طوق الياسمين | قصص الحب المستحيل

جاءت رواية طوق الياسمين لتعبر عن كل مَن أحب و لم تتوج قصة حبه بالنهاية المُرضية, جاءت لتعبر عن فيروز و هي تقول ((أهواك بلا أمل)) و امرأة العزيز التي شغفها حب يوسف و قيس الذي جُن إثر عشقه لليلى و الكثير من شعراء المعلقات و الأدباء و العوام الذين تخيروا طريق الحب المستحيل, اختلفت الأسماء و تشابهت مشاعر الشوق و الحنين و الصبابة و الأنين, (( يا 100 خسارة على اللي حب و لا طالشي)), ((يا خسارة الحب يا خجلة الأمل)).

من هو مؤلف رواية طوق الياسمين ؟

ربما يخلط البعض بين رواية غربة الياسمين و طوق الياسمين نظراً للتشابه اللفظي بينهما لكنهما في الحقيقة روايتين مستقلتين لا تمت إحداهما للأخرى بصلة, فقد ألفت الرواية الأولى الكاتبة التونسية خولة حمدي بينما عكف على تأليف رواية طوق الياسمين الكاتب الجزائري واسيني الأعرج الذي ولد تحت سماء قرية سيدي بوجنان بالجزائر في أغسطس من عام ألف و تسعمائة و أربعة و خمسين ميلادياً و حصل درجة البكالوريوس في مجال الأدب العربي ثم أتبعها بدرجة الدكتوراه.

و اليوم يشغل الأعرج منصب الأستاذية بجامعتي الجزائر المركزية و السوربون الباريسية و يكتب العديد من الأعمال الأدبية باللغتين العربية و الفرنسية فأضحى واحداً من أهم الأصوات الروائية في المنطقة العربية, و قد تخطت أعمال الكاتب حدود المنطقة العربية و اصطبغت بطابع العالمية إذ تمت ترجمتها إلى لغات عدة مثل اللغة الإنجليزية و الفرنسية و العبرية و الألمانية و السويدية و الدانماركية و الإسبانية و الإيطالية.

أضف إلى ذلك أن إحدى روايات واسيني الأعرج الشهيرة – و هي رواية الليلة السابعة بعد الألف بجزأيها رمل الماية و المخطوطة الشرقية – يتم تدريسها في جامعات مختلفة حول العالم نظراً للقيم الغنية التي تتضمنها.

ما الذي تناولته رواية طوق الياسمين ؟

تناولت الرواية الأدبية طوق الياسمين قصتين كقصص الف ليلة وليلة غير أنهما قصتي حب مأساويتين إحداهما بين فتاة جزائرية تدعى مريم و بين راوي الأحداث الذي لم يذكر اسمه و هو شاب جزائري, الشيء الذي دفع القراء للتكهن و استنتاج أن هذا الشاب هو واسيني نفسه, أما قصة الحب الأخرى فكانت بين شاب جزائري صديق للراوي و هو عيد العشاب و بين فتاة نصرانية تدعى سيلفيا, و قد انتهت كلاً من القصتين بالفراق و المأساة.

القصة الأولى في طوق الياسمين :

تحكي القصة الأولى في رواية طوق الياسمين عن شابة عشرينية جزائرية جميلة اسمها مريم جاءت إلى دمشق من أجل استكمال دراستها فجمعتها قصة حب مع شاب من نفس البلد الذي تنتمي إليه, و بعد أن قطعا شوطاً كبيراً في علاقتهما طلبت منه مريم تتويج هذه العلاقة بالزواج فأبى و أخبرها بعدم قدرته على أخذ تلك الخطوة, أصيبت مريم باليأس و أخبرته بأنها ستضطر لتركه و الموافقة على عرض الزواج المقدم إليها بإلحاح من قِبل صديقهما صالح.

لم يعطها الحبيب جواباً و ترك لها حرية الاختيار إما أن تظل له حبيبة دون طمع في الزواج و إما أن تقبل بالزواج من صالح الذي لم يرضِ قلبها و لا عقلها و لم يكن أبداً شريك الحياة الذي أرادته في مخيلتها لكنه على الأقل سيمنحها الاستقرار و سيمكنها من أن تصير أماً.

أنصفت مريم عقلها على حساب قلبها كونها شعرت بخيبة أمل كبيرة في ذاك الحبيب الذي لم يظهر أي تشبثٍ بها و لم يحاول بذل أي مجهود في سبيل الظفر بها فوافقت على الزواج من صالح حتى يتسنى لها تكوين أسرة و إنجاب أطفال يسدون جوع شعور الأمومة الذي يراود كل أنثى, لكن يظل قلبها معلقاً بحبيبها السابق و لا تتمكن من التوقف عن التفكير به رغم أنها قد صارت لغيره.

رواية طوق الياسمين

ما نهاية قصة مريم و حبيبها في طوق الياسمين ؟

انتهت قصة مريم مع حبيبها في رواية طوق الياسمين برواية مؤسفة و مخزية, فقد عادت للالتقاء بحبيب القلب بعد مرور فترة على زواجها من صالح و باتت تجمعهما علاقة حميمية في شقته بسوق ساروجة في دمشق بعد أن أظهرت له ندمها على تركه و الزواج من غيره, ثم حملت منه و وافتها المنية و هي تضع طفلتها التي توفيت هي الأخرى و تركت الحبيب وحيداً يشكو حزنه و شقائه و يتردد على قبرها بين الفينة و الأخرى ليأنس بها حتى و هي جثة هامدة تحت التراب.

و قد نقش الحبيب على قبر مريم عبارة ((ضيقة هي الدنيا, ضيقة مراكبنا, للبحر وحده سنقول كم كنا غرباء في أعراس المدينة)) فقد طلبت في وصيتها أن تكتب هذه العبارة على قبرها لتعبر عن مدى الوحشة التي عاشتها في حياتها و مدى البؤس الذي لازمها حتى مماتها.

القصة الثانية في كتاب طوق الياسمين :

أما القصة الثانية التي ضمتها رواية طوق الياسمين فهي تحكي عن شاب جزائري و فتاة سورية جمعهما الحب في دمشق و فرقتهما الأديان, فالشاب هو عيد العشاب الذي يدين بدين الإسلام و الفتاة هي سيلفيا التي تنتمي إلى النصرانية, لم يعبأ أي منهما باختلاف الجنسية و الديانة و أصرا على التشبث بحبهما فتقدم عيد لخطبتها لكن والدها وقف في وجهه و رفض زواجه من ابنته لاختلاف ديانته و قرر أن يزوجها لابن أخيه لإنهاء تلك المسألة تماماً.

و بالفعل تمت الزيجة و تقبلت سيلفيا الأمر و عاشت مع ابن عمها في سعادة و أنجبت منه عدداً من الأطفال لتكون بذلك سيلفيا هي الوحيدة التي ظفرت بنهاية شبه سعيدة في رواية طوق الياسمين واسيني الأعرج pdf التي لا تقل بؤساً عن رواية السجينة المؤلمة.

و في ملخص رواية طوق الياسمين PDF نجد أن الحبيب عيد قد انهار إثر ضياع محبوبته و أصيب بالتشتت الذي دفعه نحو الانتحار إذ لم يتحمل فكرة البقاء على قيد الحياة بدونها فوضع حداً لهذه المأساة و كانت سيلفيا تتردد على قبره كلما واتتها الفرصة, و هذه هي نهاية كتاب طوق الياسمين الذي يروي قصص الحب المستحيل.

ما أشهر مقتطفات رواية طوق الياسمين ؟

عند قراءة رواية طوق الياسمين نجد أنها قائمة على مجموعة من الرسائل التي تدور حول الحب و الحنين و الشوق و الصبابة لذا فهي تزخر بالعديد من المقتطفات التي يتم اقتباسها و تداولها عند معايشة الشعور ذاته الذي عايشه أبطال طوق الياسمين كالاقتباس الرائع الذي يقول ((عندما نكتب نتقاسم مع الناس بعض أوهامنا و هزائمنا الصغيرة)).

كما تتضمن مقتطفات رواية طوق الياسمين واسيني الأعرج ما ذكره الكاتب بوجع و خيبة على لسان أحد الشخوص قائلاً ((الإنسان العربي هكذا يولد و يموت في الهم, و كلما رأى شعاعاً صغيراً في الأفق شعر بتخمة في السعادة, و عندما يقترب يصفعه السراب القاتل)), بالإضافة إلى ما ذكره باستسلام مؤلم حين قال ((أحياناً تجبرك الظروف على أن تصبح شخصاً لم تتخيل يوماً أن تكون, هكذا هي الظروف و هذه هي مشيئة القدر)).

و من المقتطفات الإيجابية في رواية طوق الياسمين pdf الاقتباس الذي يخبرنا بأن ((السعادة لا تحتاج إلى استحالات كبيرة, أشياء صغيرة قادرة على أن تهزنا في العمق)).