تعرف علي قصة السامرى الذي خلق عجلاً من الحلي

قصة السامرى

رجلٌ من بني اسرائيل لم يُزرع الايمان في قلبه بل كان يدّعي الإيمان بالدين الذي جاء به موسى في كتابه التوراة المنزل من عند الله، قصة تحمل شعاراً “لا تثق في أحدٍ ثقة عمياء حتى لا يسكب عليك ماءاً ساخناً فتشعر بالألآم الشديدة جراء ثقتك المفرطة فيه” أحدثكم بالفعل عن قصة السامرى، ذاك الرجل الذي ذهب بعيداً بأفكاره واعتقداته حتى صاغ عجلاً من الحلي.

ولم يصوغ هذا الرجل عجلاً نظراً لقدرته الواسعة على خلق المعجزات بل أراد الله تعالى بمشيئته أن يهب للسامري عقلاً متفتحاً حينها لكي يفضح قوم موسى الذين هم على مقدارِ ذرةٍ من الإيمان بالله، وبالفعل ارتد كثيرٌ من قوم سيدنا موسى عن الإسلام ولجأ بعضهم لعبادة العجل الذي خلقه السامري لهم.

واتفق ما فعله قوم موسى مع ما نفذه المسلمون وقت حروب الردة في زمن ابو بكر الصديق عندما ارتد الكثير منهم عن الإسلام مما انزعج الصّديق من ذلك، فقرر أبو بكر محاربة المرتدين عن الدين الاسلامي لكي يحمي الدعوة الإسلامية من الانهيار.

من هو السامري في قصة موسى ؟

هل سمعتم أيها القراء عن قصة السامرى التي ذُكرت في القرآن الكريم في سورة طه في أكثر من موضعٍ؟ فإن لم تسمعوا عنها من قبل فسوف أوضح لكم كل ما يتعلق بها، حيث تدور قصة السامرى حول رجل من بني إسرائيل أضل قومه وهم قوم موسى، وهذا عندما ذهب سيدنا موسى لميقات ربه ليناجيه ويخاطبه وترك قومه الذين ادّعوا الإيمان بالله من ظواهرهم.

وقيل عن السامري أنه رجل من بني اسرائيل يُدعى موسى بن ظفر، وهناك من يقول أن اسمه كان ميخا، وكما هناك رأي أخر بأنه لم يكن من بنى اسرائيل بل من أهل باجرمى، فاختلاف الأقوال حول نسب السامري أمر طبيعي حيث تفاوتت الأقوال كثيراً حول نسب نبي الله شعيب  -عليه السلام- الذي لُقب بخطيب الأنبياء- وصاحب الحكمة- وعُرف برجاحة العقل.

ما هي قصة السامري ؟

أرسل الله تعالى نبيه موسى إلى قومه بني اسرائيل لكي يرشدهم إلى طريق الفلاح والصلاح وهو دين التوحيد فآمنت طائفة من بني إسرائيل بما أخبرهم به موسى بينما أنكر الآخرون دعوته خشيةً من فرعون حاكمهم أن يعذبهم لقوته وسيطرته على قومه، ولم ييأس موسى من كثرة المعجزات التي طلبها منه فرعون والتي أبرزها انقلاب العصا حية لكي يؤمن بالله تعالى.

وتوجه موسى إلي الجبل المقدس في طور سيناء لأداء ألواح الشريعة الاسلامية كما أخبره ربه وتغيب أربعين يوماً عن قومه الذين فقدوا الأمل في عودته والذين لم يتحملوا غيابه، فخرج رجل من بني إسرائيل يُدعي السامري وهو من قبيلة يعبد أهلها البقر إذ صنع تمثالاً على هيئة عجلٍ من الحلي، وهذا الحلي الذي أخذته نساء بني اسرائيل من مصر.

وانبهر بنو اسرائيل من العجل الذهبي الذي صنعه السامري لهم، ودخلت الريح إلي جوف هذا العجل مما صدر عنه صوتاً يشبه الخوار، ونتج عن ذلك الصوت ارتداد بنو إسرائيل عن الإسلام وبدأوا بعبادة هذا العجل، ولم يتفوق السامري في ابتكار عجلاً من الحلي إذ كان يعمل بمهنة الصياغة.

قصة السامري مع سيدنا موسى

ذُكر في قصة السامري مع موسى  بعد نجاة بني اسرائيل من شر فرعون وجنوده أنه حينما سلك موسى وقومه البحر وأتوا على قومٍ يعبدون الأصنام فطلب السامري من موسى أن يخلق لهم آلهة يعبدونها كما يعبدون هؤلاء هذه الاحجار، فرد موسى عليه “إنكم قوم تجهلون” فماذا تفعل لهم هذه الأصنام هل لهم أعين يرون بها أو آذان يسمعون بها؟

ولم يُصيب السامري بالسكوت جراء حديث سيدنا موسى -عليه السلام- بل ظل في وضع عناده وجهله، ولم يؤمن السامرى بما جاء به موسى من عند الله بل ذهب بأفكاره لأن يخلق عجلاً يشبه البقر الذي يعبدونه قومه من أجل أن يقنع بني اسرائيل به وبعبادته في ظل غياب موسى عنهم.

قصة السامرى

قصة السامرى

قصة السامري مع جبريل

قيل في قصة السامرى أنه رأى طرف حافر فرس عندما لاحظ تتبع فرعون وجنوده خلفهم فتذكر أن جبريل في مقدمة جيشهم وهو الذي يركب هذا الفرس مما اتجه نحوه وقبض قبضة من أثره ووضعها داخل صرته.

تكملة قصة السامرى الصالح من الانجيل

فطلب السامري من بني إسرائيل الحلي الذي في ملكية نسائهم من أجل إذابته وتشكيل عجل منه لأن قومه كانوا يعبدون البقر وبالفعل صنع عجلاً مبهراً لهم، ثم ألقى السامري بالتراب الذي حمله في صرته والذي يدعي بأنه أثر حافر فرس سيدنا جبريل على العجل الخوار الذهبي وطلب من بني اسرائيل أن يعبدوا هذا العجل وتسبب ذلك في فتنتهم وارتدادهم عن دينهم.

وبذلك انتهيت من اخباركم بـ  قصة السامري والعجل الذي قام بتصنيعه السامري الرجل الغير صالح والذي أمر بني اسرائيل أن يعبدوه، حينما غاب سيدنا موسى عن قومه وذهب للقاء ربه.

ما العبرة المستنبطة من قصة السامري ؟

كما أن ما قصيته عليكم من تفسير قصة السامري في سورة طه يمكنكم ان تستنبطون منه الكثير من العبر والمواعظ الحسنة التي يتوجب عليكم الاهتداء بها كالثقة المفرطة في الله عز وجل، وأيضاً الصبر واليقين في حكمته كما ذُكر في قصة السامرى الشهيرة بيقين موسى بربه حينما انفلق البحر إلي نصفين.

فالصبر هو مفتاح الجنة كما حُكي في قصة آل ياسر حيث كوفئ أهل بيت ياسر بالجنة جراء صبرهم وتحملهم العذاب الشديد من المشركين.

وعندما تنظرون إلى تأملات في قصة السامري الصالح ستجدونه رجلاً غير صالحاً أبداً، بل كان كافراً بالله وبما جاء به موسى إليه وإلى قومه الذين كانوا يعبدون البقر بل ويقدسونه، ولذلك كان عذاب الله شديداً لهذا السامري الذي ادّعى قدرته على خلق عجل وأطلق عليه مسمى الإله.

فلكل من يفكر في التقليل من شأن وجلالة الله تعالى عليه أن يتيقن أن العذاب الأليم في انتظاره، وسوف يأتي يوماً سيندم فيه المغفلون عن فعلتهم وتفكيرهم المنحط فلا تغفلون عن قصة السامرى بل استفيدوا منها وعلموها لأطفالكم وأخبروهم بعظمة الله تعالى وقدرته.

هل السامري حي ؟

يُفتش الكثيرون ممن يهتمون بمعرفة القصص الدينية عن هذه الحكايات من أجل تعزيز غرائزهم العلمية بكمٍ كبيرٍ من التفاصيل عن القصص الاسلامية الشهيرة كـ قصة موسى والخضر التي جاء الحديث عنها في سورة الكهف، كما تشغل قصة السامرى بال أشخاص عديدة لرغبتهم المُلِحة في أن يتعرفون على حقيقة رؤية السامري لجبريل –عليه السلام- أم لا.

فالسامري ليس المسيح الدجال كما وصفه الكثيرون بل هو رجل يهودي اضطهد عبادة الله تعالى ولجأ لعبادة البقر امتثالاً بقبيلته التي تُدعي سامرة والتي يعبدون البقر فيها، وأقنع السامري بني إسرائيل بعبادة العجل الذي أبهرهم به حينما خرج منه صوتاً وإنما هو في الحقيقة ليس بصوت العجل بل صوت الريح الذي دخل من دبر العجل وخرج من جوفه.

ولم يتضح في كتب التفسير التي تحدثت عن قصة السامرى أي شيء عن حياة أو موت السامري، ولكن أجمع المفسرون أن عقوبة السامري تمثلت في نفيه في الدنيا فلا يمس أحداً ولا يمسه أحد، كما توعده الله بالعذاب الأليم يوم القيامة.

هل رأى السامري جبريل عليه السلام ؟

لم يرى السامري جبريل بل رأى أثر حوافر فرس كلما لمست هذه الحوافر الأرض اخضر المكان وتحول إلي عشب مما ظن بأن من يركب هذا الفرس هو جبريل، وجاء جبريل حينها ليغرق فرعون وجنوده.

هل ذُكر السامري بشكل صريح في القرآن الكريم ؟

نعم ذُكر السامري عدة مرات في الكتاب العزيز وأيضاً ذُكر صنعه للعجل الذي قام بنو إسرائيل بعبادته عندما تغيب موسى عنهم.

ما موقف سيدنا موسى من عبادة قومه للعجل ؟

ولما رجع موسى إلي قومه وجدهم يعبدون عجلاً فغضب منهم غضباً شديداً وعاتب أخاه هارون نظراً لسكوته على فعلة بني إسرائيل.

ماذا فعل موسى في عجل بني إسرائيل ؟

قام موسى بحرق العجل ثم رماه في البحر وقال لبني اسرائيل هذا ليس الهكم و انما الهكم هو الله الذي لا شريك له خالق الكون وجميع المخلوقات .

مواضيع ذات صلة

الفتاة و الخاتم السحريالفتاة و الخاتم السحري

قصة الاميرة النائمةتعرف علي قصة الاميرة النائمة | أجمل حكايات ديزني