من الذي قتل ربع سكان الارض ؟

من الذي قتل ربع سكان الارض ؟ وما الهدف الذي دفعه إلى فعل ذلك؟ يسلب السخط عقل الإنسان وإيمانه، فيجول في الدنيا لا يعرف أي وجهه يسير فيها وأي طريق هو الصحيح، فيتخبط في نفسه الأمارة بالسوء ويثور على قدره كما فعل قاتل ربع سكان الأرض الذي دفعته غيرته وسخطه إلى ارتكاب هذا الفعل الشنيع.

من الذي قتل ربع سكان الارض ؟

يجول في خاطرنا عند سماع سؤال من الذي قتل ربع سكان الارض ؟ أنه شخص ظالم وقع على يديه أشبع الجرائم وأفظع الحروب والمعارك مثل حرب البسوس التي افتعلها كليب بن ربيعة بظلمه وطغيانه، ويتجه تفكيرنا إلى هيئته العظيمة وظلمه المبين على الناس، إلا أن كل ما في الأمر وما يتعلق به لا يدور على قطعة أرض أو ثأر لقبيلةً ما، إنما يلتفت حول الإيمان واليقين بالله والامتثال لأوامره والغيرة والحسد الذي يأخذ قدم الإنسان إلى ارتكاب الجرائم.

اتجهت نفس (قابيل) الأمارة بالسوء إلى قتل أخيه (هابيل) بعدما تقبل الله من أحدهما قربانه ولم يتقبل من الآخر، وكانوا آنذاك حوالي أربعة أشخاص فقط في العالم على حسب ما ذكر في بعض الروايات والكتب، وبهذا يصبح (قابيل) ابن سيدنا آدم هو قاتل ربع سكان العالم بدافع الغيرة من أخيه الذي كان يصغره بحوالي سنتين، ورفضه الزواج من توأم (هابيل) واعتراضه على أوامر الله -عز وجل- بعدم القبول والسخط.

يعتقد بعض العلماء أن (قابيل) هو قاتل سدس سكان الأرض وليس ربعهم، وذلك بسبب وجود ستة أشخاص وهما (سيدنا آدم- السيدة حواء- قابيل- هابيل- أقليما- لبودا) الذين كانوا يعمرون الأرض في وقتها.

من هو قابيل (قاتل ربع سكان الأرض) ؟

ورد في بعض الروايات وعلى لسان أهل العلم أن (قابيل) هو الأبن الأول لسيدنا (آدم) أبو العالمين -عليه السلام- وكان يعمل في زراعة الأرض وحصاد المحاصيل، حيث حملت فيه السيدة حواء في الجنة من غير تعب أو طلق ونزلت به على الأرض، وينسب إليه قتل أخيه (هابيل) بسبب عدم تقبل قربانه من الله، وتعد هذه إجابة واضحة على سؤال من الذي قتل ربع سكان الارض ؟.

ملخص قصة قابيل وهابيل :

يتساءل العديد من المسلمين من الذي قتل ربع سكان الارض ؟ و لماذا يعتبر قابيل قاتل ربع العالم ؟ الإجابة على هذه الأسئلة تتطلب معرفة قصة قابيل وهابيل من البداية والدوافع النفسية التي أدت إلى سفك الدماء لأول مرة في التاريخ على هذه الأرض، فتدور القصة كما ورد في كتب أهل العلم أن السيدة (حواء) حملت بتوأم (قابيل- أقليما) في الجنة وكان الحمل سهلًا لا تعب فيه ولا مشقة على عكس حملها في (هابيل- لبودا) التي عانت فيه كثيرًا بعدما نزلت إلى الأرض.

وعندما أمر الله تعالى سيدنا آدم أن يعمر الله بالذرية وكان الأمر الرباني متعلقًا بالزواج وإنجاب الأطفال، كان من نصيب (قابيل) أن يتزوج من توأم أخيه الصغير (هابيل) بينما سيتزوج (هابيل) من الأخت الأخرى، فلم يكن لأحد منهم الحق في اختيار من يتزوج فتلك الأوامر ربانية من عند الله، ولكن قابيل لم يرضَ بحكم الله -عز وجل- وسخط على حكمه برفضه التام.

من-الذي-قتل-ربع-سكان- الارض

سخط قابيل وإيمان هابيل:

أصر (قابيل) ابن سيدنا آدم على رفضه لأمر الله وأراد أن يتزوج من (أقليما) التي تزيد في الجمال عن (لبودا) وكونه أحق بها من أخيه (هابيل) فهما ولدا في الجنة، لذلك كان الحكم الفاصل بينهم هو تقديم القربان إلى الله تعالى على قمة الجبل ومن يتقبل الله قربانه يكون الأحق بالزواج منها، ولكن الأمور سارت على عكس ما كان يتمنى (قابيل)، حيث تقبل الله من (هابيل) القربان بسبب إيمانه الراسخ وتقواه وطاعته لله، بينما حجب الله رضوانه عن قابيل بسبب سخطه على حكمه وإيمانه الضعيف.

تولد السخط في قلب (قابيل) منذ اللحظة الأولى من معرفته بأمر الله وحكمه النافذ ونشأت في نفسه غيرة شديدة بسبب تقبل قربان أخيه (هابيل)، مما دفعه إلى التفكير في قتله وتهديده بذلك إلا أن رد (هابيل) كان في منتهى الرحمة واللطف فظل يعظه ويهون عليه ويذكره بأنه ليس السبب في عدم تقبل قربانه، وأن التقوى والإيمان بالله والرضا بحكمه من أهم أسباب القبول، وتندرج تلك القصة ضمن قائمة القصص القرآنية التي تجسد الصراع الأزلي بين الحق والباطل مثل قصة طالوت وجالوت التي رفع فيها شعار الحق.

ندم قابيل وحسرته:

وفي ضوء الإجابة على سؤال من الذي قتل ربع سكان الارض ؟ استمر (هابيل) يعظ (قابيل) ويحذره من ارتكاب الأخطاء والسير في طريق الخاسرين ولكن بلا جدوى، فسولت له نفسه قتل أخيه بغير الحق وأصبح من الظالمين، ثم أصابه الندم والحسرة بعدما سفك دمه ووقف حائرًا لا يعرف ماذا يفعل بحثه أخيه.

فبعث الله له غرابين يتشاجران أمام عينه حتى قتل أحدهما الآخر ثم حفر حفرة في الأرض وألقاه فيها وكساءه بالتراب، فاتجه قابيل ليفعل مثلما فعل الغراب وستر جسد أخيه المؤمن بعدما نال غضب الله -عز وجل- وكره أبويه وإخوته.

فقال تعالى في سورة المائدة ” وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ* لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ* إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ* فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ* فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ”.