بشارة هاجر في صحراء مكة المكرمة

قصة هاجر هي قصة عظيمة، تقشعر لها الأبدان من قدر المعجزات التي حدثت بها، فأراد الله سبحانه وتعالى أن يضرب لنا مثلاً بقصة زوجة سيدنا ابراهيم، عن جزاء المطيعين لأوامر الله جلّ وعلا، وعن اليقين الذي يتملك القلوب المؤمنة، فيجعلها مطمئنة لقدر الله في السراء والضراء.

أصل هاجر في الديانات المختلفة ؟

لم يذكر الإسلام فقط قصة هاجر زوجة نبي الله إبراهيم عليه السلام، ولكنها ذكرت ايضاً في كتب الديانة اليهودية، فجاء عنها في الإسلام أنها زوجة ابراهيم، وأم سيدنا إسماعيل عليهما سلام الله ورضوانه، ولكنها ذكرت في بعض الكتب اليهودية على أنها كانت عبدة، وفي بعض الأقاويل التي تنسب إلى (سفر التكوين )،قيل عنها أنها كانت ابنة فرعون مصر.

على الرغم من الاختلافات العديدة التي ذكرت عن السيدة هاجر في كتب الديانات الثلاث، إلا أن حكايتها مع فرعون والسيدة سارة زوجة نبي الله إبراهيم الأولى، هي القصة الحقيقية المؤكدة عن منشأ أم إسماعيل وأم العرب العدنانيين.

فيحكى أن السيدة سارة قد دعت على فرعون أن تشل يداه، وطلب منها أن تدعو له مرة أخرة بالشفاء، ووعدها أنه لن يمسها بسوء، وبالفعل دعت له السيدة هاجر فشفاه الله، قرر فرعون أن يفك أسرها، ويهدي لها هاجر الأبية، التي كانت هي الأخرى مثال على الشرف والعصمة.

من هي هاجر زوجة أبو الأنبياء ؟

الأقاويل التي ذكرت عن أصل هاجر الفرعوني، واستعباد فرعون لها في قصره، جعلت الجيل المسلم الجديد يتساءل هل هاجر جارية ؟، الحقيقة التي تم إثباتها حتى الآن أن زوجة سيدنا إبراهيم كانت في الأصل أميرة مصرية، وأنها أصبحت جارية بعد أن تم احتلال أرضها، لتحررها السيدة سارة فيما بعد، وتطلب من نبي الله إبراهيم أن يتزوجها، لينجب منها ابنه الأكبر إسماعيل عليه السلام.

قصة هاجر كاملة

قصة هاجر كاملة

في كل سطر من قصة هاجر أم جد رسول الله ( صل الله عليه وسلم) الكثير من العبر السامية، وسوف يشعر القارئ أن قلبه لا يكتفي بذلك القدر فقط، من الجمال الذي يتجسد في هيئة قصة، وسوف يعيد قراءة أحداثها مراراً وتكراراً بالتفاصيل التالية :

أولاً : التقاء هاجر بالسيدة سارة

ذكرت قصة النمرود الطاغية أنه عند مرور سيدنا ابراهيم عليه السلام بأرض الجبابرة مع السيدة سارة، حاول أن يستخدم النمرود بطشه ليستحوذ على زوجة نبي الله عليه السلام، ولكن دعوة السيدة سارة جعلته يرتد عما كان يخطط له، وأهداها السيدة هاجر زوجة سيدنا ابراهيم الثانية أثناء رحيلها من تلك الأرض.

ثانياً : تكريم الله للسيدة هاجر بنسب ابراهيم واسماعيل

كرم الله هاجر العصماء بنسبها الشريف، فكانت زوجة ابراهيم عليه السلام، ووالدة النبي اسماعيل عليه السلام، وامتد نسلها فيما بعد إلى الكثير من الشرفاء والعظماء، فسيدنا إسماعيل هو جد النبي محمد ( صل الله عليه وسلم)، ولولا ولادة السيدة هاجر لسيدنا اسماعيل، ما اهتدت الأمة الاسلامية إلى النور والإيمان، الذي كان يحملهم معه رسول الله في رسالته الشريفة.

ثالثاً : خروج ابراهيم و هاجر وولدها إسماعيل إلى مكة

بعد أن رزق الله سيدنا ابراهيم وزوجته الثانية بابنهما اسماعيل، دبت الغيرة في قلب السيدة سارة، على الرغم من أنها التي قامت بتزويج سيدنا ابراهيم عندما بلغها الكبر، وتأكدت أنها لن تستطيع إنجاب ابن لسيدنا إبراهيم عليه السلام، وبعدما أصرت السيدة سارة أن يأخذ أبو الأنبياء زوجته وابنه إلى أرض بعيدة عن أراضي الشام، قرر أن يسير بهما إلى مكة المكرمة.

في الحقيقة أن أمر خروج سيدنا ابراهيم عليه السلام مع زوجته هاجر وابنه اسماعيل، كان بأمر من الله عز وجل، فهو الذي أسرى بسيدنا إبراهيم وأسرته إلى مكة المكرمة، وما كان طلب السيدة سارة برحيل أبو الأنبياء وأهله من المدينة، إلا طاعة لقدر الله عز وعلا.

رابعاً : ترك أبو الأنبياء لزوجته وولده

في الحقيقة أن قصة سيدنا ادم الكاملة، وقصة هجرة نبي الله إبراهيم مع أهله إلى مكة المكرمة، بهما الكثير من الدروس المشتركة، فالقصتين يوضحون لنا أهمية طاعة أمر الله سبحانه وتعالى، فعندما سمع سيدنا آدم لوساوس الشيطان، هطل بإثمه إلى الأرض، وعندما أطاع سيدنا ابراهيم عليه السلام أمر ربه في ترك أهله بمفردهم، جازاه بأن حفظ زوجته وولده في معيته.

الإجابة على سؤال لماذا ترك إبراهيم عليه السلام هاجر وابنه إسماعيل ؟، قد ظهرت الآن بوضوح للأشخاص الذين لا يعلمون تفسير ذلك الأمر، فسيدنا إبراهيم عليه السلام لم يترك زوجته وولده إلا بإذن من رب العالمين، وعندما سألته أم ابنه إسماعيل عن خوفها من المكوث بمفردها في تلك الأرض، أخبرها أبو الأنبياء أن ذلك بأمر من الله، حينها وافقت العصماء وقالت ( إن الله لن يضيعنا).

دعا نبي الله إبراهيم لزوجته وولده أثناء رحيله من مكة المكرمة، وقبل نفسه باتجاه بيت الله الحرام حين بدأ بالدعاء لهم، ونزلت في ذلك الآية القرآنية الكريمة ” رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ “.

خامساً : بشارة أم العرب العدنانيين بماء زمزم

استجاب الله تعالى لدعوة ابراهيم، كما استجاب في قصة سيدنا يونس دعوة نبيه داخل بطن الحوت، فبعد أن انتهى طعام السيدة هاجر الموجود معها، ظلت تسعى بين الصفا والمروة سبع مرات، حتى وجدت أن هناك ينبوعاً ينفجر تحت أقدام ولدها اسماعيل، وكانت زوجة ابراهيم عليه السلام وولده، أول من سقاهم الله ماء زمزم

السيدة هاجر

قصة السيدة هاجر مختصرة للاطفال

بإمكاننا أن نقدم لأطفالنا محتوى زاخراً بالقصص الدينية العظيمة، على هيئة قصص بسيطة ومفيدة جداً، يمكنهم أن يقرؤونها في أوقات التسلية، فبدلاً من أن يقرأ الأطفال القصص الخيالية، يمكنهم أن يقومون بقراءة قصة ابراهيم وهاجر المليئة بالعظات الربانية الحميدة، وحينها سوف يتعلمون الكثير من الشؤون الصالحة عن الدين، بطريقة تعليمية سهلة ومسلية للغاية.

يحب الأطفال قصة زوجة سيدنا ابراهيم كثيراً، كونها من القصص الدينية المشوقة، وتتجسد في أحداثها واحدة من أهم المعجزات السماوية، ويفضل الصغار أن تسرد لهم تلك القصة العظيمة بطريقة مبسطة كالتالي :

أولاً : زواج العصماء وولادة نبي الله اسماعيل

كانت السيدة سارة الزوجة الأولى لنبي الله إبراهيم لا تنجب، وحينما بلغ بهما الكبر، قررت سارة أن تزوج هاجر إلى سيدنا ابراهيم، حتى يرزقه الله منها بولد صالح، وقد سمع الله سبحانه وتعالى دعاء إبراهيم وزوجته، فمن عليهما بنبي صديق عابد سماه أبوه اسماعيل، ومعنى اسم اسماعيل في الدين الإسلامي هو الشخص المطيع، وأصبحت حينها هاجر ام سيدنا اسماعيل عليه السلام.

ثانياً : قصة هاجر واسماعيل مع مياه زمزم

تحكي قصة سيدنا اسماعيل عن المعجزات الإلهية التي حدثت في مكة، يوم أن أمر الله سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يصطحب زوجته وابنه إسماعيل إلى الأرض المحرمة، فيمكن للأطفال الصغار أن يتعرفوا أكثر على قصة ولادة هاجر لابنها من خلال تلك القصة المشوقة ايضاً.

تسرد أحداث تلك القصة الجميلة للأطفال كيف انفجر بئر زمزم تحت أقدام الرضيع الصغير؟!، لتشرب منه الأم، بعد أن تركهما سيدنا إبراهيم عليه السلام في تلك الصحراء هي واسماعيل بمفردهما، وانقطع عنها الزاد والشراب في تلك الأرض الجرداء، ويتعلم الصغار من قصة هاجر اليقين بأحكام الله، وأن الضيق الذي يحكم الصدور، بإمكانه أن ينفرج حين يثق الشخص بإيمانه، وبقدرة الله عز وجل.