ما هو الربا الذي حرم الله أكله على المسلمين؟

الربا

أحل الله التجارة للناس حتى يعمروا في الأرض ويسعون فيها من أجل تحقيق مجتمعات آدمية صالحة، ولكن هناك بعض الأشخاص الذين استغلوا التجارة بالأموال والمقايضة في الحصول على ربح أكبر من الذي يستحقونه، وظل هذا الجشع موجوداً عند البعض حتى بعد أن ذكر الله -سبحانه وتعالى- ما هو الربا المحرم؟ وأوضح بيانه في بعض آيات القرآن الكريم.

ما معنى الربا في اللغة العربية ؟

إن الربا كلمة تعني النماء والزيادة في اللغة العربية ومصدرها يأتي من الفعل المضارع “يربو” أي زاد عن حده الطبيعي، وجاء معنى هذا الفعل الحرفي في الآية القرآنية التي تقول ” يمحق الله الربا ويربي الصدقات “، ومعنى الآية أن الله -عز وجل- يزيد من شأن الصدقات ويضاعفها، ولكن معنى الربا المأخوذ من الفعل يربو لا يدل على شيء طيب، بل يدل على مضاعفة الأموال على المقترض دون وجه حق.

ما هو الربا ولماذا حرمه الله على المسلمين؟

قد لا يعلم البعض الإجابة الدقيقة على تساؤل ما هو الربا الذي حرمه الله على المسلمين؟، ويظنون أن الإرباء مقتصرًا على الزيادة في الأموال فقط، ولكن تعريف الإرباء الصحيح “هو كل ما يزيد عن أصل الشيء”، فإن أخذ شخص أكثر من حقه فإن هذا يعد إرباء محرم سواء أُخذ هذا الحق في نفس الوقت أو في وقت لاحق.

قد لا يعرف معظمنا الحكمة من تحريم الربا على المسلمين في كل الحالات، لذلك حاول العلماء ذكر أسباب تحريم الربا في الكثير من كتب التفسير لأحكام الدين الإسلامي، ولعل أبرز الأسباب التي منع الله -جل وعلا- الربا على المسلمين من أجلها ما يلي:

1) إن الإرباء قد يولد الكسل لدى بعض أصحاب الأموال ويجعلهم يفكرون في إقراض تلك النقود إلى المحتاجين بمقابل أكبر بدلاً من العمل الجاد، وهذا يتعارض تماماً مع فضل العمل الذي جعله الله في منزلة العبادات السامية.

2) النظر إلى ما هو الربا من المنظور الاقتصادي يجعل البعض يظن أنه يؤدي إلى زيادة مال الأغنياء وكرب الفقراء، مما قد يؤدي إلى شيوع الكراهية بين طبقات المجتمع وانتشار الفساد والظلم والاحتيال.

ما هو الربا عند المذاهب الأربعة؟

إن تعريف الربا عند المذاهب الأربعة لم يختلف كثيراً في معناه حيث حرم الأئمة الأربعة الربا بشكل قطعي استناداً لآيات كتاب الله وأحاديث النبي -صل الله عليه وسلم-، فالبعد عن الربا يعتبر من طرق تحصين النفس المؤمنة من الوقوع في فخ الظلم، ولعل أهم الاختلافات التي برزت بين المذاهب في تعريف الربا المحرم تتمثل فيما يلي:

أولاً: تعريف المذهب الشافعي للربا

إن بعض الآراء تتفق على أن علة المراباة عند المذهب الشافعي قديماً كانت جائزة فقط في تجارة الذهب والفضة، وذلك لأن الذهب والفضة هما المعياران الأصليان لكافة الأثمان الموجودة بين البشرية، ولكن تحريم المراباة في العهد الحديث قد أقره العلماء على المزايدة في أصل جميع الأشياء التي تباع وتُشترى بين الناس.

ثانياً: الربا في المذهب الحنفي

تشابه مذهب أبي حنيفة مع مذهب الإمام الشافعي في تعريف علة الربا للذهب والفضة، ويرى المذهب الحنفي أن كل ما زاد وزنه أو كيله عن الشيء الأصلي حاضراً أو مؤجلاً فهو من الأموال الربوية المحرمة على المسلم، أو في قول آخر “هو الفضل الخالي عن العوض بمعيار شرعي لأحد الأطراف المتعاقدة”.

ثالثاً: تعريف المذهب الحنبلي

اختلف الفقهاء في تعريف ما هو الربا عند المذهب الحنبلي بسبب وجود ثلاثة أقوال عن الإمام أحمد، ولكن تم الأخذ بأشهرهم وهو القول الذي يفيد بأن الربا جرم يطلق على المزايدة في جميع أنواع الكيل والميزان.

رابعاً: تعريف الربا عند المذهب المالكي

غالباً ما يتفق المذهب المالكي مع المذهب الشافعي في بعض الأمور الدينية مثل شرعية صلاة ليلة القدر في شهر رمضان، واتفق المذهبان أيضًا على أن الربا هو عقد غير موضح الشروط وغير مطابق للقواعد الشرعية يتم تنفيذه في حالة تأجيل أحد العوضين، كما أيقنت المالكية أن جميع الأشياء التي تُدخر يدخلها الربا حتى وإن لم تكن طعماً أو كيلاً.

ما هو الفرق بين الربا والتقسيط؟

الفرق بين التقسيط والربا كبير جداً حيث إن الأول النوع الأول لا علة به في الدين أما الربا فإنها من الأمور المحرمة في الإسلام، فالتقسيط يعني اتفاق شخص يبيع سلعة بمائة جنيهاً مع شخص آخر يسدد ثمنها على فترة محددة بزيادة مادية مناسبة لسعر تلك السلعة، فالتقسيط ليس حراماً طالما أن السلعة المباعة ليست من جنس الثمن، بالإضافة إلى قبول البائع والمشتري لشروط العقد في تلك البيعة، ولكن في حالة لم يتم وضع شروطاً محددة للبيعة أو إتمام صفقتين في صفقة فإن هذا حرام شرعاً ويعد مثل الربا في الدين.

الفرق بين التقسيط والربا

الفرق بين التقسيط والربا

ما هي أنواع الربا؟

إن انواع الربا التي حرمها الله -سبحانه وتعالى- على المسلمين تنقسم إلى مراباة الديون ومراباة البيوع، وكان إرباء الديون شائعاً بدرجة كبيرة في العصر الجاهلي ويعني ” زيادة الدين كلما زاد الأجل”، ويعد ربا الديون أبشع أنواع الربا الموجودة حالياً وعند الأمم السابقة، أما مزايدة البيوع فإنها تقتصر على الأموال الربوية التي تتمثل في “الذهب، الفضة، التمر، الملح، الشعير، البر”، ولعل مراباة البيوع تنقسم إلى نوعين مختلفين من حيث الأحكام الشرعية كما يلي:

أولاً: ربا الفضل

تتحقق شروط إرباء الفضل في حالة بيع الشيء بشيء آخر من نفس جنسه كبيع الذهب بالذهب، أو قرض النقود بالنقود بعوض أكبر من المقدار الأصلي، ويشترط لتحقيق جرم ربا الفضل اتحاد جنس العوضين فإن تم تغيير جنس أحد العوضين لا يقع ربا الفضل على الدائن، وتكون عقوبة ربا الفضل شديدة مثل عقوبة تارك الصلاة التي توعد الله بها للناس في الآخرة.

ثانياً: ربا النسيئة

ينتشر ربا النسيئة أو ما يعرف بربا التأخير بشكل كبير جداً بين المسلمين في الوقت الحالي، وربا التأخير هو الاتفاق على شراء سلعة بنظير أكبر من قيمة هذه السلعة على أن يكون هذا النظير من جنس مختلف عن العوض الأول كأن يقوم أحد الأشخاص بشراء الذهب بمقابل مادي والعكس، ولكن إذا تمت مقايضة الذهب بالمال باختلاف واضح في السعر لكن في نفس الوقت دون تأخير فلا علاقة للأمر بـ ما هو الربا حيث يشترط بها التأجيل والله أعلى وأعلم.

أشهر أحاديث و ايات الربا

احل الله البيع وحرم الربا ” تعد تلك الآية الكريمة رقم 275 في سورة البقرة هي أبرز الآيات التي تدل على تحريم الله للربا بين عباده، وقد ذكر الله في كتابه العزيز الكثير من الآيات الأخرى التي تحث الناس على الابتعاد عن الربا مثل الآية 130 في سورة “آل عمران” التي يقول فيها الله -عز وجل- ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.

ورد عن الرسول -صل الله عليه وسلم- أيضًا الكثير من الأحاديث عن المزايدة المحرمة على المسلمين، ولعل أشهر حديث عن الربا هو قول رسول الله -صل الله عليه وسلم- “اجتنبوا السبع الموبقات”، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: “الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات”.

هل فوائد البنوك ربا وحرام؟

أقرت دار الإفتاء بأن فوائد البنوك ليست حراماً لأنها عبارة عن أرباح لمشاريع ذات أطراف متصالحة.

هل للإرباء بعد اقتصادي خطير؟

نعم، حيث يتحكم الأشخاص المرابون في ميزانيات الاقتصاد العالمي وهذا قد يؤدي إلى مشاكل اقتصادية دولية متأزمة.

لماذا حرم الله المراباة وأحل البيع؟

لأن البيع فيه مكسب للجميع بسبب الاجتهاد والعمل، أما الإرباء فيربح منها الشخص الدائن فقط أما المدين فقد يتعرض للخسارة أكثر من الربح.

من هي أول فئة تعاملت بالمراباة؟

إن اليهود هم أول فئة على وجه الأرض تعاملت بالربا رغم أن الديانة اليهودية كانت تحرم هذا الأمر على معتنقيها.

مواضيع ذات صلة

معركة اليمامةمعركة اليمامة | يوم أن انتصر الحق على الباطل

التوحيدالتوحيد | ما لا يسع المسلم جهله