المهاجر | الفيلم المثير للجدل ليوسف شاهين

هناك العديد من الأفلام التي تحدث حالة من السجال بين الناس وخاصة إذا كانت قصة هذه الأفلام تقترب من الإطار الديني والمرفوع من أجله شعار “ممنوع الاقتراب”، وذلك لأن الإطار الديني يعد وترًا حساسًا بالنسبة للشعب المصري لن يقبل اللعب عليه أبدًا، وهذا ما واجهه فيلم المهاجر الذي كانت أحداثه تقترب من أحداث قصة أحد الأنبياء مما أدى إلى غضب البعض ومنع عرض الفيلم، ولكنه سرعان ما عاد إلى شاشات العرض بقوة رغمًا عن أنف المعارضين.

 المهاجر | قصة الفيلم

يعد فيلم المهاجر من الأفلام المتميزة في تاريخ السينما المصرية، وقد آثار جدلًا واسعًا عندما تم عرض الفيلم ويشبه في ذلك فيلم cruella والذي أثار الجدل عند عرضه هو الآخر، تتشابه قصة فيلم المهاجر مع قصة سيدنا يوسف ولكن بشخصيات وأسماء مختلفة، وذلك دون أن يذكر أن هذا الشخص هو شخص سيدنا يوسف، كما أن المخرج ركز على إظهار مكانة مصر الزراعية ورغبة بطل الفيلم في السفر إلى مصر من أجل تعلم الزراعة.

ويبدأ الفيلم بالتصوير في صحراء قاحلة تقع على حدود دولة مصر حيث تعيش أسرة يحقد فيه الإخوة على أخ لهم بسبب تفضيل أبيه له مما يؤدي إلى قيام إخوته بإلقائه في بئر، ولكن ينقذه بعض الناس ويذهب إلى مصر ليتعلم أصول الزراعة، ثم تدور الأيام ويأتي إليه إخوته لطلب العون ولكنهم لم يعرفوه.

قصة فيلم المهاجر

يعد هذا الفيلم من افضل افلام الدراما المصرية، وبالنسبة للقصة فعند مشاهدة فيلم المهاجر كامل بدون حذف سنجد أن الفيلم يدور في حقبة زمنية قديمة للغاية حيث الحياة البدائية التي تعتمد على الرعي، ويبدأ الفيلم بتسليط الضوء على أبٍ مسنٍ لديه عدد من الأبناء، ولكنه يفضل ولدًا له عن بقية هؤلاء والذي يدعى “رام”، ونظرًا لما تعانيه القبيلة من الحياة الصعبة يقرر “رام” الذهاب إلى مصر ليتعلم الزراعة لينقذ قبيلته، فيطلب من أبيه أن يسمح له بذلك.

يقبل الأب طلب ابنه على الرغم من حبه الشديد له وتعلقه به، ويذهب “رام” مع إخوته الذين يقررون التخلص من أخيهم بسبب حب والدهم له أكثر منهم، وأثناء رحلتهم يقومون بإلقائه في الجب، ويكملون حياتهم على أساس أنه قد مات وتم التخلص منه للأبد.

العثور على رام وبيعه:

بعد ذلك يتم العثور عليه من قبل صاحب السفينة الذي يقرر أن يستفيد منه ويبيعه في مصر، وهناك رفض “رام” أن يشتغل بالتحنيط الذي كان المصريون القدماء ماهرين فيه للغاية، وذلك لأنه أراد أن يتعلم الزراعة التي خرج من قبيلته من أجلها.

يقوم سيده “أمهيار” بإعطائه قطعة من الأرض في المنطقة الصحراوية حتى يزرع فيها، وفي مصر يتعرض لبلاء شديد حيث تقع زوجة القائد “أمهيار” التي تدعى “سمهيث” في حب “رام” وترغب في أن يبادلها الحب ولكنه يرفض، الأمر الذي يؤدي إلى هروبه مع أستاذه الذي علمه الزراعة إلى الصحراء، وهناك ينجح رام نجاحًا كبيرًا في زراعة الأرض التي حصل عليها.

وفي سياق تحليل فيلم المهاجر سنجد أن رام عندما هرب من زوجة القائد أحب فتاة تدعى هاتي وقد تزوجها.

تحليل فيلم المهاجر

المجاعة العظيمة ودور رام فيها

في مصر حيث عبادة آمون وآتون يدور الصراع بين الكهنة والشعب بخصوصهما، حيث كل منهما يرغب في فرض عبادته على الآخر، ولكن في هذا الوقت تحدث مجاعة كبيرة بسبب نقص المحاصيل الزراعية.

وفي إطار مشاهدة فيلم المهاجر ليوسف شاهين كامل سنجد أنه قدم زراعة “رام” على أنها الحل لهذه المجاعة، وبالفعل قام رام بإنقاذ الشعب المصري من المجاعة من خلال حصاد أرضه.

بعد ذلك يتقرب رام من السلطة في مصر ويصبح ذا مكانة كبيرة، ثم يصل إخوته إلى مصر لطلب المعونة منه ويعرفهم رام ولكنهم لم يتمكنوا من معرفته، ولكنه يكشف لهم عن شخصيته ويقوم بمساعدتهم، وينتهي الفيلم  بعزم رام على العودة إلى قبيلته مع إخوته وزوجته.

العقبات التي تعرض لها فيلم المهاجر

لقد تعرض فيلم المهاجر إلى العديد من العقبات التي أثرت على الفيلم بشكل سلبي، إلا أنه استطاع تخطيها وتحقيق نجاحات كبيرة، وتتمثل العقبات التي واجهها الفيلم في التالي:

1ـ حدث تأخير في تصوير الفيلم بسبب تعرض الممثلة يسرى لتسمم الحمل حيث إنها كانت في شهرها الثالث أثناء التصوير، وقد سافرت لإجراء عملية إجهاض مما أدى إلى حصولها على راحة شهرين، وقد رفض يوسف شاهين استبدالها بأي ممثلة أخرى مما اضطر طاقم العمل إلى انتظارها واستكمال الفيلم بعد رجوعها.

2ـ ضخامة الإنتاج، حيث تعتبر تكلفة الفيلم كبيرة للغاية حيث تعدت 12 مليون جنيه، وفي هذا الوقت كان هذا المبلغ كبيرًا للغاية.

3ـ منع فيلم المهاجر من العرض، وذلك لأن قصته تتشابه مع قصة سيدنا يوسف عليه السلام، ولكن يوسف شاهين لم يصمت على هذا الأمر بل قام برفع الأمر إلى القضاء الذي حكم لصالحه، وتم عرض الفيلم بعد عرض فيلم المصير والذي أخرجه بسبب توقف المهاجر.

أبطال العمل في فيلم المهاجر

يعد ابطال فيلم المهاجر الذين تم اختيارهم من قبل المخرج يوسف شاهين من أفضل الفنانين في ذلك الوقت، ونذكرهم فيما يلي:

ـ الفنان محمود حميدة: يعد من أفضل الفنانين في عصره، وقد قدم شخصية القائد “أمنهار”.

ـ النجمة يسرا: قامت بدور شخصية “سمهيث” والتي عشقت رام بشكل كبير.

ـ النجم خالد النبوي: يعد من أفضل النجوم الشباب في ذلك الوقت وقام بدور “رام”.

ـ الفنان ميشيل بيكولي: يدعى آدم في فيلم المهاجر، وقد أدى شخصية والد رام.

ـ أحمد سلامة: وهو من الفنانين الشباب الذين اعتمد عليهم يوسف شاهين، وقد قام بدور “بري”.

النجاح الكبير الذي حققه فيلم المهاجر

يعد فيلم المهاجر من أفضل الأفلام التي حققت نجاحًا كبيرًا في تاريخ السينما المصرية، فعلى الرغم من تعرضه للعديد من الهجوم والانتقادات اللاذعة إلا أن الفيلم لقي إشادة كبيرة من قبل النقاد والمشاهدين.

كما أن هذا الفيلم يحتل المركز 52 بالنسبة لأفضل 100 فيلمٍ مر على تاريخ السينما المصرية، بالإضافة إلى مشاركة فيلم المهاجر في مسابقة “مهرجان كان السينمائي”، كما أن خالد النبوي حصل على أفضل ممثل في “مهرجان جوهانسبرج” بناء على دوره في هذا الفيلم، ويذكر أن فيلم الباب المفتوح ترشح هو الآخر لجوائز عالمية.