ما هي فاكهة الغيبة التي حرمها الله؟

ما-هي-فاكهة-الغيبة

نتشارك في الشيء ذاته ونتقاسم فاكهة الغيبة بصدر رحب ونتهامس بعيوب الآخرين، فتقع ألسنتنا فيما يغضب الله فكم من أرحام قطعت وعلاقات دمرت ومحصنات قذفت وأعراض انتهكت!، فنتساءل ما هي فاكهة الغيبة ؟ فهل كنا أحباب لها أم عصمنا الله من تناولها بشراهة؟.

ما هو المقصود بالغيبة؟

الغيبة تشتق من الفعل اغتاب اغتيابًا، وتعني ذكر غيرك بما لا يحب في نفسه من خصال سيئة أو ما شابه، كما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- حينما قيل له ما هي فاكهة الغيبة يا رسول الله؟ قال: هي تناول عيوب أخاك وذكر ما فيه من خصال سيئة، قيل: وإن كان فيه ما أقول؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: إن كان فيه ما ذكرت فقد اغتبته، وإلا فقد بهته”.

ما هي فاكهة الغيبة التي حرم الله تناولها؟

يتساءل العديد من المسلمين ما هي فاكهة الغيبة ؟ وما هو الفرق بين الغيبة والنميمة ؟ ويختلط عليهم الأمر بشأنها ويظنون أنها تأكل ولها حجم وهيئة، ولكن الأمر على عكس ذلك أنها معنوية اللفظ غير ملموسة لا تشعر بوجودها إذا بدأت في تناولها، فتفتش عن شكل فاكهة الغيبة بالصور حتى تتجنب التهامها بين أسنانك، ولكن لو ركزت قليلًا ستدرك أنك تحب تناولها بشراهة فهي فاكهة المجالس التي يتفنن البعض في أكلها بين الحين والأخر وفي كل مكان وزمان.

الغيبة والنميمة من الأمور التي حرمها الله على المسلمين، فهي محرمة بنص القرآن والسنة وإجماع علماء الأمة وذُكر في حقها أشد أنواع العقاب والوعيد بجهنم وبئس المصير، فقال تعالى “وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ” حيث توعد الله كل من اغتاب الناس وفرق شملهم بالعذاب، ووضح العلماء أن فاكهة الغيبة لذيذة وسهلة المنال، متاحة في كل المجالس، ووظيفة من ليس له عمل، ووجهة كل ظالم وفاسد.

تدور الكثير من الاعتقادات حول سؤال ما هي فاكهة الغيبة ؟ وما السر وراء اختصاص النساء بها؟ فتجد العديد من العلماء ومنهم الحسن البصري –رحمه الله- يقول: ” الغيبة فاكهة النساء ” نظرًا لانتشارها بشكل كبير في مجالس النساء والاعتياد على طرح المواضيع والخوض في ذكر هذا وتلك فيما بينهن.

لماذا حرم الله فاكهة الغيبة ؟

جاء الإسلام بكل خير ونهى عن كل شر وأمرنا بالامتثال لكلام الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، فابتعدنا عن شرب الخمر وتناول مال الناس بالباطل وترك المنكرات والكبائر ولكن أوقعتنا النفس الأمارة بالسوء في طريق الغيبة والموبقات الكلامية والإكثار من الهمس واللمز في مجالسنا، وانساق اللسان وراء الشهوات وتلذذ بذكر محاسن الناس ومساوئهم.

بين الإسلام ما هي فاكهة الغيبة ؟، والسبب وراء حرمة الغيبة والنميمة في العديد من المواضع القرآنية والأحاديث النبوية واتخذ بشأنها موقفًا حاسمًا، وذلك لما تبثه في المجتمع من فشل وخلل وقلة ورع وتشويش على العلاقات وتدمير في النفوس، بالإضافة إلى تلاعبها بسلامة القلوب وقول الصدق وصيانة الحرمات والأعراض، فهي كبيرة من الكبائر كالقتل والزنا ويعود إثمها على فاعلها والراضي بسماعها، فكلاهما مشترك في الإثم.

تتناول كتب التفسير الآيات التي تدور حول الغيبة وضبط اللسان عن أعراض الناس، وترشدنا إلى أنها عادة أصحاب السوء ومائدة طعام الكلاب والجهلة، ومن أعمال أهل الفسق والفجور، فالخاض في أعراض الناس فاسق حتى لو صام وصلى وأقام الليل، فلا بد من ضبط اللسان وتحري الإيمان والسير على نهج القرآن الكريم والسنة الشريفة.

كيف تتجنب الوقوع في الغيبة؟

توشك أنفسنا أن تقع في الغيبة والنميمة، نتهافت على ذكر غيرنا بالسوء، نتلذذ في مجالسنا بتناول فاكهة الغيبة بمزاج جيد، فـ ما هي فاكهة الغيبة ؟ هي الطعام الثابت في المجالس والتسلية الممتعة في أوقات الفراغ والنكهة التي تضيف إلى الأحاديث مذاق خاص ويحبها الغني والفقير، إنها فاكهة المجالس “الغيبة” التي حرمها الإسلام ونهانا الرسول -عليه الصلاة والسلام- عن تناولها فيما بيننا.

لو تأملنا قوله تعالى “أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ” لقشعرت أجسادنا من شدة التشبيه وعظم الموقف، حيث يبين الله -عز وجل- أن من يتلذذ بذكر الناس بالسوء لا يعرف حجم مصيبته وبخس عمله، لذلك يجب على كل مسلم يؤمن بالله ورسوله أن يضبط لسانه ويكف عن تتبع عورات الناس ومراقبة الله في السر والعلن بالإضافة إلى البعد عن مجالس الغيبة وتجنب الخوض في الأحاديث غير المجدية.

يحذر أهل السنة والدين من السير وراء شهوات النفس وملذات الروح، فمن اقوال الشافعى الواردة في ضبط اللسان (العدو الحقيقي للإنسان) “اِحـفَظ لِسـانَكَ أَيُّـها الإِنسـانُ .. لا يَلدَغَنَّكَ إِنَّـهُ ثُعبـانُ” فحاول بقدر المستطاع أن لا تسترسل في الحديث عن عيوب البشر ومساوئهم واعتصم بربك في قوتك وضعفك وجاهد نفسك بالطاعات والكلام الطيب وجرب أن تفرق مجالس الغيبة.

ما-هي-فاكهة-الغيبة

ما-هي-فاكهة-الغيبة

علاج الغيبة:

لا يكف المرء المسلم عن المحاولة في أن يكون طيب الخلق وجميل الذكر والوصول بنفسه إلى أعلى درجات العبادة والإيمان، فيقع في المنتصف ويتخبط بين الحين والآخر ومع ذلك لا يستسلم في أن يكون نعم العبد، وإذا كنت تتساءل ما هي فاكهة الغيبة ؟ حتى لا تقع فيها وتبحث عن علاج مضمون من الكتاب والسنة تابع السطور التالية:

1- طريق مجمل

يتضمن علاج الغيبة أن يتذكر العبد قبح المعصية وشدة العقاب وما وعد الله به أهلها من الإلقاء في جهنم وبئس المصير، إلى جانب تشبيههم بآكلي لحوم البشر وسلب حسناتهم يوم القيامة، فإذا استشعر العبد كل هذا امتنعت نفسه عن الانسياق وراء الموبقات الكلامية المندرجة تحت حكم الغيبة والنميمة.

2- طريق مفصل

يذكر الإمام الغزالي أن علاج الغيبة يتطلب إرادة قوية وعزيمة تحفزه على الابتعاد عن ذلك الطريق، فجهاد النفس يتطلب القرب من الله وتأمل حال نفسه وما يأخذه إلى اغتياب الناس، فيجب أن يبحث عن السبب الباعث له على ارتكاب هذا الفعل المحرم وتلك العادة السيئة، ويعزم على مفارقة الأسباب؛ فهذا أحسن علاج لتلك العلة.

ما هي الأمور المباحة من الغيبة؟

تناولنا في الفقرات السابقة الإجابة على السؤال الشائع ما هي فاكهة الغيبة ؟ وذكرنا الأسباب المتعلقة بحرمة الغيبة، ولكن هناك بعض الأمور التي تباح فيها الغيبة ولكن ليس بصورتها المعتادة، وذلك لأسباب محددة وهي:

– من باب الاستعانة بالقوي في رد العاصي إلى صوابه وتغيير المنكر، كأن تقول مثلًا فلان يفعل كذا فازجره عني.

– شكوى المظلوم إلى السلطان أو القاضي لإنصافه ورد حقه.

– تحذير أخاك المسلم من شر محيط به، ويدخل في ذلك لفت نظره إلى مفسدة بشأنه أو إنسان يسرقه ونحو ذلك.

– الاستشارة؛ بأن تقول هذا ظلمني أو أخذ مني كذا، فهل لي طريق للخلاص منه أو دفع ظلمه عني؟.

ما هو شكل فاكهة النساء المحرمة؟

يطلق على فاكهة الغيبة (فاكهة النساء) التي حرم الله تعالى أكلها، والسبب وراء هذا المسمى هو انتشار تلك العادة السيئة بين النساء في المجالس والبيوت.

ما هو تعريف البهتان؟

هو أشد أنواع الكذب، فيقوم الشخص بذكر الغير بشيء ليس فيه والافتراء عليه بالكذب في أمر لم يقوله أو يفعله، فيجعله في دهشة وحيرة بما نسب في حقه بغير علم.

ما هي مظاهر أو أشكال الغيبة؟

يوجد العديد من الصور السيئة التي تدخل في نطاق الغيبة وتحمل نفس الحرمانية مثل الهمز واللمز والبهتان والنميمة.

ما حكم تحذير المرء من فعل شخص آخر؟

لا يدخل هذا الفعل في نطاق الأفعال المحرمة أو تحت حكم الغيبة والنميمة، فهو من الأمور المستحبة التي تمنع من انتشار الفتنة والقتل.

مواضيع ذات صلة

ملكة سبأقصة ملكة سبأ “بلقيس” وسيدنا سليمان في القرآن الكريم

الرحيق المختومرؤية تحليلية لكتاب الرحيق المختوم