الدهون المشبعة | هل هي مفيدة أم ضارة؟

الدهون المشبعة

رغم الاعتقاد الراسخ في عقول عامة الناس بأن جميع المواد الدهنية مضرة لصحة الجسم ويجب الابتعاد عن تناولها قدر المستطاع، لكن الجسم يكون بحاجة إلى الأنواع الضرورية والمفيدة منها لإتمام العمليات الحيوية، حيث إنها تعتبر مصدرا هاما للأحماض الدهنية الرئيسة والتي لا يقدر الجسم على صناعتها بنفسه، ويوجد نوعان أساسيان للدهون ويتمثلان في الدهون المشبعة والدهون غير المشبعة، وفي خلال سطور مقالنا سنتعرف على كل ما يخص هذا النوع من الدهون.

ما هي الدهون المشبعة ؟

تعتبر الدهنيات أحد العوامل الأساسية التي تساعد في بناء الكثير من أجزاء الجسم وخلاياه، حيث إن الدهون تقوم بوظائف مختلفة ومتعددة في جسم الإنسان، وبصورة عامة يتألف تركيب الدهون من ذرات الكربون المرتبطة بذرات الهيدروجين، ويتحدد نوع الدهون بناء على طبيعة الروابط الكيميائية التي تجمع بين هذه الذرات.

فإذا كانت الرابطة الكيميائية بين ذرات الكربون والهيدروجين فيها رابطة أحادية فيطلق على هذا النوع مصطلح الدهون المشبعة، وذلك يعني أنها مليئة للغاية بالهيدروجين، أما إذا كانت تلك الرابطة ثنائية، فيطلق على هذا النوع مصطلح الدهون غير المشبعة، وذلك يعني أنها تشتمل على عدد قليل من ذرات الهيدروجين.

فوائد الدهون المشبعة

بصورة عامة إن الدهـون المشـبعة لا تعود بالآثار الإيجابية على صحة الإنسان، حيث إنها ليست من المكونات الغذائية التي لها قيمة غذائية عالية، وعلى الرغم من ذلك الأمر فهناك تباين بين الدهـون المشـبعة تبعا لمصادرها، وعلى سبيل المثال يمكن غض النظر عن الدهون المشبعة التي توجد في منتجات الألبان مقابل الحصول على الفائدة التي يتم أخذها من هذه الأنواع كالبروتين والكالسيوم، بينما لا يكون لها أي فائدة غذائية على الإطلاق عندما يتم أخذها من خلال الوجبات السريعة الجاهزة واللحوم المصنعة والمأكولات الغنية بالسكر.

أضرار الدهون المشبعة

على الرغم من أن الجسم يحتاج لوجود المواد الدهنية فيه والدور التي تلعبه هذه المواد ودخولها في الكثير من الوظائف الحيوية في الجسم، مثل إمداد الجسم بالطاقة والمساهمة في تركيب الأغشية الخلوية، لكن الأنواع التي يكون الجسم بحاجة إليها لتأدية هذه المهام ليست هي بالطبع الدهـون المـشبعة بل أنواع أخرى.

تعود الدهون المشبعة بالعديد من الأضرار على صحة الإنسان، حيث إن الإفراط في تناولها يزيد من خطر التعرض للإصابة بالكثير من الأمراض المختلفة، ومن أبرز أضرارها ما يلي:

1- الإصابة بأمراض القلب

تعمل الدهـون المـشبعة على تصنيع وتراكم المواد غير المفيدة بالدم مثل الكولسترول الضار، وبالتالي فإن زيادة معدلها في الدم قد يؤثر سلبا على سلامة كل من القلب والشرايين، حيث يؤدي تراكمها وارتفاع معدل الكولسترول الضار إلى حدوث ضيق في الشرايين و ظهور اعراض تصلب الشرايين ،ذلك الأمر الذي من شأنه أن يزيد من احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية ومشاكل الشريان التاجي وغيره من الشرايين الأخرى واضطرابات الأوعية الدموية.

2- زيادة الوزن

إن الإكثار من تناول الأطعمة والمأكولات التي بها نسب عالية من الدهـون المـشبعة مثل الوجبات السريعة وغيرها سيتسبب في زيادة معدلاتها في الدم مما يؤدي إلى تراكمها في أماكن تخزين الدهون، وبالتالي حدوث زيادة في وزن الجسم، وارتفاع معدل الإصابة بمرض السمنة، علاوة على ذلك فإن المواد الدهنية تشتمل على قدر كبير من السعرات الحرارية التي تعمل على اكساب الجسم وزنا أكبر ما لم تُحرق بالطريقة السليمة من خلال المداومة على ممارسة التمارين الصباحية المفيدة للغاية.

أضرار الدهون المشبعة

أضرار الدهون المشبعة

أين توجد الدهون المشبعة؟

بعد أن قمنا بالإجابة عن سؤال هل الدهون المشبعة مضرة؟ ينبغي أن نقوم أيضا بسرد المصادر التي تحتوي على نسب عالية منها، وذلك لتفادي تناولها قدر المستطاع، فيوصي الأطباء بضرورة عدم تخطي نسبة السعرات الحرارية التي يتم أخذها عن طريق المواد الدهنية عن 25% أو 30% كحد أقصى من إجمالي السعرات الحرارية التي يحصل عليها الجسم خلال اليوم، ومن أبرز مصادر الدهون المشبعة ما يلي:

1- السمن والزبدة.

2- المأكولات الجاهزة والوجبات السريعة مثل البيتزا والبرجر والبطاطس المقلية.

3- الألبان كاملة الدسم وكل منتجاتها ومشتقاتها مثل الأجبان والقشطة وغيرها.

4- الدواجن التي لا يتم نزع الجلد منها قبل تناولها.

5- الكثير من أنواع الزيوت التي يتم استخراجها من النباتات، مثل زيت جوز الهند وزيت النخيل وزيت نواة النخيل، والجدير بالذكر أن تلك الزيوت تعتبر مصدرا للدهون المشبعة فقط ولا تشتمل على الكولسترول.

6- المعجنات والفطائر.

7- اللحوم الحمراء، لحم الضأن، لحم العجل، اللحوم المصنعة مثل اللانشون الجاهز الذي يمكن استبداله بعمل اللانشون البيتي الصحي.

هل يمكن استبدال الدهـون المـشبعة ببدائل أخرى؟

بما أن الـدهون المشبـعة ليس لها فوائد على صحة الإنسان، وجب البحث عن بدائل غذائية لها والعثور عليها للمساهمة في تفادي تعرض الجسم للأضرار الناتجة عن هذا النوع، وإمداد الجسم بالعناصر الغذائية الصحية، وبصورة عامة يجب إدخال المأكولات التي تحتوي على الدهون غير المشبعة في الأنظمة الغذائية

– المداومة على تناول الحبوب في صورتها الكاملة عوضا عن الحبوب التي يتم تقشيرها.

– تناول كلا من الألبان ومشتقات الألبان قليلة الدسم أو منزوعة الدسم بصورة كلية.

– الإقبال على تناول اللحوم البيضاء المتمثلة في الأسماك والدواجن منزوعة الجلد عوضا عن اللحوم الحمراء أو اللحوم التي تحتوي على نسب عالية من الدهون بصورة عامة.

– الحرص على تناول كميات مناسبة من المكسرات وعدم الإكثار منها.

– التخفيف قدر الإمكان من تناول المأكولات التي تشتمل على نسب عالية من السكريات.

– التخفيف قدر المستطاع من تناول أنواع المأكولات التي يتم خبزها أمثال الكيك والدونات وغيرهم.

– تجنب استعمال الدهون والزيوت الصلبة في تجهيز الطعام مثل الزبدة والسمن ودهن النخيل، واستبدالها بالدهون والزيوت السائلة ومن أمثلتها زيت الزيتون.

– القيام بشواء الطعام أو حتى سلقه عوضا عن قليه.

– الإكثار من تناول الفواكه والخضروات فهي تعد من صور الطعام الصحي المتوازن.

وبذلك أصبحت الإجابة واضحة على سؤال أيهما أفضل الدهون المشبعة والغير مشبعة ؟، فالدهون غير المشبعة هي التي تعود بالنفع على صحة وسلامة جسم الإنسان، فتؤمن له قدر كبير من الطاقة التي يكون بحاجة إليها للمحافظة على نشاطه والمساهمة في تنشيط الذاكرة وسرعة النمو عند الأطفال وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.

هل الدهون غير المشبعة تزيد الوزن ؟

لا يقوم الجسم بتخزين الدهون غير المشبعة به وإنما يقوم باستهلاكها في تأدية مختلف الوظائف الحيوية مثل إنتاج الطاقة، لذلك هي لا تؤدي إلى زيادة الوزن، ولكن هناك بعض الحالات التي يمكن أن تتسبب فيها الدهون غير المشبعة بزيادة الوزن وهي قلة النشاط وعدم الحركة أو الإفراط في تناولها.

لماذا أطلق على الدهون المشبعة هذا الاسم؟

أُطلق عليها هذا الاسم لأن ذرات الكربون التي تتألف منها هذه الدهون ترتبط بأكبر قدر ممكن من ذرات الهيدروجين، أي أنها مشبعة حد الامتلاء بالهيدروجين.

ما هي مصادر الدهون غير المشبعة؟

يمكن الحصول عليها من أنواع عديدة من الأسماك مثل سمك التونة وسمك السلمون وسمك السردين، وكافة أنواع الزيوت، بالإضافة أيضا إلى الحبوب والبذور والمكسرات.

ما هي النسبة التي يحتاجها الجسم من الدهـون المـشبعة؟

يوصي معظم الأطباء بألا تتعدى الكمية المتناولة من الدهـون المشـبعة عن 10% من السعرات الحرارية اليومية، فمثلا إذا كنت تحصل على 2000 سعرة حرارية في اليوم، فينبغي ألا تتخطى نسبة الـدهون المشبـعة 120 سعر حراري، وذلك ما يعادل 13 جرامًا فقط خلال اليوم.

مواضيع ذات صلة

مراحل خلق الإنسانطريقة تسجيل الدخول إلى منصة تعلم للطلاب والمعلمين

طريقة عمل cvتعلم طريقة عمل cv في 6 خطوات فقط .