حكم عن الناس بوجهين | أهل النفاق وشقائق الكفرة

أهون على المرء أن يطعنه أخوه بخنجرٍ على أن يقول في ظهره ما لا يلفظه في وجهه، فطعنة الخنجر في الجسد قد يداويها الطب أما النفاق فطعناته في القلب لا تُداوى، ولعله لا يطالع حكم عن الناس بوجهين سوى المبتلى بالمنافقين في حياته، وكل من لديه ندبة تحكي عن شرورهم وأذاهم للغير، فذو الوجهين توأم الكافر كونه يدس سمومه في كلامه الذي يشبه العسل المصفى، ويخفي فساد نفسه وراء قناع لا تكشفه سجية المؤمن الطيبة.

حكم عن الناس بوجهين تصف أفعالهم

يمكننا أن نجد بسهولة عبارات جميلة تصف الصادقين وأصحاب الخلق الطيب، ولكن إيجاد حكم عن الناس بوجهين تظهر بها أبشع الصفات التي يمتلكها هؤلاء المنافقون قد يكون صعباً للغاية، كونه يشق على أحرف اللغة العربية وصف طبيعة ذو الوجهين الذي يشاقق الكافر في مصيره، ولكن يمكننا الاعتماد على بعض العبارات التي اقتربت من الوصف الصحيح للمنافق، والتي من أبرزها التالي:

1) ” أنـا منافق إذاً أنا موجود، هذا حـالهم اليوم وغداً وربما بعد الغد!، ولكن مهما ارتفعوا للقمة سيبقون في ظلمات الأنفاق.. سيظـلون تحت الأرض كالأفاعي تستبيح النور فقط لـمداهمة فريستـها”.

2) ” النفاق الاجتماعي في زماننا هو التلون في العلاقـات، وعدم الوضوح في المواقف والمبادئ والأحاديث لغرض الإفساد أو الانتفاع الشخصـي”.

3) ” المنافق يشبه الحنظلة أوراقها خـضراء جميلة ولكن مـذاقها مر لاذع”.

كلمات عن الناس بوجهين لمواقع التواصل الاجتماعي

يكتب رواد مواقع التواصل الاجتماعي دوماً كلام عن الناس اللي بوجهين مختصراً وبسيطاً حتى يناسب طبيعة تلك التطبيقات التي لا تسمح غالبيتها بالجمل الطويلة مثل تطبيق تويتر الإلكتروني، ومن أشهر تلك الجمل التي يتداولها الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي ما يلي:

1) “ما أقبح بالإنسان باطناً عليلاً وظاهراً جميلاً”.

2) “المنافق قوله جميل وفعله الدّاء الدّخيل”.

3) ” المبالغة فـي المجاملة يسقطك فـي بئر النفاق”.

ما هو المنافق في الإسلام، وما عقابه؟

قال الله –سبحانه وتعالى- في الآية (145) من سورة النساء: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار)، وتعرفنا تلك الآية الكريمة بخطر النفاق والمصير الأسود الذي يواجهه المنافقين يوم الحساب، فالنفاق قد يكون أسوأ من القتل كونه يسمم الفطرة النقية التي خلق الله –عز وعلا- البشرية بها، وهو جرم بأسه شديد في الدين الإسلامي لادعاء صاحبه الإيمان ظاهرياً، وفي نفسه وقلبه تتجلى جميع صفات المشركين من الحقد والكذب والرياء والخداع.

أحاديث شريفة عن ذو الوجهين

لن نجد حكم عن الناس بوجهين أبلغ من الموجودة في أحاديث الرسول – ﷺ-، والتي ذكر فيها آيات المنافق وأفعاله التي تميزه عن سائر البشر، ومن أشهر تلك الأحاديث النبوية الشريفة هو الحديث الذي رواه الإمام البخاري ومسلم عن رسول الله – ﷺ – الذي يقول في نهايته: (شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه).

هناك الكثير من الأحاديث الشريفة الأخرى التي حدثنا فيها مصطفانا ونبينا محمد – ﷺ- عن عقاب ذو الوجهين في الآخرة، ومنها الذي رواه إمام أهل الحديث في زمانه أبو داوود –رحمه الله- عن نبي الله – ﷺ- حيث قال: (من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار)، واستحقاق ذو الوجهين لتلك العقوبة القاسية هو أمر منصف بسبب استخدامه لسانين للحديث مع الآخرين بنية الوقيعة بينهم ونشر النفوس الفاسدة في الأرض.

امثال شعبية عن الناس بوجهين

قد يقرأ الإنسان الكثير من العبارات المنمقة التي تتحدث عن صفات ذو الوجهين، ومساوئ الشخص المنافق الذي يتعامل مع كل طائفة بلسان مختلف، ولكن لن يؤثر في عقله اقوال عن الناس بوجهين مثل تلك المنقولة عن الأمثال الشعبية التي تتسم بقصر عباراتها ودقة وصفها، ولعل العبارات الشعبية نجحت في البقاء على مر الأزمان بفضل اعتمادها على مواقف حقيقية، وتجارب حكيمة لأصحابها مع هؤلاء الذين يتمتعون بالصفات الذميمة كالنفاق، ومن أشهر الأمثال الشعبية التي تحدثت عن ذو الوجهين ما يلي:

1) ” المنـافق لسانه يسرّ وقلبه يضـرّ”.

2) ” من كثر نفـاقه لم يعرف وفـاقه”.

3) ” خادم سـيدين يكذب على أحدهـما”.

4) ” درهم نفـاق يساوي حفنة من الطـموح”.

5) ” المنافق لنفسه مداهـن وعلى النّاس طاعـن”.

حكم عن الناس بوجهين قالها الأدبـاء

قد يكون الأدباء هم أشجع الناس على الأرض أكثر من حاملي السلاح والفرسان، وذلك لأنهم يدافعون عن الأوطان بأحبارهم التي تحمل راية الفضيلة، ويكتبون رصاصات موتهم على الأوراق من أجل حياة الإنسانية، ولذلك إذا أردنا أن نتحدث عن النفاق علينا أن نستشهد بأقوال الأدباء الذين وصفوا المشهد الواقعي لذوات الوجهين كما هو دون زيف أو تجميل، ومن أبرز هؤلاء الكتاب الذين ذكروا النفاق في أقوالهم المأثورة ما يلي:

1) مصطفى صادق الرافعي

لُقب (مصطـفى صادق الـرافعي) بمـعجزة الأدب العربي بفضل أعماله الأدبية التي بينت للقراء فصاحته وموهبته الفذة، وأيضًا بفضل مأثوراته اللغوية التي أثبتت صدق الكلمات التي خطها في كتبه ودواوينه، ولعل الحديث عن حكم عن الناس بوجهين قالها الأدبـاء لا بد من أن يختلط بقول (الرافـعي) الخالد من كتابه (السحاب الأحمر): “إن شر النفاق ما داخلته أسباب الفضيلة، وشر المنافقين قومٌ لم يستطيعوا أن يكونوا فضلاء بالحق، فصاروا فضلاء بشـيء جعلوه يشبه الحـق”.

2) حكم عن الناس بوجهين لنجيب محـفوظ

كم منا يجول على خاطره قول الأديب الراحل نجيب محفوظ ” فساد العلماء من الغفلة، وفساد الأمراء من الظلم، وفساد الفقراء من النفاق” عندما يتأمل في أحوال مجتمعاتنا اليوم؟!، فذلك القول يعد أصدق الأقوال التي تعبر عن فساد حال الأمة كونه يتحدث عن أصحاب اللسانين الذين يبيعون أحلام الشرفاء بترهاتهم، ويظنون عبثاً أن الرياء هو السبيل إلى الغنى ونيل المـراد.

كلام عن الناس اللي بوجهين

عبارات إنجليزية شهيرة عن ذو الوجهين

جميع البشر الذين يعيشون على الأرض اليوم من نسل آدم وحواء مهما اختلفت أشكالهم ولغاتهم ودياناتهم، ولذلك نرى أن الطبيعية البشرية قد تغلب على الناس أياً كان النطاق المكاني الذي يعيشون فيه، وإن لم يمتلك الإنسان الأخلاق الحميدة التي تمكنه من محاربة الصفات الذميمة كالكذب والنفاق، فإن حياته ستكون مثيرة للازدراء من المحيطين به، ولعلنا نلتمس ذلك جيداً عندما نقرأ عبارات للناس اللي بوجهين بلغاتٍ غير عربية كالإنجليزية على سبيل المثال، ومن أشهر تلك العبارات ما يأتي:

1) ” If you are indeed a gentleman, you must not be a hypocrite”.

2) ” Hypocrites are those who apply to others the standards that they refuse to accept for themselves”.

الفرق بين المجـاملة والنفاق

يخلط الناس أحياناً بين الشخص المجامل والشخص المنافق (ذو الـوجهين)، وغالباً ما نرى قصد الناس من البحث عن حكم عن الناس بوجهين هو إسقاطها على المجاملين بدلاً من المنافقين، ويرجع ذلك إلى جهل البعض بالفرق الشاسع بين المجاملة المحببة والنفاق المذموم، ولعل أبرز الفروق بين (المجـاملة، النفـاق) تتمثل في النقاط التالية:

1) ذو الوجهين هو الشخص الذي يقول لغيره في العلن كلاماً مختلفاً عن الذي يبطنه في صدره، أما المجامل فيقول لغيره الكلم الطيب بلسانه، وهو يقصده في قرارة نفسه أيضًا.

2) أظهر لنا حديث الرسول – ﷺ- في صحيح (البـخاري) الصفات التي يمكننا معرفة المنافق بواسطتها، فيقول – ﷺ- ” آية المنافق ثلاث؛ إذا حدث كـذب، وإذا وعد أخـلف، وإذا ائتمن خـان”، أما المجامل فهو الذي يُظهر الإيمان في تعاملاته الجميلة مع الآخرين، ولكن يجب ألا تزيد المجاملة في الكلام عن حدها الطبيعي حتى لا تتحول إلى نفاق بين.