فيلم saw | الفرار من صانع الأحجية مجرد مزحة

يرضي فيلم saw فضول هؤلاء الأشخاص الذين يرغبون في إلقاء نظرة على الجانب المظلم من النفس البشرية، حتى وإن كان ذلك خلف شاشة تعرض لهم أبشع لعبة دموية جسدتها الأعمال الفنية على الإطلاق، حيث لا توجد أمام المتسابقين فرصة للهرب من قيد المنشار إلا باستخدامه في بتر سيقانهم أو أحد أعضاء أجسادهم، أو التضحية بأحد اللاعبين الآخرين للنجاة من الموت على يد صانع الأحجية الذي يتلذذ بتعذيب وقتل ضحاياه.

القصة الحقيقية وراء فيلم saw

لا شك في أن أفلام الرعب التي تؤخذ عن قصة حقيقية مثل فيلم the conjuring يكون لها النصيب الأكبر في الشهرة العالمية، وخصوصا إن تجرد أبطالها من السمات الإنسانية الرحيمة مثل بطل فيلم saw الحقيقي (ديفيد باركر راي)، والذي مارس ساديته على أكثر من 60 ضحية بريئة قبل أن يقع في قبضة الشرطة عام 1999، وذلك بعد أن استطاعت إحدى ضحاياه الهرب والإبلاغ عنه.

وضحت تحريات الشرطة أن (باركر) المأخوذ عن ذاتيته المضطربة شخصية (جيغـسو) بطل فيلم jigsaw كان لديه غرفة مجهزة بشتى أساليب التعذيب المميتة كالأصفاد والمناشير البتارة، وأوضحت التحقيقات أيضًا أن السبب الذي دفع باركر للقيام بكل تلك الجرائم الشنيعة هو تعرضه للاعتداءات في الطفولة، وتسببت له تلك الاعتداءات في اضطراب نفسي حاد جعله يتلذذ بتعذيب النساء والرجال عن طريق إلزامهم بأداء أفعال مستحيلة للبقاء أحياء من وراء شاشة كما في فكرة فيلم (قطعة البازل).

ملخـص فكرة  فيلم saw الرئيسة

غالبا ما تعتمد الأفلام العالمية ذات الأجزاء المتعددة على فكرة جزئها الأول كونها كانت السبب في جذب المشاهدين لرونق العمل، ولدينا فيلم (هاري بوتر) افضل افلام الخيال العلمي كمثال على ذلك، وتكرر نفس الشيء مع فيلم ساو أفضل أفلام الرعب، حيث اعتمدت أجزاء الفيلم الثمانية على فكرة الجزء الأول، والتي تتحدث عن (جون كريمر) المهندس المدني الذي فقد طفله الأول بسبب تعدي أحد المدمنين على زوجته في عيادتها، وبعد انعزاله عن الحياة لفترة تفاجأ جون بأنه مصاب بسرطان غير قابل للعلاج.

حُزن جون على مصيره جعله يُصاب باضطرابات نفسية وسوست له بأنه يجب عليه معاقبة كل من لا يعرف قيمة حياته، وقرر أن يقوم بتصميم لعبة تهدف إلى تعذيب كل الأشخاص الذين لا يقدرون نعمة الحياة، وظلت تلك اللعبة هي فكرة جميع أجزاء فيلم saw حتى بعد موت جون كريمر في الجزء الثالث، وتولي مساعدته (أماندا) التي أصبحت شريكته بعد نجاحها في تخطي فخ اللعبة مهمة الانتقام من الضحايا.

أبرز أحداث فيلم سـاو الجزء الأول

تبدأ أحداث الجزء الأول من سلسلة افلام saw الخاطفة للأنفاس مع الدكتور (لورانس غوردون)، وشخص آخر يدعى (آدم ستانهايت) اللذان استيقظا من تأثير المخدر فوجدا نفسهما مقيدين في مواسير حمام صناعي متهـالك، وبينهما ترقد جثة هامدة غارقة في دمائها تحمل في يدها اليمنى مسدساً، وفي يدها اليسرى مشغل شرائط ليستمع آدم ودكتور لورانس إلى محتوى الشرائط التي وجداها في جيبيهما بواسطته.

أخبر المجرم دكتور لورانس من خلال الشريط المسجل أنه عليه قتل آدم قبل الساعة السادسة لينجو من لعبة الموت، وأخبر آدم أنه عليه البحث عن طريقة للفرار من تلك المصيدة قبل أن يقتله لورانس، وهددهما جون كريمر إنه في حال فشلت محاولاتهما سيتركهما ليموتا داخل الحمام، وسيقتل زوجة لورانس (اليسون) وابنته (ديانا).

محـاولات الضحايا للهرب من فخ صانع الأحجية

بحث آدم ولورانس عن وسائل تساعدهما في الهرب من الفخ الذي نصبه صانع الأحجية لهما، فلم يجدا أمامهما سوى منشارين فقط، المنشار الأول حاول آدم استخدامه في نشر قيده الحديدي ففشل وانكسر المنشار، أما دكتور لورانس فأدرك أن الهدف من وجود المنشار هو قطع ساقيهما وليست القيود، وأدرك أن خاطفهما هو صانع الأحجية الذي اشتُبِه بلورانس ذات مرة أنه هو المجرم، وذلك عندما وجد المحقق (تاب) قلمه في مسرح جريمة القتل الأولى لصانع الأحجية.

تسري مشاهد فيلم saw ما بين الفلاش باك لما حدث في الماضي، وبين الأحداث الحالية التي من أهمها مراقبة المحقق (تاب) للشقة التي يحتجز بها المجرم زوجة لورانس غوردون وابنته، وعثور آدم على صورة لعائلة لورانس مقيدين، ومكتوب عليها (أحيانًا ترى الأشياء بطريقة أفضل بعينين مغمضتين)، ولكنه لا يخبر لورانس بذلك خشية من الموت، وعندما طلب منه إطفاء الضوء ظهرت علامة إكس على الحائط، مما دفع لورانس لكسرها، وعثر حينها على صندوق كان هو البداية لحل لغز لعبة صانع الأحجية.

هروب لورانس من لعبة صانع الأحجية

وجد لورانس بالصندوق هاتفاً وسيجارتين ورصاصة، وأيضًا رسالة تفيد بأن الدم الموجود في أرضية الحمام مسمم يمكنه قتل آدم به، ولكن تلك الخطة فشلت بسبب تعرض آدم لصعقة كهربائية بواسطة أصفاده، وتلقى لورانس مهاتفة من زوجته عبر الهاتف تخبره بعدم الوثوق في آدم، ليعترف آدم له بأن المحقق (تاب) استأجره لمراقبته، وفي نفس الوقت أنقذ تاب عائلة لورانس من الموت على يد المجرم المحتجز لهما، ودارت بينهما مطاردة شرسة انتهت بقتل المحقق، وذهاب المجرم لقتل لورانس.

كانت محاولة لورانس الأخيرة للتخلص من الأصفاد هي قطع قدمه بواسطة المنشار، ومن ثم إطلاق النار على آدم، ولكنه تفاجأ بقدوم المجرم الذي اختطف عائلته لقتله، وساعده القدر بأن آدم كان ما زال على قيد الحياة، وضرب المجرم بغطاء الحمام حتى الموت، وتفرق الضحيتين ليذهب لورانس إلى الخارج لطلب المساعدة، ويحاول آدم البحث عن مفتاح قيده في جيب القتيل ليتفاجأ بشريط يخبره أن المجرم هو ضحية مثله لصانع الأحجية.

نهـاية فيلم saw

يعد مشهد النهاية هو الأكثر تشويقا بالنسبة للجمهور عند مشاهدة فيلم saw المرعب، حيث تقف الجثة الموجودة في الحمام لتخبر آدم بأنه (جون كريمر) صانع الأحجية، وأحد مرضى الطبيب لورانس غوردون، وقبل أن يتمكن آدم من قتل جون صعقته الأصفاد مرة أخرى، وأطفأ صانع الأحجية أضواء الغرفة مغادرا إياها، وهو يقول ((انتهـت اللعبة))، وأغلق باب الغرفة تاركا (آدم) ليلقي حتفه بمفرده.

فيلم ساو

نقد فيلم saw

رفض بعض النقاد فكرة التعذيب الشنيعة في فيلم قطعة البازل، ولكن ذلك لم يؤثر على شعبية الفيلم الذي حقق إيرادات هائلة في شباك التذاكر، وهناك العديد من النقاد الآخرين الذين أشادو بفيلم ساو بفضل فنياته المذكورة فيما يأتي:

1) قد تكون فكرة الفيلم قاسية، ولكنه جرعة الرعب المكثفة في مشاهده كانت السبب في تحميل فيلم saw من قبل ملايين الأشخاص المحبين لأفلام هذا التصنيف حول العالم حتى اليوم.

2) اتبع (جيمس وان) مخرج فيلم قطعة البازل سياسة العديد من المخرجين التي تفيد بضرورة وجود رمز أو قناع يتذكر المشاهدون الفيلم به مثل قناع فيلم v for vendetta المعروف، وصمم بنفسه الدمية ((بيلي)) التي ظهرت أمام الضحايا في فيلم قطعة البازل لتخبرهم بالمهام المطلوبة حتى ينجوا من الموت.

3) الموسيقى والمؤثرات السمعية والبصرية الملائمة للأحداث من أفضل الأشياء التي رفعت من تقييم فيلم سـاو.

4) عدم توقع المشاهدين لشخصية القاتل الحقيقي في أجزاء فيلم saw ووقت ظهوره للضحايا هما السبب وراء تصنيفه كأحد أهم أفلام الإثارة والتشويق العالمية.