رواية غرفة ٢٠٧ | حجرة كثرت فيها الضحايا ودُفنت الخبايا

يفرون من حجرات ديارهم قاصدين غرفات الفنادق ظنًا منهم أن الأمان النفسي بها، فيأوون إليها وينصرفون منها وكأنهم جزءٌ من رواية غرفة ٢٠٧ حيث تتساقط جثثهم واحدةً تلو الأخرى ويذهبون في غيابة الظلام.

إشراقة بسيطة عن حياة مَن لُقب بالعراب

حُفر موته في العقول لكنه ساكن في القلوب، ظل أميرًا على القصص القصيرة ومنهاجًا لأدب الرعب والغموض،  تألقت مؤلفاته في فضاء الأدب مثلما تتجمل الشمس في الشروق، إنه الحي الميت الذي أحيا وجدان الكثيرين بأدبه الفريد بالرغم من احتضان المقابر لجثمانه الطاهر أحمد خالد توفيق الطبيب والأديب العظيم!

وليد فترة الستينيات بالقرن العشرين لا سيما في اليوم العاشر من يونيو عام 1962، فعلى امتداد رحاب مسجد السيد البدوي بمدينة العظماء طنطا الولادة قد ولد العراب أحمد خالد توفيق، الذي ارتبط اسمه بأشهر ما أُلف في عالم الرعب الفريد سلسلة ما وراء الطبيعة المكونة من أحداث مثيرة.

إلماعة عن رواية سر الغرفة 207 قهوة 8 غرب

تخطف أنفاسي وتأسر وجداني روايات الرعب والإثارة والتشويق الرهيب، هذا المجال الذي لم تخط أي أقدام عربية فيه قُبيل الطبيب والأديب أحمد خالد توفيق إذ سار اللاحقون به على خطاه وكأنه كان مرشدًا آمنًا لهم قد وثقوا بالسير على آثار قدميه، فبدايةً من مجموعته القصصية “قوس قزح” ومرورًا بـ “عقل بلا جسد” و “سر الغرفة رقم 207” سأصمد هنا قليلًا ولن أصل لمسك الختام، فما تحتضنه هذه التوليفة من قصص عدة شيء لا يمكن تخطيه مهما كان!

هكذا عوّدنا العراب في مؤلفاته الأدبية على أن الغموض والخيال العلمي شيئان قد يذهبان بالعقول إلى آخر البلدان، وهذا ما حدث لنا حينما قرأنا رواية غرفة ٢٠٧ التي صدرت لأول مرة عام 2008 حيث ارتحلت معها أرواحنا وتركتنا أجسادًا بلا حياة!

سر الغرفة 207 ويكيبيديا | مجموعة قصصية حابسة للأنفس

تدور مجموعته القصصية الغرفة 207 المؤلفة من اثنتي عشرة قصة حول رجل مسن أشيب الشعر يُدعى “جمال الصواف” ويعمل بأحد الفنادق الكبرى في مدينة مرسى مطروح، فيرجع هذا العجوز بعمره إلى الوراء ليسرد قصة حياته قبل أن يعمل بهذا الـ hotel الكبير وحتى تقدم به العمر وتغضّن وجهه، وما رآه هو ونزلاء تلك الغرفة المريبة حاملة الرقم 207 التي أصر مالك الفندق على بقائها رغم كثرة الضحايا الذين أُخرجوا منها.

يقول جمال في مستهل أحداث رواية غرفة ٢٠٧ “إن بداخل هذه الغرفة لا تستطيع أن تفصل بين الواقع والخيال، ولا بين عالمي الأحياء والأموات…” فلقد سكن هذه الغرفة كثيرون إلا أن قليلين معدودين مَن نجوا وفرّوا بأعجوبة من الموت داخلها، هؤلاء الذين لزموا الصمت خشيةً مما رأوه وليس مرغمًا، وكان جمال ممن نجا من مخاطر هذه الحجرة التي قصدها ليسكتشف أسرارها رغم كثرة التحذيرات التي وُجهت إليه، فلم يختبئ خلف أسوار الاستقبال كزملائه بل دخلها شجاعًا صلبًا وخرج منها هزيلًا صامتًا.

القصة الأولى: فتاة وحيدة

(ما بين الحقيقة والسراب دُفنت الأسرار)

تستهل أحداث هذه القصة بأول النزلاء في الغرفة وهي فتاة قد أقبلت على العيش في هذا المقطن لا سيما الغرفة 207، فيراها الرفيق المفضل لجمال وهي تُقتل فيها ولا يدري أهذا حقيقة أم سراب؟! ولكن يُكتشف فيما بعد أن الحجرة شاغرةٌ ولم يأتِ أي نزيل فيها بعد، وبعد أيام عدة تصل هذه الفتاة التي سبق وأن رآها صديق جمال وتحجز حجرةً في هذا الفندق فتكون الغرفة 207 في استقبالها.

صدمة شديدة قد تعرضا الصديقان لها! فكيف للفتاة التي شهد إحداهما على توقيت قتلها أن تظلّ حيةً على قيد الحياة؟! أهي مخلوق بشري مثلنا أم جنية من عالم الجن والأشباح!

القصة الثانية: لعب عيال

(رؤية الصغير لشبح خالته يدس الخوف في قلب جمال)

لقد وصلت الفندق عائلة مكونة من زوج وزوجة وأختها وثلاثة أبناء، فيلجأ الصغار للهو واللعب أينما يريدون وكأنهم موجودين في ديارهم وليس بفندق ما، وحينما أُرهق أحدهم من كثرة اللعب ذهب واقتحم الغرفة 207 التي تقطنها خالته التي تؤمن بعالم العفاريت والجن، فيراها في وضع مخل مع أبيه وتعتريه التهيؤات أنه قد شاهد عفريتًا، فيهرول مسرعًا ليخبر موظف الاستقبال جمال بما رآه فيصعد معه إلى هذه الغرفة فيتفاجأ بحقيقة ما قاله الصغير!

 القصة الثالثة: فضول

(إزالة الستار عن الحقيقة المدفونة بالفضول الإنساني)

يقص جمال الصواف ما دار مع إحدى عاملات الفندق الفضوليات للغاية حيث وقع عليها الاختيار لكي تنظف الغرفة رقم 207، وأثناء تأديتها عملها يسود فضولها عليها فتفتش في أوراق نزيل الغرفة في ذلك التوقيت، فتترك عملها على حين غرة دون إبداء سبب لرحيلها، وهذا ما جعل الكثيرون يفكرون في احتمالية عثورها على أمر خطير للغاية جعلها ترحل مسرعةً!

 القصة الرابعة: زوجان

(جثة معفنة تقلب الأحوال وتثير الجدالات)

سنعيد شهر العسل مجددًا هكذا أخبر الزوج زوجته المتوفاة، فاصطحب جثتها إلى هذا الفندق الكبير وأخذ شفرة الدخول لأحد الحجرات الجميلة ألا وهي غرفة 207، فمرّت الأيام ولا زال هذان الزوجان يسكنا هذه الردهة الواسعة ولكن تفاجأ عمال الفندق برائحة فواحة تنبثق من تلك الغرفة! بالإضافة إلى اشمئزاز النزلاء من انبعاث هذه الشذى، مما قرر جمال الصواف أن يتعرف على ماهية هذه الرائحة وتقصي الحقيقة، فلجأ أولًا لكشف نزلاء هذه الغرفة فوجد تشابهًا بين اسم عائلة الزوجة وصديقه!

تمكّن جمال من الإمساك بزمام الحقيقة كاملة، فالرائحة المنبثقة من تلك الغرفة ما هي إلا شذى لجثة معفنة، جثة فتاة عشرينية قد أُرغمت على الزواج من رجل ثري فانتحرت! ولكنه بالرغم من ذلك لم يحترم خصوصية الموتى، فتزوجها على حالها هذا وكأن لين قلبه قد ذهب مع الريح بعيدًا عن عالم الآدميين!

سر الغرفة 207 ويكيبيديا

 القصة الخامسة: تليفزيون الواقع

(ما بين الواقع والخيال جُسدت الخلافات)

تدور أحداث خامس حكايات رواية غرفة ٢٠٧ حول شكوى متكررة من زوجين في الأربعين من عمرهما بشأن تلفاز غريب الأطوار، فلم تكن شكواهم حول عطل أصابه أو حتى عدم قدرتهما على استخدامه بل كانت بشأن ذلك البرنامج التلفزيوني الذي تُعرض مشاكلهما اليومية عليه!

قرر جمال حل أزمتهما هذه بفصل الكهرباء عن الغرفة مستعينًا برفيقه ولكنه وجده في مأزق يتمنى لو أن ينقذه أحد منه! ماس كهربائي قد تعرض له إلا إن جمال قد وصل في الموعد فأنقذه، وحينما انقطع التيار الكهربائي عن الغرفة 207 تفاجأ جمال أنه لا وجود للزوجين في هذه الغرفة من الأساس!

القصة السادسة: أعدها لي

(جثة هامدة بداخل أحد الحوائط)

تجديدات كثيرة طرأت على هذه الغرفة اللعينة التي شهدت على فناء أرواح الكثيرين، وعندما دخلها جمال الصواف رأى بداخل أحد جدرانها جثةَ فتاة فأمسك بذراعها ولكن انتابه حلم بأن شخص ما يناديه ويرجو منه أن يترك ذراع هذه الفتاة له، فاستفاق من شروده وقد فعل ما تهيأ له.

القصة السابعة: النمط رقم 4

(في الغرفة 207 توجد العجائب)

يحكي جمال الصواف في القصة السابعة من رواية غرفة ٢٠٧ عن نزيلة جديدة في هذا الفندق، فتاة جميلة تغريه فتانتها فيصعد معها لتلك الحجرة فيعيشا حياةً هادئةً وكأنهما في عالم آخر، فيراها كليوباترا ويظن نفسه أنطونيو ولكنه يفوق من شروده بعد ساعات عدة، فيكتشف في نهاية المطاف أنه قد عاش في أوهام جراء تعاطيه المخدرات.

القصة الثامنة: اللقاء

(لقد أُعيد إحياء الماضي من جديد)

يحكي جمال في هذه القصة عن ثلاثة جنود ساهموا في الحرب العالمية الأولى والثانية أرادوا إعادة إحياء هذه الأحداث مجددًا، فلم يجدوا أفضل من الغرفة 207 ليذيقوا فيها مرارة الحرب والقتال، ويُكتشف فيما بعد أنهم لا زالوا يظهرون للكثير من الأشخاص العاملين بهذا الفندق.

 القصة التاسعة: تجربة ليلية

(حوار صحفي برفقة أرواح)

مثيرة للغاية هي القصة التاسعة التي دوّنها العراب بأقلامه ضمن أحداث رواية غرفة ٢٠٧ ، فلقد وصل أحد الصحفيين العاملين بجريدة شهيرة إلى هذا الفندق، فكان على موعد مرتقب لمقابلة المدير الذي طلب حضور جمال في هذه الجلسة وقد كان، وفيما بعد اكتشف الآخر أن مديره قد طرد هذا الصحفي وهذه الجلسة تمت حقًا ولكن مع الأرواح!

القصة العاشرة: شيء ما

(امتشان الفندق تحت أنظار العاملين به)

بات الوصول لآخر القصص المدفونة في رواية غرفة ٢٠٧على مشارف الأبواب، يحكي جمال في هذه القصة عن قيام لصين بسرقة الفندق جراء انشغال كل العاملين فيه بما يدور داخل الغرفة 207، فلقد فزع الجميع من تواجد شخص غريب الأطوار بها، مما كانت عقولهم منشغلةً فقط بهذا الشبح الذي لم يروه من قبل.

القصة الحادية عشر: قلادة وعطر وساعة

(دوران عقارب الساعة في عكس الاتجاه)

يأخذنا جمال في هذه القصة إلى خارج الفندق قليلًا فيحكي لنا عما حدث بين السيدة وزوجها الذي طاردها، وحينما يستفيق من غفوته يجد أن تلك الأحداث معكوسةٌ وكأن ساعة الحائط توافق الزوج رأيه وأفعاله!

القصة الثانية عشر: ما رأيك يا عم جمال؟

(تفجير الغرفة اللعينة لن يمر مرور الكرام)

يجلس العم جمال مع جميع العاملين بالفندق فيسرد لهم شتى حكايات هذه الغرفة الشنيعة التي تعشق إراقة الدماء وسلب الأنفاس، فتراود الدهشة هؤلاء ولكنهم سرعان ما يستفيقون منها فيقررون تحطيم الغرفة 207 إلا إن مرادهم لن يتحقق سوى بالتضحية بأحدهم!

“إن تلك الأحداث ربما تواجدت في خيالي فحسب” هكذا نطق العم جمال الصواف جملته الشهيرة هذه حينما قرر التضحية بروحه في سبيل إنقاذ أصدقائه، وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية رواية غرفة ٢٠٧ التي حبست أنفاسنا طيلة أحداثها المريعة!

ختام رواية الغرفة 207 | سر حاصدة الأرواح

لقد كان الشبح المخيف الذي يقطن الغرفة 207 ويسلب أرواح الكثيرين أشبه ما يكون ببطل رواية الجزار الذي انتقم أشد انتقام من الظالمين، صدف الزوجة التي حرقها زوجها حيّةً فتوعدت الانتقام من كل نزيل سيسكن الغرفة التي مجموع أعداها 9، وهي أم لابنين من زوجين مختلفين فأول أبنائها هو صاحب هذا الفندق، أما الثاني فهو جمال الصواف الذي تركته وليدًا يعيش مع أسرة لم تقربه شيئًا، ولكنها فعلت المستحيل لكي تجلبه من أجل العمل بهذا الأوتيل.

تحميل كتاب سر الغرفة 207

يرغب الكثيرون في تحميل رواية غرفة ٢٠٧ التي سطّرها العراب لكي يغذوا عقولهم بثمار قرائتها وروعة أحداثها ولكن قد يصعب عليهم أمر تحميلها، ولكن عن طريق دخولهم على موقعنا هذا الفريد سيجدون الصعب قد أصبح ممكنًا وبات بإمكانهم تحميل هذه الرواية بسهولة، لذا تتبعوا السطر التالي:

تحميل كتاب سر الغرفة 207 pdf