فيلم رمضان مبروك ابو العلمين حمودة | كوميديا لا تتضاءل

لربما صار حال السينما المصرية منحوسًا إذا لم تُثرَ بأروع الحبكات الكوميدية لا سيما الذي جسدها محمد هنيدي؛ الممثل البارع الذي أتى بـ فيلم رمضان مبروك ابو العلمين حمودة ليؤكد على أن الكوميديا ستظل مصدرًا مشعًا للسعادة ورسم البسمات على الأوجه.

أفلام السينما المصرية | ذات تاريخ عريق

لقد ظلت أفلام الزمن الجميل حيّةً رغم ما مرّ عليها من آلاف السنين، فالصغير شغوف بها قبل الكبير؛ إذ تراه يهرول في خطواته بعد انتهاء يومه الدراسي لكي يشاهد فيلمه القديم، ولعل من أجمل هذه الحبكات فيلم دعاء الكروان الذي كتبه عميد الأدب العربي طه حسين، ولقد تمت مناقشة الكثير من القضايا التي تراوحت بين الحقيقة والخيال في هذه الأعمال القديمة العريقة حتى كان للأدوار الكوميدية بصماتٌ مؤثرةٌ؛ فما أجملها أصوات الضحكات التي تصدر جراء مشاهدة أفلام إسماعيل ياسين!

لم تمت الكوميديا بوفاة “أبو ضحكة جنان” ولم تقف السينما المصرية حائرةً مكتوفةَ الأيدي لعدم وجود مَن يُكمل مسيرة مُضحك الأجيال؛ بل هي ولادة أنجبت كثيرين كـ عادل إمام، ومحمد هنيدي الأستاذ رمضان بطل فيلم رمضان مبروك ابو العلمين حمودة الشهير؛ الذي أثرى السينما العربية بمشاهده الفكاهية الجميلة، فدعونا نُسلط الأضواء عليه من سائر الجهات ونتحدث معًا عن فيلمٍ أقل ما يُقال عليه: أنه أحد أجمل الأفلام التي تناولت التعليم بشكل كوميدي يُثير الأذهان.

فيلم رمضان مبروك ابو العلمين حمودة | ديباجة عنه

لربما يعتقد الكثير أن النظام التعليمي الذي تُدار به المدارس صارمًا كحدة الدستور؛ ولكنه فيه من النكهات الفكاهية بعض الشيء كالتي تحدث صدفةً بين الأستاذ والتلميذ، ولعل فيلم رمضان مبروك ابو العلمين حمودة أكبرُ دليلٍ على هذا الحديث، ذلك العمل الدرامي الذي تناول عالم المدارس بشكل كوميدي بعد ثماني سنواتٍ من إصدار فيلم الناظر ؛ والذي حاكي التعليم بعذوبةٍ ولكن بأسلوبٍ مغايرٍ عن العمل الآخر.

محظوظون نحن بمعاصرة القرن الحادي والعشرين المليء بالحبكات السينمائية الفريدة من نوعها، فلسنا بحاجة إلى حمل الهموم فوق عواتقنا في أوقات الدُجى أيضًا فما ننشغل بالتفكير فيه أحيان النهار كافيًا للغاية، لذا فنحن بحاجةٍ بالغةٍ إلى مَن يؤنس وحدتنا في الديجور؛ ولعل الأعمال الدرامية الفكاهية مثل فيلم رمضان مبروك ابو العلمين حمودة قد فُعلت من أجل مؤازرتنا في الظلام المعتمد؛ لكي تُخرج منا أعلى أصوات الضحكات.

لقد ظلت أصوات القهقهة تعلو وتعلو بأدوار السينما المصرية في الشهر الختامي لعام 2008 م؛ جراء طرح فيلم رمضان مبروك ابو العلمين حمودة الذي لعب بطولته الفنان الكوميدي الشهير محمد هنيدي؛ مدرس أول لغة عربية في إحدى المدارس بالقرى المصرية، والذي كان رمزًا للحزم والانضباط والمُلقن المثالي الذي يستحق لقب معلم الأجيال.

فيلم رمضان مبروك ابو العلمين حمودة كامل

لقد دقّ جرس الحصة الأولى في الساعة السابعة صباحًا ولم يصل بعد الأستاذ رمضان، الذي تأخر كثيرًا رغم أنه لم يأتِ سيرًا على الأقدام؛ بل راكبًا دراجته كما هو المعتاد، ولسوء حظه قد التقى بمَن عرقل طريقه؛ ذاك الطالب الجديد الذي قصد الوصول بسيارته إلى مدرسة ميت بدر حلاوة، والذي أوقع الأستاذ رمضان في بركة الماء مع دراجته.

جلس الطلاب في أماكنهم مرتقبين وصول أستاذ اللغة العربية رمضان مبروك أبو العلمين حمودة؛ فإذا بطالبٍ جديدٍ يتحدث بالإنجليزية قد انضم إلى فصلهم الدراسي، وبعد مرور عدة دقائق لقد وصل الأستاذ رمضان إلى مدرسته حاملًا دراجته المكسورة فوق أكتافه؛ وحينما وصل الفصل وجد مَن ألقاه في البحيرة جالسًا على آخر المقاعد منتظر قدوم إياه.

(والنبي هو) لقد كان ذلك هو رد فعل الأستاذ رمضان تجاه رؤية الطالب (رمزي) الذي أسقطه بحرًا، والذي نوى له العقاب جراء ما فعله به؛ إذ قام بتعليقه في سقف الفصل وهو يطلب منه إعراب جملة عربية، ولكنه قد عجز عن إعرابها، ولقد اهتزت جدران المدرسة بعلو صرخات الأستاذ رمضان في وجه رمزي؛ وكأنها تطلب الاستغاثة قبل أن تقع أسيرةً أيضًا تحت يد الأستاذ!

لم يستجب الاستاذ لآراء زملائه المعلمين أو حتى لإلحاح الناظر والوكيل؛ بل ظلّ متشبثًا برأيه بمعاقبة رمزي الطالب الفاشل الذي أجرم في اللغة العربية الفصحى من وجه نظره؛ وهذا ذنب غير مغفور، ولكن انهالت الصدمات على رمضان حينما عرف بأن الطالب المعاقب رمزي ابن وزير التربية والتعليم؛ وتهاوى الأستاذ أرضًا وكأن جبالًا من المصائب قد وقعت على رأسه في تلك اللحظة!

رمضان مبروك أبو العلمين حمودة

تكملة فيلم رمضان مبروك أبو العلمين حمودة egybest

لقد جرت الرياح عكس مجرى السفن؛ ودارت حياة الأستاذ رمضان نقيض ما توقع؛ فلقد بات مرتعشًا وخائفًا فإذا بأعضائه التي ترتجف ولسانه الذي يتلعثم وهو واقف أمام مكتب وزير التربية والتعليم! والذي طلب رؤيته خصيصًا جراء إعجابه الشديد به بعدما علم بحدته وصرامته، فكيف سيطرق الإزعاج باب هذا الوزير وهو مَن أرسل نجله إلى تلك المدرسة الريفية ليتعلم فيها أصول التربية والتعليم؟!

لم يكتفِ الأستاذ رمضان بمعاقبة رمزي سابقًا بل كاد أن يعاقبه مجددًا في مكتب والده؛ بعدما فشل في إعراب جملة “وإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانهُ لآتٍ بما لم تستطِعه الأوائلُ” للأديب والمفكر ابو العلاء المعري الذي أوهبه الله بصيرةً عاليةً عوضًا عن فقدان بصره.

لقد أُعجب الوزير ومدير مدرسة الثانوية الخاصة بما بدر من الأستاذ رمضان في مكتب معالي الوزير حتى قررا تعيين هذا الأستاذ في تلك المدرسة الخاصة التي بها أبناء كبار المسؤولين؛ وبالفعل قد حصل ذلك فلقد أصبح رمضان مدرسًا فيها.

دخل الأستاذ رمضان الفصل معرفًا بنفسه إلى هؤلاء الطلاب؛ وفي ذاك اليوم وجد جميع الطلاب متعقلين ومولعين بمطربةٍ شهيرةٍ تُسمى (نجلاء وجدي) وبعد سلسلة من المحاولات المكثفة التي قام بها الأستاذ لإبعاد طلابه عن هذه المطربة؛ لقد وقع الأستاذ رمضان في فخ حبها! ليُكلل زواجهما مسك ختام فيلم رمضان مبروك ابو العلمين حمودة الرائع.

قفشات فيلم رمضان مبروك ابو العلمين حموده | هنيدي الأسطورة

انتفضت السينما المصرية من دائرتها المظلمة لتنبع منها أفكارٌ كوميديةٌ في غاية الجمال والروعة؛ ولعل من أجمل هذه المداعبات ما قالها الأستاذ رمضان في أحد افضل افلام الدراما المصرية؛ فيلم رمضان مبروك ابو العلمين حمودة والتي منها ما يلي:-

– (أنا اللي نفسي اسألك سؤال واحد انت قصير ليه .. رباااني)

– (باركوا لأخوكوا أبو جبل نتيجته 62 من 50)

– (شهاب مش عاجبني يا أم شهاب)

معلومات عامة عن الفيلم

التصنيف الفني:- كوميدي

تاريخ الإصدار:- 4 ديسمبر 2008

الكاتب:- يوسف معاطي

المخرج:- وائل إحسان

التوزيع:- أوسكار؛ النصر؛ الماسة

تحميل الفيلم:- يمكن تحميل فيلم رمضان مبروك ابو العلمين حمودة من أي موقع إلكتروني

مشاهدة فيلم رمضان ابو العلمين حمودة:-

يمكنكم أيها القراء مشاهدة فيلم رمضان مبروك ابو العلمين حمودة الكوميدي على شاشات التليفزيون؛ فآثاره ستظل باقيةً مهما مرت العصور وانقضى الزمان.

البطولة:-

– محمد هنيدي (الأستاذ رمضان)

– سيرين عبد النور (المطربة نجلاء وجدي)

– ليلى طاهر (والدة رمضان)

– عزت أبو عوف (وزير التربية والتعليم)

– ضياء الميرغني (ناظر مدرسة ميت بدر حلاوة)

– إدوارد (فريد مدرس العلوم)

– لطفي لبيب (مدير المدرسة الثانوية الخاصة)

– أمير المصري (رمزي؛ ابن وزير التربية والتعليم)

– طارق الإبياري (أمير؛ طالب في المدرسة الثانوية

– عمر مصطفى متولي (شهاب؛ ابن وزير الداخلية)