كتاب الأمير | القوة أساس المُلك

كتاب الأمير

إذا تم تطبيق مخططات كتاب الأمير على أرض الواقع فستكون مقولة الإمام محمد عبده “لعن الله السياسة وساس ويسوس وسائس ومسوس، وكل ما اشتق من السياسة فإنها ما دخلت شيئًا إلا أفسدته” هي الأصدق على مر التاريخ، وهذا لأن هذا الكتاب قد صُنف من قِبل الكثير من الأدباء الغربيين ومفكري الادب العربي على أنه من المؤلفات الموجهة للطغاة الأشرار فقط، ولا يليق بمن يريدون نشر السلام في العالم.

كتاب الأمير | ظروف كتابته

عندما كان “نيكولا ميكافيلي” في منفاه بقرية ” سانتاندريا بركوسينا” عام 1513 بعد توجيه تهمة المشاركة في مؤامرة ضد العائلة الحاكمة في ولاية “فلورنسا” الموجودة بشمال إيطاليا “ميديشي”، أراد أن يهدي “ورينزو الثاني دي ميديشي” الوريث الشرعي للحكم كتاب الأمير لكي يتودد له لإعادته لمنصب أمين الجمهورية، واحتوى المتن الداخلي لهذا الكتاب على إرشادات لكيفية إدارة البلاد والسيطرة عليها، والسياسات التي يجب على الحاكم أن يتبعها لكي يسترد إيطاليا من قبضة البرابرة، دون أن يخلو من بعض الأفكار الدموية الخبيثة.

ميكافيلي | مؤسس نظرية التنظير السياسي الواقعي

يعد صاحب كتاب الامير  “ميكافيلي” من أشهر علماء السياسة في عصر النهضة بأوروبا، وتم إدراجه ضمن قائمة المفكرين الدمويين الذين أكدوا على فكرة “الغاية تبرر الوسيلة”، حيث استغل الكثير من الحكام أفكاره في تبرير تصرفاتهم الطاغية، وقد كانت مؤلفاته مرجعًا مهمًا لهم، وأشهرهم على الإطلاق حاكم ألمانيا النازي “هتلر”، ونشر هذا الكتاب في عام 1532 أي بعد وفاة ميكافيلي بعدة سنوات، ويمكن لكل المهتمين بالعلوم السياسية أن يطلعوا على ملخص كتاب الأمير ميكافيلي pdf لكي يستخلصوا منه بعض ملامح الحكم في هذا العصر.

المميز في كتاب الأمير عن باقي الكتب السياسية

يتميز كتاب الأمير عن غيره من المؤلفات التي تناولت تحليل القضايا والنظم السياسية خاصة العربية مثل مقدمة ابن خلدون الشاملة في أنه تكون من عدد صفحات قليلة، بالرغم من ذلك إلا أن أفكاره كانت مركزة ودقيقة، دون أن يكون هناك أي إطالة في الأحداث، ويتكون متن الكتاب من إهداء وستة وعشرين فصلُا غير متساويين من حيث الحجم.

كتاب الأمير| مرشد الطغاة لإحكام قبضتهم على الحكم

يصنف كتاب الأمير على أنه من أشهر كتب السياسة الواقعية التي استرشدت بها النظم الديكتاتورية سواء في عصر النهضة أو القرون الحديثة، وهذا لأن ميكافيلي نصح أي حاكم يريد أن يسيطر على مقاليد الحكم أن يتبع بعض الإجراءات التي من الممكن أن تكون منافية للقوانين والأخلاقيات العامة مثل قتل المعارضين، مبررًا بذلك أن غايتهم النهائية هي فرض الأمن والاستقرار في البلاد، وقد كان هذا المُؤلَف منبوذًا من قبل أنصار الديمقراطية، مثلما ظهر في رواية 1984 التي هاجمت النظم الاستبدادية، ودعت إلى حرية الرأي والتعبير.

فصول الكتاب

عند قراءة كتاب الأمير ميكافيلي pdf نلاحظ أنه تناول في كل فصل أفكار مختلفة إلا أنهم جميعًا اتفقوا حول أهمية استبداد الحاكم لفرض سيطرته واستمرار حكمه، وسنشرح محتوى هذه الفصول على نحو مختصر كالتالي:

أولًا: الممالك في عصر النهضة

في الفصل الأول من كتاب الأمير صنف ميكافيلي أنواع الممالك التي كانت موجودة في إيطاليا كما يلي:

1- قسمها إلى ولايات تعتمد على الحكم الوراثي منذ قديم الأزل.

2- دويلات تقوم على أساس ديمقراطي.

3- الدول الكبيرة التي حدثت نتيجة لاندماج بعض المدن المستقلة ودخلت تحت مظلة حاكم واحد.

4- أما النوع الأخير فهي الممالك التي استولى عليها الملك بالقوة تحت مسمى الاستعمار بهدف التوسع في ممتلكاته.

قراءة كتاب الأمير ميكافيلي pdf

قراءة كتاب الأمير ميكافيلي pdf

ثانيًا: الاستعمار الحل للتوسع الأمان للدول

من وجهة نظر ميكافيلي فإن الاستعمار هو الحل الأمثل لتوفير نفقات الدولة التي تهدر في نشر القوات والجنود لحماية حدودها، لكن وضع بعض القواعد التي تنظمه وهي كالآتي:

1- لكي ينفرد الأمير بمقاليد الحكم يجب عليه أن يعمل على إضعاف أي قوى أخرى مجاورة له ويغزو الأراضي التابعة لها، حتى لا تمثل مصدر تهديد له في المستقبل.

2- أن يتحايل على الدول الضعيفة المجاورة للتدخل في شئونها الداخلية، بحجة حمايتها من الأعداء الطامعين بها.

ثالثًا: الخضوع للأقوى

إذا كنت حاكمًا قويًا فبالطبع سيخضع لك عامة الشعب الضعفاء، أما إذا كنت ضعيفًا فسيكون من السهل على أي مستعمر قوي أن يحتل مملكتك ويفرض سيطرته عليها، وهذه ستكون نهايتك المأسوية.

رابعًا: توحيد الدين لبقاء الدولة

أوضح ميكافيلي في كتاب الأمير أن الدين مجرد وسيلة لتوحيد صفوف الشعب، وأن تعدد العقائد داخل الأمة الواحدة قد يسبب تفكك الدولة وانهيارها فيما بعد، لذلك ينبغي للحاكم أن يختار عقيدة واحدة في الدولة تخدم مصالحه وأهدافه السياسية، وأن يهاجم كل من يعتنق غيرها، وأن يتخلص من كل القوانين والأخلاقيات الموروثة التي من الممكن أن تعطل مخططاته.

خامسًا: الأمير ليس كعامة الشعب

وضع ميكافيلي مجموعة من المواصفات التي رأى أنه من الضروري أن تتواجد في أي أمير، مثلما فعل أفلاطون في كتابة جمهورية افلاطون كأساس لبناء المدينة الفاضلة وهي:

1- تمتزج صفاته بين اللين والشدة حسب الظروف، ويكون شهمًا وشجاعًا.

2- يمتلك ملكَة خداع الآخرين، لكي يستغلها عند احتلال الدول الأقوى منه.

3- يسعى دومًا لكسب ولاء الجنود، حتى يأمن مكرهم، ويضمن عدم انقلابهم عليه.

4- أن يحاول كسب ثقة الشعب حتى لا يثوروا عليه.

5- تجديد أفراد حاشيته والتخلص من القدامى منهم.

سادسًا: الجيش الوطني مصدر أمان للدولة

قديمًا كانت الكثير من الممالك والدويلات تعتمد في حماية حدودها الخارجية على مجموعة من المرتزقة التي يكون ولائها للمال فقط، لذلك كانت نهايتهم التفكك ووقوعهم تحت قبضة الاحتلال، لذلك ينصح ميكافيلي الحاكم أن يكون جيشًا قويًا من بين أفراد الشعب حتى يكون لديهم روح الانتماء للوطن.

سابعًا: المكر الوسيلة الأنسب لاحتلال الدول

يزخر التاريخ السياسي بالعديد من المواقف التي تروي قصص بعض الحكام الماكرين الذين استطاعوا أن يخدعوا ملوك الدول الأخرى لكي يتدخلوا في شئونها الداخلية، لينتهي الأمر باحتلالهم لها، ومن المؤكد أن هذا الفعل الشنيع يخالف القوانين والأخلاقيات الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول، إلا أن ميكافيلي كان يرى أن هذا هو الحل الأمثل حتى يفرض الأمير سيطرته ويحمي حدوده.

تحميل كتاب الامير

يدرس طلاب في كليات العلوم السياسية كتاب الأمير  بهدف فهم تطورات الفكر السياسي في عصر النهضة، والتداعيات التي ترتبت على تطبيق أفكاره، وهذا لا يمنع أن يقرأ كتاب الأمير ميكافيلي pdf أولئك الذين يريدون تكوين صورة عامة عن هذا المجال المثير للجدل، ويمكنهم تحميله من الرابط التالي:

تحميل كتاب الامير

اقتباسات من كتاب الأمير

1- “الخطر المتمثل في القوات المرتزقة يكمن في جبنها وتخاذلها عن القتال لكن القوات المتعاونة خطرها يكمن في شجاعتها.”

2- “ينبغي للأمير أن لا تكون له غاية أو فكرة سوى الحرب.”

3- “الأمراء يفقدون ولاياتهم عندما يفكرون في مظاهر الترف أكثر من تفكيرهم في الأسلحة.”

4 “لن نرى رجلا مسلحا يطيع رجلا أعزل ولن نرى أعزل سالمًا بين مسلحين”.

من هو نيكولا ميكافيلي؟

هو أحد مفكرين عصر النهضة ولد في روما بدولة إيطاليا، ويعد مؤسس التنظير السياسي الواقعي، ولديه العديد من الكتب التي تشرح هذه النظرية أهمها كتاب الأمير.

متى تم نشر كتاب الأمير ولمن كان موجهًا؟

نشر هذا الكتاب في عام 1532 أي بعد وفاة مؤلفه، وكان موجهًا إلى أمير فلورنسا لورينزو دي بييرو دي ميديشي لكي يتودد له ليعيده إلى منصب أمين الجمهورية.

ما هي أهم الأفكار التي ركز عليها ميكافيلي في هذا الكتاب؟

ركز على فكرة الغاية تبرر الوسيلة، لذلك من الضروري أن يمتلك الحاكم القوة لكي يفرض سيطرته على البلاد حتى لو خالف القوانين والأخلاق العامة.

من هم أهم الرؤساء في العصر الحديث الذين أيدوا أفكار هذا الكتاب؟

يعد الحاكم النازي الألماني هتلر وموسوليني رئيس إيطاليا من أشد المؤيدين للأفكار التي ذكرها ميكافيلي في هذا الكتاب.

مواضيع ذات صلة

كتاب الروح لابن القيمكتاب الروح لابن القيم | خفايا عالم الأرواح والأموات

كتاب فاتتني صلاةكتاب فاتتني صلاة| مرشدك لطريق الهداية