الهربس | ما هو وكيف يمكن الوقاية منه؟

الهربس

تنتقل الأوبئة والأمراض من أبدان إلى أبدان وتعبر حدود القارات والبلدان، ويكتشف العلماء أدوية لها في بعض الأحيان، ولكن في أحايين أخرى تظل الأمراض متشبثة بجسم الإنسان رافضة أن تكون في طي النسيان، وعند إمعان النظر في الأسباب نجد البكتيريا والفيروسات التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة تعلن عن وجودها لتذكرنا بأحجامنا الحقيقية أمام قدرة وعظمة الخالق جل وعلا، ومن الأمراض التي لم يتم اكتشاف علاج نهائي لها هو مرض الهربس الذي سوف نتناوله ونكتشف كافة الأسرار الكامنة خلفه بين طيات السطور القادمة.

لمحة عامة عن مرض الهربس

يمكن تعريف مرض الهربس على أنه مرض فيروسي مُعدِ ينتقل من شخص لآخر من خلال عدة طرق من أبرزها لمس التقرحات التي يسببها المرض أو عن طريق الاتصال الجنسي كما هو الحال في داء الكلاميديا ، والمسبب الأول لهذا المرض هو فيروس الهربس الذي يتكون من الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين، ويُسمى أيضا بالحلأ أو لطمة الحمى، ويتمثل المرض في هيئة بثور حمراء وتقرحات مملوءة بالسوائل.

ومن الجدير بالذكر أن عدوى فيروس الهربس  تنقسم إلى نوعين وهما: فيروس الهربس البسيط من النمط 1 (الهربس الفموي) وفيروس الهربس البسيط من النمط 2 (الهربس التناسلي)، وينتشر المرض بكلا نوعيه في جميع أنحاء العالم ويُصيب الأفراد في مراحل عمرية مختلفة .

كما أشارت الأبحاث والتقديرات العالمية إلى أن عدد الحالات المصابة بمرض الحلأ في ازدياد، حيث إن هناك 67% من الأشخاص تحت سن الخمسين مصابون بعدوى الحلأ من النوع الأول، وعلى الصعيد الآخر يُوجد 13% يعانون من فيروس الهربس التناسلي (النوع الثاني)، وفيما يلي سوف نستعرض كل نمط من أنماط المرض على حدة، وهما كالآتي:

أولا: الهربس الفموي

يتسم هذا النوع بأنه أكثر شيوعًا من الهربس التناسلي، وغالبًا ما يصيب الفم والشفتين والمنطقة المحيطة بهما، وهو عبارة عن ظهور مجموعة من التقرحات والبثور الحمراء المؤلمة في المناطق السالف ذكرها، وفي بعض الأحيان تظهر هذه الندوب في منطقة الأعضاء التناسلية.

وينتقل الحلأ الفموي من شخص لآخر من خلال السوائل الموجودة في الفم مثل رذاذ العطس، إذا إنها تكون حاملة للفيروس. ويُشكل التقبيل عاملًا مهمًا في الإصابة بالمرض بسبب انتقال محتوى التقرحات الموجود في الفم، ومن الوارد أيضا أن تنتقل العدوى بسبب استخدام الأدوات الشخصية الخاصة بالمريض كفرشاة الأسنان وأدوات الطعام.

ثانيا: الهربس التناسلي

يختص هذا النوع  بالأعضاء التناسلية فقط دونًا عن باقي أعضاء ومناطق  الجسم، حيث يتجسد شكل الهربس التناسلي في التقرحات والبثور الحاضنة للسوائل والتي تسبب ألمًا مبرحًا لدى بعض الحالات.

ويعد الحلأ التناسلي من الأمراض الجنسية التي تنتقل عبر العلاقات الحميمية والاتصال الجنسي مثل: مرض الزهري ومرض الإيدز.

اعراض الهربس

عادة ما يكون العرض الأكثر انتشارًا هو ظهور البثور الحمراء المعبأة بالسوائل ولكنه يكون مصاحبًا لمجموعة من الأعراض الأخرى، كما تختلف مناطق ظهور التقرحات تبعًا لنوع المرض، ويمكن تقسيم الأعراض على النحو الآتي:

أعراض الحلأ التناسلي

ليس بالضرورة أن تظهر أعراض الهربس التناسلي على الشخص المصاب، ولكن ذلك لا ينفي أنه حامل للمرض ومن الممكن أن يتسبب في نقل العدوى إلى أي شخص آخر عن طريق الاتصال الجنسي الذي يكون فيه السائل المنوي محملًا بالفيروس وكذلك إفرازات عنق الرحم الخاصة بالنساء، وتشتمل أعراض ذلك النوع على ما يلي:

1 – ظهور البثور بشكل متفرق في أماكن مختلفة من الأعضاء التناسلية، أو تجمُعها كلها في مكان واحد.

2 – الشعور بالحكة والألم خصوصًا في فترة نشاط الفيروس والتي تكون عادة بعد بضعة أيام من بداية ظهور الأعراض.

3 – الإحساس بألم عند التبول.

4 – ظهور التقرحات نتيجة تمزق البثور.

5 –  تتعرض بعض الحالات إلى أعراض متشابهة مع أعراض الأنفلونزا ومنها: ارتفاع درجة الحرارة، الصداع، الشعور بتعب عام وتكسير في الجسم، بالإضافة إلى تضخم الغدد الليمفاوية.

أعراض الحلأ الفموي

المنطقة التي عادةً ما تظهر فيها تقرحات الهربس الفموي هي منطقة الفم ولكن من الممكن أن تصل تلك البثور إلى الأنف والخدين، ويمر هذا النوع بمجموعة من المراحل وهم كالآتي:

– المرحلة الأولى: الشعور بوخز ورغبة في الحكة، وذلك قبل ظهور البثور بمدة تتراوح بين 12 ساعة و24 ساعة.

– المرحلة الثانية: بعد مرور بضع ساعات تبدأ البثور المملوءة بالسوائل في الظهور والانتشار.

– المرحلة الثالثة: تنفجر تلك البثور في غضون 3 أيام وتخرج منها السوائل.

-المرحلة الرابعة: تظهر القشور والتقرحات نتيجة جفاف البثور وتشققها.

ا-المرحلة الخامسة: تسقط القشور تاركة ورائها بعض الندوب البسيطة التي يزول أثرها مع مرور الوقت.

وبناءً على تجربتي مع الهربس الفموي يمكنني القول أنه مرض غير خطير، ولكن يجب استشارة الطبيب فور ظهور الأعراض المذكورة سلفًا من أجل تلقي العلاج المناسب.

اعراض الهربس

اعراض الهربس

أسباب الهربس

يرجع السبب الرئيسي وراء الإصابة بمرض الهربس إلى دخول فيروس الهربس إلى جسم الإنسان، حيث يكمن الفيروس في أسطح متعددة من الجلد وكذلك في سوائل الجسم المختلفة مثل اللعاب والإفرازات المهبلية.

وينتقل المرض من الشخص المصاب إلى الشخص السليم من خلال عدة طرق من أهمها: الاتصال الجنسي المؤدي إلى الحلأ التناسلي، كما يمكن أن ينتقل هذا النوع من الأم إلى الجنين عن طريق المشيمة أو أثناء الولادة.

أما عن الحلأ الفموي فيمكن أن ينتقل بسهولة بمجرد لمس الجلد المصاب بالعدوى أو استخدام أدوات المريض الشخصية، لذا فهو مماثل لمرض الجدري في طريقة انتقاله.

علاج الهربس

لم يتم التوصل إلى علاج نهائي لمرض الهربس إلى الآن، ولكن هناك بعض الخيارات العلاجية التي من شأنها التخفيف من أعراض المرض المؤلمة والحد من تفاقمها، وتتمثل تلك الخيارات في الآتي:

1 – تناول الأدوية المضادة للفيروسات مثل: الأسيكلوفير الذي يتم اللجوء إليه في الحالات الشديدة من أجل السيطرة على انتشار المرض والتخلص من البثور المؤلمة، ويمكن أخذ هذا الدواء بعدة أشكال سواء عن طريق الفم أو الوريد.

2 – استخدام المراهم والكريمات المضادة للفيروسات لإزالة البثور والتقرحات المزعجة التي تسببها عدوى الحلأ.

3 – استعمال المسكنات التقليدية للحد من الآلام مثل: البروفين والباراسيتامول.

نصائح للوقاية من مرض الحلأ

أنت الآن بصدد التعرف على بعض التدابير والاحترازات المهمة لتفادي الإصابة بالهربس وكذلك لمنع انتقال المرض إلى شخص آخر، وتشتمل تلك النصائح الوقائية على ما يلي:

– تجنب مشاركة  الأغراض الشخصية مع الآخرين مثل: الفرش والمناشف والملابس.

– الامتناع عن أي نشاط من النشاطات الجنسية كالتقبيل والجنس الفموي في حالة تفشي المرض.

– غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون لتجنب الإصابة بـ مرض هربس الجلدي .

– عدم ممارسة الجنس، وإذا كان المريض لا تظهر عليه أي أعراض ولكن تم تشخيصه بالمرض فينبغي له ممارسة الجنس الآمن واستخدام الواقي الذكري.

مضاعفات الهربس

يؤدي داء الحلأ إلى العديد من المضاعفات التي تتراوح في حدتها بين البسيطة والشديدة، ويمكن طرح هذه الأعراض على سبيل المثال لا الحصر في الآتي:

1 –  الشعور بألم في العين وازدياد إفرازاتها بسبب انتقال العدوى الفيروسية إليها.

2 –  مواجهة صعوبة أثناء التبول نتيجة تأثير المرض على الجهاز التناسلي.

3 –  الإصابة  بالـ اكزيما الهربسية التي يُغطي الطفح الجلدي الناتج عنها مناطق كبيرة من الجلد، مما يتسبب في الشعور بألم وحكة.

4 – من الوارد أن يؤدي فيروس الهربس إلى الإصابة بالتهابات خطيرة في الدماغ مثل: التهاب السحايا.

5  يزيد معدل الإصابة بالخطر لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة كمرضى الإيدز والسرطان.

مرض هربس الجلدي

مرض هربس الجلدي

هل الهربس الفموي خطير ؟

لا يُشكل داء الحلأ الفموي أي خطورة على حياة الإنسان، كما أنه لا يتسبب في ظهور مضاعفات شديدة إلا في حالات معينة.

هل ينتقل فيروس هربس للاطفال ؟

نعم بالطبع، يمكن أن ينتقل الهربس من الأم إلى الطفل أثناء الولادة ، أو حتى عن طريق التلامس الجلدي.

هل تعود أعراض الهربس بعد العلاج؟

نعم، حيث إن الفيروس يبقى متشبثُا بجسم المصاب حتى بعد شفاء التقرحات والآفات الجلدية الناتجة عنه ولكنه يكون في حالة غير نشطة، ولكن بمجرد تعرض الجسم لبعض الأمراض المزمنة أو ضعف في المناعة فإن الفيروس يعاود نشاطه من جديد وبالتالي تظهر الأعراض الجلدية على المريض مرة أخرى.

ما هي الأطعمة التي يجب على مريض الهربس تناولها؟

ليس هناك أطعمة معينة مفروضة على المريض، ولكن من المهم جدا اتباع نظام غذائي صحي لحماية الجسم من الأمراض وتقوية جهاز المناعة.

مواضيع ذات صلة

علاج الامساكما هو علاج الامساك الفعال للأطفال والبالغين؟

افضل مرطب للبشرة الدهنيةهل تود التعرف على افضل مرطب للبشرة الدهنية ؟