ما السبب الملهم لتأليف رواية البؤساء؟

رواية البؤساء

عندما قرأت رواية البؤساء ظللت أبحث عنهم في كل الوجوه من حولي، وجُبت أتساءل بين الخليقة عن حالهم؟، وعن كيفية تحملهم للظلم اجتماعياً واخلاقياً ونفسياً؟!، في الحقيقة انها كانت محاولة فاشلة مني لأخفي عن حالي البائس الحقيقي، فظللت أبحث عنهم شارداً في متحورات الرواية من الأفلام والمسرحيات التي تحمل عنوان البؤساء، حتى ارتطمت بمرآة ذاتي ووجدتني ألوح لي.

تحمل رواية البؤساء رسالة خفية في جيبها السري، وتحاول قدر المستطاع أن ترسل إشارات لقارئها عن مواصفات الشخص الذي تقصده، فبطل الرواية الحقيقي لم يكن “جان” فحسب، ولكنه انا، وأنت، وجميعنا، فما من شخص يعيش هذا الهُراء الاجتماعي إلا ووضع ذهنه وفؤاده على ميزان البؤس، إما أن ترجح كفة العقل فيربح المرء الجنون، أو يفوز قلبه فيقبض على جمر اليأس.

ما الذي أثقل قيمة رواية البؤساء ؟

ما تعودنا من الأدب الواقعي إلا على سلبه لأرواحنا بكلمات كتابه الآسرة، وما تعودت قلوبنا على الضحك الذي يشبه البكاء إلا في أنين اقتباساته، فرواية البؤساء تأخذنا على محملها بعيداً عن وطن الآمال، وتجعلنا ندمدم بأبيات مطر” سمّيتها قصائدي وسّمها يا قارئي : حتفي ! .. وسّمني منتحراً بخنجر الحرفِ .. لأنني في زمن الزيفِ .. والعيش بالمزمار والدفِ”، ونحن في طريقنا إليها.

لا اللباقة اللغوية، ولا الأسلوب الرصين، هم من نقشوا تراث رواية البؤساء على صدور المطحونين، بل الواقعية الأليمة هي من جعلت الرواية تحيا كريمة بين جماجم المهمشين، فالبؤساء هي أول الروايات التي خالفت عقيدة البلاهة الموجودة في كتاب فن اللامبالاة الشهير، فعلى الرغم من كونها وضعت الملح على الجرح الغائر، إلا أن ألمها كان أهون من العيش في مغبات الخيال المؤقت.

من مؤلف رواية البؤساء ؟

إن مؤلف رواية البؤساء هو خير دليل على أن رحم البؤس قادر على ولادة كل شيء، فذلك الكاتب الذي وقفت على رفات رومانسيته صهيل الحزن معلنة انتصارها الجارف، هو نفسه الثائر الذي انفجر في وجه الألم، وقرر أن يكافح في سبيل الإنسانية، حتى وإن اضطر للكتابة عن الحالمين البسطاء بدمائه، فالكاتب هو تعريف البؤس الأجدر ” إنه النار التي تذيب الحديد حتى تصنعه”.

عُرف ” فيكتور ماري هوجو”، وليد عام 1802، وكاتب رواية البؤساء التي تمثل الصراع الخالد بين الخير والشر، بشاعر الرومانسية داخل أسوار بلدته الأم فرنسا، وذلك لأن هوجو كان يمتلك مهارة استلهام أعظم الأبيات الشعرية من المواقف التي عاصرها، ما بين مقاومته لبطش نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية، وبين صراعه مع الأحداث السوداء في عصر “الملك فيليب”.

على الرغم من أن فيكتور هوجو اشتهر بكتابته للشعر الرومانسي، إلا أن شهرته لدى العرب غلب عليها الطابع الأدبي، فبدأ في الرسوخ داخل أذهان العرب مع روايته الشهيرة ” أحدب نوتردام”، وظل يتوغل أكثر فأكثر، حتى استقر في لب عقل الثوريين بروايته ” البؤساء”، كونه أثار لديهم قناعة بأنه عائد الى حيفا الأبية، فكل وطن هو حيفا، وكل ثوري لا بد له من عودة.

ما المعنى الذي يحمله عنوان الرواية ؟

جاء النشر الأول لـ رواية البؤساء في العام “1862”، ووُصفت تلك الرواية بأنها المشعل الذي أضرم النار في هشيم الاستسلام الذي عاشه الشعب الفرنسي، مما جعلها أشهر وأعظم روايات القرن التاسع عشر على الإطلاق، وبعد أن كانت مجرد رواية فرنسية لا يعرفها إلا القليل، أصبحت تجاور بعض الروايات المشهورة مثل ماجدولين على طاولات الأدب العالمية.

اسم الرواية الأصلي بالفرنسية هو ” Les Misérables”، وتُرجم اسم تلك الرواية إلى اللغة العربية تحت عنوان ” البؤساء”، واحياناً باسم ” البائسون”، وتحمل كلمة ” البؤس” في نظر الكاتب أكثر من معنى، فتارة تأتي بمعناها الشائع، وهو ” إناس يعيشون في مستنقع البؤس”، وتارة أخرى تحمل معنى ” أشخاص يقطنون خارج المجتمع في فقر مدقع”.

مؤلف رواية البؤساء

مؤلف رواية البؤساء

محاور رواية البؤساء كاملة

دائماً ما يعتلي الأمل المسارح الشرفية، ولا يُسدل ستار النهاية إلا مع التصفيق الحار للنهايات المُغبطة، إلا أن وجد فيكتور هوجو ” البؤس” يجلس وحيداً في زاوية ما داخل المسرح، فقرر أن يُخرج له من صميمه وحده، رواية تُسقط شهرة الضحك الزائف، وتجعله يصبح البطل في مسرحية مخلدة، تتكالب على أعتابها جماهير غفيرة، من محبي نزاع الصدق مع بريق الخداع.

تحليل رواية البؤساء ظهر منذ أول سطر كتبه هوجو في مقدمتها، والذي تضمن اقتباسه الخالد خلود روايته ” تخلق العادات والقوانين في فرنسا ظرفا اجتماعيا هو نوع من جحيم بشري. فطالما توجد لامبالاة وفقر على الأرض، كتب كهذا الكتاب ستكون ضرورية دائماً” و مع سطو الجحيم البشري والفقر الجبري على كل العالم، وصلت رواية “البؤساء” إلى كل دقع فيه.

ناقش فيكتور هوجو في الرواية كافة الأساليب القمعية التي اتبعتها جيوش نابليون مع المقاومة الفرنسية، وأسقط تركيزه على الثورة ضد حكم نابليون من خلال الشخصية الرئيسية لأحداث رواية البائسون ” جان فالجان”، والذي روى لنا وجه فرنسا الحقيقي في تلك الفترة من معالم دينية ورومانسية رائعة، وقانون بشع، كما أوضح الفرق بين دفء العائلة وبرودة السجون.

تلخيص قصة رواية البؤساء

يتناول ملخص رواية البؤساء قصة شاب فرنسي اسمه ” جان فالجان”، والذي تم إطلاق سراحه مؤخراً، بعد أن احتجز داخل أسوار السجن الفرنسي بسبب سرقته لرغيف خبز من أجل إطعام شقيقته وصغيرها، قد تبدو تلك جريمة عادية لا تستحق أن يظل جان محتجزاً لأربعة عشر عاماً، ولكن محاولات الهرب المتعددة لجان جعلته ضيف طويل المراس في هذا المكان القميء.

شق على فالجان بعد خروجه من السجن إيجاد وظيفة تناسبه، وذلك بسبب سجله الإجرامي، حتى التقى الأسقف ” ميريل”، والذي اعتنى به في بيته، ليخرج بعد ذلك فالجان بجريمة جديدة وهي انتحال شخصية رجل ثري، مما يجعل محقق السجن ” جافيير” يشك في شخصيته، وتظل الأحداث تتصاعد في أسلوب سردي مشوق بين السعادة والبؤس، حتى تنتهي الرواية بوفاة جان فالجان.

اقتباسات من رواية البؤساء

اقتباسات من رواية البؤساء

اقتباسات من رواية البؤساء

كل كلمة في رواية البؤساء هي اقتباس يستحق أن يحيا في القلوب قبل العقول، فقد خاطب فيكتور هوجو في تلك الرواية المظلومين، المحبين، أصحاب الضمير اليقظ، كما وضع في رواية البائسون بعض الاقتباسات التي تُرشد عن موضع إبرة العدل في كومة الظلمات لمن يبحث عنها، ولعل من أشهر الاقتباسات التي تناقلها العالم عن رواية فيكتور هوجو البؤساء ما يلي :

1) “سعادة الحياة العظيمة هي الاقتناع بأنّنا محبوبون”، وهنا عز على الكاتب أن يترك شريد روايته بلا أمل، فحاول أن يساعده في الهروب من شرنقة البؤس ببعض العبارات المحفزة للعيش في مجتمع ودود ومحب.

2) ” أنت الذي تعاني لأنك تحب، ولا تزال تحب المزيد، الموت من الحب هو الحب به”، من أعظم السمات التي تميز كتابات فيكتور هوجو، أنه استطاع أن يصف الكثير من المشاعر المتأزمة في حياة البشر بسلاسة، وجعل اقتباساته تصلح لتفسير الكثير من القصص، حتى أننا نستطيع وصف مغزى رواية طوق الياسمين كاملة فقط بذلك الاقتباس.

تحميل رواية البؤساء على الهاتفPDF

الفن الأدبي الموجود في رواية البائسون يحتاج إلى تدقيق كبير في كل كلمة مكتوبة داخلها، ومع تطور الوسائل التكنولوجية، أصبح القراء يلجئون إلى تحميل رواية البؤساء عبر خاصية الـ PDF، فالقراءة عبر الهاتف أصبحت تمكن الأشخاص من الاستمتاع بكل حرف موجود داخل الروايات الشيقة، دون الحاجة إلى البحث العسير عنها في المكتبات.

ومن الممكن تحميل الرواية الآن عن طريق موقع ملحوظة؛ وهذا من خلال الولوج إلى داخل لينك التحميل الخاص بها المعروض بالأسفل، حتى تظهر شتى تفاصيل تحميل رواية البائسون أمام المستخدم، وبعد ذلك عليه أن يقوم بالضغط على ” تحميل الرواية”، ليهم المتصفح في تنزيلها بصيغة PDF على الهاتف.

هل قصة البؤساء حقيقية ؟

لا، فإن قصة البائسون هي مجرد قصة من وحي خيال كاتبها فيكتور ماري هوجو.

من هم شخصيات الرواية البارزين ؟

تتمحور الرواية حول شخصيات بارزة مثل جان فالجان، كوزيت، ماريوس، غافروش، جافيير، فانتين.

هل مات البطل حزيناً ؟

لا، استطاع جان فالجان بطل الرواية أن يرقد في سلام، بعد أن ودعه ماريوس وكوزيت.

من أين استنبط الكاتب فكرة الرواية ؟

استنبط الكاتب فكرة الرواية من حادثة قد وقعت أمام عينيه، وهي سرقة شخص فقير لرغيف خبز.

مواضيع ذات صلة

أغنى-رجل-في-بابلكتاب أغنى رجل في بابل | النجاح يحتاج إلى سعي

مقدمة ابن خلدون الشاملةمقدمة ابن خلدون الشاملة