متى يعتبر الطفل تأخر في الكلام ؟

منذ اللحظة الأولى التي ترى الأم صغيرها فيها وتضمه بين ذراعيها وتستنشق رائحته التي لا تساوي عندها أغلى عطور العالم وهي تحلم باللحظة التي سوف ينطق فيها حروف كلمة ماما بأي طريقة عشوائية كانت أو صحيحة، لذا عندما تلاحظ أن فلذة كبدها تأخر في تحقيق حلمها يساورها القلق وتراودها العديد من التساؤلات مثل: متى يعتبر الطفل تأخر في الكلام ؟  متى يتكلم الطفل ؟ وغيرها الكثير من الأسئلة التي أجبنا عنها بين طيات السطور الآتية.

متى يعتبر الطفل تأخر في الكلام ؟

يبدأ الطفل في تعلم الكلام خلال أول عامين من حياته، ولكن يجب التنويه إلى أن القدرات والمهارات تختلف من طفل لآخر، لذا ينبغي للآباء والأمهات تجنب مقارنة مراحل نمو طفلهم بأي طفل آخر.

ومن الجدير بالذكر أن الأشخاص البالغين لا يكونون متساويين في سرعة الاستيعاب ولا متماثلين في اكتساب المهارات، فكيف بالأطفال الرضع الذين لم يلبثوا في الحياة سوى أشهر معدودة! لذا يجب على كل أم وأب التركيز مع طفلهما فقط والابتعاد عن مقارنته بالأطفال الآخرين من نفس سنه.

وعند التطرق إلى سؤال متى يعتبر الطفل تأخر في الكلام ؟ نجد أن الإجابة مرتبطة بعدة عوامل مثل: حالة الطفل النفسية وقدراته العقلية بالإضافة إلى طبيعة البيئة المحيطة به، لذا يجب أخذ هذه النقاط بعين الاعتبار، ولكن في المجمل تشير الدراسات إلى أن الطفل عندما يتجاوز عامه الثاني دون أن ينطق ببعض الكلمات المفهومة مثل: ماما أو بابا وغيرها من الكلمات المكررة على مسامعه فإن ذلك يشير إلى أنه تأخر في النطق.

ويرجع سبب ظاهرة التأخر في النطق إلى عدة عوامل منها ما يستدعي القلق، ومنها ما هو طبيعي، وفيما يلي سوف نستكشف سويًا كافة الأسباب المؤدية إلى تلك الظاهرة.

أسباب تأخر الكلام عند الأطفال

هناك عومل متعددة تتسبب في تأخر الكلام عند الأطفال، وتتنوع بين العوامل الوراثية، الطبية، البيئية والتربوية، كما تؤثر حالة الطفل النفسية أيضا على تطور النطق، ويمكن طرح اسباب تاخر النطق عند الاطفال في النقاط الآتية:

أولا: وجود مشاكل في الفم

تتساءل معظم الأمهات الجدد متى يعتبر الطفل تأخر في الكلام ؟ ولكن القليلات منهن من لديهن الوعي الكافي للخروج من تلك الحيرة، إذ يجب أولا التحقق من صحة الطفل الجسدية والعقلية للتأكد من أنه لا يعاني من أي مشاكل صحية تعوق بينه وبين النطق.

إذ يصعب على بعض الأطفال التكلم بسبب وجود مشاكل في اللسان أو الشفاه، أو حتى الفك والأسنان، نظرًا لأن تلك الأجزاء تتحكم مباشرة في النطق والكلام.

ثانيا: الإعاقات الذهنية والمشاكل النفسية

تلعب الإعاقة الذهنية والأمراض النفسية دورًا كبيرًا في تأخر الكلام عند الأطفال، حيث تؤثر على استيعاب الطفل وسرعة اكتسابه للمهارات ومن هذه الأمراض مرض التوحد، فمن اعراض التوحد الشائعة تأخر النطق، ولا يمكن غض الطرف عن دور المشاكل النفسية في تأخر النطق عند الطفل  كتعرضه للصدمات أو شعوره بالتهميش والإهمال.

ثالثا: الظروف البيئية المحيطة بالطفل

لكل أم تسأل متى يعتبر الطفل تأخر في الكلام ؟ هل تعلمين أن البيئة التي يعيش فيها الطفل تتحكم بطريقة مباشرة في نطقه؟ حيث إن قلة التفاعل مع الطفل والانشغال عنه لأوقات طويلة وعدم التحدث معه من أكثر الأسباب التي تجعل الطفل متأخرًا في الكلام.

علاج تأخر الكلام عند الأطفال 4 سنوات

رابعا: مشاكل السمع

عادة ما ترتبط مشاكل السمع ارتباطًا وثيقًا بتأخر الكلام عند الأطفال، نظرًا لأن الطفل الذي يعاني من مشكلة في السمع لا يفهم الكلمات، وبالتالي يواجه صعوبة في نطقها، مما يجعله غير قادر على التحدث بصورة مفهومة، لذا ينبغي للأم في تلك الحالة التوجه فورا لطبيب مختص من أجل خضوع الطفل للفحوصات اللازمة.

خامسًا: التهابات الأذن

عندما يصاب الطفل بعدوى في أذنه فإنه يفقد قدرته على السمع بصورة سليمة، لا سيما إذا كانت العدوى المزمنة، ولكن إذا تم السيطرة على التهابات الأذن ومعالجتها فإن لغة الطفل سوف تتطور تدريجيًا.

أسباب تأخر الكلام عند الأطفال الأكثر شيوعًا

بعد الإجابة عن سؤال متى يعتبر الطفل تأخر في الكلام ؟ أنتِ الآن بصدد التعرف على بعض الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى تأخر الكلام ومنها:

1 – التخلف العقلي.

2 – الشلل الدماغي.

3 – وجود خلل في تكون سقف الحلق.

4 – متلازمة داون.

5 – مرض فرط الحركة، ويمكنكِ التعامل مع اطفال فرط الحركة على نحو سليم بواسطة اتباع النصائح والطرق المطروحة في موقعنا المتميز.

ومن الجدير بالذكر أن تأخر الكلام عند الأطفال سنة ونصف أمر لا يدعوا للقلق، ولكن ذلك لا يتنافى مع أهمية استشارة المختصين للتحقق من سلامة الطفل.

علاج تأخر الكلام عند الأطفال 4 سنوات

إن سؤال متى يعتبر الطفل تأخر  في الكلام ؟ يفتح الآفاق للعديد من الأسئلة الأخرى المتعلقة بهذا الموضوع، خصوصًا في ظل تداول تجارب الأمهات في تأخر الكلام على مختلف المواقع، ومهما كانت العوامل المؤدية إلى تلك الظاهرة ، فلا بد من أن يكون هناك خيارات علاجية وأساليب تربوية لحلها، وبين ثنايا السطور الآتية نتطرق إلى حل تلك المشكلة بصور مختلفة وهي كالآتي:

–  علاج التخاطب

إذا لم تكن ظاهرة تأخر الطفل في الكلام مرتبطة بأي مشاكل عضوية أو نفسية، ففي تلك الحالة يصبح  من السهل علاج تأخر الكلام بواسطة إخضاع الطفل لمجموعة من التمارين والتدريبات التي تهدف إلى تعلم نطق الحروف بطريقة سليمة والتطوير من اللغة مثل: تمرين النطق، تمرين التحدث، تمرين أحرف العلة، تمرين الصوت والحركة وغيرها ويتم ذلك بالتعاون مع معالج مختص.

– علاج المشاكل الصحية المتسببة في الأمر

إن الأم التي تكرر سؤال متى يعتبر الطفل تأخر في الكلام ؟ تكون في أغلب الأحيان قلقة ومذعورة بشأن تأخر طفلها في النطق، ولكننا جئنا اليوم لننفض عنكِ غبار القلق فلا توجد مشكلة ليس لها حل، ولكن أول خطوة في العلاج هي معرفة أسباب المشكلة الرئيسية والتخلص منها.

لذا يجدر بكِ معالجة مشاكل طفلكِ العضوية أولا والتي تؤثر بصورة مباشرة على نطقه مثل: علاج ضعف عضلات الفم، وعلاج الثنية تحت اللسان، مع الحرص على علاج التهاب الاذن الذي يؤدي إلى مشاكل عديدة في السمع.