معركة صفين | سبب وقوعها وأهم أحداثها

معركة صفين

عم البلاء وانكفأ الإسلام حين قُتل عثمان بن عفان، فكان قتله وبالًا على الأمة المحمدية جمعاء، حيث عمت الفتنة أنحاء البلاد، فتقاتل علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان في معركة صفين والتي لم تسفر عن شيء سوى مقتل خيرة جنود المسلمين.

وقوع الفتنة بين علي ومعاوية

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها” ولم يقل رسول الله هذا القول إلا لأنه يعلم عظم تأثير الفتنة على المسلمين، وأنها دمار للأمة وتمزيق لاتحادها، وقد شهد أواخر عهد خلافة عثمان بن عفان فتنة عظيمة أودت بحياته، ثم تولى علي بن أبي طالب الخلافة من بعده، إلا أن الفتنة ظلت قائمة.

وعندما طلب علي بن ابي طالب من معاوية بن أبي سفيان مبايعته على الخلافة، أبى ذلك وطلب منه أن يثأر لقتل عثمان أولًا ثم يبايعه على الخلافة، فكان رد سيدنا علي أن اجتماع أمر المسلمين على خليفة واحد هو الأولى، وأنه لا يعرف قتلة عثمان، فإذا استقر أمر الخلافة وسانده للتعرف على من قتله سيكون الثأر حينئذ.

رفض معاوية هذا الأمر وأبى إلا أن يكون الثأر قبل المبايعة، وبذلك وقع الشقاق بينهما، وأدى ذلك إلى القتال، لأن سيدنا علي رأى أن عدم مبايعة معاوية ستؤدي إلى فتنة عظيمة، وتم صدور الأمر بالقتال بواسطة علي ومعاوية، وهذا هو سبب معركة صفين التي دارت بينهما.

أحداث معركة صفين البداية والنهاية

في إطار الحديث عن معركة صفين البداية والنهاية يجب أن نشير إلى أنها معركة وقعت بين سيدنا علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان بسبب رفض الأخير مبايعته قبل أخذ الثأر من قاتلي عثمان بن عفان، وبعد مراسلات عديدة بينهما خشي قتلة عثمان من أن يحدث وفاق وعندئذ سيكون الخطر عليهم، فحرصوا على تأجيج الخلاف بينهما وقد نجحوا في ذلك.

وقعت معركة صفين في عام 37 هـ على حدود سوريا، وجهز علي بن أبي طالب جيشًا قوامه 135 ألف مقاتل فيهم عمار بن ياسر وقيس بن سعد وعبد الله بن عباس وغيرهم، أما معاوية فقد جهز جيشًا عدده 130 ألف مقاتل، وظلت رحى الحرب دائرة بينهما بضعة أيام، وجاءت وقائع الحرب كما يلي:

اليوم الأول:

بدأ القتال بين الفريقين في غرة شهر صفر، وجعل علي بن أبي طالب “الأشتر النخعي” على رأس مجموعة من الجيش، وجعل معاوية بين أبي سفيان “حبيب بن مسلمة” على رأس فريق من جيشه، وشهد اليوم الأول قتالًا عنيفًا بين الجانبين مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى، ويذكر أن هذا اليوم لم يسفر عنه أي منتصر.

اليوم الثاني:

في اليوم التالي كان “هاشم بن عتبة بن أبي وقاص” على رأس مجموعة جيش علي، بينما “أبا الأعور السلمي” كان على رأس فرقة معاوية، ودار قتالًا شديدًا بينهما أسفر عن عدد كبير من القتلى، وذلك دون أن تكون هناك غلبة لأحدهما.

اليوم الثالث:

في هذا اليوم ترأس عمار بن ياسر فرقة علي، بينما خرج عمرو بن العاص على رأس مجموعة من جيش معاوية، وتقابل الفريقان وتساقط القتلى بينهما، إلا أن هذا اليوم هو الآخر لم يوجد به نصر لأي منهما.

اليوم الرابع:

كان “محمد بن الحنفية” قائدًا لفريق علي، وعلى الجانب الآخر كان “عبيد الله بن عمر بن الخطاب” على رأس فريق معاوية، ودار القتال من الصباح إلى المساء، ومع شدة القتال لم يحرز أي فريق منهما نصرًا.

أحداث معركة صفين

أحداث معركة صفين

اليوم الخامس:

في هذه المرة خرج عبد الله بن عباس على رأس فرقة علي، بينما خرج المقاتل الكبير وفاتح بلاد أذربيجان “الوليد بن عقبة” كقائد لفرقة معاوية، وأيضًا تقاتل الفريقان دون أن يتغلب أحدهما على الآخر.

اليوم السادس:

يخرج في هذا اليوم “قيس بن سعد” في مقدمة فريق العراق، بينما يخرج على رأس جندي الشام “ابن ذي القلاع الحميري”، ويتساقط القتلى كما هي العادة، وتزداد أعداد الجرحى، ومع ذلك لا يوجد غالب بينهما.

اليوم السابع:

يدور القتال كما دار في اليوم الأول وبنفس القيادة من الطرفين، إلا أن هذا اليوم كان هو نهاية القتال بين فرق من الجيش، وذلك لأنه في مساء هذا اليوم رأى علي بن أبي طالب أن القتال بهذه الطريقة لن يجلب نصرًا بل على العكس سيؤدي إلى تدمير جيوش الإسلام، حيث إنه في بداية الأمر كان يعتقد أن الحرب بهذه الطريقة سوف تحقق ما يريده، فكان يبعث بفرقة من الجيش حتى لا تراق الدماء، ولعل فرقته تهزم الأخرى فيعتبروا، وكذلك كان رأي معاوية بشأن خروج فرقة من جيشه للحرب.

وبعد مرور هذه الأيام تيقن علي ومعاوية أن هذه الحرب لن تنتهي بهذه الطريقة، فقررا خروج الجيش كله لملاقاة الآخر، ويذكر أن الجيشين بقيا طوال الليل يصلون ويدعون ربهم بالنصر على الفريق الآخر.

خروج أمير المؤمنين على رأس الجيش:

وفي اليوم الذي أعقب اليوم السابع خرج علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان على رأس جيشيهما، وشهد هذا اليوم حربًا شرسة وقتالًا قاسيًا لم تشهده العرب من قبل، ولما لا؟! وجنود الجيشين هم أبطال الفتوحات الإسلامية، والأسود التي قهرت إمبراطورية الروم والفرس.

وبعد يوم مُلأ برائحة دماء المسلمين توقف القتال للاستعداد لليوم التالي، وفي اليوم التاسع، صلى الإمام علي الصبح، واستُأنف القتال، وبلغت الحرب أشدها بين الفريقين لدرجة أن فريق علي تقدم في الجولة الأولى، ثم عادت الكرة لتكون على جيشه.

انقلاب المعركة رأسًا على عقب:

قرب العشاء علت أصوات جيش علي معلنة عن مقتل عمار بن ياسر الذي كانت جملته الأخيرة هي: (يا هاشم تقدم، الجنة تحت ظلال السيوف والموت في أطراف الأسنة وقد فُتحت أبواب الجنة وتزينت الحور العين، اليوم ألقى الأحبة محمدًا وحزبه).

وبمجرد أن وصل الخبر إلى أسماع الجيشين اهتزت القلوب والمشاعر، وزادت حمية جيش علي، ودب الرعب في قلوب جنود معاوية، وما حدث كان أمرًا طبيعيًا لأن الجميع يعلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه “وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ”، ففرحت قلوب جيش علي لأنهم على حق، وعلى النقيض بدأ الفزع يظهر على جيش معاوية، لأنهم بهذا الأمر تيقنوا أنهم الفئة الضالة.

رفع المصاحف على أسنة الرماح:

بعد مقتل “عمار بن ياسر” ازداد حماس جيش الإمام علي وقاتلوا بشراسة حتى كادوا يتفوقون على جيش معاوية، وعندما رأى عمرو بن العاص ذلك أمر جنوده برفع المصاحف على أسنة سيوفهم، وبالفعل استجاب ما يزيد عن 20 ألف مقاتل من جيش سيدنا علي يتقدمهم مجموعة من الجنود وهم الخوارج بعد ذلك، ونادوه باسمه وقالوا له: (يا علي أجب القوم إلى كتاب الله إذا دعيت، وإلاّ قتلناك كما قتلنا عثمان بن عفان ، فوالله لنفعلنها إن لم تجبهم).

فلم يجد علي بن أبي طالب مفرًا من الموافقة على أمر التحكيم، فكان عمرو بن العاص مفاوضًا عن أهل الشام، وأبو موسى الأشعري مفاوضًا من قبل جنود العراق، وبذلك انتهت معركة صفين دون أن تسفر عن نصر لأحد الطرفين.

أبرز نتائج معركة صفين

من أبرز نتائج معركة صفين ما يلي:

1) استشهاد ما يزيد عن 70 ألف مقاتل من الطرفين، إلا أن غالبية القتلى كانوا من جانب معاوية فقد استشهد من جيشه 45 ألف شهيد، بينما عدد شهداء جيش علي كان 25 ألف، ومن أبرز شهداء معركة صفين كان عمار بن ياسر.

2) أطلق كل من الجيشين أسرى الآخر، حيث عاد كل فرد إلى بلده.

3) لم يحقق أي من الطرفين أي نتيجة حاسمة على الطرف الآخر.

متى وقعت معركة صفين ؟

وقعت في عام 37 هـ بين سيدنا علي بن أبي طالب وجيشه من جانب وبين معاوية بن أبي سفيان وجنوده من الجانب الآخر.

من انتصر في معركة صفين ؟

لم ينتصر أحد في هذه المعركة، حيث انتهى القتال ولم يحرز أي من الجيشين انتصارًا حقيقيًا.

ما هي معركة صفين أسبابها ونتائجها ؟

هي معركة بين سيدنا علي وسيدنا معاوية لأن الثاني رفض مبايعة الإمام قبل أن يثأر من قتلة عثمان، ونتيجتها أن الوضع بقي كما هو عليه دون نصر.

ماذا قال الإمام علي في حق قتلى معركة صفين من الطرفين؟

قال: (والذي نفسي بيده لا يموتن أحد من هؤلاء وقلبه نقي إلا دخل الجنة).

مواضيع ذات صلة

زواج المتعةزواج المتعة | ما بين اشتهاء الإنسان وتحريم الرحمن

دعاء النومهل تود التعرف على دعاء النوم وأهميته ؟