ما هي عيوب الولادة الطبيعية ؟

إن القوة سمةٌ من سمات الشجعان لا سيما النساء اللاتي يواجهن الصعاب وجهاً لوجهٍ دون إدارة رؤوسهن لها، فلم تقف الصعاب عند حدٍ معينٍ من المشاكل المحيطة بهن؛ بل قد تكمن في الآلام التي يتعرضن لها في الولادة الطبيعية من أجل الحفاظ على صحة أجنتهن، فعلى الرغم من عيوب الولادة الطبيعية الكثيرة التي تعد الآلام الشديدة واحدة منها إلا أن الكثير من النساء يفضلنها عن نقيضتها القيصرية.

ما هي عيوب الولادة الطبيعية ؟                                                    

لعلنا نفكر في بعض الأوقات ونتسائل عن كيف تمت ولادتنا؟ وكيف تكونت أعضاؤنا وتشابكت جميعها معاً؟ ولماذا كانت تفضل الأمهات الولادة الرحمية؟ أليس هناك ما يُسمى بـ عيوب الولادة الطبيعية ؛ فلما كن يتمسكن بها؟ ربما يفكر الكثيرون في جميع هذه التساؤلات وغيرها من أجل تثقيف عقولهم بالمعلومات عن هذا العلم الغزير الملئ بالإعجاز الإلهي.

فبداية من حدوث الحمل ومروراً بمراحله في التسعة أشهر ووصولاً إلى خروج الجنين خارج رحم أمه، والذي سكن في بيئة رحمية تمده بكامل احتياجاته في شتى الأوقات دون أن تواجهه العواقب، فكل هذه الصور التي تشهد مراحل تكون الجنين تدفعنا لقول “سبحان الله”، فيا لها من قدرة ربانية جليلة، فلم يقدر على خلق كل هذا الإبداع إلا -سبحانه وتعالى-!.

والجدير بالذكر أن عملية الولادة الطبيعية ليست بالسهولة المتوقعة كما يظن بشأنها الكثيرون؛ بل هي أوقات مليئة بالآلام الشديدة بدءاً من نزول المخاض وحتى أول صرخة للجنين، وتستغرق هذه الولادة ما بين 12- 14 ساعة حيث تختلف من إمرأة لأخرى، وكما لهذه الولادة مميزات أيضاً لها عيوب، وتكمن عيوب الولادة الطبيعية في عدة نقاط سأتناولهم بالذكر فيما بعد.

أبرز عيوب الولادة الطبيعية

1- تُرافق الولادة الطبيعية أثناء المخاض ألامٌ شديدةٌ، وفي ذلك الحين تفتقر الأم إلى طاقة كبيرة من أجل دفع جنينها خارج الرحم مما يتوجب عليها تحمل كم هائل من الصعاب في هذا الوقت الأليم، لذا يستعين على الحوامل اتباع طرق لتسهيل الولادة الطبيعية  من أجل التقليل بعض الشيء من هذه التأوهات الطبيعية.

2- تُنزف طاقة الأم الكلية وقوتها في هذه الولادة مما يلجأ الطبيب إلى فحص هذه المرأة للتأكد من تأهيلها لولادة أخرى طبيعية أم لا، كما أنه في الحالات المعقدة يرفض الأطباء رغبة الأم في أن تلد جنينها طبيعياً.

3- كما أنه من عيوب الولادة الطبيعية استغراقها مدة كبيرة إذ لا يمكن السيطرة على الأنين، لذلك تشعر الحوامل بالإرهاق الشديد أثناء المخاض مما يتضاعف مجهودهم الضروري لدفع أجنتهن خارج أرحامهن، وفي بعض الأحيان يتدخل الطبيب جراحياً حتى يُسهل من عملية خروج الأجنة لضمان سلامتهم.

4- تفقد الأم كمية كبيرة من الدم جراء انفصال المشيمة عن الرحم التي تسببت في فتح الأوعية الدموية، وقد تُصاب الأم بالإغماء وتشعر بشدة التعب، لذلك يتوجب استشارة الطبيب قبل الخضوع لأي من الولادتين لاختيار الولادة المناسبة لكل حاملٍ.

طرق تسهيل الولادة الطبيعية

لقد صار المجال الطبي في تطور مستمر دون أي انقطاع في تقدمه؛ إذ من السهل معرفة نوع الجنين بالمواد الكيميائية في الأشهر الأولى من الحمل، كما توفر عدد كبير من الطرق العلمية المتبعة في تسهيل أمور الولادة على الحوامل، وأيضاً تتنوع علامات الولادة الطبيعية التي هي بمثابة مؤشر الدخول في مرحلة المخاض؛ كآلام متقطعة أسفل البطن على سبيل المثال.

وتزامناً مع حقبة التطور العلمي في تخصص النساء والتوليد؛ دعوني أقص عليكم عدة طرق بسيطة تساهم في تلاشي بعض من عيوب الولادة الطبيعية التي من أبرزها الآلام، وهي ما يلي:-

– إن الاسترخاء أثناء مرحلة الحمل من أهم طرق تسهيل الولادة طبيعياً خصيصاً في شهور الحمل الأولى.

– المواظبة على ممارسة الرياضة يعمل على استرخاء العضلات؛ إذ يُضعف الحمل من عضلات الحوض.

ما الأطعمة التي يُنصح بتناولها بعد الولادة الطبيعية؟

تصير الأم في أشد الحاجة إلى تغذية جسدها وإمداده بالكثير من العناصر الغذائية بعد ولادتها الطبيعية حتى تستعيد قوتها ونشاطها البدني، ومن أبرز هذه الأطعمة ما يلي:-

1- اللحوم

تعتبر اللحوم مصدراً عالياً للبروتين عالي القيمة الحيوية، وأيضاً مصدر لفيتامين ب12 الذي تحتاج إليه الأم بكثرة؛ ولذا ننصحها بتناولها بعد ولادتها الطبيعية.

2- البقوليات

تحتاج الأم إلى تناول البقوليات الغنية بعنصر الحديد والتي تحوي نسبة هائلة من البروتين النباتي كالفول والفاصوليا من أجل تعزيز الرضاعة الطبيعية للجنين.

3- حمض الفوليك

– لم يقتصر تناول حمض الفوليك للحامل خلال الشهور الأولى من الحمل فقط من أجل منع تشوهات الجهاز العصبي للجنين؛ بل أيضاً بعد الولادة وأثناء الرضاعة الطبيعية لفوائده الثمينة؛ إذ يُعوض ما فُقد من جسم المرأة أثناء الحمل.

4- البرتقال

لعل تلبية طلبات الجنين أمر في غاية الأهمية يتوجب على الأم تنفيذها؛ والذي يساهم في حدوث هذه الاحتياجات هو فيتامين سي الهام الذي تحتاج إليه الأم بكثرة في تلك الفترة.

ما هي الحالات التي يفضل فيها الولادة القيصرية؟

تتأزم أحوال بعض الحوامل في أوقاتٍ كثيرةٍ لا سيما مع ظهور علامات اقتراب الولادة ؛ حيث الرهبة التي تخشاها الأمهات من الولادة القيصرية والأوجاع اللاحقة لها، فبالرغم من شدة تفضيل الحوامل للولادة الطبيعية عن الجراحية من أجل الحفاظ على وزنهن وتجنب التعرض لأي جرح في بطونهن؛ إلا أنه في بعض الأحيان يكون لا بديل عن الولادة الجراحية، ومن هذه الحالات ما يلي:-

– يصعب أمر الولادة الطبيعية في حالة الحمل بتوأم لكنه ليس مستحيلاً، فقد يرى الطبيب أنه بإمكان الحامل أن تلد جنينيها طبيعياً حتى لو كانا توأمين.

– إذا كانت وضعية الجنين ليست مطابقة لمعايير أوضاع الولادة الطبيعية؛ كأن يتواجد الجنين داخل رحم أمه ورجليه في اتجاه الحوض بينما رأسه لأعلى مما يستحيل الولادة الطبيعية؛ إذ أن الرأس أول ما يخرج من جسد الجنين إذا تمت الولادة طبيعياً.

– إذا كان اتساع حوض الحامل ضيقاً بدرجة لا تتناسب مع حجم رأس الجنين؛ لذلك تكون الولادة الطبيعية صعبة في هذه الحالة ما لم يتدخل الطبيب جراحياً.

إرشادات للحد من مخاطر وعيوب الولادة الطبيعية منزلياً

يتحتم على كل حامل ستلد جنينها طبيعياً الاطلاع على كافة التعليمات التي تقلل من عيوب الولادة الطبيعية في المنزل من أجل تفادي حدوث أي مخاطر تودي بها أو بجنينها، ومن هذه الإرشادات التي تحد من عيوب الولادة الطبيعية ما يلي:-

– الاستعانة بطبيب نساء وتوليد ماهر في عمله من أجل توليدك في المنزل.

– توفير كافة احتياجات الطبيب من بيئة صالحة للتوليد تتشابه مع أجواء المستشفى.

– طلب خدمات ممرضة مرخصة ولديها خبرة في مجال التوليد من أجل متابعة حالتك أثناء الولادة وفيما بعد.

– تقديم سبل العناية التامة للطفل حديث الولادة من قِبل شخص مهمته الأساسية هي رعاية هذا الجنين.