تعرف على طرق أداء خدع بصرية بأسلوب سهل

لقد أصبحنا في زمنٍ ملئ بالعديد من الألعاب الترفيهية التي تخطت أماكن التنزه كالملاهي التي تمدنا بالمرح، إذ امتد الأمر إلى إيهام العين حيث تساقطت علينا خدع بصرية واحدة تلو الأخرى كصعقات البرق المفاجأة، فلم تقتصر هذه الألعاب الخادعة التي يشغل المبتكرين بها عقولنا على انتمائها للنوع الترفيهي فقط؛ بل هي أوسع من ذلك حيث استخدم الكثيرون مصطلح الخداع في زاوية أخرى تؤدي إلى مرمى دهاء الأشخاص.

ماذا هو مضمون خدع بصرية ؟

يُعرف الخداع البصري بعملية تشويه الصورة الحقيقية وقلبها إلى صورة محتالة تخدع الناظر إليها؛ وكأنه يرى الحقيقة بصورتها الكاذبة، ويُستخدم في عمل أي خدع بصرية عدة تقنيات مُشكّلة بما تتلاءم مع الأفكار العقلية التي تدور في مخيلة الناظرين لأي خدعة بصرية مبتكرة.

ربما تنصب الغالبية العظمى من هذه الخدع البصرية في دائرة تركيب الصور أو الرسومات بجوار بعضها البعض بأسلوب مدروس بما تتحقق النتائج المرتقبة من إجراء خدع بصرية بهذه الطريقة، وتعد لعبة بنك الحظ التي يشغف الكثيرون بلعبها واحدة من أكثر الألعاب الترفيهية التي تحوي عدة رسومات متفاوتة عن بعضها رغم أحجامهم المتساوية.

وتُبنى أي خدع بصرية على مجموعة من الاحتمالات التي تعد الأوهام واحدة منها سواء التي تحدث بشكلٍ طبيعي أو تلك التوهمات الخاصة، ويستمتع كل من الأطفال والبالغين بمشاهدة العروض المرتبطة بـ خدع بصرية والتي تُعرض على شاشات التلفزيون في البرامج الخاصة بهذا المجال الخداع.

ما هي أنواع الخدع البصرية ؟

لقد صُنف الوهم البصري لعدة أنواع من قِبل العالم البريطاني “ريتشارد جريجوري” الذي أبدع في تقسيم هذه الخدع البصرية مع الشرح إلى ثلاثة أنواع وهما ما يلي:-

أولاً :- الخدع الجسدية

وهي تلك الخدع التي تنتج من بيئة الأشياء المادية حيث تكمن في حدوث تشوه في المقاييس والأبعاد؛ فعلى سبيل المثال: تظهر العصا المغمور جزء منها في الماء في وضعية الانحناء نتيجة انكسار أشعة الضوء التي حدثت بعد إسقاط هذا الشيء في الماء، وأيضاً رؤية الجبال في الصحراء في الجو الهادئ وكأنها قريبة منا كل القرب بخلاف رؤيتها أثناء الضباب الذي يكسب الأشياء بعداً عميقاً أكثر مما هي عليه.

ثانياً :- الخدع الفسيولوجية

تقوم أي خدع بصرية نفسية على مبدأ الإدراك الحسي للأشياء جراء التأثيرات الحادثة في الدماغ والتي تتأثر بهذا الدهاء البصري عن طريق تسليط المحفزات الحسية في المخ على تلك المتغيرات البصرية لفترة طويلة، ويترتب على هذه التأثيرات حدوث اضطرابات فسيولوجية كالتي تشاهدها العين على هيئات متلاعبة لصورتها الحقيقية.

ويتمثل الوهم البصري الفسيولوجي في التغيير في اللون أو المكان أو الحركة أو الحجم أو غير ذلك، كأن يتعرض الشخص إلى مشاهدة مصادر ضوء مشرقة لمدة كبيرة وعلى غرار ذلك يتفاجأ بظهور بقع أو بصمات مغايرة للصورة التالية مما يشعر بالاندهاش الشديد جراء هذه المشاهد.

ويميل الصغار إلى متابعة كلاً من الألعاب والألغاز الترفيهية من أجل تسلية أوقاتهم كـ خدع بصرية للاطفال وأيضاً تعزيز عقولهم بالمزيد من المعلومات العلمية كالتي يحبون معرفتها من برنامج من سيربح المليون الشهير الذي يُعرض على شاشات التلفزيون.

ثالثاً :- الخدع المعرفية

تُطبق الأوهام البصرية المعرفية في حالة عدم الانسجام بين الحقيقة والافتراضات التي يمتلكها الفرد حول شيء ما في واقعه، وتكون هذه الخدع في بعض الرسومات التي شُكلت بأسلوب مخادع؛ وأوضح مثال على هذه الخدع هي الصور المنتشرة في الآونة الأخيرة والتي نشاهدها في عدة أوضاع كالتي تحوي على أكثر من شخصية أو رسمة في لوحةٍ واحدةٍ.

فينظر الشخص إلى اللوحة فيجدها إبريقاً ولكن عندما يدقق النظر فيها يكتشف شيئاً آخراً وحينما يكرر تسليط نظره عليها يجد صورةً ثالثةً؛ وكأن هذه اللوحة تلم شمل عدة رسومات خدع بصرية مُشكّلة بطريقة إبداعية يُقصد بها حدوث خدع بصرية لكل من يشاهدها، وينشغل تفكير هذا الشخص حينها في عدة أمور حيث الصورة الأولى التي التقطتها جراء مشاهدة هذه اللوحة والرسومات الأخرى المتفرعة منها.

وينقسم هذا النوع من الخدع الإدراكية إلى عدة أقسام فرعية وهما ما يلي :-

1- خدع غامضة

إن أبرز ما يمكن ذكره في سياق خدع الغموض هو مكعب نيكر؛ حيث تُرتب خطوط هذا المكعب بطريقة غامضة فيها نوع من الإيحاء بأن وجه المكعب السفلي هو نفس وجهه العلوي، ولا نغفل عن ذكر لعبة الطاولة التي تتربع على قمة المقاهي العربية والتي تحتاج إلى بعض من الدهاء لحصد أكبر عدد من نقاطها.

2- خدع متناقضة

يتقبل العقل ولو بنسبة ضئيلة للغاية أي خدع بصرية متناقضة وناتجة من صور لا وجود لها في الواقع الفعلي؛ وأبرز مثال على هذا الحديث هي سلالم بنروز التي يشغف بلعبها المصابين بمرض الفصام أو متعاطي المخدرات.

3- خدع مشوهة

ويمكن التعبير عن هذا النوع بأنه خدع بصريه قويه حيث أكثر الأنواع شيوعاً؛ إذ يمكن رؤيتها في الطبيعة والمجسمات الهندسية كرؤية حجم القمر بأشكال مختلفة طبقاً لمكان تمركزه في السماء.

أنواع الخدع البصرية

كيفية عمل خدع بصرية باليد

يهوى الكثيرون العاب الخفة والخدع البصرية إلى درجةٍ كبيرةٍ؛ إذ هي باب المدخل المؤدي إلى المتعة والفرحة لقلوب غيرهم، علاوة على كونها مصدراً جيداً لاكتساب الأموال منها، وقد يُصدق مُشاهد هذه الألعاب الخفية حقيقتها في مطلع الأمر ثم تقل ثقته في مصداقيتها عندما يستحيل استيعاب عقله تصديق تحول شيء ما إلى شيء آخر.

ويسهل تعلم هذه الخدع البصرية وتنفيذها بكل سهولة من خلال متابعة سطوري التالية التي سأوضح لكم فيها أيها القراء أداء بعض من هذه الخدع وهي ما يلي :-

– إخراج المنديل من الفم

كيف يمكن لشخص ما أن يضع منديلاً واحداً في فمه ثم يُخرج لنا خمسة مناديل تلو بعضهم البعض؟! إنها لخدعة مثيرة للغاية أو أشبه بالسحر فأيهما أقرب! كأن يقوم الخادع بعدة خطوات لا يمكن مشاهدها أو الالتفات إليها مثلاً، لربما قد نتوصل إلى منهج أداء هذه الأفكار الخادعة يوماً ما فنصير نضحك على عقول المشاهدين مثلما يحدث معنا الآن.

فلقد انتشرت طرق تنفيذ هذا الوهم البصري بشكل رائج حيث لجأ الكثيرون إلى تجربة تلك الخدع حتى يتأكدون من حقيقتها، لربما اختار بعضهم أداء خدع بصرية بالورق أو خدع المنديل التي تتمثل في إدخال منديل واحد في الفم ومن ثم إخراج عدد كبير من المناديل بكل سهولة حيث تتم على أساس خطوتين.

فأما عن الخطوة الأولى فهي إدخال منديل إلى الفم وأما الثانية فتوضع كرة صغيرة تحوي عدد من المناديل بخفة يد في الفم، فيُخرج المنديل الأول ويلي ذلك خروج المناديل المتتالية من هذه الكرة، ولم تتوقف الخدع البصرية عند حدٍ معينٍ بل مازالت مستمرة في التطور؛ كما تتطور طرق لعب الألعاب الخادعة أيضاً كتغيير الأسس التي يقوم عليها كيف تلعب لعبة الشطرنج وتفوز بسهولة بخدعة واحدة؟

– وضع البيضة في علبة صغيرة مفتوحة

يتم عمل هذه الخدعة البصرية بواسطة إحضار بيضة مسلوقة جيداً، ومن ثم تقشيرها وغمرها في الخل فتظهر وكأنها بيضة بقشرتها الأصلية قبل السلق، وبعد ذلك يتم إدخال البيضة في فتحة علبة صغيرة مما يتفاجأ الجميع بتمدد هذه البيضة فور وضعها في هذه الفتحة الضيقة، كما أنه باعتقاد المشاهدون أن البيضة التي وُضعت في العلبة كانت غير مقشرة.