال موقع ملحوظة المتميز على قصة بلعام بن باعوراء الذي أغرته فتن الدنيا الواهية فاختارها وخسر الآخرة الباقية.

هل مروان بن الحكم صحابي ؟

لا يوجد دليل واضح يشير إلى أن مروان بن الحكم يعد من الصحابة، حيث اختلفت الأقاويل بين أنه كان صحابيًا أو تابعًا.

هل اختلفت أقوال العلماء في مروان بن الحكم ؟

نعم، اختلف العلماء والفقهاء في أمر مروان بن الحكم، وذلك بسبب ندرة الأدلة والكتب التي تحكي عن مروان.

من هم أبناء وبنات مروان بن الحكم؟

تزوج مروان بن الحكم عدة مرات وأنجب الكثير من الأطفال ومنهم: عبد الملك، عبيد الله، عبد العزيز، رملة، عمر، عثمان، داود.

في أي عام وُلد مروان بن الحكم؟

ولد مروان بن الحكم عام 2 هجريًا بمكة المكرمة، وكان يتمتع بالفطنة والحكمة والشجاعة، لذا استطاع أن يترك بصمة كبيرة عندما أصبح خليفة للدولة الأموية.

مواضيع ذات صلة

بلال بن رباحبلال بن رباح | أول مَن صدح بحي على الفلاح

ابن تيميةابن تيمية | رائد الفكر الإسلامي وتأثيره على التاريخ والثقافة