مفاتيح الغيب | كتاب تفسير القرآن الكريم بمعانيه السامية

مفاتيح الغيب

إن تفسير القرآن الكريم شرف لا يضاهيه شرف، وعمل ليس هناك ما هو أعظم منه، فمن مّن الله عليه بعقل واعِ، وقلب بصير لدرجة أنه قام بتفسير كتاب الله الكريم فقد حيزت له الدنيا بما فيها، ولقد كان لكتاب مفاتيح الغيب الفضل في أن يحصل فخر الدين الرازي على هذا الشرف، فهو مرجع للعلماء كافة، ودرة كتب التفسير قاطبة.

كتاب مفاتيح الغيب

يعتبر هذا الكتاب من كتب خلدها التاريخ في مجال تفسير القرآن الكريم، فهو إن لم يكن أفضل كتاب تفسير تم إصداره فعلى الأقل هو من أفضل وأشهر كتب التفسير.

كما أن مفاتيح الغيب ليس هو الاسم الوحيد الذي يطلق على الكتاب بل يسمى باسم التفسير الكبير أيضًا، وهذا الكتاب من تأليف شيخ الإسلام فخر الدين الرازي، الذي أبدع في تأليف صفحاته لدرجة أنه أصبح مرجعًا في تفسير كتاب الله تعالى ويا له من شرف عظيم!

وقد بدأ الإمام الرازي في تأليف كتاب مفاتيح الغيب pdf بعد أن جاوز الخمسين من عمره، وذلك بعد أن نهل من العلوم ما يمكنه من الدخول في هذا المجال الشائك وهو تفسير القرآن الكريم، والذي يحتاج إلى عقل ناضج، وقلب مستيقظ بعيدًا عن هوى النفس، وعلم واسع.

لمحات مضيئة حول كتاب مفاتيح الغيب

عند الاطلاع على التفسير الكبير للرازي المكتبة الشاملة pdf سنجد أنه يحتوي على 32 جزءًا في 16 مجلدًا، وقد تمت طباعة هذا الكتاب وتداوله بين طلاب العلم حتى يكون مرجعًا لهم، ويذكر أن مفاتيح الغيب لم يقم الإمام الرازي بكتابة مقدمة له أو تطرق حتى إلى الهدف من تأليفه، ولكنه بدأ بعرض سورة الفاتحة بشكل موجز، ومن أهم الأمور اللافتة للنظر في كتاب مفاتيح الغيب هي كما يلي:

1) التركيز على ذكر العلاقات بين سور القرآن الكريم وآياتها، وشرح علاقة هذا الأمر بترتيب السور في القرآن بالإضافة إلى عرض الترابط والتناسق بين السور لإظهار وحدة القرآن، وذلك لأن أراد أن يثبت قول الله تعالى: ” لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ”.

2) التطرق بكثرة إلى العلوم الرياضية والطبيعية وغيرها من العلوم.

3) يعرض بعض آراء الفلاسفة وعلماء الكلام ثم يرد عليهم بالأدلة الدامغة وهو في ذلك يتبع أهل السنة في ردهم وتفنيدهم للحقائق والمعلومات لكي يتم إسكات أهل الباطل كالمعتزلة وغيرهم.

4) في الآيات القرآنية الخاصة بالأحكام يعتمد الرازي في تفسيرها على عرض مذاهب الفقهاء الأربعة وخاصة مذهب الإمام الشافعي الذي هو يتعبه.

5) بالإضافة إلى ما تم عرضه في النقاط السابقة فإن الرازي لم يتوقف عند هذا الأمر فقط بل تعرض لعدد كبير من المسائل الأخرى كالبلاغة والنحو.

ويبقى كتاب مفاتيح الغيب بكل ما فيه موسوعة متكاملة عرض فيه الرازي كل العلوم التي ترتبط من بعيد أو قريب بالتفسير، حيث يعد هذا التفسير دفاعًا عن القرآن الكريم وما أحيط به شبهات، بالإضافة إلى العقيدة الإسلامية التي طالتها يد المشككين والطاعنين،

ويذكر أنه عند الرغبة في تحميل كتب الفخر الرازي pdf لن نجد أفضل من كتاب مفاتيح الغيب حيث إنه يعتبر أعظم كتبه على الإطلاق.

تفسير الرازي

تفسير الرازي

المنهج المتبع من قبل الرازي في تفسيره للقرآن

لم يعتمد الإمام الرازي في تفسيره على طريقة واحدة أو نمط ثابت، حيث نجده في بعض الحالات يبدأ في تفسير الآية مباشرة، وتارة نجده يتطرق إلى علم من علوم التفسير كأسباب نزول الآية، وتارة أخرى يشير إلى البلاغة، وفيما يلي أهم ملامح منهجه في التفسير:

القرآن الكريم مصدر لكل العلوم:

لقد اعتبر الرازي أن القرآن الكريم هو مصدر لكل العلوم سواء كانت علوم المادية أو علوم الدينية، حيث تمكن من خلال آياته الكريمة معرفة كل العلوم الأخرى مما أدى إلى تمكنه من الرد على الماديين.

الاهتمام بالعلوم الكونية والرياضية:

لقد تطرق الرازي في كتابه مفاتيح الغيب إلى العلوم الكونية كالفلك والعلوم الرياضية والطبيعية بشكل كبير واهتم بها بشكل لم يحدث من قبل في كتب التفسير، ويرجع ذلك إلى رغبته في ربط ما يحدث في الكون ببعض الآيات القرآنية، مما يؤدي إلى إبراز عظمة الخالق ويؤكد على أن ما يحدث في الكون إنما هو من صنيع الله.

ولقد رد على المشككين والناقدين له في هذا الأمر بقوله:

” وربما جاء بعض الجهال والحمقى وقال: إنك أكثرت في تفسير كتاب الله من علم الهيئة والنجوم، وذلك على خلاف المعتاد، فيقال لهذا المسكين: إنك لو تأملت في كتاب الله حق التأمل لعرفت فساد ما ذكرته”.

الرد على الفرق المخالفة:

لم يكن الرازي بما وصل إليه من علم وسعة أفق ليصمت عن الفرق الضالة وأكاذيبهم بشأن القرآن الكريم، فلقد ركز في كتاب مفاتيح الغيب على مناقشة أهل الضلال بالحجة والأدلة الثابتة.

وكان يقوم بهذا الأمر عن طريق إثارة أسئلتهم وكذلك أدلتهم ثم يرد عليهم بالمنطق والبرهان لكي يوضح للقارئ مدى كذبهم، ولقد كان ماهرًا في هذا الأمر، وقادرًا على مواجهتهم بأسلوب علمي.

إظهار جمال التعبير القرآني:

كان يركز الرازي على “علم التناسب بين الآيات”، ومن خلال هذا العلم يٌظهر روعة الآيات القرآنية وجمال تنظيمها، وكان بسعة بصيرته قادرًا على ربط الآيات بما يسبقها أو يلحقها.

موضع نزول السور:

تفسير الرازي لم يغفل تبيان موضع نزول سور القرآن الكريم، حيث كان يبدأ دائمًا بتسمية السورة التي يفسرها ثم يوضح هل هي مكية أم مدنية، ولم يكتف عند هذا الحد بل كان يفند الآيات القرآنية ويوضح مكان نزولها أيضًا.

 التركيز على اللغة العربية:

لم يكن الرازي في تفسيره يغفل اللغة العربية وهي لغة القرآن، حيث ركز عليها بشكل كبير، فقد غاص في معانيها واستخرج اللآلئ منها، وتطرق إلى المسائل النحوية والبلاغية.

ولقد أراد من خلال التركيز على اللغة العربية أن يبين العلاقة الوثيقة بين القرآن واللغة، فأحكام اللغة مستوحاة من آيات القرآن.

علم القراءات:

عند قراءة مختصر تفسير الرازي سنجد أنه يتطرق إلى كيفية قراءة القرآن الكريم بطريقة صحيحة، وعرض القراءات التي تتوافق مع اللغة العربية، بالإضافة إلى رفضه أي قراءة شاذة أو يوجد شك في صحتها، وقد قال بخصوص هذا الشأن:

“قلنا: القراءة الشاذة لا يمكن اعتبارها في القرآن؛ لأن تصحيحها يقدح في كون القرآن متواتراً”.

المسائل الفقهية:

كان لصاحب كتاب مفاتيح الغيب رأياً واضحًا في الفقه، فلم يكن يُسلم عقله إلى رأي فقهي إلا بعد البحث والتمحيص فيه، وكان يتعرض لكل الآراء ولم يقف عند رأي واحد على الرغم من أنه كان يتبع المذهب الشافعي، وقد كان يرجح هذا المذهب ولكن في الوقت ذاته لم يكن يغالي في هذا الأمر، إذ إنه كان يعرض كل الآراء ويرجح ما يراه الصواب.

كما أنه عادة ما كان يعقد المقارنات بين مذهبه ومذهب الإمام احمد بن حنبل أو مذهب أبي حنيفة وكذلك المذهب المالكي، ولكن إحقاقًا للحق فكان يرجح المذهب الذي يرى رجاحة رأيه حتى لو لم يكن مذهبه.

إعمال العقل أكثر من النقل:

كان العقل لدى صاحب الكتاب هو محركه الأول، فاعتمد في تفسيره للقرآن الكريم على عقليته المتميزة وثقافته المتعمقة، وفي بعض الأوقات كان يأخذ التفسير من الصحابة كأمثال ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو وغيرهم وكذلك التابعين، وأوقات أخرى يفسر القرآن بالقرآن.

النقد الموجه لكتاب مفاتيح الغيب

هناك بعض العيوب التي أُخذت على مفاتيح الغيب أولها أن الكاتب لم يتطرق إلى علم الحديث بشكل كافِ في التفسير، بالإضافة إلى اعتماده على عدد من الأحاديث الضعيفة.

كما يعاب عليه التركيز على الآراء والحوار الذي ليس له علاقة وثيقة بالتفسير، حيث تطرق إلى المسائل الكونية والكلامية بشكل غريب على علم التفسير، ومن ضمن اقوال لابن تيمية عن كتاب مفاتيح الغيب أنه قال: “فيه كل شيء إلا التفسير”، وعند قراءة تفسير الرازي PDF المكتبة الوقفية من السهل أن نرى هذه المآخذ

تحميل كتاب مفاتيح الغيب

إن قراءة كتب تفسير القرآن الكريم متعة لا يضاهيها متعة، فهي نور للعقل، وسعة للصدر، لذلك فمن أراد أن يقرأ كتابًا في التفسير يتميز بالبساطة والوضوح فعليه بقراءة مفاتيح الغيب دار إحياء التراث العربي pdf المميز، والذي يمكن تحميله من خلال الضغط على اللينك التالي:

 تحميل كتاب مفاتيح الغيب

 

متى بدأ الرازي في تأليف كتاب التفسير الكبير؟

بدأ الرازي في تأليف هذا الكتاب عام 595 هـ.

كيف تم اختصار تفسير كتاب مفاتيح الغيب؟

قام برهان الدين النسفي باختصار هذا الكتاب تحت عنوان (كشف الحقائق وشرح الدقائق في تفسير كلام رب العالمين).

هل تأثر الرازي في تأليف كتابه بالعلماء السابقين؟

نعم بكل تأكيد، فقد تأثر بكتب أبي داوود والترمذي والإمام أحمد وغيرهم، وكان ينقل من آرائهم.

ما هي أهم ميزة في تفسير الرازي؟

أبرز ميزة هي ربط الآيات القرآنية ببعضها البعض حيث اعتبرها الكاتب وحدة موضوعية متكاملة.

مواضيع ذات صلة

الابلهرواية الابله | تحليل مثير لخبايا النفس البشرية

كتاب البلهانكتاب البلهان | مخطوط يحمل أسرار ملوك الجان