احدب نوتردام وحربه مع المسوخ الآدمية

المسخ الذي ذكرته الرواية احدب نوتردام في أحداثها، ربما رأيناه يوماً ما يذهب معنا في نفس الطريق، ورمقناه بنظرة تثبت أن المسخ الحقيقي يعيش بداخلنا، فكم من شخص جُلد بسوط الكلمات القميئة بسبب مظهره البشع؟، في حين أنه لم يولد بأي ذنب يجعله يتحمل ذلك العذاب الأبدي، سوى أن الشيطان الذي نخبئه وراء أقنعتنا، لم يكن يريد لنا أن ننجو بالسواء النفسي من مذبلة التاريخ.

مواصفات وهيئة احدب نوتردام

تَقبُلنا كبشر نعيش في غياهب المظاهر المزيفة للأشخاص ذو المظهر الخارجي السيء، هو أمر لا يحدث إلا في القصص الخيالية مثل قصة الأميرة والوحش فقط، وهذا ما يثبت لنا أن حب الغجرية لشخصية احدب نوتردام في الرواية، ما هو إلا محاولة خيالية من الكاتب لتحسين صورة النفس البشرية أمام مرآة العدالة الإنسانية، أما في الحقيقة فنحن لا نأبه إلا بالحسن الخارجي الذي يمتلكه المحظوظين.

وضح لنا كاتب رواية أحدب نوتردام مدى عجز البشر عن تنفيذ ما تتفوه به ألسنتهم، حيث أن جيوش الكلمات التي تنادي بالعدالة وحب الذات، دائماً ما تنفض من حول الضمير الإنساني، عندما يكون القابع أمامه هو شخص كأحدب نوتردام، مجرد مسخ كما يصفه الجميع، وحش عملاق ذو ملامح مشوهه، يمشي على سيقان تعكس في تقوسها، تعرج الآراء البشرية وفقاً لأهوائها.

من كاتب رواية احدب نوتردام  ؟

تُنسب رواية أحدب نوتردام إلى المؤلف والشاعر والأديب ” فيكتور ماري هوجو”، والذي عُرف بلقب امبراطور الرومانسية الفرنسية في القرن التاسع عشر، فكتابات هوجو الرائعة جعلت المجد الأدبي في ذلك القرن يؤول إليه وحده، حيث لقب الفرنسيين القرن التاسع عشر بـ قرن فيكتور هوجو، بعد أن أخرج فيه إلى النور روائع ذهبية مثل رواية البؤساء وأحدب نوتردام.

وُلد مؤلف قصة احدب نوتردام في فرنسا، وبالتحديد في السادس والعشرين من فبراير للعام ” 1802″، داخل أسوار مدينة عُرفت باسم ” بيزانسون”، وامتزجت حياة الكاتب فيكتور هوجو بالمحبة والألم في نفس الوقت، حيث كان يُعرف برومانسيته الشديدة، وفي نفس الوقت كان أحد أفراد المقاومة ضد حُكم نابليون، وقاد الثورة الفاشلة ضد الملك فيليب في القرن التاسع عشر.

حقائق في رواية أحدب نوتردام

كان من المقدر لتلك الرواية أن تكون ملهمة للباحثين في مجال الأدب القصصي على مر العصور، فحتى وإن وصلنا جميعاً إلى العناصر الأدبية الممتعة التي تتضمنها الرواية، دائماً ما يتجدد ماء الفضول في بئر رواية احدب نوتردام الخيالية، عندما نكتشف سر جديد من أسراها، ولعل أهم سر اكتشفناه حول الرواية، هو أن أحداثها لم تكن خيالية بالكامل، ولكنها تضمنت الوقائع التالية :

أولاً : كنيسة نوتردام الفرنسية

من الاكتشافات الرائعة جداً عن الرواية احدب نوتردام الفرنسية، هو أن الكنيسة ” نوتردام” التي ذكرها فيكتور هوجو داخل الرواية، كمأوى البطل طول حياته، هي حقيقية وموجودة بالفعل، بل تعد تلك الكنيسة أعظم مثال على فنون العمارة القوطية في فرنسا حتى اليوم، ومعنى كنيسة نوتردام هو كنيسة السيدة العذراء، نسبة إلى السيدة مريم أم المسيح عيسى ” عليه السلام”.

هناك الكثير من نقاد الأدب الذين ذكروا، أن الكاتب جعل احداث احدب نوتردام تقع في كنيسة السيدة العذراء، والتي تعد الأضخم و الأعرق في البلاد الفرنسية، لتكون موقع الصراع بين الباطن الطيب للبطل، والشكل المخادع للقس، هو أن فيكتور هوجو لم يكن من محبي زيارة الكنائس، على الرغم من تدينه الشديد، وأن رمز مثل نوتردام، سوف يضيف لأحداث الرواية الكثير من التشويق.

ثانياً : احتفال الحمقى في احدب نوتردام

دائماً ما تُذكر كلمة الاحتفالات داخل الروايات الأدبية بشكل عشوائي، فنادراً ما يُذكر اسم احتفال بعينه، كما حدث في تلك الرواية، فكاتب أحدب نوتردام فيكتور هوجو قد قام بذكر احتفال يحدث بشكل واقعي في فرنسا داخل الرواية، وهو عيد الصخب المعروف بمسمى ” عيد الحمقى”، وفي هذا العيد يجتمع كل سكان فرنسا من أجل اختيار أكثر الأشخاص حماقة للعام.

ثالثاً : بطل احدب نوتردام الحقيقي

عندما تكون حبكة الرواية مؤثرة في جمهور القراء، عادة ما يسأل الجميع عن أبطالها الحقيقين، كما حدث مع الكاتب واسيني الأعرج في روايته طوق الياسمين المشهورة، وقد تكرر نفس الأمر مع رواية أحدب نوتردام، عندما تساءل الكثيرين ماهو اسم احدب نوتردام الحقيقي ؟، عند ترجمة الرواية من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية.

الإجابة التي يتلقاها القارئ عن شخصية أحدب نوتردام الحقيقية، قد لا تكون صحيحة 100%، فمن الأكيد أن الرواية تصنف تبعاً للأدب القصصي الخيالي، ولكن بطل الرواية نفسه قد يكون شخص تقاطعت طرقه بالفعل مع فيكتور هوجو كاتب الرواية، كما حدث معه من قبل في رائعته ” البؤساء”.

هناك بعض الدلائل التي تجزم بأن احدب نوتردام شخص حقيقي، وكان موجود بالفعل أثناء كتابة الأديب والشاعر “فيكتور هوجو” للرواية، ومن أبرز تلك الدلائل وجود مذكرات لنحات بريطاني كان يعمل في كنيسة نوتردام، وقال النحات في تلك المذكرات أنه كان هناك رجل أحدب يعمل بالكنيسة، ولكنه لم يذكر بتاتاً أي دليل على رؤية مؤلف الرواية له بشكل واقعي.

ماهو اسم احدب نوتردام

ما هي أحداث قصة احدب نوتردام الأصلية ؟

انتشار رواية أحدب نوتردام بذلك الشكل المهيب في كل أرجاء العالم، قد أظهر معالم الفن القوطي في فرنسا، ولكن مع كثرة تحريف أحداث الرواية لتليق برؤية صناع الأفلام والمسرحيات، تم طمس العديد من الأحداث الحقيقية الخاصة بالرواية، والتي تبدأ مع ” أحدب نوتردام” المخلوق بملامح قاسية ومشوهه”، والذي لم يجد أحداً من البشر يتقبل مظهره بأي شكل من الأشكال منذ ولادته.

ظل أحدب الذي ذكرته الرواية باسم ” كوازيمودو” مسجون داخل كنيسة نوتردام، وكان يعتقد أن القاضي “كلود  فرولو”، هو الذي أنقذ حياته بعد أن تركته أمه وفرت هاربة، ولكن الحقيقة أن القاضي قام بقتل أبيه وأمه، وعندما شعر فورلو بالذنب، قام بإيداع الأحدب داخل الكنيسة، وأطلق عليه اسم كوازيمودو، والذي يعني في اللغة الفرنسية “نصف إنسان”.

نرى في ملخص قصة احدب نوتردام أن الأحداث تصاعدت منذ مشاركة ” كوازيمودو” في مهرجان الحمقى، فهناك التقى بحبيبته ” أزميرالدا”، واكتشف الوجه الآخر للقاضي فورلو الشرير، حيث قام هذا القاضي بقتل حبيب أزميرالدا الضابط “فيليب” حينما رفضت حبه، واتهمها بقتله ليتم إعدامها، ليجعل من كوازيمودو وحشاً قاسياً لأول مرة، حيث قام بقتل القاضي انتقاماً لموت حبيبته.

تنزيل احدب نوتردام PDF

تحكي قصة أحدب نوتردام عن وحش وقع في غرام فتاة غجرية فائقة الجمال، ولكن أقران الشيطان رفضوا ذلك الحب الطاهر، كما رفض صانعي قواعد جارتين زواج النبلاء من النسالى، ومن هنا تصاعدت أحداث الرواية نحو نهاية مثيرة تدمي القلوب، وحتى تستطيع عزيزي القارئ متابعة أحداث تلك الرواية المثيرة بالتفصيل، عليك أن تقوم بتنزيل كامل فصولها مباشرة من موقعنا على هاتفك.

يمكن للقراء تحميل رواية احدب نوتردام على هواتفهم المحمولة في بضع خطوات بسيطة، فما عليهم إلا الضغط على لينك تنزيل الرواية، ومن ثم الانتظار حتى ينتهي من المتصفح من تحميلها كاملة على الجهاز.

اقتباسات من رواية أحدب نوتردام

“في حياتك الراهنة لا تقيم احداً من خلال شكله ، فعليك بالمضمون، قد يكون الشخص أحدب الشكل ولكنه ليس احدب الروح، ويجب أن نتعلم الحب والخير والوفاء “، بهذا الاقتباس استحق فيكتور هوجو أن يمتلك صولجان الأدب أمد الحياة، وليس في القرن التاسع عشر فقط، فمن لديه القدرة على إيصال ذلك المغزى الإنساني العميق؟، بهذا الوصف البسيط سوى الشاعر الفرنسي.