الفرق بين الختان وعدمه بالصور | ما هو؟

تتفشى كالوباء في العديد من البلدان حول العالم ظاهرة مُهينة ومؤسفة للغاية ألا وهي الختان، وفي هذا الصدد نتطرق للحديث عن الفرق بين الختان وعدمه بالصور ، حيث إن تلك المسألة تمثل إحدى أبرز صور العنف ضد البنات، كما تعد أيضا انتهاكا صارخا لخصوصية الفتيات وحقوقهن الواجبة واعتداء على إنسانيتهن وصحتهن.

الختان عادة اجتماعية أم ملزمة دينية؟

يوجد اختلاف شاسع بين ختان الذكور وختان الإناث، فهذا الأخير لا يجب أن يُطلق عليه لفظ ختان بل لا بد من تسميته بألفاظ أخرى أكثر فظاعة وأبرز المصطلحات التي ينبغي إطلاقها عليه هو عملية تشويه الأعضاء التناسلية لدى الأنثى، حيث ينتج عن ذلك الأمر عواقب وخيمة على الفتيات سواء صحية أو نفسية.

من الضروري وصف ختان الإناث بأغلظ الصفات حتى لا يؤخذ انطباعا خاطئا بأن الفرق بين الختان وعدمه بالصور بين الذكور والبنات مرادفان لبعضهما البعض، فختان الفتيات ما هو إلا عادة اجتماعية بذيئة ابتُليت بها البنات دون أدنى ذنب، فهي تتعرض خلاله لقطع أو إزالة الأعضاء التناسلية بقسوة وينبغي التخلص من تلك العادة الشنيعة ومحاربتها بشتى الطرق، بينما ختان الذكور حث عليه الإسلام لما له من فوائد جمة للأولاد.

تكثر هذه الظاهرة المُريعة في العديد من قارات العالم خاصة في قارة أفريقيا وقارة آسيا، والمُروع في الموضوع أنه وبالرغم من التقدم والمعرفة التي وصل إليها العالم، إلا أن عدد البنات التي تعرضت للختان أو كما يُطلق عليه تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وصل إلى قرابة 200 مليون فتاة وذلك بكل تأكيد رقم رهيب ومخيف.

ختان الفتيات | جريمة تستحق أقصى العقوبات

قالت منظمة الصحة العالمية إن تلك العملية التي تتعرض خلالها الفتيات لاستئصال أو قطع الأعضاء التناسلية الخارجية دون أي دوافع أو أسباب طبية بأنها جريمة شنيعة يجب أن يعاقب عليها القانون، حيث إنها تُلحق بهن أضرارا نفسية وجسدية بالغة.

لكل من يتساءل عن متى يكون الختان ضروري ؟ نجيب عليه بعدم وجود أي فوائد صحية لتلك العملية بالنسبة للسيدات، بل على العكس تؤثر عليهن سلبا وعلى نظرتهن لأنفسهن، وفي الغالب يتم إجبار الفتيات من قبل ذويهم على إجراء تلك العملية.

المُرعب في مسألة الختان أن هذا الأمر كثيرا ما يحدث من دون وضع أي مخدر سواء كامل أو موضعي والأكثر سوءا استعمال أدوات غير معقمة، كما لا تتم تلك العملية تحت إشراف أطباء متخصصين في الغالب، حيث إن مثل هذه الأفعال المشينة لا علاقة لها بالرحمة والإنسانية، ولا يمكن لأي طبيب يلتزم بقوانين مهنته ويحترمها أن يوافق على القيام بذلك.

الاعتقادات السائدة حول ختان البنات

قبل أن نتطرق لاستعراض الفرق بين الختان وعدمه بالصور ، لا بد أولا أن نتطرق للحديث عن الأسباب الدافعة لعمل ختان للفتيات، يوجد العديد من الدوافع والمبررات التي استباحت ختان الإناث وجعلت الناس يعتقدون أنه شيء مهم وضروري، ولكنها بكل تأكيد لا تمت للصواب بصلة، إلا أن اسباب ختان البنات المعتقدة نسردها في النقاط التالية:

1- عِلَلٌ اجتماعية: تكمن تلك الحجج في كون الختان من العادات الموروثة التي تربى عليها الأجيال، فهو لديهم بمثابة تأكيد على انتقال البنت لمرحلة عمرية جديدة وهي النضج وبذلك تكون مستعدة للزواج، كما يُعتقد أيضا أن ختان الأنثى يحمي سمعة عائلتها.

2- عِلَلٌ نفسية جنسية: الادعاء الخاطئ بأن أحد أسباب ختان الإناث يتمثل في الإقلال أو الهيمنة على الرغبة الجنسية للبنات والسيدات، مما يعف الفتاة ويجعلها حريصة كل الحرص على عذريتها حتى وقت زفافها وذلك على حسب رأي ومنطق العادات والتقاليد.

3- عِلَلٌ ترتبط بالجمال والنظافة: يظن البعض أن الختان له أهمية تجميلية، حيث يُبقي الأعضاء التناسلية الأنثوية الخارجية نظيفة وجميلة، بالإضافة أيضا إلى اعتقادهم بأن الختان يحد من عملية نمو البظر كلما كبرت البنت وتقدمت في السن.

4- خزعبلات وهمية: يقول البعض إن السبب وراء ختان الإناث هو الحث على ارتفاع نسبة الخصوبة وفرص احتمالية استمرار المواليد على قيد الحياة تكون أكبر، حيث يُزعم أن أعضاء الأنثى الخارجية قد تؤدي إلى وفاة المواليد خلال الولادة.

اسباب ختان البنات

الفروق بين الفتاة المختونة وغير المختونة

لكي يتسنى للجميع معرفة الفرق بين الختان وعدمه بالصور نعرض لكم مجموعة من الاختلافات التي توضح الفرق بين الإناث التي تعرضت للختان والأخريات اللاتي نجون من تلك الجريمة الفظيعة، ولعل من أبرز هذه الفروق ما يلي:

– الأنثى التي أُجريت لها عملية الختان تكون أكثر عُرضة لفقد الإحساس بالأعضاء التناسلية بدرجة كبيرة.

– السيدة المختونة تضعف رغبتها الجنسية إلى حد كبير ولا تريد القيام بالعلاقة الحميمة بصورة كبيرة وطبيعية مثل الأنثى غير المختونة، كما أنها لا تُظهر أي ردة فعل قوية وحقيقية أثناء ممارسة العلاقة الجنسية، ذلك الأمر الذي يُسفر عن حالات استياء لدى الزوج، بذلك نجيب على كل من يتساءل على هل الختان يسبب برود جنسي؟

ختان الذكور | ما أقرت بوجوبه الشريعة الإسلامية

إن لفظ الختان حقا يُطلق على العملية التي يتم خلالها إزالة جلدة زائدة تُسمي بالحشفة وتوجد على رأس العضو الذكري، وهذا الأمر ليس خطيرا من الناحية الصحية بل على العكس له فوائد عدة، كما أن الشريعة الإسلامية والسنة النبوية الشريفة لم تحرم ختان الذكور.

يأتي في طليعة الأناس الذي استنوا بهذه العملية هو خليل الله سيدنا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وكان قد بلغ من العمر آنذاك ثمانين عاما، وقد روى ابو هريرة -رضي الله عنه- عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (اخْتَتَنَ إبْراهِيمُ بَعْدَ ثَمانِينَ سَنَةً، واخْتَتَنَ بالقَدُومِ)، وبذلك بات ختان الذكور من سنة المُرسلين والنبيين ومن تبعهم بالإيمان إلى يوم الدين.

حكم الدين في الختان

لم تكن الشريعة الإسلامية وأحكامها يوما سيفا مُسلطا على رقاب العباد، بل كانت النور لسراديب حياتهم والمُصوب لأخطائهم بما يضمن لهم الخير، فلم يُحلل الإسلام شيئا إلا وفيه الصلاح للجميع، ولم يُحرم مسألة إلا وفي حدوثها يعم البلاء على الناس، ولم يترك الدين الحنيف أمرا إلا وجاب فيه بكل تعمق، ومنها موضوع الختان، وسنقوم بعرض حكم الدين في مسألة الختان بالنسبة للذكور والنساء في السطور التالية:

أولا: حكم الدين في ختان الذكور

يعد الختان المُتعارف عليه الذي يتم فيه فقط إزالة القلفة الحاجبة لحشفة الذكر أحد سنن الطبيعة التي وردت عن النبي سيدنا محمد رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الذي رواه أحد أهم رواة الأحاديث النبوية الشريفة أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي قال: (الفِطرةُ خَمسٌ: الخِتانُ، والاستحدادُ، وقصُّ الشَّارِبِ، وتقليمُ الأظفارِ، ونتْفُ الآباطِ)، وجاء هذا الحديث في صحيح البخاري.

إذا تم قطع أجزاء أخرى من العضو الذكري فإن هذا يخالف الشريعة الإسلامية والسنة النبوية، وقال كبار أئمة الأمة أمثال الإمام أحمد بن حنبل والإمام الشافعي إن الختان واجب لجميع الذكور، كما شدد الامام مالك على ضرورة القيام به لأن يرى ختان الذكور سنة واجبة، ومن يتركها يعد آثما.

ثانيا: حكم الدين في ختان الإناث

توجد تساؤلات جمة تطوف بعقول العديد من الناس بخصوص الفرق بين الختان وعدمه بالصور ، ومن أكثر هذه الأسئلة هل ختان البنات حلال ام حرام ؟ وسنتطرق للإجابة عن كل الأسئلة الشائكة بخصوص هذا الشأن في سطور مقالنا.

من مُنطلق أن الإسلام حرم كل شيء فيه مضرة على العباد، وبما أن الختان يعود على الإناث بالعواقب الوخيمة من النواحي الصحية والنفسية، لذا يعد ختان البنات حراما شرعا، حيث إن ختان الإناث ليس في أصله مسألة دينية تعبدية وإنما هو مجرد عادة انتشرت بين الأنام منذ قديم الزمان، ولا يوجد ما يدل على مشروعيته في الشريعة الإسلامية.

رأي الأئمة وعلماء الدين في حكم الختان

تطرق إمام الدعاة للحديث عن ختان الإناث، وقال في هذا الصدد إن لفظ الختان لا يستخدم إلا مع الذكور بينما البنات يُستعمل معهن كلمة خفاض، واستدل الشيخ الشعراوي في رأيه بالحديث الذي رواه أبو داود عن النبي محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخصوص هذا الشأن وقال إن الرسول قال لإحدى السيدات التي كانت تختن في المدنية: (لا تنهكي ؛ فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل).

الحديث السالف ذكره يعني أن المصطفى عليه -الصلاة والسلام- أمر تلك المرأة بالخفض لا الإنهاك، حيث إن الإنهاك معناه الوصول إلى المنبع وهذا خطأ، واستكمالا للقول الذي جاء في حكم ختان الإناث للشعراوى إن من لم تقم بذلك ليس عليها حرج فهو ليس بفرض أو سنة وإنما هو مكرمة للفتاة فقط، ولم يختلف حكم ختان الإناث في المذاهب الأربعة عن ذلك في شيء.