فيلم الناظر | والانطلاق الأول لشخصية اللمبي

فيلم الناظر

لربما ستفتش الأجيال القادمة عن أسباب بقاء فيلم الناظر حيًّا رغم أنف ما مرّ عليه من الزمان والسيناريوهات الأخرى الناجحة؛ وحينها سيدركون أن الكوميديا الصادقة لا مكان يتسع لاحتضانها سوى ذاكرة الإنسان!

نبذة مختصرة عن | فيلم الناظر

جميلٌ هو القرن العشرون الذي تلألأت فيه النجوم بأدوارهم السينمائية والدرامية حيث برعوا في تجسيد الشخصيات بشتى معالمهما، ولقد كان للكوميديا نصيبٌ من هذا البزوغ لا سيما التي لمعت في فيلم الناظر الذي لا زال يُصنف بأنه من افضل افلام الدراما المصرية على الإطلاق؛ فهو نبع الكوميديا الذي لا ينضب؛ صاحب العبارات البارزة التي ما زالت راسخةً في أذهان الناس.

لربما كان فيلم الناظر امتدادًا للطابع الكوميدي السائد على أفلام إسماعيل ياسين “أبو ضحكة جنان” الذي لا زال الجميع يشيد بأعماله العريقة مهما مرت أجيالٌ إثر أجيالٍ، ولقد حمل هذا الفيلم في بدايته اسم الناظر صلاح الدين؛ ولكن بات للرقابة رأيٌ آخرُ ليصبح “الناظر” هو اسمه في نهاية المطاف.

فيلم الناظر EgyBest| كيف جاءت فكرة العمل؟

لم يكن الحصاد المثمر من فيلم عبود على الحدود كامنًا في نجاحه العريق فقط؛ بل كان المكسب الحقيقي منه تلك التوليفة السينمائية التي بُنيت عليها حبكاتٌ دراميةٌ أخرى قد لمعت كالنجوم في كُهبة العتمة كـ فيلم الناظر ، فماذا تظن أيها القارئ بشأن عمل جماعي اتحد فيه نخبة من ذوات المواهب الفنية؟! بالفعل سيكون سيناريو مفعمًا بالإثارة والتشويق والضحك الهستيري!

فأما عن ذاك الفيلم المذكور سابقًا؛ فلقد كان العمل المشترك الأول بين الثلاثي (علاء ولي الدين؛ أحمد حلمي؛ حسن حسني) والذين برعوا في إظهار ما لديهم من خفة الظل والكوميديا في أحداثه، وحتى لا يتمكن النسيان منا دعونا نذكر أحد أهم أبطال هذا العمل أيضًا وهو الباشا تلميذ الضابط بسيوني؛ النجم كريم عبد العزيز؛ محطم شباك التذاكر بأفلامه الفريدة من العرض الأول لها.

“دعونا نكرر التجربة مجددًا ونرفع راية الكوميديا في سماء السينما العربية” عبارة قالها أبطال فيلم الناظر جميعًا في ذات اللحظةِ بعدما تألقوا معًا في فيلم رائع صدر عام 1999 معلنًا رفض عبود تأدية خدمته العسكرية؛ لتكون النتيجة إلزامه بتنفيذها وهو واقف على الحدود.

لقد أُكملت مسيرة التفوق والنجومية بنجاحٍ آخرٍ بارزٍ متمثلٍ في فيلم الناظر الذي قام ببطولته نجم السينما؛ خفيف الظل؛ علاء ولي الدين بست شخصياتٍ مختلفةٍ عن بعضها البعض، كما شاركه في تجسيد البطولة الممثل القدير حسن حسني والوجهان اللامعان أحمد حلمي ومحمد سعد.

سيناريو فيلم الناظر كامل

22 عامًا قد مروا على إشراق فيلم الناظر لأول مرةٍ؛ تلك الحبكة السينمائية التي استُهلت بتجسيد (علاء ولي الدين) ثلاث شخصيات للناظر في عصور زمنية متفاوتة ألا وهم عصر الفراعنة والمماليك وثورة 1919، بالإضافة إلى إبداعه في تجسيد ثلاث شخصيات أخرى إبان مشوار الفيلم وهم الأب والابن والأم في نكهات سينمائية مختلفة وكأن القائمين بهذه الأدوار ثلاثة أشخاص وليس واحدًا مَن تكفل بهم!

أسرةٌ مكونةٌ من ثلاثة أشخاص؛ لكل فرد منهم شخصيته المميزة وكينونته الخاصة؛ فأما عن كبيرهم فهو الأب “عاشور صلاح الدين” ناظر مدرسة عاشور؛ الرجل الصارم ذو الشخصية الصلبة الذي يؤدي عمله على أفضل ما يكون، والذي ظلت له بصمات حيّة في النهوض بمدرسته حتى آن أوان الرحمن ووافته المنية، فلم يمت عاشور وحده؛ بل ماتت معه مؤسسته الدراسية التي ظلّت راسخةً تحت هيمنته.

ليس باليد حيلةٌ ليفعلها “صلاح الدين” الابن الوحيد للناظر عاشور سوى التكفل بمهام أبيه الوظيفية خلافةً له، ومن هنا بدأ الانهيار والفوضى يعُمان تلك المدرسة التي تأثرت باحتضار ناظرها، فكيف سينبع النجاح من طالبٍ راسبٍ لم يجتاز مرحلة الثانوية العامة منذ سنوات لإكمال مشوار أبيه نحو الرفعة والفلاح؟!

حاول صلاح جاهدًا السير على نهج أبيه العظيم ولكن باتت محاولاته بالفشل؛ فلم يملك تلك الشخصية القيادية الحادة التي تُوجه الأمور نحو الطريق الصحيح كأبيه، ولقد طلب العون من رفيقيه عاطف واللمبي لمساعدته في القيام بهذه الوظيفة ولكن! ما جمع إلا وفق، محاولات كوميدية مصحوبة بالضحك واللعب بين الرفقاء في تجربة لتحقيق دور الناظر.

فيلم الناظر EgyBest

فيلم الناظر EgyBest

تكملة أحداث فيلم الناظر كوميك

لقد تناولت السينما المصرية عالم المدارس بشكل كوميدي في  أفلام عديدة أبرزها الناظر وفيلم رمضان مبروك أبو العلمين حمودة، ذلك الفيلم الذي أبدع الممثل الكوميدي محمد هنيدي في تجسيد معالم شخصيته الفكاهية فيه، وكان هذا العمل نقطة انطلاق للكثير من المواهب الفنية الشابة، كما هو حال فيلم الناظر الذي يعد محطة الانطلاق الأولى لشخصياتٍ متألقةٍ في وقتنا الحالي وأيضًا الانبلاج الأول لشخصيات خيالية قد اشتُهرت بمسمياتها فيما بعد.

لقد باتت الأم “جواهر” مساندةً لابنها الوحيد صلاح في ظل صرامة زوجها عاشور وتمسكه بآرائه التي كانت تُحتم على الجميع حتى عند تأدية وظيفته، والتي تسببت في هزالة موقف ابنه وجعلته ضعيف الهوية ولكن بوفاة عاشور تغيرت مجريات الأمور فتركت له الأم الحبل على غاربه!

انقلبت الآية وجهًا على عقب جراء انكشاف حقيقة صلاح وهي رسوبه في المرحلة الثانوية، ولقد كان لوكيل مدارس عاشور “سيد ضاهي” تحركٌ ضد هذا المدير الراسب؛ ولكنه لم يتم من الأساس جراء ما قامت به جواهر باختطاف هذا الوكيل الذي عزم على تدمير مستقبل ابنها الوحيد، ولقد اختُتمت أحداث هذا الفيلم بزواج صلاح وبسمة (معلمة الموسيقى) اللذين أنجبا طفلًا جديدًا لهذه الأسرة الجميلة.

معلومات عامة عن فيلم الناظر

التصنيف الفني:- كوميدي

تاريخ الإصدار:- يونيو 2000

الكاتب:- أحمد عبد الله

المخرج:- شريف عرفة؛ صاحب البصمات الكوميدية في فيلم فول الصين العظيم الذي كُلف ببطولته نجم الكوميديا العظيم محمد هنيدي.

تحميل فيلم الناظر:- من أي موقع إلكتروني

البطولة:-

– علاء ولي الدين (الناظر في الثلاثة عصور؛ الأب؛ الابن؛ الأم)

– حسن حسني (وكيل المدرسة)

– أحمد حلمي (عاطف)

– محمد سعد (اللمبي)

– بسمة أحمد (وفاء معلمة الموسيقى)

– حسين أبو حجاج (ميخا فيلم الناظر وهو مدرب رياضة الكونغ فو)

لقد جُسّد وفاء الرفقاء في أبهى معانيه من خلال فيلم الناظر الذي برهن على هذه العلاقة المخلصة في مشاهدٍ عديدةٍ، فما أجمل رباط الصداقة الدائم الذي جمع بين صلاح ورفيقيه طيلة أحداث العمل السينمائي! وعلى النظير الآخر لقد انبلجت طعنات السكين حقًا من الأقربين الذين ادّعوا الإخلاص وهم مزيفو الشخصية كما ورد في فيلم فاصل ونعود الشهير، والذي بات فيه الغدر من نصيب عربي حينما طعنه صديقه صلاح المزيف!

مَن قائل جملة انا حلوة وزي الفل فيلم الناظر؟

احتضن هذا الفيلم الكثير من المواقف والعبارات الكوميدية التي أطلقها علاء ولي الدين في أدواره المختلفة كجملة (موت بغيظك أنا حلوة وزي القمر).

هل كان فيلم الناظر أول ظهور لشخصية اللمبي؟

نعم؛ كان الانطلاق الأول لشخصية اللمبي التي جسدها النجم الكوميدي محمد سعد في هذا العمل السينمائي.

كم فيلمًا سينمائيًا قام ببطولته أحمد حلمي وعلاء ولي الدين معًا؟

لقد كان فيلم عبود على الحدود هو محطة الانطلاق الأولى للاثنين معًا بينما كانت المحطة الثانية والأخيرة في فيلم الناظر.

هل أثرت شخصية اللمبي الموجودة في هذا الفيلم لاحقًا؟

نعم؛ فلقد حظت على نجاح كبير للغاية مما دفع ذلك الفنان محمد سعد إلى استثمار هذا النجاح العظيم بأول فيلم سينمائي يحمل اسم اللمبي.

مواضيع ذات صلة

فيلم taare zameen par|فيلم taare zameen par | مشاهد إنسانية مليئة بالعرفان

فيلم-كريشنافيلم كريشنا | الحاصل على الكثير من الجوائز