ابن سيرين | الموهوب بالفطرة والقدير بالعلم

ابن-سيرين

ضاحك الوجه وصاحب الفضل وعذب اللسان وغزير العلم والمتمسك بكتاب الله وسنة رسوله العلامة القدير ابن سيرين الذي وهبه الله الفضل بأن يكون صاحب اللبنة الأولى في علم تفسير الأحلام، فاغتنم وتعلم واستحوذ على قلوب الناس حتى صار من أفضل علماء هذه الأمة.

من هو الإمام القدير ابن سيرين ؟

اسمه ومولده

هو التابعي القدير أبو بكر محمد بن سيرين البصري الأنصاري بالفطرة وصاحب البصمة الأولى في علم تفسير الأحلام فلم يسبقه أحد إلى هذا العلم الجليل، حيث ولد في خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يوم 9 من شوال سنة 33 من الهجرة النبوية الموافق 653 م، وكان والده مولى لأنس بن مالك رضي الله عنه؛ استخلصه لنفسه وظل معه مدة طويلة حتى أعتقه مقابل مبلغ من المال.

نشأته وحياته

تربى الإمام ابن سيرين في بيت الصحابي أنس بن مالك، مما ساعده على الاقتداء بكتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- والاغتنام من علم وورع الكثير من الصحابة الذين يبلغ عددهم حوالي ثلاثين صحابيًا مثل أبي هريرة وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير -رضي الله عنهم- رموز الأمة وأعلامها الأجلاء، فنشأ على الحق ووهبه الله القدرة على تفسير الأحلام والرؤيا، فأصبح من أعظم المفسرين الذين مروا على الدين الإسلامي.

اشتغل ابن سيرين بحفظ القرآن الكريم وإتقانه والعمل به، واتجه إلى تعلم الحديث والفقه والتفسير ملمًا بكل جوانبهم وحريص على معرفة خباياهم، وعمل في التجارة والبيع وهذا ما أهله إلى الحكم بين الناس وساعده على تولي أمور القضاء والبراعة فيها، فاشتهر بالورع والصلاح والأمانة والثقة والتحدث بالحق والخير، فكان إذا حدث أعقل وتوكل مما جعله أحد أعلام الأمة وصاحب مكانة وفضل.

نشأ ابن سيرين في مدينة البصرة تحت كنف عائلة عرفت بحسن السيرة والصلاح، فأبيه “محمد بن سيرين” المملوك لأنس بن مالك والذي كان يعمل في مجال الحدادة وأصله من منطقة جرجرايا، أما والدته فهي “صفية” حجازية الأصل والتي كانت مملوكة لـ ابو بكر الصديق -رضي الله عنه- ثم أعتقها، وكان سادس أخواته وأكثرهم علمًا.

علمه وورعه

تنسج لنا الكتب الإسلامية فضائل العلماء والأئمة العظماء وتمدنا بأهم الركائز التي اعتمدوا عليها في اتباعهم للسنة والسير على كتاب الله، فقصت علينا حكاية الإمام الخلوق ابن سيرين الذي عرف بالعلم الوفير والثقة الكبيرة والأخلاق واللطف، فكان نعم الرجل المسلم والعبد المطيع القارئ لكتاب الله والمتقن لأحكامه والمحيط بقراءاته، والضاحك الموزع للبهجة بين الناس في النهار والباكي من خشية الله في الليل، حيث ذكر البعض في تقواه وإيمانه أنه كان يصوم يومًا ويفطر يومًا.

جاء في حق ابن سيرين الكثير من الصفات الحسنة والخصال الحميدة كيف لا وهو العالم القدير والعلامة في تفسير الأحلام والسابق بمعرفة أصول هذا العلم الشريف قبل غيره، والذي كان يراعي الحلال والحرام ولا يتسرع في الحكم على الأمور وشديد الحرص على النطق بالمعروف والنهي عن المنكر، فقيل في ورعه أنه سمع أحدًا يسب الحجاج بعد موته فأرشده إلى الصواب ونصحه بعدم سب أحد والانشغال بنفسه.

قول العلماء في ابن سيرين :

حظي الإمام الجليل ابن سيرين على حب الناس وثنائهم عليه، فعرف بالورع والفضل والأخلاق وشهد له الكثير ممن عاصروه اهتمامه بـ اصول الفقه والحساب والقضاء، وقيل في مدحه أقوال كثيرة وعبارات جميلة فلم يرد في ذكره سوء أبدًا، وجاء في حرصه على الدين وإيمانه أنه كان يروي الحديث بالحرف خشية من الوقوع في الخطأ وعهد على النصح والإرشاد والفصل بين المتخاصمين، فقد ذكره بعض العلماء بالأقوال الآتية:

– ذكر تلميذه ابن عون: “ كان محمد يأتي بالحديث على حروفه” وزاد من مدحه بقوله “ ثلاثة لم تر عيناي مثلهم: ابن سيرين بالعراق، والقاسم بن محمد بالحجاز، ورجاء بن حيوة بالشام، كأنهم التقوا فتواصوا”.

– قال مورق العجلي في مدحه: “ ما رأيت رجلا أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين”

– ذكر الإمام محمد الطبري “ كان ابن سيرين فقيهًا، عالمًا، ورعًا، أديبًا، كثير الحديث، صدوقًا، شهد له أهل العلم والفضل بذلك، وهو حجة”.

ابن-سيرين

ابن-سيرين

تفسير الاحلام لابن سيرين :

منح الله الإمام محمد ابن سيرين براعة فائقة في تفسير الأحلام وعجائب كثيرة يطول الحديث بذكرها وتعجز الألسنة عن وصفها، فقد كان مؤيد ربانيًا بهذا الفضل وتلك القدرة التي جعلته مشهورًا بين الناس بتفسيره للأحلام على نهج الكتاب والسنة، لذلك كان ينهال عليه البشر من جميع أقطار الأرض حتى يفسر لهم أحلامهم ويوضح لهم العظة أو التحذير المندس داخل المنام.

جاء في كتب التاريخ الإسلامي قصص يروى فيها سيرة ابن سيرين وحكايات تبين سعة علمه ومدى تعمقه في العلوم وخصوصًا علم التعبير الذي كتب وتوسع فيه، فوصفه الشيخ الطيب الهجراني بـ “الإمام في تعبير الرؤى” ومدحه الإمام الذهبي قائلًا “كان علامة في التعبير والتفسير”، مما يدفع معظم المسلمين إلى البحث عن تفسير الأحلام لابن سيرين بالحروف كونهم يعتبرونه من أعلم الناس بعلم تفسير الرؤيا.

لم يرد في سيرة هذا العالم الجليل أنه جمع ما وصل إليه في علم التفسير في صحائف تحمل أسماء تلك الكتب المنسوبة إليه مثل “كتاب تفسير الأحلام” وكتاب “تعبير الرؤيا” وكذلك “منتخب الكلام في تفسير الأحلام” المتداولين على أنهم من تأليف العلامة محمد بن سيرين، فعلى الرغم من الثناء الكثير من قبل العلماء الأجلاء والمكانة الكبيرة التي وصل إليها في التفسير وبراعته فيه، إلا أنه لم يذكر إطلاقًا وجود كتاب قام بكتابته في التفسير.

كيف مات ابن سيرين ؟

رحل ابن سيرين العلامة القدير بعد رحلة طويلة اغتنم فيها العلم والفضل والدين من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكان السابق بالإبحار في علم تفسير الأحلام والتعمق فيه، وخير متعلم وأكرم الناس وصاحب لسان عذب وصفات حميدة جعلته واحدًا من أعظم الأئمة الذين سطرت كلماتهم في تاريخ تلك الأمة، حيث توفي سنة 110 من الهجرة عن عمر يناهز 77 عامًا بعد وفاة الحسن البصري -رحمه الله- بحوالي 100 يوم ويقع مرقده بالقرب منه في البصرة.

هل ابن سيرين شيعي أم سني؟

عاصر ابن سيرين الكثير من الصحابة واغتنم من علمهم وفضلهم، وكان نعم العبد في الامتثال لأوامر الله ورسوله فلم يرد عنه غير ذلك.

من هو النبي الذي اشتهر بتفسير الأحلام؟

يعد سيدنا يوسف -عليه السلام- أول نبي قام بتفسير الأحلام على أساس وحي من الله يبلغ إليه من خلال سيدنا جبريل -عليه السلام-.

هل يوجد علم خاص بتفسير الأحلام والرؤى؟

ووضح علماء الدين الإسلامي أنه لا يوجد ما يسمى بعلم تفسير الأحلام أو ما يخص الرؤيا ومن يقول غير ذلك فهو يريد تضليل الناس.

هل تفسير الأحلام والإيمان بها حرام؟

لا يوجد أي دليل من القرآن أو السنة النبوية يحرم تفسير الأحلام والإيمان بها لمن كان على دراية بالأمر بل هو من الأمور الجائزة التي قام بها النبي -عليه الصلاة والسلام-.

مواضيع ذات صلة

قطري بن الفجاءةهل قطري بن الفجاءة شاعر أم قاتل؟

آخر من مات من الصحابةآخر من مات من الصحابة | أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني