البراء بن عازب | المبارز المغوار

قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار)) هكذا كانت دعوة حبيب الرحمن للأنصار وأبنائهم فأي خير نالهم في الدنيا والآخرة من جراء هذه الدعوة؟ ودعونا نتحدث في السطور التالية عن أنصاري مبارك وصحابي جليل وفارس مغوار هو البراء بن عازب رضوان الله عليه.

من هو البراء بن عازب ؟

كان صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وكفى، فقد كان رضوان الله عليه من أقرب الصحابة للنبي العدنان، وقد شارك معه في العديد من الغزوات، يدعى البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري وقد ولد في المدينة المنورة، ويكنى بأبي عمرو.

أسلم وهو في سن صغير مع والده رضوان الله عليهما، حيث كان أبوه من صحابة رسول الله المقربين مثل عثمان بن عفان وأبو بكر الصديق وسعد بن معاذ وغيرهم.

البراء بن عازب وغزوة بدر

عندما أسلم البراء أراد أن ينضم إلى جيش المسلمين في قتال المشركين، وكانت غزوة بدر هي أول غزوة للمسلمين، فعندما وجد النبي صلى الله عليه وسلم البراء وسط الجيش أخبره بأن يتركه وذلك لصغر سنه فحزن حزنًا شديدًا وذلك لأنه كان يريد أن ينال الفضل في هذه الغزوة.

الغزوات التي شارك فيها البراء مع النبي

على الرغم من أنه لم يشارك مع المصطفى صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر إلا أنه شارك في الغزوات التي تلت هذه الغزوة، وأثبت فيها شجاعة منقطعة النظير، حيث يقدر عدد الغزوات التي شهدها مع النبي الكريم 15 غزوة منها غزوة تستر.

صفات البراء بن عازب

البراء بن عازب سيف بتار لأعداء الدين

تعد الشجاعة من صفات البراء بن عازب التي كان يتميز بها، فقد كان يمتلك من الجرأة والإقبال ما يجعله يدخل وسط النيران ولا يخشى لهيبها، وتظهر هذه الشجاعة جلية في عدة مواقف هي:

أولًا: يوم اليمامة

فعندما كان المسلمون يقاتلون مسيلمة الكذاب بعد ادعائه للنبوة، لم يتمكن أي شخص من الدخول إليه هو وجيشه، ولكن سرعان ما ألقى البراء بنفسه داخل حصن مسيلمة وجيشه والذي كان يعرف باسم “حديقة الموت”، وبذلك استطاع الصحابة أن يهجموا على الحصن من خلال الباب الذي فتحه لهم وقد أتم الله نصر المسلمين على يد هذا المغوار.

ثانيًا: قتال الخوارج

أثناء خلافة علي بن ابي طالب خرج عليه آلاف من الناس ويعرفون باسم الخوارج، فقاتلهم سيدنا علي قتالًا عنيفًا، وقد شهد أبو عمرو هذا القتال وأبلى فيه بلاءً حسنًا، وقتل منهم الكثير.

ثالثًا: الفتوحات الإسلامية

الجهاد في سبيل الله لا يقتصر على وجود النبي فقط وإنما يستمر ما دام قلب المسلم ينبض، وهذا ما وعيه أبو عمرو حيث استمر في الجهاد بعد موت النبي الكريم، فقد شارك في الغزوات في عهد ابو بكر الصديق وكذلك عهد الخلفاء من بعده، وكان له مساهمات كبيرة في فتوحات العراق وفارس، كما أنه كان قائدًا للمسلمين أثناء فتح “الري” عام 24 هـ، ويذكر أنه قتل أكثر 100 رجل مبارزة.

رواية الأحاديث

كان البراء من الصحابة الذين عُرفوا برواية الأحاديث الشريفة، وإذا تعمقنا في قراءة البراء بن عازب سير أعلام النبلاء سنجد أنه روى أكثر من 305 حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أشهرهم حديث المصافحة حيث قال: ((قال لي النبي إنَّ المسلمَ إذا لَقِي أخاه فأخذ بيدِه تحاتَّت عنهما ذنوبُهما كما يتحاتُّ الورقُ عن الشَّجرةِ اليابسةِ في يومِ ريحٍ عاصفٍ وإلَّا غُفِر لهما ولو كانت ذنوبُهما مثلَ زبدِ البحرِ)).

وفاة أبي عمرو

الدنيا تفنى بكل ما فيها، فعندما يحين الأوان يذهب كل إنسان إلى خالقه في الوقت الذي قُدر له، وها هو البراء بن عازب بعد أن قضى وقتًا طويلًا برفقة نبيه ثم صحابته من بعده يأذن الله لملكه بأن يقبض روحه الشريفة وكان ذلك في عام 72 هـ بمدينة الكوفة التي كانت تحت إمارة الصحابي مصعب بن الزبير، وهنا تنتهي قصة الصحابي البراء بن عازب في هذه الحياة.