من هو شاعر الرسول الذي أسر بشعره القلوب؟

لربما فاتنا العيش في زمن رسول الله ولكنني أرجو ألا تكون عقولنا غافلةً عن معرفة إجابة سؤال من هو شاعر الرسول يومًا ما، شاعر لسان وليس برجل سنان، مَن أبدع في وصف النبي العدنان فقال فيه: “خُلقت مبرءًا من كل عيب .. كأنك قد خُلقت كما تشاء” إنه حسان بن ثابت مَن كان لسانه كالسيف المسلول “خالد بن الوليد” فكلاهما دافعا بطريقته عن الإسلام.

من هو شاعر الرسول ؟

كمْ كانت منافسة طوائف الجاهلية بعضهم البعض بقول الشعر الفصيح شريفةً! فلقد نبع من كل قبيلةٍ شاعرٌ مخضرمٌ يُعرف بلسانها وفارسها البليغ، ولعل المتحدث الرسمي باسم قبيلة الخزرج هو أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، مَن عاش ستين عامًا في أكناف الجاهلية ومثلهم تحت لواء الإسلام.

ثماني سنواتٍ تفصل بين ميلاد حسان بن ثابت ورسول الله، فعاش الأول في أحضان المدينة المنورة وترعرع في مقطن من أشرف ديار المدينة، بيت وجاهة وعز إذ كان أبوه أحد سادات العرب، ثم انصرف إلى اللهو وقول المديح والغزل في فتوته حتى صار خيرَ الشعراء وأفضل الذين أُنجبوا في عصر ما قبل الإسلام، فاستحق على غرار ذلك أن يُلقب بشاعر رسول الله!

نسب حسان بن ثابت | مَن ناضل الأعداء بسلاح شعره

يتدلى نسب حسان بن ثابت من تلك القبيلة التي هاجرت من اليمن لتستوطن في بلاد الحجاز وهي الخزرج؛ حيث ظلّت يثرب مقرًا لها تعيش في أحضانها، وكان ثابت بن المنذر أحد أشراف هذه العشيرة أبًا لحسان، أما والدته فتُعرف بالفزيعة بنت خنيس الخزرجية، وعلاقة قرابة تربطه بأخوال جد سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين.

شهرةٌ رائجةٌ حظي بها حسان بن ثابت منذ أن نطق بالشعر ورافق الصادق الأمين وحتى الآن لا زال اسمه محفورًا في العقول، وبالرغم من ذلك نجد الكثيرين يتساءلون ويتحرون على مواقع التواصل الإلكتروني عن سؤال من هو شاعر الرسول ؟ مع أن إجابته مكنونةٌ في أذهانهم، فعلى أي حال فالنسيان قد كُتب علينا حتى تفنى البشرية جمعاء.

اعتناق شاعر الرسول الإسلام

لم يحتَجْ حسان بن ثابت كثيرًا من الوقت لكي يؤمن برسالة رسول الله بل كان من أولئك الأنصار السبَّاقين إلى دخول الإسلام، وكان وقتئذ في الستين من عمره ولكبر سنه لم يشهد أي غزوات إسلامية مع الرسول ولكنه مع ذلك كان مناضلًا بلسانه الفصيح عن دين السماحة والسلام؛ إذ كان يرد غائلة المشركين بشعره وينافح عن الإسلام ونبيه بهجائه لهؤلاء الأخصام.

جهود حسان بن ثابت في نصرة الإسلام

اتجه المشركون لقول الهجاء وتوجيه السباب لرسول الله حينما وضع بن ثابت أولى خطواته على سلم اعتناق الإسلام، ولم يقابل هجاءهم بالصمت بل كان أشد فصاحة منهم في النطق بالهجاء، وكان سيدنا محمد أكثر الداعمين له إذ كان يدعو له مرددًا: (اللهم أيّده بروح القدس)، وقد جاء في حديث شريف روته أم المؤمنين السيدة عائشة بنت الصّديق حيث قالت: (استأذن حسان بن ثابت النبي صلّ الله عليه وسلم في هجاء المشركين فقال: كيف بنسبي، فقال حسان: لأسُلنّك منهم كما تُسّل الشعرة من العجين).

لقد ظلّ شعر حسان وسيلةً يُذكّر بها المشركين آلامهم وأوجاعهم التي عاشوها مع كل هزيمة قد لحقها المسلمون بهم وكأنه كان يعيرهم ويستهزأ بقلة حيلتهم وهزالة صلابتهم، وكثيرًا ما حرّض المسلمين على قتال المشركين هزالي الرأي ومنعدمي الذهن وجاهلي الفكر.

فيمَ تكمن الإجابة على سؤال من هو شاعر الرسول ؟

يتساءل الكثيرون عن من هو شاعر الرسول أو مَن الذي اختاره النبي ليكون حاميًا لأعراض المسلمين في معركة الأحزاب؟ فالإجابة على هذين واحدة لا ثانية لها ألا وهو حسان بن ثابت.

ميزات حسان بن ثابت

لقد قالها ابو عبيدة بن الجراح ذات يومٍ: (فُضّل بن ثابت على غيره من الشعراء بثلاث مآثر حيث كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر رسول الله في عهد النبوة، وشاعر اليمن جميعها في الإسلام) فيا لها من مكانة مرموقة فاز بها حسان طيلة مائة وعشرين عامًا!

وأردف بن الجراح قائلًا: “اتفقت آراء العرب على أن أفضل أهل المدر شعرًا حسان بن ثابت”.

أشهر قصائد حسان بن ثابت

عُرف شعره بالفصاحة وجزالة الأسلوب فكان من اشهر شعراء العصر الجاهلي والعرب وأشعرهم على مر العصور، اتخذه الصادق الأمين شاعرًا له وللمسلمين فأصبح على قدر الثقة والمسؤولية التي أُسندت إليه فهو صاحب الصوت المسموع، وستأتي أجيال تلو الأخرى فيتساءلون عن من هو شاعر الرسول وذلك حتى تقوم الساعة وتنشق القبور!

تعد أول قصيدة لحسان بن ثابت في مدح الرسول أشهر ما عنونه في ديوانه المليء بالسطور، ومن أبرز أبياتها ما يأتي:-

هَلِ المَجدُ إِلّا السُؤدَدُ العَودُ وَالنَدى ..  وَجاهُ المُلوكِ وَاِحتِمالُ العَظائِمِ

نَصَرنا وَآوَينا النَبِيَّ مُحَمَّداً  ..  عَلى أَنفِ راضٍ مِن مَعَدٍّ وَراغِمِ

بِحَيٍّ حَريدٍ أَصلُهُ وَذِمارُهُ  ..  بِجابِيَةِ الجَولانِ وَسطَ الأَعاجِمِ